التاجر اليهودي .. قصة قصيرة
إندلعت الحرب العالمية الثانية لتكون خراب على البشرية جمعاء، وحتى الدول التي كانت بعيدة عن مخاطرها، لم تسلم من الأذى، وكان من ضمن من تضرروا من تلك الحرب اللعينة، شاب مصري يدعى "سعيد"، كان تاجراً كبيراً للزيوت والصابون، كبرت تجارته لحد كبير، لكن بسبب الحرب، توقفت الواردات.
ومع توقف الواردات من الزيوت والصابون، توقفت تجارة "سعيد" إلى أن عاد الإستيراد بشكل جزئي، وكان سعيد يأتي ببضاعته من تاجر جملة يهودي، بمنطقة الموسكي، والتي كانت تجمعاً لليهود بالقاهرة.
كان التاجر اليهودي يعرف سعيد جيداً، ويعلم أنه من أنجح التجار، وعندما وصل إليه، قام بتحضير الكمية التي إعتاد "سعيد" على شرائها منه.
لكن سعيد إستوقف التاجر اليهودي قائلاً : أريد عُشر الكمية فقط، ولا أريدها كلها !، ودار الحوار التالي بينهما :
- التاجر اليهودي : لماذا ؟.
- سعيد : لقد تضاعفت الأسعار لعشر أمثالها، وليس معي من المال ما يكفي.
- التاجر اليهودي : لا تقلق، فلدي في المخازن بضاعة كثيرة كنت قد أشتريتها قبل غلاء الأسعار.
- سعيد : ولماذا لا تبيعها بالسعر الجديد، فتجني المزيد من الأرباح ؟.
- التاجر اليهودي : إن فعلت كما تقول، فستظل أنت، وباقي التجار صغاراً، وإن ظللتم صغاراً، فسأظل أنا أيضاً صغيراً، ولكن .. إن كبرتم أنتم، فأنا أيضاً سأكبر معكم.
تعجب سعيد من إجابة التاجر اليهودي، وأخذ بضاعته المعتادة كماً وكيفاً، وعاد ليمارس تجارته، وإنتهت الحرب العالمية الثانية، وتم ترحيل اليهود من مصر، فإذا بهم ينتشرون في باقي بقاع الدنيا، ويؤسسون وطناً لهم.
وبعد مرور عقود من السنين، يجلس "سعيد" مع مجموعة من أصدقائه السياسيين، يتناقشون حول أسباب قوة اليهود، والبعض يرجعها إلى دعم أمريكا لهم، والبعض الآخر يرجعها إلى الدعم الأوربي.
بيد أن سعيد، كان أكثرهم علماً بسبب قوة اليهود، لكنه إحتفظ بالسر لنفسه خشية أن يتهم بأنه مؤيد لهم.
شادي طلعت
اجمالي القراءات
9582
من أساسيات التجارة عند اليهود أن تبيع بربح قليل فيكون حجم المبيعات كبيرا و بالتبعية يكون الربح كبيرا. هم أذكياء ولذلك حكموا ويحكمون وسيحكمون العالم الى قيام الساعة.