سمعت الفيديو الأخير للشاب المصري "أمين صبري" (الأرض مسطحة)

وقبل المناقشة مبدئيا: لا حجر على مفكر حتى لو فكر بطريقة عبيطة، وأعتب على الذين يشتمون الرجل ولم يجهدوا نفسهم بالرد عليه علميا، أو تجاهل فيديوهاته باعتبارها تناقش أمور بدهية استقر عليها العالم منذ قرون وثبتت بالعلم والتجربة.

أولا: أمين عنده خلط بين المفاهيم المعنوية/ الروحية وبين المفاهيم المادية، كتفسيره لمعنى الاستقامة لم يتعرض على أنها استقامة سلوك أو نظام قانوني..بل حوّلها بقدرة قادر إلى استقامة مادية وكل شئ في الكون طويل ومبسوط حتى الذرات..!

ثانيا: متوقف على تفاسير حرفية لمعاني الأحوال يوم القيامة، فالتكوير والانشقاق والطوي والانفطار كل هذا حقيقي..بل في الدنيا أيضا، يعني أسقط معاني الأحوال الأخروية على الدنيا..ومش عارف الحقيقة عملها ازاي..!...رغم إن طوي السجلات يوم القيامة مش شرط حتى يكون دفاتر مثنية كما يحملها الطلاب في الجامعة، إنما الطوي يعني (الإقفال/ النهاية) والسجل أي عمر الكون المسجل في اللوح المحفوظ، وهذه إحدى تفاسير الفخر الرازي في تفسيره الكبير.

سبب تفسيره بهذا الشكل هو تفريقه بين حروف التشبيه في العربية ، فالكاف عنده تعني التوكيد، إنما مثل تعني التشبيه..!...ياحلاوة ياولاد..!!..وبالتالي لما يقول ربنا على الصحابة في القرآن (مثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه) يعني الصحابة أصبحوا زرع فعلا وبالتالي لابد اننا نطبخهم وناكلهم..!

كذلك أمين لم ينتبه أن أحوال السماء في القرآن واحدة بتعدد الألفاظ (انفطار –انشقاق –تشقق – تكور- طوي –مور –مهل –تفريج –كشط ) لكن كلها بمعنى واحد وهو الفناء والنهاية، والخطأ في تناول السماء كجسم صلب لك حرية التعامل معه حسب ذهنك البشري، لأن السماء في الحقيقة هي مجموعة من الغازات والإشعاعات والأبخرة والموجات والأجرام السماوية، ويبدو أن الأمين رأى السماء كما رأتها شعوب القرون الوسطى..

ثالثا: خطاب الضمير في القرآن للمخاطَب حسب علمه، فلما يقولك الأرض مبسوطة مش معناها إنها مش كروية، بل لأنك شايفها مبسوطة لك تقدر تمشي عليها، وهنا حكمة تقريب الكبير للصغير من حِكَم القرآن في الدلالة على الأشياء والاستدلال بها في معرض الإثبات، إنك مش هاتقدر تعيش على كورة..إنما قد بُسِطَت لك الأرض بسطا لتعيش، وهذه من آفات العقل السلفي في تناول النصوص (الحرفية الشديدة وغياب الحكمة) حتى أثر ذلك بالتبعية على تفاسير بعض اللادينيين وتبنوا نفس أسلوب أمين...(فاكرين في عين حمئة؟!)..

رابعا: لن أحاول إثبات كروية الأرض لأنه جدال في البدهيات مرفوض، وما ركزت عليه فقط طريقة تناول أمين للنصوص والاستدلال بها، ورأيي أن الرجل ضحية لنظرية المؤامرة ومبالغات وخرافات أعداء أمريكا وروسيا..اللي لم يجهدوا أنفسهم في صعود الفضاء لكن مكتفين فقط بالثرثرة والحقد على أصحاب الإنجاز..

وكلمة لكل مستمعي أمين صبري: لو الأرض ليست كروية لانتهت منذ أن وجدت بفعل الجاذبية وقوى الطرد المركزية، غير فروق التوقيت الزمني، التسطيح يعني مفيش فرق توقيت..ولو صمم أحد فلاحي على مصر على بلوغ نهاية الأرض لمسك الفأس وحفر في الأرض ليسقط في الفضاء..لكن قبل ما يسقط لازم يلبس بدلة طبعا..!

ثم ياحضرة أمين بك العالم كله يرى الكواكب والأقمار والأجرام بالعين المجردة وبالتلسكوبات رخيصة الثمن، ويرونها جميعا (كروية الشكل) فمش معقول تكون الأرض نظام جديد عشان حضرتك عايش عليها أو نقتنع بتفسير أهطل أقل ما يقال عنه أنه فضيحة وانتكاسة لشباب مصر والعرب..