مقال للكاتبة العراقية إيزابيلا بنيامين عن أصل كلمة ( آمين ) .
ما معنى كلمة ((آمين)) في الصلاة ؟
أن كلمة آمين التي يقولها أتباع الكتاب المقدس من يهود ونصارى بعد كل صلاة فقط وليس في مكان آخر، هي نقل صوتي لحروف الكلمة العبرانية آمين. وهذه الكلمة التي يقولها السامعون بصوت واحد في الصلاة تعني من حيث الأساس ((ليكن كذلك )) أو (( بالتأكيد)) وهي تُشير إلى الموافقة على ما تتضمنه الاقوال في الصلاة وبحسب قاموس الكتاب المقدس فإن هذه الكلمة تعني : اليقين ، الصدق ، الأمانة ، وانتفاء الشك.
فعند اليهود فإن التكتف وكلمة آمين لهما معان مقدسة تترتب عليها عواقب وخيمة لو سخر منها انسان وهي من علامات اليهود التي تميزهم عن غيرهم في الصلاة يرددونها بعد قراءة الفصل الاول من الصلاة كما في سفر نحميا الاصحاح 8 : 6 ((وَأَجَابَ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ، آمِينَ! رَافِعِينَ أَيْدِيَهُمْ، وَخَرُّوا وَسَجَدُوا لِلرَّبِّ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى الأَرْضِ)) فبعد الانتهاء من قراءة الفصل الأول يركعوا ثم يخروا سجودا إلى الأرض .
ولربما اقتبستها المسيحية لأن يسوع المسيح لم يرفض الناموس ــ التوراة ــ بل قبلها بما فيها ومن هنا تسربت كلمة ((آمين)) إلى المسيحية لتصبح جزءا مهما في الصلاة وأما عند المسلمين فلا أدري كيف تسربت هذه الكلمة لتُقال بعد سورة الفاتحة من قبل مذاهب معينة خصوصا إذا عرفنا أن النبي رفض كتب اليهود والنصارى جملة وتفصيلا لأنها محرفة حسب تعبير القرآن المقدس. بينما يرى مذهب آخر معين أن قول كلمة آمين في الصلاة مبطلة للصلاة، ولربما السبب لكون أن هذه الكلمة من مختصات اليهود والنصارى الذي امر النبي محمد بعدم التشبه بهم .
أو لأن كلمة آمين من كلام الناس الذي لايجوز قوله في الصلاة حيث ورد قول النبي محمد : ((هذه الصـلاة لا يصلح فيها شـيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن)).
ومن المفارقات الغريبة أن كلمة آمين وردت في الكتاب المقدس في أكثر من ثلاثمائة موضع ، بينما لم يرد ذكرها في القرآن المقدس اطلاقا ، فمن أين جعلها البعض جزءا من الصلاة ؟. أما قولها في غير الصلاة فهو جائز في عرفهم . لأنها في الصلاة تعتبر اضافة مُبطلة للصلاة ولكنها في الدعاء تأت بقصد الاستحسان. ولعل اغرب شيء قرأته على الاطلاق هو هذه الرواية التي رواها ابن ماجة فيقول : ((عن عائشة عن النبي قال : ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتأمين))
وأنا اعجب من هذه الرواية لماذا يحسد اليهود والنصارى المسلمين على كلمة آمين وهي من مختصات ديانتهم ومن صميم عقائدهم وهي تملأ كتبهم في اكثر من ثلاثمائة موضع ويُمارسونها يوميا في كل صلاة.
اضافة إلى ذلك أن الصلاة اليهودية اهم علاماتها (( التكتف)) وكلمة ((آمين)). فلماذا يحسد اليهود المسلمين على التكتف وكملة آمين وهم يُمارسون ذلك لا بل أن صلات اليهود تكون باطلة لو لم يتكتف ويقول آمين .لا بل أن جميع الأمم الوثنية تتكتف في الصلاة تشبها بآلهتها وترفع عقيرتها بكلمة آمين لأن آلهتها صماء من حجر لا تسمع .
وقد ذكر القس تادرس يعقوب قدم كلمة آمين بقوله : ((وقد عرف استخدام كلمة آمين منذ أيام داود كما في سفر أخبار الايام الأولى 16: 36. وقال أيضا ويستخدم هذا التعبير في المجامع اليهودية كما في الكنائس المسيحية)).
وأما في صلاة يسوع المسيح بعد القراءة التي يقول فيها : ((أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ. خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ. وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ، لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ، وَالْقُوَّةَ، وَالْمَجْدَ، إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ)).
حيث يختم يسوع المسيح قراءته في الصلاة بكلمة آمين .
إيزابيلا بنيامين
كاتبة عراقية نصرانية
ملاحظة من ناقل المقال : ملحق بالمقال صور لتماثيل و منتمين للأديان السماوية اليهودية و المسيحية و الاسلام و هو في هيئة متشابهه في القيام في وضعية الصلاة بوضع اليد اليمنى على اليسرى .
اجمالي القراءات
15283
اهلا بك استاذ السعيد على . إن أصل كلمة (آمين ) هو (آمون ) إله الخير عند الفراعنة ، حيث كانوا يدعونه ويتوسلون إليه ليرسل لهم الخيرات والبركات ويرفع عنهم الضُر والأذى ، ثم إنتقلت مع (بنى إسرائيل ) الذين خرجوا مع موسى عليه السلام من مصر ،وإستمرت فى عقيدتهم بالرغم عن نهييهم عن هذا ، ولكنهم إتبعوا الشيطان ،وحرفوا التوراة وادخلوها فيها وغيروها إلى ( آمين ) وإستمرت فى صلواتهم ودعائهم حتى أخذها عنهم المحمديون دون ان يعقلوها أو يتفكروا فيها ،واصبحت ركنا اساسيا فى صلوات المحمديين ودعائهم ،وإتفاقاتهم وعهودهم بينهم وبين بعض ( نقول آمين - آمين ) .....
وأول من قال هذا ،وكتب فيه بحثا مُطولا فى آواخر الثمانينات هو الأستاذ الدكتور - محمد علاء الدين منصور - يرحمه المولى برحمته الواسعة - استاذ ورئيس قسم اللغات الشرقية الأسبق بجامعة القاهرة .