الفصل العاشر
ويوم تقوم الساعة

قال لي صاحبي وكان متهما في قضية إني أخشى يوم المحكمة قلت مستفسراً وهل لمحكمتكم يوم تنعقد فيه دون المحاكم قال لي موضحاً إني أقصد يوم جلستي المحدده قلت وهل لك جلسة خاصة دون غيرك قال أنا في الرول 197 فكيف تكون لي جلسه خاصه والمحاكم مكتظة بالمتهمين ففهمت أن يوم الجلسة خاص لكل من له تهمة ، إذا فيوم الساعة يقوم على المبعوثين الذين آمضوا حياتهم الدنيا وبدأوا في حياتهم الاخرة فالساعة قائمة على أهل الأخرة وتقوم على أهل الدنيا وعلى هذا الأساس فيوم القيامة هو يوم قيامة المبعوثين ويوم الفصل هو يوم الفصل في ماقدِموا به الى الله ، والمكذبون بالبعث يقسمون بربهم يوم تقوم ساعتهم أنهم لم يلبثوا الا ساعة فهم أفاكون فلم يلبثوا ساعة ولا دقيقة وانما في لمح البصر ولكنهم مصرون حتى يوم القيامة على انهم لبثوا ساعة فقد كذبهم الرحمن في هذا القسم وقال انهم كانوا كذلك في الدنيا كاذبين ( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ )( سورة الروم الاية 55 ) والعلماء المؤمنون يردون على المكذبين بقولهم انكم لم تلبثوا في قبور الدنيا شيئا وانما لبثتم في كتاب الله اي في قبور الاخرة من يوم خلقكم من طين الى يوم بعثكم الذي انتم فيه الان وللأسف انتم رفضتم العلم الذي أنزله ربكم وبدلتم نعمة الله كفرا ( وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )( سورة الروم الاية 56 ) يومها لا تفيد المعذرة ولا الاستعتاب ( فَيَوْمَئِذٍ لَّا يَنفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ )( سورة الروم الاية 57 ) وهذه عينة آخرى من يوم قيام الساعة ( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ وَلَمْ يَكُن لَّهُم مِّن شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاء وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ )( سورة الروم الاية 12 و 13 ) وأمثلة اخرى ايضا بخلاف الكينونه ( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ )( سورة الروم الاية 14 و 15 ) والفريق الثاني في واقع أليم ( وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاء الْآخِرَةِ فَأُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ )( سورة الروم الاية 16 )
هل تتذكر أيها القارئ العزيز ( محضرون ) هذه الكلمة ( وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ )( سورة يس الاية 32 ) لقد تناولناها في فصول سابقة ...
يتبع الفصل الحادي عشر
وماذا بعد المتاع المؤقت