آحمد صبحي منصور Ýí 2023-08-07
الاسلام صالح لكل زمان ومكان .. لماذا ؟
مقدمة
جاء من الأستاذ وداد وطنى هذا السؤال : ( بالنسبة لنظرية (القرءان صالح لكل زمان ومكان) أليست هي نظرية (خاطئة)؟ وإذا صحت فهي تختص فقط (بالتشريع) ولكنها لا تشمل التفسير؛ لأن النصوص - والقرءان نص - تفسر بما يتناسب مع (بيئتها اللغوية) ولا تنسحب لعصور سابقة ولا لاحقة.. هنا أضرب أوضح مثال وهو كلمة (سيارة) فإذا جاء واحد - من الإعجازيين - وزعم أن القرءان سبق صانعي السيارات، إلى ذكر (السيارة) فهنا لا يقال له أحسنت.. وهذا من (الإعجاز) ولكن يقال له: أنت مخطأ يا محرّف الكلم عن مواضعه.. ويا من بضاعتك مزجاة في تدبر القرءان الكريم.. ما رأي سماحتك دام فضلك..)
مع الشكر والتقدير أقول :
أولا :
1 ـ تفسير القرآن الكريم هو فى داخل القرآن الكريم . قال جل وعلا : ( وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً (33) الفرقان ). ومن تفسيرات القرآن داخل القرآن ما يأتى مصحوبا بكلمة ( وما أدراك ) مثل :
1 / 1 :( الْحَاقَّةُ (1) مَا الْحَاقَّةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ (3) الحاقة )
1 / 2 : ( سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30) المدثر )
1 / 3 : ( لِيَوْمِ الْفَصْلِ (13) وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ (14) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (15) أَلَمْ نُهْلِكْ الأَوَّلِينَ (16) ثُمَّ نُتْبِعُهُمْ الآخِرِينَ (17) كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (18) المرسلات )
1 / 4 : ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (18) يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (19) الانفطار )
1 / 5 : ( كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ (8) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (9) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (10) المطففين )
1 / 6 : ( كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (21) المطففين )
1 / 7 : ( وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) الطارق )
1 / 8 : ( فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ (16) ثُمَّ كَانَ مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17) البلد )
1 / 9 : ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5) القدر )
1 / 10 : ( الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3) يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ (5) فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ (11) القارعة )
1 / 11 : ( كَلاَّ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ (7) إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُوصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9) الهمزة ).
2 ـ تفسير ألفاظ القرآن الكريم ومصطلحاته لا يكون إلا من داخل السياق القرآنى نفسه . وهذا بتحديد المعنى بلا رأى مسبق . مرفوض تماما فهم اللفظ القرآنى من خلال القواميس ومن التراث او من الحياة المعاصرة . ومنشور لنا مئات المقالات تحت عنوان ( القاموس القرآنى ) فى التأكيد على هذا . ومثلا فإن ( سيارة ) تعنى من يسير ، أو السائرين فى قوله جل وعلا :
2 / 1 : ( أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ ) (96) المائدة )
2 / 2 :( قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ (10) يوسف )
2 / 3 : ( وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ ) (19) يوسف ). ومنها الفعل ( سيروا فى الأرض ) ( يسيرون فى الأرض) وقد تكرر كثيرا فى القرآن الكريم . بالتالى لا صلة له ب ( السيارة / العربة ) فى عصرنا .
3 ـ قولك : (بيئتها اللغوية ) دليل لنا فى أن مصطلحات القرآن الكريم تخالف مصطلحاتنا . ( اللغة ) من ( اللغو ). وقد تكرر فى القرآن الكريم بمعنى سىء ، ويجب الاعراض عنه . فى القرآن مصطلح اللسان . ولنا بحث منشور يوضح الفارق بين اللغة واللسان أرجو قراءته .
4 ـ أعتبر التفسير كفرا بالقرآن الكريم الكتاب المُبين وآياته البينات المُبينات والذى جعله الله جل وعلا مٌيسّرا للذكر أى الهداية . ومن إعجاز الفصاحة فيه أن يكون ميسرا للذكر والهداية وأن يكون مجال التعمق فى تدبره بلا نهاية ، وهذا ما نقوم به ، ونكتشف به ما لم يكن معروفا من قبل ، ومع ذلك فلا زلنا نكتشف المزيد ، ونكرر أننا لا زلنا على ساحل المعرفة بالقرآن الكريم . ولنا كتاب منشور هنا عن منهج التدبر القرآنى ( كيف نفهم القرآن ) ، ولنا مقالات كثيرة فى ( علوم القرآن التى تطعن فى القرآن ) وأبحاث منشورة فى عوار ما قاله المفسراتية والذى وصل الى الطعن فى آيات القرآن الكريم .
ثانيا :
القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان :
1 ـ عموما : هو للعالمين من وقت نزوله الى نهاية العالم . قال جل وعلا عنه إنه :
1 / 1 : رحمة للعالمين ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) الأنبياء )
1 / 2 : نذير للعالمين : ( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً (1) الفرقان )
1 / 3 : يتجدد إنذاره لكل الأحياء ( إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (69) لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيّاً وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ (70) يس ).
2 ـ عن التشريعات الاسلامية فى القرآن الكريم :
2 / 1 : هناك تشريعات خاصة بمكانها وزمانها تخصّ النبى وزوجاته مثل ( الأحزاب : 6 ، 30 : 34 ، 50 : 55 ) . ومع ذلك فهى عظة لنا تسير فوق الزمان والمكان .
2 / 2 : هناك تشريعات للعلاقات المتغيرة ، مثل التعامل مع الكافرين المعتدين ، من تحمل الأذى ، ثم الهجرة ، وكفّ اليد عن القتال الدفاعى الى حين الاستعداد ، ثم الإذن بالقتال الدفاعى ..وعلى هامش هذا كله تكون التوصية بالصبر والتقوى فى كل الأحوال سارية فوق الزمان والمكان . تطبيق العلاقات المتغيرة حسب الحال الموافق لكل حال .
3 ـ تاريخ السابقين هو عن الماضى . ولكن القصص القرآنى مختلف عن التأريخ . التأريخ للأحداث يربطها بالزمان والمكان وبأسماء صانعى الأحداث . القصص القرآنى يحرر الأحداث من أسر المكان والزمان ليجعلها عبرة عامة لكل زمان ومكان . لا يهتم القصص القرآنى بأسماء الأشخاص ولا زمانها ولا مكانها ، مع التكرار والتفصيلات ، فهذا هو منهج العظة والاعتبار . لذا لا تعويل على ما يسمى بأسباب النزول . فقد تكون بعض الآيات تعليقا على أحداث المعاصرة لنزول القرآن ، ولكن تتحول الى قضية عامة تنطبق على كل زمان ومكان . حدث أن قام بعض المؤمنين ( الصحابة ) بتلفيق تهمة لشخص برىء حماية للمجرم الحقيقى وخدعوا النبى فدافع عن المجرم مصدقا التلفيق . والتلفيق عادة سيئة كانت ولا تزال . نزلت الآيات تعالج الموضوع دون ذكر للأسماء مع تركيز على العظة . ندعو الى تدبر قوله جل وعلا خطابا للنبى محمد عليه السلام : ( إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيماً (105) وَاسْتَغْفِرْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً (106) وَلا تُجَادِلْ عَنْ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً (107) يَسْتَخْفُونَ مِنْ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنْ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنْ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً (108) هَاأَنْتُمْ هَؤُلاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً (109) وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرْ اللَّهَ يَجِدْ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً (110) وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (111) وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدْ احْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً (112) وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً (113) النساء ).
أخيرا
ليس عسيرا تدبر القرآن الكريم . تدبر القرآن الكريم فرض على المستطيع . قال جل وعلا :
1 ـ ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً (82) النساء )
2 ـ ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24) محمد )
3 ـ ( أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمْ الأَوَّلِينَ (68) المؤمنون ) .
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5130 |
اجمالي القراءات | : | 57,285,810 |
تعليقات له | : | 5,458 |
تعليقات عليه | : | 14,839 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
أسئلة عن : ( بوتين سيقتل بشار ، سوريا وثقافة الاستبداد والاستعباد )
الغزالى حُجّة الشيطان ( الكتاب كاملا )
خاتمة كتاب ( الغزالى حُجّة الشيطان فى كتابه إحياء علوم الدين )
دعوة للتبرع
مدد ..!!: من عادات المحم ديين فى التوس ل بقبور...
إقتراح مشكور: السلا م عليكم ارجو ان يتسع صدركم لاقتر احي و...
فيلسوف فى الجهل: ما رايك في قول الفيل سوف الالم اني الملح د ...
توثيق تاريخ المسلمين: هل معتبر (موثق) عندكم تاريخ الاسل امي؟ ...
تدخين الحشيش : هل تدخين الحشي ش حرام أو مكروه ؟...
more
اللغة أو اللسان كائن حي ينمو ويتطور، وكثير من المفردات يتغير معناها أو يجري استعمالها في مجالات أخرى. لكن هذا لا يعني أن تأخذ نصوص كتبت سابقًا معنى آخر. هذا ينطبق على القرآن، فقد نزل بلسان عربي مبين، يعني أن الناس في ذلك الوقت كانوا يفهمونه، إذ أنه استعمل نفس المفردات التي كانوا يتداولونها، وإن جاء بعبارة أو مصطلح جديد، يتولى هو تفسيرة. عندما نريد تدبر القرآن الآن، يجب التعامل بمفرداته كما يعنيها ويوضحها، وليس كما يفهمها الناس حاضرًا. مفردات مثل "الروح" أو "النكاح" أو "النسخ" يجب فهمها كما فصلها القرآن وليس كما يفهمها الناس أو بعضهم حاليًا.
لكن فهم القرآن كنص يفترض معرفة اللغة العربية (أو اللسان العربي)، وهذه المعرفة لايمكن الحصول عليها من القرآن، ,وإنما من نصوص جاءت بها كتب التراث. بعد ذلك نستطيع أن نتدبر القرآن، يساعدنا في ذلك سياق الكلام وتكرار المفردة في عدة آيات. كثيرًا ما يتبين لنا الإختلاف بين ما يعنيه القرآن وما يعنيه القاموس. هنا يجب الأخذ بما يعنيه القرآن، فالقاموس يعتمد على ماجاءت به كتب التراث و(رجال الدين) بنواياهم السيئة.
هل الاسلام صالح لكل زمان ومكان: في رأيي (مع افتراض وجود الله وأنه القائم على كل شيء) الاسلام جاء به جميع الانبياء والرسل، فالله منح الإنسان حرية التصرف، وهو فقط من سيحاسبه على أعماله، ومن أجل هذا بعث الله النبيين والرسل ليعظوا الناس، كأفراد وكمجتمعات، ويذكرونهم بشرع الله. هذا الشرع لم يتغير وإنما غيره الناس وحرفوه، لذا جاء آخر رسول بنسخة خطية هي القرآن، ولم يستطع الناس تحريف النص، فحرفوا المعنى. النص بقي رغم أنفهم، شاهدًا عليهم. الجميل في ذلك أنهم يحملون هذا القرآن كالحمار الذي يحمل أسفارة، مع أنه سيشهد ضدهم. لذا سيبقى شرع الله الذي كان من عهد آدم إلى ما شاء الله. كثير من التشريعات القرآنية توضع شروط لها، فقوامة الرجال على النساء مثلًا تفترض إنفاق الرجل على المرأة "الرجال قوامون على النساء ... بما أنفقوا من أموالهم"، فلا قوامة دون إنفاق. قوانين الإرث يستطيع الإنسان تغييرها بوصية. المعروف والمنكر كررها القرآن، هي منبع القوانين، تركها الله للناس ليحددوها ، فأمرهم شورى بينهم. المشكلة ليست شرع الله وإنما شرع البشر (المتخلف عقليًا).