(وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ (79) الأعراف )
(وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ (79) الأعراف )
أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن-العدد: 6806 - 2021 / 2 / 4 - 20:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مقدمة
1 ـ قال نوح عليه السلام لقومه : (أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ ) (62) الأعراف ) . ظل ينصحهم 950 عاما بلا فائدة حتى دعا عليهم فأغرقهم الله جل وعلا. وظل النبى صالح ينصح قومه بلا فائدة ، حتى أهلكهم الله جل وعلا فوقف أمام جثثهم يقول : ( يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ (79) الأعراف ). ومثله النبى شعيب . قال لقومه : (إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88) هود ) . رفضوا الإصلاح والنصيحة فأهلكهم الله جل وعلا. وقف أمام جثثهم يقول ( يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ (93)الاعراف ).
2 ـ المحمديون وسادتهم المستبدون يكررون جرائم وعصيان كل الأمم السابقة التي أهلكها رب العزة جل وعلا . ننصحهم بالقرآن الكريم فيزدادون بالقرآن الكريم طغيانا وكفرا .
3 ـ نصحنا المستبد المصرى وقومه المفسدين ، هم فقط لا يحبون الناصحين بل هم أيضا يسجنون الناصحين وأقارب الناصحين . ندعو الله جل وعلا رب العالمين أن ينتقم من السيسى وأعوانه من أكابر المجرمين .!
نعطى تفصيلا :
أولا : في عصر حسنى مبارك
دخلت السجن مرتين في عصره ( 1987 ) ( 1988 ). هربت من مصر لتفادى دخول السجن للمرة الثالثة . عشت في مصر تحت في حكم مبارك ( 1989 : 2001 ) تحت إستدعاءات متكررة من أمن الدولة ، وترقب وصول إذا عُدتُ الى مصر من سفر للخارج. برغم هذا لم أتوقف عن مهاجمة الكهنوت السنى والاستبداد والفساد ، مستغلا الهامش الضيق المُتاح الذى سمح به مبارك . في انتقاد حكم مبارك كتبت عشرات المقالات ، أختار منها هنا مقالين ، نشرتهما جريدة ( الأحرار )، أعيد نشرهما هنا :
المقال الأول بتاريخ : 12ــ 10ــ 1992
( قال الراوى
ظهر الفساد فى البر والبحر !!
• فى طريقى إلى قريتى بمحافظة الشرقية قال أحدهم أنه يعيش فى قرية يسكنها أكثر من خمسين الفا، وبيوتهم عامرة ،وكل المسئولين فى القرية من أبناء القرية ، وجميعهم يصرفون مياه المجارى فى (البحر) الذى يشربون منه ، لا فارق فى ذلك بين مندوب الصحة أو مسئول الوحدة المحلية أو حتى العمدة وشيخ الخفر ، ويطل على البحر مصنع للطوب ، وقد اعتاد صاحب ذلك (التنور) أن يصرف مخلفات المصنع من السولار والقطران فى مياه النهر، وقال ان أهالى القرية المجاورة لهم اعتادوا غسل براميل المبيدات فى نفس النهر، وعندها كان يحدث تسمم عام للاسماك فى النهر فتطفو على السطح ويصطادها الاهالى ، ويأكلونها ويصاب بعضهم باغماء أو قىء ، ولكن لم تحدث وفيات . وعندها لم أستطع الصمت فقلت له : " إن الوفيات ربما لم تحدث حتى الآن ، ولكن انتظر بضع سنوات وسنرى نتيجة ذلك الاهمال والتراخى، سنرى كيف سيصاب الجميع بأمراض لا نهاية لها إلا بالموت ، بدءا من الفشل الكلوى إلى السرطان.." وقلت له : " إن ذلك التلوث الذى نصنعه بأيدينا هو المسئول عن انتشار ظاهرة الفشل الكلوى والسرطان فى شرق الدلتا على وجه الخصوص، واذا ذهبت الى معهد السرطان فى القاهرة وجد ت معظم المرضى من الارياف وقد استدعت