رضا البطاوى البطاوى Ýí 2024-12-12
الأنصاب فى القرآن
عرفت الموسوعة الفقهية الكويتية فى موضوع أنصاب الكلمة فقالت :
"التّعريف :
الصّنم ما كان على صورة حيوانٍ .
وقيل : كلّ ما عبد من دون اللّه تعالى يقال له صنم
والفرق بين الأنصاب والأصنام ، أنّ الأصنام مصوّرة منقوشة ، وليس كذلك الأنصاب لأنّها حجارة منصوبة .
وفي أحكام القرآن للجصّاص : الوثن كالنّصب سواء ، ويدلّ على أنّ الوثن اسم يقع على ما ليس بمصوّرٍ ، أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال لعديّ بن حاتمٍ حين جاءه وفي عنقه صليب : « ألق هذا الوثن من عنقك » فسمّى الصّليب وثناً ، فدلّ ذلك على أنّ النّصب والوثن اسم لما نصب للعبادة ، وإن لم يكن مصوّراً ولا منقوشاً ، فعلى هذا الرّأي تكون الأنصاب كالأوثان في أنّها غير مصوّرةٍ وعلى الرّأي الأوّل يكون الفرق بين الأنصاب والأوثان أنّ الأنصاب غير مصوّرةٍ ، والأوثان مصوّرة ."
هنا معنى الأنصاب مختلف فيه فالبعض جعل معناها الأصنام والبعض الأخر فرق بين الاثنين بأن هذه صورة والنصب حجر
والحقيقة أن كلمة الأوثان تطلق على الأديان الضالة فهى التى تعبد أى تطاع وليس الصور والحجارة
وقد طلب الله اجتنباها فقال :
"فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ"
والمراد :
فاتركوا الضال من الأديان وفسره بأنه اجتناب طاعة قول الباطل والمراد :
اجتناب طاعة أقوال الباطل التى ألفها الناس وجعلوها أديان أى أوثان تطاع
وقد فسر الله الأوثان بأنها المعبودين وهم المطاعين من الخلق فقال :
"إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ"
فالأوثان المعبودة هى الناس الذين يطيعونهم من خلال الأديان التى اخترعوها وليس صورة شمس او بقرة أو غير ذلك لأنهم هؤلاء لا يكلمون الناس حتى يطيعونهم ولذا قال تعالى أن المعبودين عباد أمثالهم والمقصود أنهم ناس فى الحقيقة شبههم وليس مخلوقات أخرى كالشمس والقمر والحيوانات والحجارة وغيرها فقال :
"إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم "
وقد ذكرت الأنصاب فى قوله تعالى :
"يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"
والأنصاب هنا :
المؤذيات المتعبات الممرضات وهى أمور متعددة كالألعاب المؤذية كالمصارعة والملاكمة وتناول أو شم النباتات التى تتسبب فى التوهان وتعب الجسم كالداتورة والياسمين
وذكر الله النصب فقال :
"حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ"
والمراد :
النصب هو التعب وهو الألم وبلفظ أخر المرض كما فى قوله تعالى :
" لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا "
وأيضا قوله :
" وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلى نارا حامية "
تعنى متوجعة متألمة فى النار
ومن ثم يكون المراد :
وما ذبح مع المرض فيحرم ذبح البهيمة المريضة
والكلمة التى تستعمل بمعنى الأشياء المنحوتة أو المصورة أو المصبوبة فى قوالب أو المصاغة أيضا هى التماثيل وعنها قالت الموسوعة :
"التّماثيل :
3 - التّماثيل : جمع تمثالٍ ، وهو الصّورة من حجرٍ أو غيره سواء عبد من دون اللّه أم لم يعبد ."
والمقصود بالتماثيل فى القرآن أمرين :
المعبودات المصنوعة كما فى قول إبراهيم (ص) :
" ما هذا التماثيل التى أنتم لها عاكفون "
المنارات وهى الأعمدة التى تضىء وهى التى صنعها الجن لسليمان لإنارة المدن والقرى والطرقات وفيها قال تعالى :
" ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات "
ثم تحدثت عن أنصاب الحرم فقالت:
"أنصاب الحرم :
4 - حرم مكّة هو ما أحاط بها من جوانبها ، جعل اللّه حكمه حكمها في الحرمة . وللحرم علامات مبيّنة ، وهي أنصاب مبنيّة في جميع جوانبه قيل أوّل من نصبها إبراهيم الخليل عليه السلام بدلالة جبريل له ، فقيل نصبها إسماعيل عليه السلام . ثمّ تتابع ذلك حتّى نصبها النّبيّ صلى الله عليه وسلم عام الفتح ، ثمّ الخلفاء من بعده ..
والفرق بينها وبين أنصاب الكفّار :
أنّ أعلام الحرم علامات تبيّن حدود الحرم دون تقديسٍ أو عبادةٍ ، أمّا أنصاب الكفّار فكانت تقدّس ويتقرّب بها لغير اللّه ويذبح عليها ."
قطعا لا وجود لما يسمى أنصاب الحرم ولو كان لها وجود كما يقول فلماذا تمت توسعة ما يسمونه الحرم الحالى مرات كثيرة ؟
إذا كان لها وجود - والموجود حاليا لها صورة من أحد الأفلام السينمائية فى القرن الماضى – فلا يمكن توسعة المسجد على الإطلاق لأنه لا يجوز نقل تلك الأنصاب التى يسمونها علامات حدود الحرم
كعبة الله الحقيقية لا يمكن توسعتها ولا تضييقها ولا اضافة شىء لها ولا إزالته لأنها حرم آمن معروف ( عرفات ) الحدود فعرفات هو حد الكعبة الخارجى الذى يتم الافاضة وهو الدخول والخروج منه كما قال تعالى :
" فإذا أفضتم من عرفات "
وتحدثت الموسوعة عن حكم الذبح عن النصب فقالت أن الأنعام المذبوحة عليه لا يباح للمسلمين أكلها فقالت :
"حكم الذّبح على النّصب :
5 - الذّبح على النّصب كان عادةً من عادات أهل الجاهليّة ، ينصبون الأحجار ويقدّسونها ويتقرّبون إليها بالذّبائح . وقد بيّن اللّه تعالى أنّ هذه الذّبائح لا تحلّ . قال اللّه تعالى : { حرّمت عليكم الميتة والدّم ولحم الخنزير وما أهلّ لغير اللّه به والمنخنقة والموقوذة والمتردّية والنّطيحة وما أكل السّبع إلاّ ما ذكّيتم وما ذبح على النّصب } .
قال ابن جريجٍ : المعنى : والنّيّة فيها تعظيم النّصب .
وقال ابن زيدٍ : ما ذبح على النّصب وما أهلّ به لغير اللّه شيء واحد .
وقال ابن عطيّة : ما ذبح على النّصب جزء ممّا أهلّ به لغير اللّه ، ولكن خصّ بالذّكر بعد جنسه لشهرة الأمر "
وتفسيرات القوم متناقضة فأحدهم جعل المذبوح على النصب هو نفسه المأهل به لغير الله والثانى جعل المذبوح بعض من كل هو المأهل به لغير الله ولو كان هو هو أو بعض منه ما ذكر بعيدا عنه وإنما ذكر خلفه فى الآية ولكن بينها خمسة أشياء مختلفة فى قوله " حرّمت عليكم الميتة والدّم ولحم الخنزير وما أهلّ لغير اللّه به والمنخنقة والموقوذة والمتردّية والنّطيحة وما أكل السّبع إلاّ ما ذكّيتم وما ذبح على النّصب"
ويبدو لى أن التفسير الأنسب هو :
حرمة ذبح البهيمة المتهبة وهى المريضة
وبناء على التفسير الخطأ للذبح على النصب ووهوا لذبه عند التعب أى الذبح مع المرض بنوا حكم حرمة صناعة الأنصاب وهى الحجارة التى يتم الذبح عليها وهى داخلة فيما أهل به لغير الله فقالوا :
"حكم صنعها وبيعها واقتنائها :
6 - الأنصاب بالمعنى العامّ الشّامل لكلّ ما صنع ليعبد من دون اللّه تعتبر رجساً من عمل الشّيطان كما ورد في الآية الكريمة : { إنّما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشّيطان فاجتنبوه } . وكلّ ما حرّمه اللّه تعالى يحرم صنعه وبيعه واقتناؤه . وقد اتّفق الفقهاء على أنّ صنعة التّصاوير المجسّدة لإنسانٍ أو حيوانٍ حرام على فاعلها ، سواء أكانت من حجرٍ أم خشبٍ أم طينٍ أم غير ذلك ، لما روى ابن عمر عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال : « الّذين يصنعون هذه الصّور يعذّبون يوم القيامة ، يقال لهم : أحيوا ما خلقتم » وعن مسروقٍ قال : دخلنا مع عبد اللّه بيتاً فيه تماثيل ، فقال لتمثالٍ منها : تمثال من هذا ؟ قالوا : تمثال مريم ، قال عبد اللّه : قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : « إنّ أشدّ النّاس عذاباً يوم القيامة المصوّرون » والأمر بعمله محرّم كعمله ، بل إنّ الأجرة على صنع مثل هذه الأشياء لا تجوز وهذا في مطلق التّصاوير المجسّدة ، فإذا كانت ممّا يعبد من دون اللّه فذلك أشدّ تحريماً .
ففي الفتاوى الهنديّة : لو استأجر رجلاً ينحت له أصناماً لا شيء له ، والإجارة على المعاصي لا تصحّ . ويقول بعض الفقهاء : إنّه لا قطع في سرقة صنمٍ وصليبٍ : لأنّ التّوصّل إلى إزالة المعصية مندوب إليه ، فصار شبهةً كإراقة الخمر.
7 - كما يحرم صنع هذه الأشياء يحرم بيعها واقتناؤها ، فقد ورد في الصّحيحين من حديث جابر بن عبد اللّه رضي الله عنهما أنّه سمع النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول : « إنّ اللّه ورسوله حرّم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام » ، يقول ابن القيّم : يستفاد من هذا الحديث تحريم بيع كلّ آلةٍ متّخذةٍ للشّرك على أيّ وجهٍ كانت ، ومن أيّ نوعٍ كانت صنماً أو وثناً أو صليباً ، فهذه كلّها يجب إزالتها وإعدامها ، وبيعها ذريعة إلى اقتنائها واتّخاذها ، ولذلك يحرم البيع بل إنّ المادّة الّتي تصنع منها هذه الأشياء سواء كانت حجراً أم خشباً أم غير ذلك - وإن كانت مالاً وينتفع بها - لا يجوز بيعها لمن يتّخذها لمثل ذلك ، كما لا يصحّ عند جمهور الفقهاء بيع العنب لمن يتّخذه خمراً ، ولا بيع أدوات القمار ولا بيع دارٍ لتعمل كنيسةً ، ولا بيع الخشبة لمن يتّخذها صليباً ، ولا بيع النّحاس لمن يتّخذه ناقوساً ، وكذلك كلّ شيءٍ علم أنّ المشتري قصد به أمراً لا يجوز . وفي المبسوط في باب الأشربة أورد السّرخسيّ قوله تعالى : { إنّما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشّيطان فاجتنبوه } ثمّ قال بعد ذلك : بيّن اللّه تعالى أنّ كلّ ذلك رجس ، والرّجس ما هو محرّم العين وأنّه من عمل الشّيطان "
وما قاله القوم مخالف فهناك مصنوعات مطلوبة فى الإسلام وفى الكفر الصلبان وهو المصالب التى يتم صلب المحاربين لله عليها كما قال تعالى :
""إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا"
ومثلا القواعد الحجرية للبيوت أو للعمدان مطلوبة فى البناء ولا يحرم عملها ومثلا الميتة المحرم هو أكلها وليس بيعها لأن من ميتتها وذبائحها تتخذ الفرض والأثاث كما قال تعالى :
" ومن الأنعام حمولة وفرشا"
والخمر إذا تم تحويلها لخل يجوز بيعه مع أن أصله خمر
وقالت الموسوعة عن عدم ضمان من يكسر معبودات الكفار :
"حكم ضمان إتلاف الأنصاب ونحوها :
8 - يقول بعض الفقهاء : من كسر صليباً أو صنماً لم يضمنه ، لأنّه لا يحلّ بيعه لقول النّبيّ صلى الله عليه وسلم : « إنّ اللّه ورسوله حرّم بيع الخمر والخنزير والميتة والأصنام » "
وهو كلام يخالف نص الحديث نفسه فلم يذكر أساسا كسر الأصنام فى الحديث وإنما المذكور بيع الأصنام
كما يخالف عدم جواز هدم معابد الآخرين أو ما فيها كما قال تعالى :
" ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا"
كما يناقض أن هذا التكسير للذميين داخل فى ايذاءهم وهو عدم العدل وهو الإحسان الذى أمر الله به فقال :
" لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم والله يحب المقسطين"
دعوة للتبرع
زواج السيدة عائشة: السلا م عليكم لدي سؤال يا دكتور يقلقن ي ...
ثلاثة أسئلة: السؤا ل الأول الفع ل ( بيّت ) من ( البيت ) الذى...
لعنة التجويد : معضم المسا جد السني ين تلاوت هم للقرآ ن في...
لا تناقض إطلاقا: قرأت كتابك ( النصر ) وكتاب ( أكابر المجر مين ) عن...
بورك فيك .!: السلا م عليكم أستاذ أحمد صبحي كل عام وانت...
more