تعليق: منطق الفرعون | تعليق: وما زال أبو هريرة يتلاعب بالمُسلمين. | تعليق: معذرة أستاذنا احمد صبحي منصور ؛ هناك سوء فهم ! | تعليق: اهلا استاذ مصطفى | تعليق: عاجل إلى السيد امير منصور : لقد تم حذف مقالي الجديد؟؟ | تعليق: شكرا استاذ بن ليفانت وأقول : | تعليق: شكرا استاذ بن ليفانت وأقول : | تعليق: وجهة نظر | تعليق: الزراعة وصديقى الطيب . | تعليق: جزاك الله جل وعلا خيرا استاذ حمد ، واقول : | خبر: كيف يجعلنا السعي وراء السعادة أكثر بؤسا؟ | خبر: خلافاً للدستور، ترامب يرجّح ترشحه لولاية ثالثة، وأنصاره يقترحون الخلافة | خبر: تدوير أصول مصر مقابل الديون... خطة حكومية للابتعاد عن حافة الإفلاس | خبر: الاتحاد الأوروبي يلوح بـخطة قوية جاهزة ردا على رسوم ترامب | خبر: ما أصل العيديّة وكيف تغيّر اسمها عبر العصور؟ | خبر: رئيس وزراء غرينلاند يرد على مطالب ترامب بضم الجزيرة: لا نتبع أحدا ونقرر مستقبلنا بأنفسنا | خبر: مصر الديكتاتور والفن -اسلمي يا مصر يربك نهاية مسلسل لام شمسية | خبر: يوم التحرير التجاري.. خطة ترامب الجمركية تهديد للاقتصاد العالمي | خبر: حكومة مصر تعترف بسوء تغذية ثلث شعبها.. أرقام مهولة للمصابين بفقر الدم | خبر: تركيا.. توقيف صحافي سويدي بتهمة “الإرهاب” وإهانة أردوغان | خبر: غالبيتها بمصر والإمارات.. تفاصيل استحواذ “بلاك روك” الأمريكية على موانئ بالشرق الأوسط، وهكذا ستتأثر | خبر: 9 دول بغرب أفريقيا تعلن اليوم الأحد أول أيام عيد الفطر | خبر: عدم توافق مصري سعودي نادر الحدوث عاجل.. العيد ليس غداً في مصر والأردن وسوريا والعراق وعمان | خبر: وزير الصحة المصري يطالب مريضاً بالقصور الكلوي بـشكر الحكومة وعدم الشكوى | خبر: ما أهداف مصر من إطلاق سوق الدين للمواطنين؟ |
كيف يُستعمَر المرء في الداخل والخارج؟:
مشاعر استعمارية تتجدد في داخلك!

محمد عبد المجيد Ýí 2020-10-01


 
مشاعر استعمارية تتجدد في داخلك!
 
الاستعمار الجديد لا يدخل بلدَك؛ لكنه يفتح لك بلدَه!
أشياءٌ كثيرةٌ تجعلها العادةُ عاديةً، ويضمها التكرارُ إلى العُرْف، ويلصقها الإصرارُ إلى العنف، وينقلها التيارُ إلى الجُرف؛ ثم تصبح جزءًا من المشهد العام الذي لا يستنكره إلا القليل ممن قرروا الاستعانةَ بالعقل في حياتهم!
مُفْردةُ الاستعمار، مثلا، فقدتْ أهميتَها، ولم تعُدْ تثير غضبَ كثيرين؛ فالاستعمارُ ليس استدمارًا لأنه حُلم يخترق يقظتــَك فيخدّرها بهدوء ولذة ومتعة، من يدري فقد يكون الغزاةُ القدامىَ مضيفيك الجُدُد!
للاستعمار ِألْفُ وجهٍ و.. وجه، كل وجهٍ يختار المكانَ الذي يدخله أو يخترقه أو يغزوه؛ فقد يكون الكتاب أو المدرسة أو المؤسسة الدينية أو قصر الحاكم، أو الإعلام أو الدعوة أو التبشير أو التجهيل أو تاريخ أمة مُستعمَرَة أو حدود مع الجيران تمتد أو تنقص وفق لضعف أو قوة الحُكــّام!
وأخطر المداخل هي جهلٌ بتاريخ حديث وجدال في تاريخ قديم يتحرك كما تفعل الرمال المتحركة إذا داستها أقدامٌ لا تُفرّق بين الرمل و.. بين الطين.
تختفي كلمة الاستدمار خلف مفردة الاستعمار فلا يدري المرءُ هل البناء لتثبيت أقدام احتلال أَمْ لطرد أصحاب الأرض.
إذا امتص ذئبٌ دمَ ميّتٍ فلا يضير الشاةَ سلخُها بعد ذبحِها؛ أما إذا طلب الأحياءُ من الذئبِ أنْ يمتص دماءَهم حتى تسري نشوةُ الغابِ في يومياتِهم، فهنا لا تفلح كل عمليات الإصلاح السياسي أو الديني أو الوطني فالموتُ حَيـّـًـا اختيارٌ بامتياز بديلا عن الحياة في القبور.
كم جيلاً تحتاج أمةٌ حتى تُغــّير جلدَها، ثُمَّ لسانــَها، ثم سلوكياتها العُرْفية حتى تصل إلى تغيير روحــِها؟
أفجع كارثة يتعرض لها المرءُ هي هجرتُه إلىَ بلدٍ مُتقدّم وهو ينظر خلفه طوال الوقت فلا يرى أمامه بوضوح لكثافة ضبابِ الماضي ولا يشاهد حياتــَه الماضوية لأنَّ عواملَ البيئة والزمن والمكان قد غيرّت ملامحَها وهو يُصِـرّ علىَ الحديث عن ماضٍ تمزق، وتشتتْ، وتناثر، فلا تجمعه قوةُ ذاكرةٍ بملايين الجيجابايت!
إذا شغلتك مُطاردةُ السراب عن الاندماج الكُلــّي في حقيقةِ واقعك الجديد فقد أحْكَمَتْ لك العُقدة التي لا حل لها.
ما جعل اللهُ لرجلٍ من قلبين في جوفــِه، ولن تجمع الماضي والمستقبلَ في نفس الحاضر فهما كثيراً ما يتصارعان بدلاً من أنْ يتكاملا!
ما شغلني شيءٌ في حياتي أكثر من نُمو زهرةِ الصبـّار في النفوس؛ فشوكــُها يؤلم الآخرين أكثر من جَرْحِ موطنــِها في النفوس أو العقول أو القلوب.
تعيش حياتــَك الجديدةَ فتصبح قديمة، ومستقرة وعليها لمساتٌ إنسانية متمدّنة من جرّاءِ خبرات متراكمة استدعاها فكرٌ باحثٌ عن الحب فاستقرتْ فيه، فإذا بالذين تحثهم على خوض غِمار سلوكيات نبيلة يدخلون معركةً ضدك رافضين ما تعلمته، ومتمسكين بما جهلوه.
إذا عبث الزمانُ في نفوسِ قومٍ وأراد وقفــَها عن التطور والسير مع العصر واستقامة طريقها التنموي أوهمها أن كل أفرادِ المجتمع يعرفون ما لم يؤتَ أحدٌ من قبل، ثم جعل معارفــَها دينية ومعلوماتــِها مُستقاة من السماء مباشرة.
نعود إلىَ أُمِّ القضايا: لماذا يؤلمك الشوكُ الذي في نفوسِ أبناءِ بلدك بدلاً من أنْ يوجعهم؟
حياة الإنسان قصيرة بحيث تصل بها إلى النضوج والشكّ والريبة وإيقاظ العقل قُبيل وداعِك إياها فلا تستطيع أنْ تتراجع أو تُغيّر دفتــَها أو تُقنع من علـَّمتهم أنك بصدد اختيار طريق آخر قبل وصول حفــّار القبور!
هل الحيوانات المفترسة فقط هي التي تنهش  أم أنَّ الإنسانَ أيضا يفعل نفسَ الشيء، ليس إذا جاع؛ ولكن إذا اختلفتَ معه فكريــًا وعقائديا؟
أعود إلى سؤالي: كيف تُستعمًر بتكريمك ضيفــًا عليهم ؟
لأنَّ خطَ العودة جسديا يصبح مقطوعا، ونفسيا وفكريا وعاطفيا يجعلك كالبندول تتأرجح بين هنا وهناك!
ماذا لو أصابتْ أهلَ وطنك الأم حزمةٌ من الأمراض النفسية والعصبية والعقلية، وتغلغلتْ الكراهية في الأعماق، وأصبحتْ الطاووسيةُ في المشاعر غالبةً عليهم؛ فلا يتركونك تستمتع بحياتــِك في مجتمعٍ مُتحضّر ولا يتركونك تغادرهم في أمان؟
ليس أمامك إلا أنْ تنتظر الجيلَ الثاني من نَسْلـِك الذي ترىَ فيه حياةً تمنيتها في هجرتــِك والتقط ثمارَها آخرون من صُلــْبـِك.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في الأول من أكتوبر 2020  
 
 
اجمالي القراءات 3009

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-07-05
مقالات منشورة : 571
اجمالي القراءات : 6,412,139
تعليقات له : 543
تعليقات عليه : 1,339
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Norway