بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة 15 الى الأحبة
أحبتى اهل القرآن
1 ـ إن الله تعالى يقول (أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) ( النجم 38 ) وهذا تشريع لنا جاء فى القرآن والكتب السماوية السابقة ، أى لا يتحمل إنسان خطأ ووزر إنسان آخر ، ويقول تعالى مؤكدا أن هذا المبدأ سيسرى على الآخرة و يوم الحساب : (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) ( فاطر 18 ) . مع هذا فإن هذا المبدأ الاسلامى العظيم يتم تجاهله لدى معظم المسلمين ، كما يتم التمسك به لدى معظم الغربيين.
نحن أول ضحايا تجاهل هذا المبدأ الاسلامى .خصومنا يحلو لهم مساءلتنا واتهامنا وعقابنا بما يقوله الآخرون.هناك من ينسب نفسه للقرآنيين ويتطرف فى آرائه فى العبادات وفى الأخلاق، فيعطى فرصة المتربصين بنا ليجعلنا نحن المسئولين عن اقوال الآخرين.
ومع أننا نعلن فى هذا الموقع أن كل كاتب مسئول عن رأيه لأن الموقع مفتوح لمختلف الاراء شريطة الالتزام بشروط النشر إلا أن البعض يحلو لهم التجنى علينا بما يقوله الاخرون حتى خارج هذا الموقع.
أقول هذا بمناسبة ما قاله الاستاذ جمال البنا فى مجلة المصور هذا الاسبوع يحملنا نحن كل اوزرار من ينسب نفسه الى القرآن من طوائف قديمة ، منتهزا فرصة مقال كتبه رجل مجهول فى موقع شفاف الشرق الاوسط يتحدث عن نفسه كقرآنى يجعل القرآنيين طائفة سرية منذ القدم، ويقول هذا الرجل آراء غاية فى العجب و الغرابة من إباحة الزنا والعرى ..الى آخره. ومع وضوح أن كاتب المقال ـ الذى وقّع باسم مستعار ـ يهدف الى تشويه سمعة القرآنيين إلا إن الاستاذ البنا ـ الذى لا نشك فى ذكائه ـ قد إختار تصديق هذا الافك واستدل به فى معرض هجوم مجلة المصور علينا.
من المعروف وراء القبض على بعض افراد من القرآنيين أسباب شتى منها أنها تحويل سخط الناس على الشيوخ ـ اصحاب رضاعة الكبير و بول النبى ـ الى سخط على القرآنيين ، وتحويل سخط الناس الغاضبين المحبطين لالهائهم بمواضيع جديدة ، ولتحويل سخط جماهير الاخوان الى نوع من الرضا بتقديم القرآنيين ضحايا . ولكى تثمر هذه الخطة وتؤتى أكلها لا بد أن يقترن القبض على القرآنيين بتشويه سمعتهم وتكفيرهم ، وهذا ما سارع اليه شيوخ الأزهر بكل سرور . وهذا متوقع منهم ـ ولكن الذى لم يكن متوقعا أن يقف فى جانب الظالمين جمال البنا و غيره .
المقصود أساسا بتشويه السمعة و الملاحقة من النظام والمتطرفين الارهابيين ـ هو أحمد صبحى منصور و عائلته .. وبالتالى فلا يمكن مؤاخذتهم إلا بما يقولون وما يكتبون ـ وليس باقوال الاخرين وكتابات الاخرين. ولكن الخصومة الفكرية تدفع البعض الى نسيان قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) ( المائدة 8 ).
2 ـ إننا نحرص فى هذا الموقع على التمسك يقيمتين هما الحرية فى الفكر والرأى و الاصلاح. وفى ضوء التخبط الفكرى و الفقر العلمى واختلاف مستويات الكتّاب يقع بعضهم فى تجاوزات فى الرأى تخالف ما نقوله ،ولقد تكونت لجنة للاشراف على الموقع و تحسين أداء الكاتبين فيه ، ومع ذلك لا تزال تظهر آراء شاذة مثل تلك التى تبيح الزنا باسم صداقة الفتاة ( الجيرل فريند ) وهذا إفتراء نرفضه . ولست عضوا فى لجنة الاشراف على الموقع ، ولكننى أنصح دائما بعدم اللجوء الى المصادرة فى الرأى إلا فى الضرورة ـ وأن الحل الأمثل هو الرد على كل الآراء ومقابلة الحجة بالحجة. وكتبت هنا كثيرا فى الرد على من يخالفنى فى الرأى ، وكنت منفعلا فى أحوال كثيرة. ومع هذا فان التمسك بالحرية الفكرية و الموازنة بينها و بين الاصلاح تجعلنا فى توتر دائم ، لعلمنا أن المتربصين بنا يستخدمون ما يكتبه الاخرون فى هذا الموقع ضدنا متناسين المبدأ المكتوب الذى يجعل كل كاتب مسئولا عما يكتبه. ومع التوتر الذى نعانيه فان لدينا أملا فى أن يظل الموقع واجهة للحوار شريطة الالتزام بأدب الاسلام فى الحوار ، ولا زلنا آملين فى أن تثمر الحوارات عن أن نتعلم معا الرأى الرشيد و أدب الاختلاف فى الرأى.
لقد جئنا جميعا من خلفية ثقافية تربت على الاستبداد والرأى الواحد وإعتبار الرأى المخالف كفرا إن كان فى الدين ، وخيانة إن كان فى السياسة. ولازلنا أسرى تلك الثقافة بدرجات متفاوتة. منا من يحاول التخلص منها بالشطح بعيدا هنا وهناك ، يهرب منها وهى تحتل نخاع عقله ، ومنا من يضيق بالنقد فيسرع بالغاء الرأى الآخر متمسكا بالرأى الواحد.
ونحن لا نريد هذا ولا ذاك.
نريد حرية وحوارا فى ضوء القرآن الكريم ، ونريد إجراء الحوار فى ضوء أدب الحوار فى القرآن الكريم.
فى سبيل الاصلاح وحرصا عليه ندعوكم جميعا الى أن يكون هدفنا هو طلب الهداية من الله تعالى . نحن نقول فى كل ركعة فى الصلاة (اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ ) نقولها بالتعود والتكرار دون توقف مع معناها. ولو فهمناها جيدا و عشنا بها و طبقناها فى حياتنا ما كان حال المسلمين هو ما عليه اليوم.
أوصيكم واوصى نفسى واهلى بالدعاء باخلاص قائلين (اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ ).
اللهم إهدنا الصراط المستقيم ..
اجمالي القراءات
5469