هذه الظاهرة المؤلمة إلى انشاء معهد للسرطان فى محافظة الشرقية لكى يخفف العبء عن معهد الاورام في القاهرة ،كما أن ذلك المرض اللعين قد بدأ فى الظهور على أجساد الاطفال الابرياء ،ومعظم المرضى يزدحمون على المعهد فى القاهرة ومن يتمكن من الحصول على سرير فيه سرعان ما يتركه ليكمل العلاج فى بيته ليتيح الفرصة لمريض آخر ينتظر دوره على الرصيف المجاور للمعهد ، كما أن أقسام الكلى فى المستشفيات لم تعد تكفى المترددين عليها فأنشأ أحد أبناء المنصورة العظماء وهو الدكتور غنيم مركزا لعلاج الفشل الكلوى. ومهما بذل فاعلو الخير فى تدعيم تلك المعاهد والمراكز فإن جهدهم سيضيع هباء طالما ظل المصرى يعيش هذا التبلد والانانية، بصرف مخلفاته فى النيل، وتحملها مياه النيل الى الآخرين يشربونها، فيتحول الماء الذى هو سبب الحياة الى سبب للموت لأننا لا نجد فارقا بين الكوب الذى نشرب منه والمرحاض الذى نتبول فيه .!!"
• ماالذى حدث لنا؟
• أهى الرغبة المصرية الدفينة فى مقاومة السلطة الحاكمة ! فاذا كانت السلطة تعاقب من يلوث النهر فإننا بدافع المقاومة والانتقام نعصى الأوامر، وليس مهما أن كنا نحن الضحايا؟ .. ولكن القرية التى تصرف مخلفاتها فى النيل ليس لديهم ذلك الخوف من المسئولين لأن المسئولين أنفسهم يفعلون ذلك .
• أهى الرغبة فى الانتحار البطىء لدى الفقراء بعد أن يئسوا من العلاج؟ ربما قالوا لأنفسهم إن الحيتان الكبيرة ترتع فى الفساد فى البر فلماذا لا نفسد نحن البحر؟ واذا كنا قد عجزنا عن مقاومة أولئك المفسدين المترفين فلنلوث لهم النهر الذى يشربون منه ليذوقوا بعض ما نعانيه! ربما يفكرون بهذه الطريقة المضحكة، وإن كانوا لا يعلمون أن المترفين لا يشربون من النيل بعد أن اتضح لدى المترفين فى الداخل والخارج أن معدل التلوث فى النيل يفوق المسموح به ، فأصبحوا يشربون المياه المعدنية، وتركوا النيل للفقراء يشربون منه ويقذفون بفضلاتهم فيه ..!!
• أهى العادة السيئة المصرية التى تقول " وانا مالى" ؟ هل هى الانانية والاهتمام بالفردية دون النظر للآخرين ؟ ربما.. ففى عصور القهر والاستبداد واتساع الفجوة بين الاثرياء والفقراء ينكبُّ كل انسان على نفسه ولا يعبأ بالآخرين، واذا كان ذلك واضحا بين الصفوة والنخبة فهو أكثر وضوحا بين جموع الشعب ، ونرى ذلك فى حادث فتاة العتبة وفى طريقة الحياة فى اللحظة الحاضرة، أو المهم أن نعيش اليوم ولا داعى لأن نفكر فى الغد أو أن نفكر فى الغير.
• ومهما كان السبب فى ذلك التطور السلبى الذى طرأ على الشخصية المصرية فهو أخطر من تلوث ماء النيل . إن تلوث النفس يظل أفظع من تلوث النهر . ومن السذاجة أن نطالب فقط بتطهير ماء النيل من التلوث ونترك أنفس المصريين مستنقعا لملوثات فكرية ومشاعر سلبية .. صحيح أنه يمكن بالدعاية المكثفة فى التليفزيون وأجهزة الاعلام أن ننبه الغافلين الى خطورة التلوث وفظاعة أن نسمم مياه النيل بأيدينا ، لابد أن تتكاتف أجهزة الدولة لحماية النيل وحماية من يعيشون عليه من أنفسهم ، هذا ممكن ومطلوب بشدة وعلى وجه السرعة .. ولكن الاقتصار على ذلك سيجعل المشكلة أكثر حدة وأكثر تفجرا ، لأن الذى سيحدث أن تثور ضجة اعلامية وتحدث مواكب وتنطلق الزفة وتصدر الشعارات والتصريحات ثم ينفض المولد الى أن تظهر بدعة جديدة ينشغل بها الناس ، ويعود النيل أكثر تلوثا ، ويزداد الفقراء سلبية ويأسا ومرضا وقرفا .
• ان الحل الحقيقى هو علاج النفس المصرية من التلوث الذى يهدد حاضرنا ومستقبلنا ، ان المصرى ليس فاسدا بطبعه ، ولكن حين تنهمك أقلية من المصريين فى النهب والفساد فليس من حقك أن تلوم الأكثرية الضائعة الجائعة إذا سارت فى طريق الانتحار البطىء .. فى مصر بالذا ت يبدأ العلاج من فوق ، من النخبة والصفوة والقدوة ، إن الله تعالى حين أرسل موسى لم يبعثه الى المصريين وإنما أرسله الى فرعون فقط ، بينما كان كل نبى مبعوثا الى القوم أجمعين .. ولأن فرعون وآله كانوا من المفسدين فقد دفع المصريون جميعا الثمن .. وذلك مانتعلمه من القرآن والتاريخ .
• ان الله تعالى يقول "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41) الروم ) . أى أن الفساد نتيجة لما يرتكبه الناس بأيديهم ، وهو أيضا عقوبة لهم.. وبالتالى فانه يمكن أن نحارب الفساد ونمنع أسبابه وظهوره فى البر والبحر ذلك اذا صدقت النوايا وآمنا بأننا جميعا فى مركب واحد يسبح فوق مياه النيل ، وأنه اذا غرق المركب غرقنا جميعا.. لا فارق بين غنى وفقير أ و حاكم ومحكوم ..
• إن فساد الأقلية هو سبب شقاء الأكثرية .. وسبب تلوث النيل .. ) إنتهى .
ملاحظة : ( حادث فتاة العتبة ) وقعت وقت كتابة المقال . تدافع كثيرون لركوب اتوبيس في محطة العتبة في القاهرة، سقطت فتاة فإنكبوا عليها ، وبعضهم إفتضّ بكارتها ، وقبضوا على شخص مشلول . وكانت فرصة للحكومة لتشغل بها الناس ، بينما كان مبارك منشغلا بسرقة البلايين وتهريبها للخارج ..
المقال الثانى في ( الأحرار )
بتاريخ 26 / 7 / 1993
قال الراوى
منطق العسكر
( * حدثت هذه القصة في مصر المملوكية في يوم الأربعاء 26 من ذي الحجة سنة 876هـ جاءت البشرى للقاهرة للسلطان قايتباي بالانتصار على سفينة قراصنة أوربية ، وقد غنموا السفينة وقتلوا ركابها وأسروا عشرة من القراصنة. وفي اليوم التالي بعد العصر وصل الأسرى الفرنجة يصحبهم الأمير المملوكي حاكم الإسكندرية ليعرضهم على السلطان ، وحدثت مشكلة، إذ أن أهل ادكو هم الذين انتصروا وأسروا السفينة ، إلا أن الأمير قجماس المملوكي هو الذي وصل للسلطان وادعى الانتصار لنفسه، وجاء وفد من مدينة ادكو بالأدلة الواضحة على أنهم هم الذين حاربوا وهم الذين انتصروا ، واضطر الأمير المملوكي لآن يتهم أهل ادكو بأنهم اعتدوا على اختصاصاته حين قاموا بالهجوم بدلا منه على السفينة التي هاجمت مدينتهم ، كأنه أراد أن ينتظروا إلى أن يأتيهم الأمير المملوكي من الإسكندرية ليدافع عنهم. والسلطان قايتباي المشهور بالتدين وقيام الليل وقراءة الأوراد نسى اللافتة الدينية التي يرفعها وأصدر قرارا عبر فيه عن طبيعة النظام العسكري الذي يقف على قمته، إذ أمر بسجن مجاهدي ادكو في سجن المقشرة الرهيب مع نفس الأسرى القراصنة الذين انتصروا عليهم ، وقد ادعى بعض الأسرى الإسلام فأطلق السلطان سراحهم ، بينما ظل شجعان ادكو في السجن لأنهم تجرءوا على الدفاع عن بلدهم والاعتداء على تخصص المماليك في استعمال السلاح ..
* إن فلسفة الحكم العسكري المملوكي تقوم على أساس أنهم القوة الوحيدة التي تحكم المصريين والتي يجوز لها استعمال السلاح ، وممنوع على المصريين أن يمسكوا لجام المماليك ، وذلك هو التعبير السائد عن ضرورة أن يحصر المصريون أنفسهم في دور الرعية أو الخراف التي يسير بها الراعي ويتحكم فيها كيف يشاء .. ولذلك فإن أهل ادكو حين تجرءوا على الدفاع عن أنفسهم كافأهم السلطان بالسجن حتى لا تتحول الشياه والخراف إلى ذئاب تصادر الوجود المملوكي وتلغي أهميته .
* ذلك منطق العسكر السياسي في كل زمان ومكان ، منطق يقوم على احتكار السلطة وتحويل الوطن إلى جبهة داخلية وجبهة خارجية وتحويل المدن إلى معسكرات وتحويل المواطنين إلى موظفين في هرم وظيفي تقوم العلاقات في داخله على أساس إصدار الأوامر وتنفيذها . وحيث تقوم السياسة على أساس الأوامر وتنفذ التوجيهات وإعلانات التأييد فلا يمكن للشعب أن ينتج ولا يمكن للاقتصاد أن يزدهر ، لأن أهل النفاق وأهل الفساد سيأكلون الأخضر واليابس ، وحتى إذا قام المصلحون بإعلان الرأي وتوجيه النصح فلن يسمع لهم أحد ولن يكافئهم السلطان العسكري إلا بالازدراء وربما يضعهم في السجن مثل ما فعل السلطان قايتباي مع مجاهدي ادكو الشجعان..
* إن الحكم العسكري قد أجهض الحياة النيابية الليبرالية في مصر قبل ثورة 1952م ومن وقتها لم نعرف إلا الاستبداد الفردي والانهيار الاقتصادي ، حتى أن روشتة العلاج الاقتصادي تتطلع لأن ترجع بالاقتصاد المصري لما قبل ثورة 1952م أى أنه اعتراف بفشل العسكر اقتصاديا منذ أن حكموا ، ويضاف إلى ذلك أنواع أخرى من الفشل السياسي والفشل العسكري الذي يرجع أساسا إلى احتكار السلطة واحتقار الشعب .
* ومصر الآن تواجه خطرا يهدد حاضرها ومستقبلها وشعبها، وهو خطر التطرف الديني الذي يتحول إلى إرهاب دموي ، وقد تربى الجناح المدني للتطرف في سراديب السلطة الحاكمة وفي مؤسساتها بينما استشرى الجناح العسكري للتطرف وتغذّى على أخطاء السلطة الحاكمة وفسادها . وكالعادة سار منطق العسكر على أساس الانفراد بعلاج مشكلة التطرف فازداد التطرف انتشارا حيث يستخدمون شيوخ التطرف العاملين لديهم في مواجهة التطرف ، يتطرفون في عمليات التعذيب والعنف ، فيخسرون هنا وهناك ويكسب التطرف أرضا جديدة على حسابهم ، والنتيجة دمار لمصر وشعبها لأن دولة التطرف الدينية إذا قامت فلن تبقي ولن تذر ..
* ويقال إن السلطة العسكرية تبدو سعيدة بخطر التطرف لأنه سيعطيها الحجة للبقاء في السلطة تبعاً للحكمة العسكرية القائلة بأنه لا صوت يعلو على صوت المعركة ، وتبعا لما هو معروف من أن النظام العسكري سيئ ولكن الحكم الديني أسوأ... ولكننا نقول أن حكامنا العسكر هم وطنيون مصريون ، وليسوا كعسكر المماليك، ونعتقد أن وطنيتهم تفرض عليهم إيثار مصلحة الوطن فوق كل شيء .. لقد تربى التطرف في أحضان السلطة وعلى سلبياتها ، وقد آن الأوان لتداول السلطة وممارسة الديمقراطية السليمة ولسنا أقل من.. اليمن .. ) إنتهى.
ملاحظة: ( كان في وقتها بشائر تداول سُلطة في اليمن، وكنت سعيدا بها على أمل أن تحذوه مصر .. كم كنت ساذجا وقتها ) .
أخيرا :
1 ـ العسكر المصرى يحتلُّ مصر من عام 1952 ، وحتى الآن . عبد الناصر كان مستبدا ولم يكن فاسدا ، وأرسى نوعا من العدل الاجتماعى ، وجعل التعليم سُلّما يصل به أبناء الفلاحين والعمال لأعلى المناصب وحسب الكفاءة وبدون واسطة ، وبرزت به مصر زعيمة على مستوى الإقليم والعالم . جاء السادات فأسّس تبعية مصر للسعودية وأسّس الفساد بالانفتاح الاقتصادى ، وأسّس التطرف الدينى بزعمه أنه رئيس مسلم لدولة إسلامية ، وجعل الشعراوى بوقا للتطرف يغسل به أدمغة المصريين . وقام بتعديل الدستور ليجعل نفسه مستبدا طيلة عمره ، ثم كانت الطّامة الكبرى حين جعل حسنى مبارك نائبا .
2 ـ تولى حسنى مبارك مستفيدا من دستور السادات ليحكم طيلة عمره ، وتطور الفساد في عهده مصاحبا للتطرف الدينى . الجناح المدنى للتطرف في يد مبارك اليمنى ينتشر بالأزهر والمساجد والتعليم والإعلام ، والجناح العسكرى يواجهه مبارك بالسلاح ، وينشغل الناس بهذا وذاك عنه وهو منهمك في تجريف الثروة المصرية لصالحه ، بينما يقع المصلحون من أمثالى تحت الاضطهاد . بعد هجرتى لأمريكا واصلت الجهاد بموقع أهل القرآن ، إنتقم مبارك بالموجة الثالثة من الهجوم على أهل القرآن عام 2007، وكان معظم الضحايا من أسرتى حيث تعرضوا لتعذيب بشع . ثم جاءت الموجة الرابعة 2008 : 2009 ، وسجنوا وعذبوا رضا عبد الرحمن .
3 ـ حدثت الموجة الخامسة في عهد السيسى ، وتم سجن رضا عبد الرحمن للمرة الثانية مع بعض أقاربى ، ثم أطلقوا سرحهم . كان واضحا أن العسكر المحتلُّ لمصر يؤكّد لى أن أقاربى رهائن عنده ، وهو يضغط عليهم حتى أتوقف. ولم ــ ولن ــ أتوقف .
4 ـ السيسى لم يسبقه فرعون مصري في الفساد والاستبداد والسرقات . وصلت به مصر الى أسفل سافلين ، كمّم الأفواه ، وسجن الشرفاء ، وأكثر من بناء المدن والقصور له وللفاسدين كما أكثر من بناء السجون للشرفاء والمصلحين . في مناخ الإرهاب أقلع رضا عبد الرحمن عن الكتابة وابتعد عنى طلبا للسلامة ، ولكن بعض مقالات لى في الهجوم على السيسى جعلته يسجن رضا عبد الرحمن منذ شهر أغسطس العام الماضى ، ولا يزال في السجن . يظن السيسى أننى سأتوقف . وبعون الرحمن جل وعلا سننتصر ولن نتوقف ، وسيدفع السيىسى المذعور الثمن . شأن كل أكابر المجرمين .
5 ـ سلاحنا هو الدعاء . ندعو الله جل وعلا أن ينتقم منه ومن قومه كما انتقم من فرعون موسى وقومه . فالدعاء من أسلحة النصر .. لو كنتم تعلمون .!
اجمالي القراءات
3124