برنامج باسم يوسف متقدمون أم منحطون(4-2)

سامح عسكر Ýí 2013-10-30


يبدو أن البرنامج تأثر برؤيا الإخوان، أو أنه تفاعل مع بعض مطالبهم دون موازنة تلك المطالب مع الأخرى العكسية، وقد ظهر ذلك في تسمية ثورة يونيو على أنها انقلاب عسكري غير مشروع..لا يهمنا توصيفه بالخشونة أو النعومة فطبيعة الانقلاب واحدة ولكن البرنامج لم يناقش ماهية الانقلابات وما هو دور الجيش بعد الانقلاب...وهل يوجد دعم شعبي لهذا العمل؟..وإذا كان فلماذا لا يحققه البرنامج ولا يذكره في سبيل المُشاع، بمعنى أن باسم يوسف قد ذكر ما حدث في 30 يونيو على ألسنة الناس بأنه ثورة أوانقلاب..ولكن عند التحقيق رجّح أنه انقلاب عسكري غير مشروع، وعليه فيلزم ذلك عدم مشروعية السلطة القائمة وأنها سلطة مغتصبة، رغم أن الجماهير تدعمها في صورة الجيش القائد والراعي للعملية الانتقالية..وتلك أحد صور التناقض..

فكيف يدعي أحد عدم مشروعية سلطة ما والجماهير تدعمها؟!.. وهل سلطة الصندوق أقوى من سلطة الشارع؟..وماذا لو تغيرت الآراء بفشل الإدارة؟..وهل الديمقراطية تُجيز الخروج عن رأي الشارع؟...فإذا لم يكن وكان الاعتبار برأي الصندوق فماذا لو رفعت جماهير 30 يونيو مطالب الاحتكام للصندوق ورفضتها الإدارة؟..كلنا نعلم -حتى الإخوان وباسم يوسف- أن ثوار 30 -6 رفعوا مطالب الاحتكام للصندوق وانتخابات رئاسية جديدة ولكن الإدارة المصرية رفضتها بتعنت، فلماذا تُلام هذه الجماهير وقد احتكمت لآليات الديمقراطية؟..وهل أذنب المصريون حينها بالتعبير عن آرائهم وثورتهم على الحاكم الفاشل؟..وهل يتحملون فشل الحاكم أصلاً؟..فلو لم يكن ذلك..فلماذا لم يُجري البرنامج تحقيقاً لما حدث في 30 يونيو دون الاعتبار بمقدمات هذه الثورة؟

هذه من النقاط التي أخطأ فيها البرنامج ، وقد أردنا مناقشتها ولكن بعد إنصاف الرجل لئلا يتهمنا أحد بعدم الإنصاف أو الموضوعية...فطبيعة البرنامج ساخرة ولكن مضمونه سياسي بحت، ولا يمكن تجاهل الدور الذي لعبه البرنامج في كشف الإدارة السابقة، وقد خلق ذلك سياقاً عاماً فيما لو عاد البرنامج يعمل في نفس الإطار ويجري تشبيه النظام الجديد بالقديم دون مناقشة موضوعية عقلية حتى لو تجاهلنا الأصوات الأيدلوجية الحزبية-أياً كانت- لصالح الصوت الأممي والقومي، وهذا ما يُسمى بالمصلحة العامة المقدمة على الخاصة، فالأحزاب تتصارع ولكن في إطار دولة..فماذا لو لم يكن هناك دولة؟..هل ستكون هناك أحزاب؟..ولماذا لا نحمي هذه الدولة كي نحمي العمل السياسي برمته؟..وهل هناك خصوم للدولة بالفعل؟..وماذا يقولون وماذا يفعلون..؟

سنُجمل ذلك كله في ثلاثة أخطاء رئيسية وقع فيها البرنامج وسنناقشها بشئِ من التفصيل:

1-إنكار الدور الإعلامي للجيش..وقد تمثل ذلك في رفض البرنامج لكلمة "أذرع" التي قالها القائد العام للجيش في إحدى مؤتمراته، وقد أخطأ البرنامج في نزع الكلمة من سياقها العام الذي يؤكد على ضرورة وجود كيان إعلامي تابع للجيش في حربه على الإرهاب وليس للاستبداد السياسي مثلما وهم البرنامج مشاهديه، والسبب في تلك الأزمة لدى البرنامج هو في اعتماده على دعايا جماعة الإخوان التي نشرت هذا الفيديو معنوناً بنفس العنوان الذي انتقد فيه البرنامج توجه الجيش، وهذه إحدى علامات تأثر البرنامج بالإخوان..فيومياً يقتل الإرهاب الأسود مزيداً من جنود الأمن فضلاً عن الحرب الإعلامية والنفسية التي تهدد الجيش المصري..مما يُعيد للأذهان ما حدث في سوريا، وعليه كان الدور الإعلامي للجيش مطلوباً وضرورياً للدفاع عن نفسه وعن الوطن بمنطق.."لا يفل الحديد إلا الحديد".

2-إنكار الإرهاب كواقع يعيشه المصريون ومؤسساتهم الأمنية..فالإرهاب لم يعد يهدد الجيش والشرطة فقط بل يهدد سلامة الشعب برمته، وقد رأينا أكثر من عملية تفجيرية بسيارات مفخخة وقع ضحاياها مدنيون، فهل جاء على خواطر معدي البرنامج وباسم يوسف نفسه أن يتعاطفوا مع دماء هؤلاء مثلما تعاطفوا مع قتلى رابعة العدوية؟..وهل ناقش البرنامج مسألة تسليح الإخوان في رابعة؟..ولماذا لم يتعرض لضحايا الأمن في عملية فض الاعتصام؟..ألم يكن ذلك علامة على أن الاعتصام- الذي يرفض البرنامج فضه- كان اعتصاماً غير سلمي، وهل هناك ضحايا للإخوان وقعوا أثناء الاعتصام؟..وكم عددهم ؟..ولماذا لم يذكرهم البرنامج كضحايا للإخوان بشكلٍ عام؟..هل نحن أمام ناقد سياسي متحزب أم ناقد ساخر محايد؟..أسئلة هامة وعلى البرنامج الإجابة ...

3-عامل التوقيت ..وهو أخطر عامل قد يساعد في إضعاف الروح المعنوية للأمن في مواجهة الإرهاب، والسبب في جماهيرية البرنامج وتأثيره وسياقه العام القديم..وبذلك يصبح البرنامج ومؤيديه خنجراً في ظهر القوى الأمنية في حربها الشرسة والخطرة ضد قوى الظلام والإرهاب الدولي، علماً بأن الحرب التي يخوضها الجيش المصري هي من الجيل الرابع الأخطر على بنية الجيوش، والسبب أنها تواجه عصابات غير منظمة ولكنها تمتلك من وسائل الاتصال والقتل ما يمكنها من الصمود وإحداث خسائر دون أن تراها..

اجمالي القراءات 8070

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2012-09-25
مقالات منشورة : 788
اجمالي القراءات : 8,026,030
تعليقات له : 102
تعليقات عليه : 410
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt