المسئولية الشخصية للنفس البشرية

آحمد صبحي منصور Ýí 2018-08-21


المسئولية الشخصية للنفس البشرية

الانسان نفس أساسا والجسد مجرد ثوب .

إستكمال مقالات كتاب ( لكل نفس بشرية جسدان )

أولا : حرية النفس البشرية فى الهداية أو الضلالة تتبعها مسئوليتها عن هذه الحرية :

1 ـ بعد تقرير حرية النفس البشرية فى مشيئة الهدى أو الضلال يأتى التنبيه على مسئوليتها عن هذه الحرية يوم الدين . هى حرة فى الدنيا وستكون مسئولة عن إختيارها يوم الحساب. الحرية تعنى المسئولية حتى فى القوانين الوضعية ، وهى كذلك فى الكتاب الالهى . ونعطى أمثلة :

1 / 1 : قال جل وعلا : ( وقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ) بعدها يأتى التنبيه والتحذير وتقرير المسئولية ، فالذى يشاء الضلال تنتظره النار والذى يشاء الهدى ينتظره النعيم ، قال جل وعلا :( إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَاۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ﴿٢٩﴾إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا ﴿٣٠﴾ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ۚ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا ﴿٣١﴾ الكهف )

1 / 2 : قال جل وعلا : ( إنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ۗ أَفَمَن يُلْقَىٰ فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ۖإِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿٤٠﴾ فصلت ). هنا تقرير الحرية لمن يريد الإلحاد فى القرآن الكريم : (اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ )، ويأتى ضمن التحذير : (إنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ۗ أَفَمَن يُلْقَىٰ فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ  )

ثانيا : النفس تلقى جزاءها من نفس عملها فى الدنيا ، ويمتد العقاب الى الآخرة إن لم تتب النفس توبة نصوحا :

1 ـ قال جل وعلا لبنى اسرائيل : (إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا )الإسراء:7 )

2 ـ الذى يبخل يبخل على نفسه ، قال جل وعلا :( وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ  ) محمد38 ) . أى يحرمه الله جل وعلا من رزق يأتيه ، ويسلط عليه خسائر ومصائب فى صحته ينفق فيها اضعاف ما بخل به. أما الذين يبخلون ويكتنزون الأموال فسيكون بها عذابهم يوم القيامة ، قال جل وعلا : (يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ (35) التوبة 35 ).

وفى المقابل فإن الذى ينفق فى سبيل الله جل وعلا يخلف الله جل وعلا رزقا محسوسا ورزقا غير مرئى فى صحته ونجاحه وأولاده وراحة باله ، قال جل وعلا :( قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ۚ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴿٣٩﴾ سبأ ). وقد تكررت الدعوة فى القرآن الكريم لإقراض الله جل وعلا قرضا حسنا ، وهو تعبير بالغ الدلالة ، ونقرأ قوله جل وعلا : ( مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ۚ وَاللَّـهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٢٤٥﴾ البقرة )( مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ ﴿١١﴾ الحديد )( إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ ﴿١٨﴾ الحديد )( إِن تُقْرِضُوا اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۚ وَاللَّـهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ ﴿١٧﴾ التغابن ). ومفهوم أن مضاعفة هذا الأجر فى الدنيا وفى الآخرة.

3 ـ المستبدون هم أكابر المجرمين. صغار المجرمين يقتلون أفرادا ويسرقون أفرادا ويظلمون أفرادا ، ويدخلون السجون ويتعرضون للعقوبات وكراهية المجتمع. أما اكابر المجرمين فهم الحكام المستبدون الذين يقتلون آلافا ويسرقون الشعب ويظلمون ويعذبون الأبرياء ، وقد وصلوا للحكم بالمكر والتآمر ويحتفظون به بالمكر والتآمر ، يتآمرون على منافسيهم ويتآمر عليهم منافسوهم ، وفى النهاية لا يحيق المكر السىء إلا بأهله ، أى يرتد عليهم مكرهم وكم رأينا ونرى من مصارع المستبدين . قال جل وعلا :  (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ)الأنعام:123 ). هذا فى الدنيا ، أما فى الآخرة فيقول جل وعلا عنهم وعن غيرهم : (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّـهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ﴿٤٢﴾ ابراهيم )

4 ـ وينطبق عليهم القاعدة القرآنية أن من بغى فقد بغى على نفسه : (  يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ  )يونس:23 )

ثالثا : النفس تلقى جزاءها من نفس عملها فى الآخرة : إجماليا

الأساس هنا أن الله جل وعلا يجزى كل نفس بعملها ، قال جل وعلا :

1 ـ  الجزاء لكل نفس بما كسبت : (لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ )إبراهيم:51 ) (  وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ)الجاثية:22 )(فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلا تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)يس:54 ) (إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى)طه:15 )

2 ـ فى يوم الحساب تتم توفية كل نفس حسب عملها : ( ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) 161 ) آل عمران:) . (يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ)النحل:111 ) (وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ) الزمر:70 ) (الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ) 17  )غافر)

3 ـ كل نفس ستكون رهينة أو مرهونة بعملها ، وهو تعبير بالغ الدلالة ، قال جل وعلا : (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ)المدثر:38 ) (كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ﴿٢١﴾ الطور  )

 4 ـ هنا يكون الابتلاء العظيم، قال جل وعلا : (هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ ) يونس:30 )

رابعا : النفس تلقى جزاءها من نفس عملها فى الآخرة : تفصيليا

1 ـ فى الهداية أو الضلال : من يهتدى فلنفسه ومن يضل فعلى نفسه . قال جل وعلا :

1 / 1 :(  فَمَنْ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنْ الْمُنذِرِينَ) النمل:92 ) ( مَنْ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) الإسراء :15 )

1/ 2 : بالتالى فليس الرسول مسئولا عن أحد طالما أن الهداية أو الضلال مسئولية شخصية لكل نفس بشرية ، أمر الله جل وعلا رسوله أن يقول :  (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ) يونس:108 ) (إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنْ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (41)  الزمر )

1 / 3 : بالتالى أيضا فليس مهمة الدولة الاسلامية هداية الناس أو إدخالهم الجنة لأن الهداية رغبة شخصية وتعامل بين المؤمن وربه . وظيفة الدولة الاسلامية منع الإكراه فى الدين.

2 ـ فى الايمان أو الكفر : من يكفر فكفره على نفسه ومن يعمل صالحا فلنفسه :(مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ)الروم:44 )  ومن يعمل صالحا فلنفسه ومن اساء فعلى نفسه (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا  )الجاثية:15 )(مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا  ) فصلت:46 ) ومن يشكر فلنفسه ومن يكفر فعلى نفسه :( وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) النمل:40 ) (  وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) لقمان:12 ) والقرآن الكريم بصائر ، فمن أبصر وتعقّل فلنفسه ومن عمى عن الحق فعلى نفسه :( قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا  )الأنعام:104 )

3 ـ من تزكى وتطهر فلنفسه: ( وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ) فاطر:18 ) ومن يقدم خيرا فهو يقدمه لنفسه :  ( وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)البقرة: 110)  ( وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً )المزمل:20 ) . وفى الجهاد فى سبيل الله جل وعلا : (وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴿٦﴾ العنكبوت )

4 ـ من ينكث العهد مع الله جل وعلا فهو ينكثه على نفسه ، ومن يفى بعهد الله يؤتيه الله جل وعلا أجرا عظيما :( فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً)الفتح:10 ) من يكسب سيئة فعلى نفسه : ( وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى  )الأنعام:194 )،

5 ـ  الذى يتوب مخلصا يغفر الله جل وعلا له ، والذى يكسب إثما بلا توبة فإنما يكسبه على نفسه : (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرْ اللَّهَ يَجِدْ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً  وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً)النساء:110 ، 111 )

 أخيرا : خسران النفس

1 ـ من يدخل جهنم فقد خسر نفسه .

2 ـ قال جل وعلا عنهم : ( الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) الأنعام:12 ) ( الأنعام:20 ) (وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ)الأعراف:9 ) (وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ) المؤمنون:103 )(  قَدْ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ) الأعراف:53 )(أُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ)هود:21 )

3 ـ خسارة الدنيا هينة ، يمكن تعويضها ، أما خسارة الآخرة فهى الخسارة الحقيقية لأنها :

3 / 1 خسارة النفس والأهل معا . قال جل وعلا : ( قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ)الزمر:15 ) ( إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ  )الشورى:45 ). ذلك أن اصحاب النار يتلاومون ويتشاتمون ويتلاعنون بعد ما كان بينهم من مودة فى الدنيا ، قال جل وعلا : ( وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّـهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ ﴿٢٥﴾ العنكبوت ) ، بينما يعيش أصحاب الجنة إخوانا على سُرر متقابلين حتى لو كان بينهم عداء فى الدنيا. قال جل وعلا : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴿٤٥﴾ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ ﴿٤٦﴾ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ﴿٤٧﴾ الحجر ).

3 / 2 : أنها خسارة خالدة إذ لا خروج من الجحيم.

الخاتمة : وما ظلمهم الله جل وعلا ولكنهم ظلموا أنفسهم ، عن يوم الحساب قال جل وعلا : (إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)يونس:44 )  .

اجمالي القراءات 5558

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (3)
1   تعليق بواسطة   سعيد علي     في   الأربعاء ٢٢ - أغسطس - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[89176]

النفس الملهومة بالفجور و التقوى


طالما منح الإنسان وقتا يعيش و يحيى في هذه الدنيا فالنفس ملهومة بالفجور و التقوى إنها متلازمة لا وسط فيها إما فجور و إما تقوى و الفلاح في التقوى و الخيبة في الدس . إختبار تطويع النفس ينجح فيه من آمن بالله جل و علا و اليوم الآخر و عمل الصالحات و يرسب فيه من كفر و أشرك و غفل . اللهم نسألك نفسا مطمئنة و نعوذ بك يا إلهي من نفسا أمارة بالسوء .. رحمتك و رضاك يا أرحم الراحمين .



2   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الأربعاء ٢٢ - أغسطس - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[89177]

كل عام وأنتم بخير أحبتى ، وكل عام وانت بخير ايها السعيد على


وقد افتقدناك فى الموقع . حفظك الله جل وعلا من كل سوء. 

3   تعليق بواسطة   الأستاذ علي يعقوب     في   الأربعاء ٢٢ - أغسطس - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[89178]

وأنت بخير وصحة وسلامة وعافية يا دكتور منصور


وأعاده الله سبحانه وتعالى عليك وعلى أهلك وعائلتك وأحبائك بالخير والصحة والسلامة والعافية والأمان والبركة والرزق والسعادة والبهجة والسرور والحبور وكل ما هو جميل في هذا العالم، 



علي 



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5130
اجمالي القراءات : 57,284,962
تعليقات له : 5,458
تعليقات عليه : 14,839
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي