آحمد صبحي منصور Ýí 2020-09-29
يونس عليه السلام بين القرآن الكريم والعهد القديم
أولا : في القرآن الكريم :
منهج القرآن الكريم في القصص هو التركيز على الهداية بالعبرة والعظة ، وليس مهما تحديد الزمان والمكان وأسماء الأشخاص . يتجلى هذا فيما جاء عن النبى يونس عليه السلام . ونتدبره كالآتى :
1 ـ ( يونس ) ضمن الأنبياء من ذرية إبراهيم . قال جل وعلا :
1 / 1 : ( إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ﴿النساء: ١٦٣﴾
1 / 2 : ( وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنْ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿الأنعام: ٨٦﴾
2 ـ قوم يونس أمنوا بعد كفر فنجوا من الاهلاك ، قال جل وعلا : ( فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ ﴿يونس: ٩٨﴾.
3 ـ محنة يونس أنه لم يصبر فهرب من قومه وركب سفينة ، وكانت مشحونة بالركاب ، فأشرفت على الغرق ، وكان لا بد من التضحية ببعض الركاب لإنقاذ الباقين ، وعملوا قُرعة فوقعت على ( يونس ) فألقوه في الماء ليغرق ، فابتلعه ( إلتقمه ) حوت ضخم ، وكانت في (يونس ) حياة فاستغاث بربه جل وعلا معترفا بذنبه ، فانقذه الله جل وعلا فتقيأه الحوت على الشاطئ ، وبعد نجاته عاد الى قومه فآمنوا . قال جل وعلا :
3 / 1 : ( وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿١٣٩﴾ إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ﴿١٤٠﴾ فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ ﴿١٤١﴾ فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ ﴿١٤٢﴾ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ﴿١٤٣﴾ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٤٤﴾ فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ ﴿١٤٥﴾ وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ ﴿١٤٦﴾ وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ﴿١٤٧﴾ فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ ﴿١٤٨﴾ الصافات )
3 / 2 : ( وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٧﴾ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴿٨٨﴾ الأنبياء ):
4 ـ جانب العظة في قصة يونس :
كان القرآن الكريم يتنزّل على النبى محمد في حياته ، ومنه القصص لكى يتّعظ النبى والمؤمنون ، قال جل وعلا :
4 / 1 : ( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111) يوسف )
4 / 2 : ( وَكُلاًّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120) هود ).
4 / 3 : وكان النبى محمد يُعانى من قومه حتى كان يستعجل عذابهم ، وهم كانوا يتحدُّونه بطلب العذاب ، وتأتيه الأوامر بالصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ، قال له جل وعلا : ( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنْ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ )(35) الاحقاف ).
4 / 4 : لذا جاءه الأمر بأن يتأسّى بابراهيم ولا يفعل ما فعله يونس ، عليهما السلام.
4 / 4 / 1 . قال له جل وعلا عن إبراهيم : ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) شَاكِراً لأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (121) وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ (122) ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنْ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (123) النحل )
4 / 4 / 2 : وقال له جل وعلا عن يونس عليه السلام : ( فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَىٰ وَهُوَ مَكْظُومٌ ﴿٤٨﴾ لَّوْلَا أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ ﴿٤٩﴾ فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴿٥٠﴾ القلم ).
4 / 4 / 3 : وهو لنا عظة كى نصبر ، وكى ندعو الله جل وعلا عند المحنة فيستجيب لنا كما استجاب ليونس . قال جل وعلا : ( وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٧﴾ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴿٨٨﴾ الأنبياء ) دعا ربه جل وعلا بإيجاز قائلا : ( لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ). إعترف بذنبه فاستجاب له ربه جل وعلا فأنجاه من الغم ، وهو جل وعلا كذلك ينجى المؤمنين ، فاعتبروا أيها المؤمنون.!
5 ـ جوانب من التدبر في قصة يونس :
5 / 1 : ( الحوت ) .
في غير قصة يونس ذكر رب العزة ( الحوت ) في :
5 / 1 / 1 : في قصة موسى مع العبد الصالح ، قال جل وعلا : ( وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا ﴿٦٠﴾ فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا ﴿٦١﴾ فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَـٰذَا نَصَبًا ﴿٦٢﴾ قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ۚ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا ﴿٦٣﴾الكهف ). واضح هنا إنه حوت صغير يمكن اصطياده. وهو هنا يلعب دورا هامشيا .
5 / 1 / 2 : في قصة القرية الاسرائيلية الواقعة على البحر والتي كانت تعتدى في يوم السبت ، قال جل وعلا : ( وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ ۙ لَا تَأْتِيهِمْ )﴿١٦٣﴾ الأعراف ) . الحيتان هنا أيضا لها دور هامشى .
5 / 2 : ولكن ( حوت يونس ) له دور أساس في قصة يونس، يكفى وصف يونس بأنه ( صاحب الحوت ) أي هو ( ذو النون ). والنون هو الحوت . ودلالة الحوت في القصة كالآتى :
5 / 2 / 1 : إنّه حيوان بحرى ضخم لأنه إلتقم شخصا ، أي صار الشخص مجرد لقمة له ، وإبتلعه في معدته فظلّ حيا في ظُلُماتها بما يدل على ضخامة هذا الحوت .
5 / 2 / 2 : مثل هذا الحوت لا يمكن أن يعيش في الأنهار ، أي إن يونس حين هرب من قومه إتّجه الى مدينة ساحلية ، ربما تكون على الخليج ( العربى أو الفارسى ).
5 / 3 : قوله جل وعلا عن بطن هذا الحوت ويونس فيه : ( فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ﴿١٤٣﴾ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٤٤﴾). أي لولا أن يونس كان يسبح الله جل وعلا وهو في بطن الحوت لأصبح هذا الحوت قبرا ليونس ( الى يوم يُبعثون ). التدبر هنا كالآتى :
5 / 3 / 1 : هناك نوعان من القبور ، القبور المادية للجسد البشرى الميت ، قال جل وعلا :
5 / 3 / 1 / 1 : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ ﴿الممتحنة: ١٣﴾
5 / 3 / 1 / 2 : ( وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ ۖ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ ﴿٨٤﴾ التوبة ).
5 / 3 / 1 / 3 : ( وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّـهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ ﴿فاطر: ٢٢﴾
5 / 3 / 2 : قبور برزخية للأنفس الميتة . للارض سبع مستويات ، منها المستوى المادى الذى نعيش عليه ، ثم ست أرضين ( جمع أرض ) أو ستة برازخ ، وقد فصّلنا هذا في كتاب عن البرزخ منشور هنا ، والأصل هو قوله جل وعلا : ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنْ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً (12) الطلاق ).
5 / 3 / 2 / 1 : عند قيام الساعة وتدمير الأرضين السبع والسماوات السبع تلفظ الأرض البرزخية ما فيها من قبور للأنفس البشرية . وهذا معنى البعث . قال جل وعلا :
5 / 3 / 2 / 2 : ( إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ ﴿١﴾ وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ ﴿٢﴾ وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ ﴿٣﴾ وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ ﴿٤﴾ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ ﴿٥﴾ الانفطار)
5 / 3 / 2 / 3 : ( أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ ﴿٩﴾ وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ ﴿١٠﴾ إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ ﴿١١﴾ العاديات )
5 / 3 / 2 / 4 : ( وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّـهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ ﴿الحج: ٧﴾ .
5 / 3 / 3 : هذا يعنى أن بطن الحوت لو صار قبرا ليونس ـ أي مات فيه يونس ـ فإن يونس وقبره سيكون في أرض برزخية ضمن بقية الأنفس .
5 / 3 / 4 : وهذا يعنى أن الحيتان والحشرات والحيوانات وجميع المخلوقات بعد موتها ستكون في البرزخ أيضا ، وسيكون لها بعث وحشر ، وينتهى أمرها عند هذا ، بينما يدخل البشر بعد البعث والحشر الى الحساب والجنة أو النار. عن بعث الحيوانات والوحوش وسائر الدواب قال جل وعلا :
5 / 3 / 4 / 1 : ( وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ﴿٣٨﴾ الانعام )
5 / 3 / 4 / 2 : ( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ﴿١﴾ وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ ﴿٢﴾ وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ ﴿٣﴾ وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ ﴿٤﴾ وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ ﴿٥﴾ التكوير ) .
