دوي كــدوي النحل ولكن ؟؟؟
لاسيما في رمضان الكريم، ذلك الشهر الذي وصفه أحد المخلوقين بأنه شاعر الشهور، وأنبأنا الله الخالق سبحانه وتعالى بأنه (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان - (البقرة رقم 185)
وخلاله وأثناءه تشهد المناطق المسلمة عبر سطح الكرة الأرضية نشاطا ودويا كدوي النحل ولكن :
طموح رائع عظيم - ومع ذلك فهناك تساؤل كبير هو الآخر يتلخص في هذا السؤال المحير؟ : كيف حدث للمسلمين، جميع المسلمين وبدون استثناء، كيف حدث أنهم لم يهتموا قليلا أو كثيرا بالآيتين القرآنيتين التحذيريتين والخطيرتين ؟ تلك االآية الأولى التي يحذر فيها الله عبده محمدا ورسوله بأن لا يقترب ولا يهتم بذلك الصنف من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا، وذلك وارد بصراحة صارخة في الآية رقم (159) في سورة الأنعام : (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شئ إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون). وتلك الآية الأخرى؟ وكأنها أشد خطورة من الأولى؟ وهي الواردة في سورة الروم الآية رقم 31: مع ملاحظة قد تبدو هامة جدا وهي أنه سبحانه وتعالى لو جاءت آيته كما يلي ( لا تكونوا من المشركين) فقط وبدون أن يضيف لها تفصيلا ، وكأنه مقصود، حتى لا يذهب بنا الفهم كل مذهب، بل إنه سبحانه وتعالى فصل تفصيلا دقيقا وعرف تعريفا واضحا ذلك الصنف من المشركين، (من الذين فرقوا دينهم) وجاءت الآية مدوّية محذرة أيما تحذير لأنه تحذير مصيريّ : (....... لا تكونوا من المشركين من الذين بدلوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون) . وعليه أليس جميع المسلمين وبدون استثناء تحت هذه الصفة السيئة التي تطلق على المجرمين ؟ ولماذا سكتنا جميعا ؟ ولماذا فضلنا جميعا أن نبقى قابعين في خندقنا ولا نريد عنه حولا ؟ كل منا ماكث في خندق مذهبه أو شيعته أو ملته ؟ يبقى هذان السؤالان سيدين، ناصحين، محذرين، إلى ما شاء الله، أو إلى ما شئنا أن يشاء الله.
****************
اجمالي القراءات
2459
في سورة "الشورى" استوقفتني أجزاء من آيات ومنها : (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) . ثم هذا الجزء الذي يبدو أنه الأخطر: (وَمَا تَفَرَّقُوا إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ).
ففرض نفسه سؤال : ألا تكون هذه الأجزاء من الآيات بمثابة إشارات حمراء قوية ملفتة إلى أن المسلمين جميعهم بدون استثناء، ما زالوا إلى اليوم واقعين تحت طائلة وصمة الشرك التي وصف بها أولئك المشركون الذين نعتهم الله بأولئك الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا، وكل منهم يحسب أنه يحسن صنعا، وأنه هو المصطفى والمختار والمفضل، بدليل خلد كل حزب إلى ما لديه واستغراقه في حبوره وفرحه؟
*)- تساؤلات في حاجة ماسة إلى المتضلعين المجتهدين في سبيل إيجاد مخرج، لأن الظاهر المؤسف، المؤلم، يقول لسان حاله إن المسلمين قد فعل بهم البغيُ أفاعيله وتركهم منذئذ وإلى يومنا الراهن، وإلى ما شاؤوا أن يشاء الله، تركهم ذلك البغي يموج بعضهم في بعض.
**********