(الحوار الوطني) حوار المؤيدين للسيسي
الحوار الوطني كان دعوة من الرئيس للمعارضة المصرية والأحزاب لإجراء حوار حقيقي.
وما فهمته من خلال تلك الدعوة، أن الهدف منها هو التقليل من حدة العنف فيما بين السيسي ومعارضيه، وليس المقصود بالعنف هنا التغيير بالقوة، وإنما الحد من العنف اللفظي على الأقل، والذي يطال الرئيس كل يوم بدرجة لم تحدث من قبل لأي حاكم مصري سابق.
وعلى الجانب الآخر :
تقديم شهادة لمجلس حقوق الإنسان بجنيف، مفادها أن مصر تسير على العهد فيما يخص الديمقراطية وحقوق الإنسان، وكافة المعاهدات الدولية التي سبق وأن وقعت وصدقت عليها.
وبالتالي الخف من حدة الهجوم الأمريكي على الرئيس وحاشيته، بسبب قمعهم للمعارضة.
ومع أن الدعوة للحوار، قد مر عليها وقت طويل ليس بالقليل فهي منذ شهر إبريل ٢٠٢٢، إلا أن البين لنا أن هذا الحوار لم يبدأ بعد !؟.
وكيف يبدأ وكافة المتحاورين هم من أنصار السيسي، وطالما كان الأمر كذلك، فلماذا لا تطرح التوصيات والمخرجات، من قبل بدء هذا الحوار المزعوم، ليوقع عليه كُل أنصار السيسي المتحاورين، وننتهي من تلك القصة القصيرة، والتي تحولت لرواية طويلة مملة.
على الجانب الآخر :
قامت المعارضة المصرية بالخارج تحت رعاية السياسي المخضرم/أيمن نور : بعمل حوار وطني موازي، ودُعي إليه الجميع من كافة الأطياف السياسية، بما في ذلك مؤيدي السيسي.
وإستطاع الحوار الوطني بالخارج، أن يخرج محاضر جلسات وتوصيات : مخرجات حقيقية قام عليها سياسيون مخضرمون.
أما ما يحدث داخل مصر تحت شعار (الحوار الوطني) ، ما هو إلا إهدار للوقت للأسباب التالية :
أولاً/ وظيفة أي حزب هي السعي إلى السلطة، ومع ذلك نجد كافة الأحزاب المشاركة تؤيد السيسي بكُل ما أوتيت من قوة !، فــ عن أي أحزاب نتحدث إذاً ؟
فما تلك إلا أحزاب صنعت لتجميل وجه النظام القمعي.
ثانياً/ أي معارض حقيقي يكون سعيه دوماً إظهار نقاط ضعف نظام الحكم، فوظيفته ليست تقومية، وإنما مسعاه كمسعى الحزب المعارض، وهو الوصول إلى السلطة، فكيف إذاً يجري النظام حوار مع معارضين ليتفقوا معاً على بقاء أركان النظام كُل في مقعده !؟.
إنه حديث العبث :
ذلك لأن الطبيعي أن المعارضة لا تهدأ إلا إذا تبوأت مقاعد السلطة.
ولا توجد معارضة في أي نظام ديمقراطي تتفق مع النظام أبداً، إلا في إحدى أمرين الحرب ومواجهة الكوارث، وكلا الأمرين غير متواجد في مصر.
إن العالم الديمقراطي يعلم أن الحوار الوطني المزعوم، هو حوار بين مؤيدي السيسي فقط، الذين يلتقون لتبادل حوار الذكريات، والبحث عن أي منافع شخصية، غير معنيين بشئون الوطن، وجميعهم مستعد للتوقيع على أي توصيات قد تخرج فجأة من مصادر معلومة أو غير معلومة.
كان من الأفضل أن يقوم الرئيس بتشكيل لجنة متخصصة من المعنيين، للخروج من المأزق الذي يعاني منه، وإيجاد مخرج للوضع المزري في ملفي الديمقراطية وحقوق الإنسان.
كان من الأفضل للسيسي أن يعلن قبوله للرأي والرأي الآخر لكافة المعارضين السياسيين بلا إستثناء وأركز هنا على كلمة (السياسيين).
فقبول الرأي وحده كان كفيلُ بتحسين وجه النظام حقاً، وليس بتجميله.
حان الوقت لصدور قرار بالكف عن هذا العبث الذي يحدث بأحد القصور بمنطقة جاردن سيتي.
فداخل هذا الحوار توجد وجوه لطالما كرهها الشعب ومل منها، ومع ذلك يصرُ النظام على الإبقاء عليها، كما لو أنه يستهدف إستفزاز الشعب.
وعلى الله قصد السبيل
شادي طلعت
اجمالي القراءات
2140