ثانيا : يونس ) في العهد القديم
منهج العهد القديم هو السّرد التاريخى ، نستعرضه دون شرح . جاء في سيرة يونس ( يونان ) 1 | 2 | 3 | 4
الإصحاح الأول
1 :1 و صار قول الرب الى يونان بن امتاي قائلا
1 :2 قم اذهب الى نينوى المدينة العظيمة و ناد عليها لانه قد صعد شرهم امامي
1 :3 فقام يونان ليهرب الى ترشيش من وجه الرب فنزل الى يافا و وجد سفينة ذاهبة الى ترشيش فدفع اجرتها و نزل فيها ليذهب معهم الى ترشيش من وجه الرب
1 :4 فارسل الرب ريحا شديدة الى البحر فحدث نوء عظيم في البحر حتى كادت السفينة تنكسر
1 :5 فخاف الملاحون و صرخوا كل واحد الى الهه و طرحوا الامتعة التي في السفينة الى البحر ليخففوا عنهم و اما يونان فكان قد نزل الى جوف السفينة و اضطجع و نام نوما ثقيلا
1 :6 فجاء اليه رئيس النوتية و قال له ما لك نائما قم اصرخ الى الهك عسى ان يفتكر الاله فينا فلا نهلك
1 :7 و قال بعضهم لبعض هلم نلقي قرعا لنعرف بسبب من هذه البلية فالقوا قرعا فوقعت القرعة على يونان
1 :8 فقالوا له اخبرنا بسبب من هذه المصيبة علينا ما هو عملك و من اين اتيت ما هي ارضك و من اي شعب انت
1 :9 فقال لهم انا عبراني و انا خائف من الرب اله السماء الذي صنع البحر و البر
1 :10 فخاف الرجال خوفا عظيما و قالوا له لماذا فعلت هذا فان الرجال عرفوا انه هارب من وجه الرب لانه اخبرهم
1 :11 فقالوا له ماذا نصنع بك ليسكن البحر عنا لان البحر كان يزداد اضطرابا
1 :12 فقال لهم خذوني و اطرحوني في البحر فيسكن البحر عنكم لانني عالم انه بسببي هذا النوء العظيم عليكم
1 :13 و لكن الرجال جذفوا ليرجعوا السفينة الى البر فلم يستطيعوا لان البحر كان يزداد اضطرابا عليهم
1 :14 فصرخوا الى الرب و قالوا اه يا رب لا نهلك من اجل نفس هذا الرجل و لا تجعل علينا دما بريئا لانك يا رب فعلت كما شئت
1 :15 ثم اخذوا يونان و طرحوه في البحر فوقف البحر عن هيجانه
1 :16 فخاف الرجال من الرب خوفا عظيما و ذبحوا ذبيحة للرب و نذروا نذورا
1 :17 و اما الرب فاعد حوتا عظيما ليبتلع يونان فكان يونان في جوف الحوت ثلاثة ايام و ثلاث ليال
الإصحاح الثاني
2 :1 فصلى يونان الى الرب الهه من جوف الحوت
2 :2 و قال دعوت من ضيقي الرب فاستجابني صرخت من جوف الهاوية فسمعت صوتي
2 :3 لانك طرحتني في العمق في قلب البحار فاحاط بي نهر جازت فوقي جميع تياراتك و لججك
2 :4 فقلت قد طردت من امام عينيك و لكنني اعود انظر الى هيكل قدسك
2 :5 قد اكتنفتني مياه الى النفس احاط بي غمر التف عشب البحر براسي
2 :6 نزلت الى اسافل الجبال مغاليق الارض علي الى الابد ثم اصعدت من الوهدة حياتي ايها الرب الهي
2 :7 حين اعيت في نفسي ذكرت الرب فجاءت اليك صلاتي الى هيكل قدسك
2 :8 الذين يراعون اباطيل كاذبة يتركون نعمتهم
2 :9 اما انا فبصوت الحمد اذبح لك و اوفي بما نذرته للرب الخلاص
2 :10 و امر الرب الحوت فقذف يونان الى البر .
الإصحاح الثالث
3 :1 ثم صار قول الرب الى يونان ثانية قائلا
3 :2 قم اذهب الى نينوى المدينة العظيمة و ناد لها المناداة التي انا مكلمك بها
3 :3 فقام يونان و ذهب الى نينوى بحسب قول الرب اما نينوى فكانت مدينة عظيمة لله مسيرة ثلاثة ايام
3 :4 فابتدا يونان يدخل المدينة مسيرة يوم واحد و نادى و قال بعد اربعين يوما تنقلب نينوى
3 :5 فامن اهل نينوى بالله و نادوا بصوم و لبسوا مسوحا من كبيرهم الى صغيرهم
3 :6 و بلغ الامر ملك نينوى فقام عن كرسيه و خلع رداءه عنه و تغطى بمسح و جلس على الرماد
3 :7 و نودي و قيل في نينوى عن امر الملك و عظمائه قائلا لا تذق الناس و لا البهائم و لا البقر و لا الغنم شيئا لا ترع و لا تشرب ماء
3 :8 و ليتغط بمسوح الناس و البهائم و يصرخوا الى الله بشدة و يرجعوا كل واحد عن طريقه الرديئة و عن الظلم الذي في ايديهم
3 :9 لعل الله يعود و يندم و يرجع عن حمو غضبه فلا نهلك
3 :10 فلما راى الله اعمالهم انهم رجعوا عن طريقهم الرديئة ندم الله على الشر الذي تكلم ان يصنعه بهم فلم يصنعه.
الإصحاح الرابع
4 :1 فغم ذلك يونان غما شديدا فاغتاظ
4 :2 و صلى الى الرب و قال اه يا رب اليس هذا كلامي اذ كنت بعد في ارضي لذلك بادرت الى الهرب الى ترشيش لاني علمت انك اله رؤوف و رحيم بطيء الغضب و كثير الرحمة و نادم على الشر
4 :3 فالان يا رب خذ نفسي مني لان موتي خير من حياتي
4 :4 فقال الرب هل اغتظت بالصواب
4 :5 و خرج يونان من المدينة و جلس شرقي المدينة و صنع لنفسه هناك مظلة و جلس تحتها في الظل حتى يرى ماذا يحدث في المدينة
4 :6 فاعد الرب الاله يقطينة فارتفعت فوق يونان لتكون ظلا على راسه لكي يخلصه من غمه ففرح يونان من اجل اليقطينة فرحا عظيما
4 :7 ثم اعد الله دودة عند طلوع الفجر في الغد فضربت اليقطينة فيبست
4 :8 و حدث عند طلوع الشمس ان الله اعد ريحا شرقية حارة فضربت الشمس على راس يونان فذبل فطلب لنفسه الموت و قال موتي خير من حياتي
4 :9 فقال الله ليونان هل اغتظت بالصواب من اجل اليقطينة فقال اغتظت بالصواب حتى الموت
4 :10 فقال الرب انت شفقت على اليقطينة التي لم تتعب فيها و لا ربيتها التي بنت ليلة كانت و بنت ليلة هلكت
4 :11 افلا اشفق انا على نينوى المدينة العظيمة التي يوجد فيها اكثر من اثنتي عشرة ربوة من الناس الذين لا يعرفون يمينهم من شمالهم و بهائم كثيرة . ) إنتهى ..
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5111 |
اجمالي القراءات | : | 56,684,647 |
تعليقات له | : | 5,445 |
تعليقات عليه | : | 14,818 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
دعوة للتبرع
سؤالان : السؤا ل الأول ما هو الأصل فى صلاة الكسو ف ...
لبن الحمير والخيول : هل حلال شرب لبن الحمي ر والخي ول ؟ وهل حلال...
ترتيب سور القرآن: يرجي نشر هذا المقا ل في موقع أهل القرأ ن بارك...
النوم والوضوء: هل النوم ينقض الوضو ء ؟ وهل الاست مناء ينقض...
ثلاثة أسئلة: السؤ ال الأول : لما ا الغسل من من...
more
السلام عليكم
شكرأ للدكتور احمد على هذا التدبر ولي تعليق بسيط في قوله تعالى :وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ.
يونس عليه السلام ظن ان الله لن يقدر عليه ، ولكن الظن هنا هل هو الظن السيء ام توقع .. اعتقد ان يونس توقع ان الله يختبره وليس ظن سيء فمن غير المعقول ان يظن نبي مرسل من عند الله ان ربة لن يقدر عليه ..ربما ان يونس عليه السلام توقع ان الله لن يعاقبة مباشرة وسيكون معه مجال لمراجعة ذاته والتوبة ، ولكن عقاب الله وقع له مباشرة فادرك انه ظلم نفسة ولم يتجاوز الاختبار بنجاح فاستغفر الله .. تمام مثلما توقع داوود ان الله يختبره في قصة تسور الرجلين المحراب ."وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ"