التداخل بين الأزمنة فى اللسان العربى القرآنى : ( ج 2 )

آحمد صبحي منصور Ýí 2024-09-13


التداخل بين الأزمنة فى اللسان العربى القرآنى : ( ج 2 )

كتاب ( القرآن الكريم والنحو العربى )

الفصل الثانى : إعجاز الحديث القرآنى عن الزمن

التداخل بين الأزمنة فى اللسان العربى القرآنى ( ج 2)

مقدمة : لمجرد التذكير :  

عن خطأ أو خطيئة علماء النحو فى موضوع الزمن :

1 ـ هو أكبر دليل على هجرهم للتدبر القرآنى لاستخلاص إعجاز الزمن فيه .

2 ـ قد يأتي الفعل بدون زمن فيكون مصدرا مثل كلمة " الضرب " فهي حدث ولكن بلا زمن . فإذا ارتبط به الزمن أصبح فعلا ماضيا " ضرب " أو مضارعا " يضرب " أو مستقبلا " سيضرب ، اضرب " . وقد اصطلح النحاة العرب على تقسيم الزمن في الفعل إلى ثلاثة فقط ، ماض ، مضارع حاضر ومستقبل منه فعل الأمر، وهو تقسيم ثلاثى بالغ السذاجة .

ونقول :

 وضع علماء اللسان الانجليزى قواعد فى الزمن تتفوق على ما قاله النُحاة ، وتقترب من الأزمنة فى القرآن الكريم ، برغم أن لا علم لهم بالأزمنة وإعجازها فى القرآن الكريم .الأزمنة فى الانجليزية 12 ، تنقسم الى 4 مجموعات : ( البسيط ) و( التام ) و ( المستمر ) وكل منها ينقسم الى ماض ومضارع ومستقبل . القسمان ( التام ) و ( المستمر ) فى الأزمنة الانجليزية فيهما التداخل الزمنى ، وهذا يتفق مع (بعض ) ما جاء فى القرآن الكريم . وهذا يحتاج متخصصا لتوضيحه .

ونأخذ بعض النماذج من رصدنا لقضية الزمن في الأساليب القرآنية .

أولا : يقول سبحانه وتعالى :

1 : ( أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ) ( الأعراف : 49 )

2 ـ (وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا ) ( الأنعام : 109 ) .

3 ـ (وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ ) ( النور :53 ) .

4 ـ  (وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ )( فاطر : 42 ) .

5 ـ ( وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (38) لِيُبَيِّنَ لَهُمْ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ (39)   النحل )

6 ـ (إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ ) ( القلم : 17 ) . والأمثلة السابقة كلها تدور في إطار الماضي حين اقسموا – في الماضي – جهد أيمانهم ، ولكن صيغة القسم جاءت في المضارع بل في المستقبل ( وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ ) فكلمة " يخرجن " مضارع يفيد الاستقبال .. ومثلها كلمة " ليؤمنن " و " ليكونن " ، " ليصرمنها " .إذن اقسموا في الماضي على شيء مقدر له أنه سيحدث في المضارع أو المستقبل ، ولكنه المستقبل الذي كان مفترضا له أن يدور في الماضي.

7 ـ عن أصحاب المسيح عليه السلام :  (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ) ( النساء 159 ) . فالمسيح سيكون شهيدا على أولئك الذين عاشوا معه فقط (وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) المائدة : 117 ) . والمهم أن ذلك كله ينتمي للماضي ، وكل واحد من أصحاب المسيح سيؤمن بالمسيح قبل أن يموت ذلك الصاحب ، ومع أن القصة تنتمي إلى الماضي إلا أن التعبير جاء بالتأكيد بالمضارع "  لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ " .

ثانيا : فى القصص القرآنى

 فى قصة نوح :

 1 : (  وَاصْنَعْ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (37). هنا فعل أمر مستقبلى . بعده جملة فعلية تفيد المضارع المستمر : ( وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38) فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ (39).  

2 ـ ( وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِاِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (41) وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (42) . هود ) نفس الحال : ( وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ )

فى قصة يوسف :

1 ـ ( وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (69) فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ (70) قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ (71) قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ (72) قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ (73) قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنتُمْ كَاذِبِينَ (74) قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (75) فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ يوسف ) . الأكثر أفعال ماضية طبقا لأحداث ماضية ، ولكن يتخللها فعل مضارع ( فلا تبتئس / تفقدون / نفقد ).  أكثر من هذا توجد جملة إعتراضية فيها إنتقال من ماض الى ماض أبعد منه ، أو ما يأتى فى اللسان الانجليزى ب ( الماضى التام ) . هذا فى قوله جل وعلا ( قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ ) جملة ( واقبلوا عليهم ) تفيد الماضى ، وهى تقع فى ماض أبعد من ( قالوا )..

