سرقة مجوهرات بربع مليار وكنز الذهب والفضة .
سرقة مجوهرات بربع مليار وكنز الذهب والفضة .
تعقيبا على سرقة مجوهرات المخرج خالد يوسف .
قرأنا في اليومين الماضيين عن سرقة مجوهرات من منزل وشقة المخرج السينمائى المصرى (خالد يوسف وزوجته ) تُقدّر ب(40 مليون جنيه مصري)،ثم أخبرنى صديق أثق به بأن التحقيقات أثبتت أن قيمة المجوهرات المسروقة تُقدّرب(250 مليون جنيه ) وأنه يتهم فيها مُخرجا زميله في العمل .
==
التعقيب ::
أنا لا يعنينيى من السارق ولا من المسروق ،ولكن يعنينى قيمة المسروقات سواء كانت مجوهرات ب 40 مليون جنيه أو 250 مليون جنيه . وأقول بكُل تأكيد لكل إنسان الحق في أن يمتلك مجوهرات (ذهب – ألماس –أحجار كريمة –فضة-قطع أثرية نادرة ) ولكن بما لا يزيد عن مقدار الزينة التى تتزين بها زوجته أو زوجته وبناته وهو لو كان ممن يلبسون خواتم وسلاسل وإنسيالات ووو .ولكن أن تصل المُقتنيات إلى (40 مليون ،او 250 مليون جنيه ) فهنا قد دخل في باب آخر بعيداعن باب الزينة ،فهنا دخل في تحت باب وبند (كنز الذهب والفضة والأموال) وحبسها عن إستفادة المُجتمع منها ،فهذا ليس من حقه.
قد يقول قائل إنها أمواله وهو حُر فيها ، وهنا أرد عليه وأقول :: لا وألف لا .فهى أمواله ظاهريا ولكنها أموال المولى جل جلاله الخالق الرازق الذى جعله مُستخلفا عليها ،وحدد له طريقة التعامل معها . فأخبرنا جل جلاله عن ملكيته هو سُبحانه وتعالى للمال فقال (آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ) 7 – الحديد.
وأن المال لا يجب يكنزه الأفراد ويتم تخزينه في كنوز من الذهب الفضة ومجوهرات .ولكن لابد أن يدخل في حركة الحياة لخلق فرص عمل وفتح أبواب رزق ولإعمارالأرض لكى يؤدى دوره الذى رزقنا رب العزة جل جلاله به من أجله . أما حالات إستخدام المال بشكل خاطئ وسىء ومُخالف لطبيعة توظيفه مثل الإسراف والتبذير والسفاهة في التعامل معه سواء في طريقة إنفاقه أو كنزه على صورة مجوهرات فهنا يكون لزاماعلى المُجتمع التصدي له ونزع ملكيته للمال وتعيين وصيا وقيماعليه،يُنفق عليه منه بالمعروف وبالعدل ويُعيد توظيف المال فيما يعود بالنفع على المُجتمع والناس وإعمارالأرض ((وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا)) 5 النساء .
((يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)) 31 الأعراف.
((إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا)) الإسراء 27
==
وعن جزاء من يكنزون الذهب والفضة ولا يستخدمونها في زظيفتها التي رزقنا الله بها من أجلها في إدارة حركة حياة وإقتصاد المجتمع وإعمارالأرض وتنميتها يقول رب العزة متوعدا من يكنزون الذهب والفضة (((وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ.يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ ))التوبة 34-35
==
فما فعله المخرج (خالد يوسف ) كمثال لأولئك الناس يجب الحجر عليهم وسحب أموالهم وتعيين حارسا وقيما عليهم لأنهم حبسوا مال الله الذى إستخلفهم فيه عن المجتمع ،وأسرفوا في كنزه وتخبئته على صورة مجوهرات ، وحبسوه ومنعوه عن إستفادة المجتمع منه ،فساهموا بمنعهم هذا في زيادة الفقر والفقراء ..
==
الإسلام لا يمنع ملكية الأفراد للمال ، ولكن يطلب منهم أن يُنفقوا منه في سبيل الله ،وان يستخدموه في تسيير حركة إقتصاد المجتمع وتنميته لفتح أبواب رزق لأفراده وإعمار الأرض ولكى لا تكون دولة بين الأغنياء فقط ((لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاء مِنكُمْ)).
فالذين يعصون أوامر الله وتشريعاته ويكنزون الأموال والذهب والفضة ولا يستخدمونها في الإنفاق في سبيل الله وفتح أبواب عمل ورزق للآخرين فلهم يوم القيامة عذاب جهنم وعذاب الحريق ،وستكون كنوزهم هذه آلة وآلية من ألات وآليات عذابهم وتعذيبهم في الدرك الأسفل من النار.( يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ).
==
فتخيلوا لو المخرج خالد يوسف –إستثمر ال40 مليون جنيه أو ال250 مليون في الزراعة وإشترى أرضا وإستصلحها وزرعها زراعات تقليدية ،أو زراعات بتكنولوجيا حديثة ،كان إستصلح على الأقل 2500 فدان ،وكان فتح بهم أبواب رزق لعمال ومهندسين زراعيين ووووو ،وكانت عادتعليه بأرباح ،وكان ساهم مع آخرين في حل جزئى من أزمات الغذاء الطاحنة التي تُعانى منها مصر .
==
تشريعات القرءان مليئة بحلول لأزمات المُجتمع ولكن للأسف هجرناه ووضعناه تحت الوسادة وفى تبالوهات السيارات وزينة في كتباتنا وعلى مكاتبنا .
فالقرءان أمرنا في مثل هذه الحالات – بأن ننصح صاحب رأس المال ونُذكره بعقاب من يكنزون الأموال يوم القيامة ،وبالتالي فعليه أن يقوم بتسييله وضخه في الاقتصاد ويتجنب كنزه وتجميده في مجوهرات - فلو رفض يتم الحجرعليه وسحب المال منه وتعيين حارس وقييم عليه ليقوم الحارس والولى عليه بضخ المال في عجلة الاقتصاد والتنمية لأن المال هو مال الله وليس مال فلان أو فلان ، لأنه ببساطة فلان هذا يتركه وينزل قبره فارغ اليدين وليس معه سنتا واحدا او قرشا واحدا ،فلو كان مالكا حقيقيا له لأخذه معه في قبره،ولكن يتركه لورثته وللمُجتمع من بعده.
=
يا ترى مصر فيها كم (خالد يوسف) ممن يكنزون الذهب والفضة والمجوهرات ولا يُنفقونها ويضخوها في عجلة الاقتصاد ؟؟؟
اجمالي القراءات
764