مُذَكِّرات مُسْتَوْطِنْ
أَنا مَنْ سَلَبْتُ الأَراضي بِوَضْحِ النََّهارْ
أنا مَنْ أَحَلْتُ دِماءَ الصِّغارْ
نَبيذَاً وَ وسْكي
أَنا مَنْ جَعَلْتُ الأُمومَةَ تَبْكي
وَ تِلْكَ العَجائِزُ في اللَّيلِ تَحْكي
أَساطيرَ تُرْهِبُ أَطْفالَهُمْ
عَنِ الغولِ ساكِنِ كَهْفِ الظَّلامْ
وَسارِقَ أحلامِهِمْ
أَنا حامِلُ الدّاءِ عَبْرَ الْبِحارْ
سأروي حِكايَةَ كَوْني رَسولَ الدَّمارْ
لَقَدْ كُنْتُ طِفْلاً بَليداً
ذَكائي يَساوي ذكاءَ حِمارْ
أَعيشُ " بِجيتو " حَياةَ الدَّوابْ
وَوَجْهي يَحُطُ عَلَيْهِ الذُّبابْ
أَبي كانَ يَضْرِبُني في الذَّهاب
يَدُقُّ عِظامِيَ عِنْدَ الإِيابْ
إذا ما عَبِثْتُ بِأَسْمالِيَ البالِيَهْ
وَ أُمِّي تَبْصُقَُ دَوْمَاً عَلَيْنا
إذا ما أكَلْنا
أنا وَ أَبي وَجْبَةً ثانِيَهْ
حياتِيَ كانَتْ حَقيرَةْ
وَ مُرَّهْ
سَرَقْتُ الْحَوانيتَ مِلْيونَ مَرَّهْ
وَ في ذاتِ مَرَّهْ
سَرَقْتُ فَطيرَهْ
وَ صاحِبُها راحَ يَجْري وَرائي
لِيُمْسِكَ كُمَّ رِدائي
فَداسَتْهُ سَيّارَةٌ مُسْرِعَهْ
و كانَتْ بِدايَهْ
كبرتُ ..... نضجتُ
قَرأْتُ الكِتابَ المُقَدَّسْ
حَلُمْتُ بِأَرْضٍ تُدِرُّ اللَّبَنْ
تُدِرُ العَسَلْ
وَ قُلْتُ : أَخيراً سَأَمضي لأِرضِ الوَطَنْ
و أَثْناءَ عَودَتِنا فَرِحينْ
على الباخِرَهْ
إلى أَرْضِ أَجْدادِنا البائِدينْ
قَتَلْتُ رَفيِقيَ " سمحا " بِنارِ المُسَدَّسْ
عَلى امرأَةٍ مِنْ بَغايا السَّفينَهْ
وَ أَصْبَحْتُ قابيلَ عَصري اللَّعينْ
وَ لَكِنَّني
طَرَدتُ الْغُرابْ
وَ أَلقَيْتُ جُثَةَ " سمحا " الى الماءْ
لِيَنْهَشَها الْقِرْشُ عِندَ المَساءْ
وَقَدْ كانَ " سمحا "ثاني ضَحِيَّهْ
وَصَلْتُ البِلادَ بِأحْلامِيَ الْقرْمزِيَّهْ
وَحُلْمي تَبَخَّرَ عِنْدَ الْوُصولْ
وَ رُحْتُ أَجولْ
كَفَأْرِ الْحُقولْ
فِراشي النَّخيلْ
لِحافي السَّماءْ
وَقوتي فُتاتُ الوَكالَهْ
وَ أَيْقَنْتُ أَنِّي حُثالَهْ
وَ سَأَلْتُ نَفْسِيَ أينَ اللَّبَنْ
وَ أَيْنَ الْعَسَلْ
وَ ما مِن جَوابْ
وَعِشْتُ حَياةَ اغْتِرابْ
تُكَذِّبُ ما جاءَ في قصَصِ الأَوَّلينْ
وَ قالوا : تَدَيَّنْ
وَ أطْلِقْ سَوالِفَ
عَلِّقْ خُيوطَاً عَلى الْجانِبَيْنْ
وَ ثَبِّتْ عَلى الرَّأسِ " كوبا " صَغيرهْ
و اقْصُدْ مَعاهِدَ دينٍ كَبيرَهْ
سَتُمْنَحُ بَيْتاً جَميلاً
وَ فَرشَاً وثيرَاً
وَ مالاً وَفيرَاً
فَعَلْتُ
وَ سِرْتُ إلى جَنَّتي الْغالِيَهْ
وَ قَد خَيَّروني بِبَيْتٍ على تَلَّةٍ
في يهودا أَو السّامِرَهْ
* * *
تَزَوَجْتُ " راشيلَ " في حَفْلَةٍ ساهِرَهْ
دَخَلْتُ عَلَيْها
لَثَمْتُ يَديْها
وَ أَنجَبْتُ مِنْها ثَمانِيَةً مارِقينْ
وَ مِرآةُ بَيْتي اسْتَعاذَتْ وَ قالَتْ :
وُجوهُ الْعِيالِ أَراها وُجوهَ قُرودْ
فَنادَيْتُ " دارْوِنَ " إِبْنَ اللَّئيمَهْ
صَرَخْتُ بِهِ :
لِماذا ارْتَكَبْتَ الْجَريمَهْ ؟
بِحَقِّ الْجُدودْ
وَ هَلْ كانَ جَدِّي يَقودُ فَصيلَ قُرودْ ؟
أنا مِنْ قِياداتِ " غوشْ إمونيمْ "
يَقولونَ عَنِّي بِأَنِّي كَريمْ
وَ جَدِّيَ " حاييمُ " رَابٌ عَظيمْ
وَلَكِنَّ أُمِّيَ قالَتْ :
لَقَدْ كانَ جَدُّكَ يَهْوى اغتِصابَ الحَريمْ
* * *
سَأحكي لَكُمْ قِصَّةً
وَ لا أَلْفُ لَيلَهْ
وَ لَيلَهْ
" أَبو الزَّيْتِ " كانَتْ لَهُ مَزْرَعَهْ
جَميلَهْ
وَ زَيْتونُها يُبْهِرُ النّاظِرينْ
وَلَكِنَّهُ كانَ جارَاً عَنيدَاً
أَبى أَنْ يَبيعْ
وَ كانَ الْعِلاجُ بِمَوْتٍ سَريعْ
وَهَشَّمْتُ رَأسَ الْغَبِيِّ عَلى صَخْرَةٍ عالِيَهْ
وَبَصَّمْتُهُ على بَيْعِها دونَ أدنى عَناءْ
و لا ضَيْرَ إن باعَ بَعْدَ الْمَماتْ
فَهذا قَضاءْ
مِنَ اللهِ يَسْري عَلى الأَغْبِياءْ
زَمانُ التَّرَدُّدِ يا صاحِ فاتْ
وَ كُلُ الَّذي فاتَ بالأَمسِ ... ماتْ
* * *
وَ في اللَّيلِ أُطْلِقُ ناري
عَلى السّاكِنينَ جِواري
أَراهُمْ هُنودَاً ، وَبِئْسَ الهُنودْ
أَراهُمْ عَبيدَاً ، و بِئْسَ العَبيدْ
وَ آمَلُ أَنْ يَرحَلوا لِلْفَضاءْ
و أَن تَحتَويهِمْ نُجومُ السَّماءْ
قَتَلْتُ التَّلاميذَ عِنْدَ الرَّواحْ
وَ سَمَّمْتُ ماءَ القُرى في الصَّباحْ
وَعِنْدَ الْمَساءْ
شَرِبْتُ النَّبيذَ عَلى قَتْلِهِمْ
تَخَيَّلْتُ أَنِّي شَرِبْتُ الدِّماءْ
" سَرَبْروسُ " ما كانَ أكثَرَ مِنِّي نُباحاً
وَ ما كان يَمْلِكُ إِلاّ النُّباحَ سِلاحَاً
نَمَتْ لي مَخالِبُ مِثْلُ الصُّقورْ
وَ كُلُّ ضَحايايَ أَسْكَنْتُها في ظَلامِ الْقُبورْ
وَعِنْدي هِوايَةُ بَيْعِ الذِّمَمْ
و قَتْلِ الْمُصَلِّينَ عِنْدَ السُّجودْ
بِساحِ الْحَرَمْ
عَمِلْتُ مَعَ الْخائنينْ
وَ زَوَّرْتُ أَوْراقَ بَيْعِ الأراضي
مَعَ الْمُجْرِمينْ
أُحِبُّ الصُّعودْ
إلى سُلَّمِ المَجْدِ عَبْرَ الدِّماءْ
أَموتُ بِعِشْقِ النُّقودْ
وَحينَ أَراها
أبيعُ عِظامَ الجُدودْ
اجمالي القراءات
11972