فى القصص المعاصر لنزول القرآن الكريم :

1 ـ (  وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24)  البقرة ). فعل ماضى ثم الجملة الاعتراضية هى ( ولن تفعلوا ) وهى عن المستقبل .  

2 ـ  ( وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ (58) هذه جملة فى الماضى يتلوها فعل مضارع : ( يَتَوَارَى مِنْ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (59) النحل  )

3 ـ ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْراً مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ ) هذا فى الماضى . بعده مستقبل : ( وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ (11) الاحقاف )

4 ـ عن موقعة (أُحُد )

4 / 1 : ( وَلَقَدْ صَدَقَكُمْ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ ) كلمة ( إذ ) تعنى : ( أُذكروا إذ ) ثم الفعل عن صدق الله جل وعلا وعده كان فى الماضى ومفروض تحققه مستقبلا ، ولكن تحققه مرتبط بالطاعة فلم يتحقق . ولهذا جاء التذكرة ب ( إذ ) . ثم بيان الفشل وأسبابه بحكاية ما حدث فى الماضى :  ( حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ ) أراكم ما تحبون جملة فى المضارع تحكى عن الماضى . ومثلها هذه الجملة الاسمية عن حالهم وقتها: ( مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ ) ثم جملة فعلية ماضية ( ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ ) (152) آل عمران )

4 / 2 : ( إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمّاً بِغَمٍّ لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (153). ما بعد ( إذ ) هو نفس الحال .

4 / 3 : ( ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاساً يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ ) نزول النعاس فى الماضى ، وكونه يغشى بالمضارع حكاية عن ماض . ( وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنْ الأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنْ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154) آل عمران ) الذين أهمّتهم أنفسهم كانوا يظنون ويقولون ، أى الفعل المضارع يحكى عن ماض.

5 ـ عن موقعة الأحزاب وتوابعها :

5 / 1 : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ) أمر مفروض حدوثه فى المستقبل . بعده عودة لأحداث مضت بتكرار ( إذ ) : ( إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً (9) إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتْ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ) 10 ) وعودة لحاضر مضى : ( وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَ (10) الاحزاب ) وأفعال ماضية تتخللها أفعال مضارعة فى معرض الحكى والقصّ :( هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً (11) وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً (12) وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَاراً (13) وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلاَّ يَسِيراً (14) وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولاً (15) قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمْ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنْ الْمَوْتِ أَوْ الْقَتْلِ وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (16) الأحزاب )

5 / 2 : ( وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمْ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً (26) وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ  ) ( 27 ) الأحزاب ) : . ( وأنزل / وقذف ) ماض قريب ، وهناك ماض بعيد ( ظاهروهم ) . ( وَأَرْضاً لَمْ تَطَئُوهَا ) هنا إخبار بالغيب عن وراثتهم أرضا بلا حرب فى مستقبل قريب . وقد تحقق هذا وذكرته فيما بعد سورة الحشر :  

6 : سورة الحشر : (  هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنْ اللَّهِ فَأَتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمْ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ )  (2)). الأفعال الماضية ( أخرج / ما ظننتم / وظنوا / فأتاهم / وقذف ) تتخللها أفعال مضارعة ( يخرجوا / يحتسبوا / يخربون )

7 ـ سورة الفتح :

7 / 1 :( سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ ) هذا عن حدث مستقبلى : ( إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ) هذا عن الماضى ، ثم تنقل بين مستقبل ومستقبل يتلوه :( ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا ) ثم الماضى : ( بَلْ كَانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (15) الفتح  )

7 / 2  ـ (  وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً (24) الفتح ) : انتقال من ماضى الى ماضى أبعد .

7 / 3 ـ ( هُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ ) ( 25 ) الفتح ) إنتقال من الماضى الى المضارع الحالى .

7 / 4 ـ (  لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ) الرؤيا فى الماضى ، ثم تحققها فى الحاضر : (لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ ) ثم عودة للماضى : ( فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً (27) الفتح )

7 / 5 ـ ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ ) هنا عن الماضى ثم تحققه فيما بعد : ( لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) (28) الفتح ) .  

أخيرا

النُّحاة العرب أقدم من نظائرهم فى اللسان الانجليزى الذين تفوقوا فى ( الأزمنة ).

النُّحاة العرب الفشلة فى ( زمنهم ) القديم يتفوق عليهم المستبدون العرب فى ( زمننا ) المعاصر . 

اجمالي القراءات 574

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5085
اجمالي القراءات : 56,018,406
تعليقات له : 5,420
تعليقات عليه : 14,771
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي