الملوخيه والديموقراطيه والحريه

فوزى فراج Ýí 2007-04-04


فى عام 1978 , كان احد اصدقائى وهو زميل فى العمل , ولغرض التعريف فقط, فهو يهودى المولد غير انه لايمارس العقيده اليهوديه وتزوج من مسيحيه مما سبب مقاطعة والداه له لسنوات طويله, حتى انهم لم يريا ولم يقابلا زوجته ما يقارب من ثلاثون عاما الأن, ولم يريا أيا من اولاده الثلاثه حتى اقل من عشر سنوات مضت, رغم ان ذلك شيئا نادرا فى الولايات المتحده من ناحية اختلاط الزواج بين المسيحيه واليهوديه .


صديقى هذا طبيب باثولوجى من امهر من قابلت فى مهنته وأكفأهم, كما انه من هواة السفر وزياره ورؤية العالم حتى اننى لا اعرف احدا قد زار عددا من البلاد الأخرى مثله, فقد ذهب الى الاتحاد السوفييتى قبل انهياره وكذلك الصين وبالطبع كل بلد من بلاد اوربا الغربيه, كما زار مصر لمدة اسبوع اثناء معرفتى له.وعددا من البلاد الافريقيه مثل كينيا وعددا اخر لا اذكره. ويخجلنى كثيرا ان اعترف بأنه كان يعرف عن تاريخ مصر الفرعونى اضعاف ما اعرفه انا , وفى بداية معرفتى به كان يسألنى اسئلة عن تاريخ مصر الفرعونى لم اكن اعرف لها من اجابه. كما انه ايضا من المؤرخين الامريكيين وقد كتب عددا من الكتب عن الحرب الأهليه الأمريكيه تعد مراجعا لكثير من هواة القراءه عن تلك الحقبه وهم كثيرون هنا فى الولايات المتحده, وطالما سألته من اين يأتى بالوقت لكل ذلك وهل استطاع ان ( يمط) ساعات اليوم الى ما هو اكثر من ال24 ساعه التى عهدناها, وكان دائما يضحك ويقول المسأله مسأله تنظيم الوقت بصرامة كافيه وعدم تضييعه فى مالاطائل من ورائه اى ان يكون الانسان منتجا فى حياته وفى ممارسته لها فإن الوقت المعطى لنا هو مثل رصيدنا فى البنك, مع اختلاف واحد, انك يمكن ان تزيد من رصيدك فى البنك.


ما علاقة العنوان بما قلته !!


صبرا قليلا..., صديقى هذا, واسمه الاول هيربرت واناديه كما يناديه اصدقاؤه ب ( هيرب) بالإضافه الى كل ذلك من هواة الطبخ, ويذهب بين الحين والاخر الى دروس فى تعلم الطبخ , الايطالى مثلا او الفرنسى او ما يسمح به وقته, وقد دعوت الى منزله وهو الى منزلى مرات كثيرة خلال الربع قرن الماضى. ولما كان الموضوع هو موضوع الطبيخ, فقد سألنى عن الطبيخ المصرى , وهل هو طبيخ متميز مثل الكثير من المطابخ العالميه, وسألنى عن طبخة مصريه صميمة اصليه , فقلت له انها الملوخيه, وبالطبع لم اجد لها ترجمه, فترجمتها له كما تنطق, Moloukhiah , وسألنى ما هى على وجه التحديد, فشرحت له بكل ما اعرف من اللغه الانجليزيه ووصفتها له, كما وصفت له كيف ازرعها فى حديقه المنزل وشكل اوراقها عندما يحين قطفها, وكيفيه طبخها خطوة بخطوه, ثم كيف تقدم على المائده, ورغم كل ما فعلت لم يستطع ان يتخيلها, وسأل عن مذاقها وطعمها, وبالطبع حاولت قدر جهدى ان اشرح له ذلك , ورغم انه فهم كل كلمة مما قلت  الا انه لم يستطع بالرغم من ذلك ان يعرف او يتصور مذاقها, ولم يكن امامى من وسيلة الا ان ادعوه وزوجته الى منزلى للعشاء وكان الطبق الأول هو الملوخيه الخضراء على الطريقة المصريه بالطبع.


ما علاقة الملوخية بالديموقراطيه او الحريه ؟؟

هناك اشياء فى حياتنا لا تعرف الا بالممارسه, مثال على ذلك الملوخيه فى المثال اعلاه , فمهما شرحت بالكلمات او الصور لايمكن بل من المستحيل ان تعرف على حقيقتها كما يجب ان تعرف كنوع من الطعام, والديموقراطيه مثال اخر, فلكم قرأت عنها عندما عشت فى مصر, ولكم قرأت عن الحريه وعن اشياء اخرى كثيرة . ولقد كنا نسمع ونقرأ ونرى من الجهاز الحاكم ما معناه ان مصر هى بلد الديموقراطيه وان الحريه فى مصر لا تضاهيها حرية اخرى لشعب اخر من شعوب العالم, وان رئيس الدوله هو من لارئيس قبله ولا بعده, لا فى مصر ولا فى اى بلد اخرى فى العالم, ولو اننى لم ارى مثالا حيا اخر ونموذجا اخر وشعبا اخر وحكومة اخرى, لعشت فى مصر كما يعيش الملايين حتى يومنا هذا, غير مصدقا اننى كمصرى لا اعرف معنى الحريه او الديموقراطيه بل لكنت اعتقد ان من يجرؤ على قول مثل هذا الهراء انما هو كاذب او جاهل او حاقد او معتوه. ( بالطبع لم يغير من ذلك كله الا الهزيمه التى تلقيناها فى 1967 ).


لقد كنا فى تلك الايام نعتقد ان من يغادر مصر ثم يعود الينا متطبعا بطبع اخر او متغيرا عما كان عليه, انه ( إمعه) , انه انسان غير اصيل وأن مصريته ضعيفه وانه قد حدثت له عملية غسيل مخ فى الخارج , وان شخصيته ضعيفه ومن الممكن التأثير عليها بسهوله,انه تأمرك او تفرنس او ما الى ذلك..........وصفات اخرى كثيرة لا استطيع ذكرها احتراما للقراء.    قليلا ما كنا نعلم, ان تلك الاتهامات من جانبنا لم تكن سوى عن جهل واسفاف كنتيجه لعمليات التحجر الفكرى والانسياق خلف او الاستسلام لعمليات غسيل المخ من اجهزة الاعلام والحكام الذين ضللوا شعوبهم من اجل البقاء فى مراكز القوه والحكم. والآن وقد تفتح العالم عن طريق الاقمار الصناعيه والساتليت والكميوتر والانترنيت, فقد تنبه الكثيرون , خاصة فى الدول التى يحكمها دكتاتوريون, ان ما قيل لهم لم يكن الا اكذوبه كبرى, ورغم ذلك, ورغم ان قد ثبت لهم حجم الاكذوبه التى عاشها جيل واحد على الاقل ان لم تكن اجيالا, فلم تقم كما يمكن ان نتوقع ثورات على الاوضاع او الحكام, اما السبب, فقد (((تأقلم))) الدكتاتوريون لما حدث من حولهم ومالم يستطيعون حجبه عن الجماهير, وكما تغير الحرباء من لونها ,فقد غيروا من لهجتهم وأسلوبهم وكلماتهم وان لم تتغير غاياتهم واهدافهم , لتناسب الجو الجديد, فقد فتحت ( رغم انفهم) نوافذ كثيره لشعوبهم ليروا بأعينهم ما لم يروه من قبل, وليسمعوا بآذانهم ما لم يسمعوه من قبل, وكما تفعل الميكروبات مع المضادات الحيويه, فإنها تتغير من الداخل حتى لا تؤثر فيها تلك المضادات الحيوية لتبقى حية , فبعد كل شيئ ان المسأله مسأله حياه او موت لكلاهما , واقصد الحكام والميكروبات.

اعود مرة اخرى الى المعرفه عن طريق التجربه, وعن طريق التجربه فقط, فإن لم تكن قد قدت سياره من قبل, فمهما عرفت عن مواصفات القياده, لايمكن ان تدعى معرفتك بقياده السيارة او تستطيع ان تقودها بطريقة صحيحه بحيث لا تعرض حياتك او حياة الاخرين للخطر, ومهما قرأت عن الديموقراطيه او الحريه, فلن تعرفهما ان لم تكن تعيشهما فى المكان الذى تعيش فبه, وان لم تعطى لك حقوق الانسان كامله فمن اين لك ان تعرف ما هى حقوق الانسان او ان تطالب بها, وان لم تعرف قيمه صوتك الانتخابى, فستصوت كما يصوت الأخرون او لا تصوت كالأخرون وفى كلا الحالتين , لاقيمة لصوتك لسبب بسيط هو انك انت شخصيا لا تعرف قيمته, اما ان كنت لا تعرف دستور بلدك والقانون الذى من الفروض ان يعلو على اى قانون اخر او سلطة او هيئة او منصب او شخص, فليس من حقك ان تصوت على تعديله.

كما توقع الجميع, فقد تم التصويت على تعديل الدستور, وكما رأينا من مصادر متعدده الاغراض وليس من مصدر واحد, ان ذلك الاستفتاء لم يكن سوى مهزلة كبرى من جوانب كثيرة , فهل احس اى مصرى فى اليوم التالى للتعديل والموافقه عليه بأى شيئ مختلف؟؟ , هل احس انه اكثر حرية عما كان عليه فى اليوم السابق, هل احس ان القيمه الشرائيه للجنيه المصرى قد تغيرت الى ما هو احسن, هل احس ان مرتبه او دخله قد تحسن, هل احس انه سيجد مكانا محجوزا له فى المواصلات عند ذهابه الى العمل, هل احس انه سيجد مكانا خاصا لركن سيارته ان كان لديه سياره, هل احس ان هناك املا فى ان يجد مسكنا مناسبا كى يتزوج ويستطيع ان يتحمل تكاليفه, هل احس انه فى مأمن من قوات الامن التى هى من الفروض فى خدمة الشعب ( وأى خدمه تلك!!!), هل احس ان الصحف المصريه ستبدأ فى اخباره بالحقيقه دون عملية التشويه المبالغ فيها من جميع الجرائد بلا استثناء, هل احس ان صحته وصحة اسرته فى تحسن وان احتاج لاقدر الله الى رعاية صحيه سيجدها متوافرة مجانا, هل احس...........عشرات الاسئلة المماثله, ولكن ارجو ان تكون النقطه التى اردت ان اوضحها قد وضحت. لو كانت الإجابه على اى سؤال من تلك الاسئله , مجرد سؤال واحد منهم بنعم من قبل حتى مجرد 1% من الناخبين , مجرد 1% , فقد كان التعديل فى الدستور تعديلا مطلوبا وتعديلا ناجحا. ولله الامر من قبل ومن بعد.

اجمالي القراءات 15637

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (17)
1   تعليق بواسطة   حسام مصطفى     في   الأربعاء ٠٤ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[5145]

أخي العزيز فوزي

السلام عليكم
حديثك في السياسة أطعم من المولخية،
والسياسة كما تعلم هي السهل الممتنع،
لأنها لا يمكن أن تتجرد من الهوى.

لقد أضافني د. أحمد مشكورا إلي الكتاب ضمن
شباب القرءان. وقد كتبت مقالين أولهم
شعر متواضع فأرجو منك أن تشرفني بالتعليق
والتوجيه.

مع شكري وتقديرى

أخوك حسام مصطفى

2   تعليق بواسطة   محمد سمير     في   الأربعاء ٠٤ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[5153]

الديمقراطية والتغيير

أخي الحبيب فوزي حفظك الله ورعاك
دائما تتحفنا بمقالاتك وتغوص في اعماقنا.
يقول الله تعالى:(ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)وهذه هي قاعدة التغيير الربانية التي تنطبق على كل زمان ومكان لكل أمة.
بالنسبة للديمقراطية فانها مثل اشكال وانواع الطعام.فالملوخية مثلا على الطريقة المصرية تختلف عنها على طريقتنا نحن في بلاد الشام .فلكل بلد خصوصيته.
كما انني اعتقد ان الديمقراطية على النمط الغربي لا تخرج للناس الأفضل.فأنا لم أر أحدا فقيرا مثلا قد فاز في انتخابات الكونجرس او حتى البلديات.
تحياتي لك أيها الأخ الحبيب.

3   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الأربعاء ٠٤ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[5160]

ممارسة الحريه::

استاذى الحبيب ..ملوخيتك طعمها حلو قوى وطشة الثوم فيها عاليه قوى....المهم ..فى السنوات ألاخيره وبالتحديد فى الخمس سنوات ألاخيره .إنفتحت سوق المشاهده والمعرفه للمصريين على العالم بشكل كبير ومتنامى ومتزايد بشكل يومى ومع هذا الإنفتاح المعرفى على العالم بكل ما فيه سواء من نظم ديمقراطيه او نظم إقتصاديه او او.. زادت المطالبه (من الإصلاحيين وكثير من الناس ) بمزيد من الحريات والديمقراطيه وتداول السلطه السلمى الخاضع للدستور والقانون ومعه ايضا زادت حجج الديكتاتوريات وفقهائها بتبرير الإستبداد بأننا شعوبا لم ننضج بعد وانهم يخافون علينا من الجرعات الزائده للحريات والديمقراطيه وانهم اعرف بمصلحتنا اكثر من انفسنا حتى انهم اعرف من الشخص من نفسه لنفسه..والغريب ان هناك بالفعل من يصدقهم ويبرر كذبهم بأن ديمقراطية وحرية العالم لا تصلح للتطبيق عندنا لآننا لنا من الثوابت والتقاليد ما لا تصلح معه نظم تطبيق الحريات والديمقراطيات العالميه بمختلف انواعها وشتى ممارساتها .ولكن الحقيقه وعن تجربة شخصيه استطيع القول اننا شعوب مسروقه فى واقعها وفى احلامها ومجهودها وحركاتها وسكناتها لصالح مجموعه من اصحاب النفوذ المستبد .وأن ما رأيته من إنسيابية الحياه بحرية تامه فى بلاد الغرب ( وخاصة كندا التى اعيش فيها )يؤكد على اننا ( الشعوب العربيه) شعوب مخدوعه ومكذوب عليها ومغيبه وان ممارسة الحريه ارخص تكلفة وأكثر إنتاجا من تكلفة الديكتاتوريه والإستبداد ...ومع كل هذا لا زال عندى امل اننا فى القريب العاجل سننتصر على قوى الشر والإستبداد وستنعم بلادنا بالحريات والديمقراطيه والتداول السلمى للسلطه مثل بقية شعوب العالم .وان ما حدث لمصر فى نصف القرن ألاخير كان بمثابة كبوه بدأت نوبة الصحيان منها ..

4   تعليق بواسطة   شريف هادي     في   الأربعاء ٠٤ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[5172]

مقالتك أطعم من الملوخية

أخي الكبير فوزي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
مقالك جميل وقد وضعت يدك على الجرح بصحيح ، ولكن أخي ما العلاج في ظنك؟ سؤال يجب طرحةوالإلحاح عليه ، لأنني أظن أن العالم كله لايرغب في مساعدة العرب للحصول على الديمقراطية لاسيما أمريكا ، ولهم تخوف من أن الديمقراطية للوطن العربي تعني سيطرة الجماعات الأصولية على الحكم ، وسيطرة الجماعات الأصولية تعني عدم قبول اسرائيل ، وعدم قبول اسرائيل يعني الحرب ، والحرب خسائر ودمار ، فلماذا نساعدهم على الحصول على الديمقراطية؟ فكيف نستطيع أن نغير نظرة الغرب ونقلل من حالة الرعب والخوف من منح هؤلاء القوم الديمقراطية خاصة وأن الجماعات لاسلامية الراديكالية لا تألوا جهدا في نقل هذه الصورة لهم وتقويتها وتغذية هذه العقيدة عندهم ، فما الحل؟
ولكن رغم ذلك تبقى مقالتك أطعم من الملوخية
دمت لي أخ كبير أأنس اليه
شريف هادي

5   تعليق بواسطة   أحمد على     في   الأربعاء ٠٤ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[5186]

انا معجب جدا بفكر سيادتكم

فى البداية أود أن اعبر عن أعجابى بفكر سيادتكم بصرف النظر على ماتحتوية المقالة
لكن مجمل كتابات سيادتكم أتابعها أشكركم وأشكر قلمك المضىء

6   تعليق بواسطة   Inactive User     في   الأربعاء ٠٤ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[5191]

أخى الحبيب فوزى

تحياتى لك
شىء غريب داخلى يشدنى دائمأ لقراءة مقالاتك قد يكون ذلك بسبب أننى متأكد مما بها من إبداعات ومواطن جمال تشدنى إليها دائمأ , ومقالتك اليوم عن ( التجربة الديمقراطية ) رائعة وواقعية وأكيدة حيث أن الديمقراطية ( او العدالة بكافة اشكالها ) لا يمكن تذوقها إلا عمليأ وألذ شىء هنا أنك ربطتها بالملوخية ولكن المشكلة التى أرقتنى هى هل هذه الملوخية ( قرديحى) يعنى بدون أرانب أم عليها ارانب ؟ وهل تدخل هذه الأرانب فى التجربة الديمقراطية ؟
شكرا لك

7   تعليق بواسطة   عمر الخطاب     في   الأربعاء ٠٤ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[5205]

معلم.....

الاخ العزيز فوزي فراج

أنه لمن دواعي سروري أن أعلق علي هذه المقاله الجميله عن الملوخيه .

عزيزي الاستاذ فوزي هل في مقالك هذا تشكو الحاكم
أم المحكوم ؟

ونتذكر الايه الكريمه... لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ (11) الرعد.

الحاكم شخص واحد والمحكوم ملايين القدره لمن؟؟

أعجبتني قصيده لأحد الكتاب لا داعي لذكر أسمه هنا حيث أنه غير مرغوب به وهي تتكلم عن حب الوطن .

وجاء بها نظريه أعجبتني كثيرا وهي المواصفات القياسيه لللأوطان ومن ثم تقيسها علي ما تعيش
أنت به وتظهر النتيجه كم من/ 10 .

وكانت هذه المواصفات بسيطه جدا لكنها الأساس
لأى وطن أو شبه وطن حتى..

المواصافات هي..

1- الحفاظ علي كرامه المواطن .
2- حق العيش في عيشة كريمه أو علي الاقل الحد الادني منها.

3- حماية المواطن داخل الوطن وخارجه .
4- حرية المواطن الفكريه .
5- الأمان للمواطن وذويه .
6- الحفاظ علي صحه المواطن ورعايتها .
7- تعليم المواطن وتثقيفه .
8- نظافه الوطن من كل أنواع الشوائب الماديه والفكريه والبشريه .
9- حريه المواطن في عقيدته الدينيه .
10- حق المواطن في أختيار من يمثله أو يحكمه .
..............................................

لو قام كل منا بمقارنه حاله الذي يعيشه في وطنه الان مع هذه المواصفات فكم تكون النتيجه من عشره .../.10 ؟؟؟؟ !!!!

أتمنى أن لا يتهمنا الكاتب بالسرقه.

كما رأيت أخي فوزي مواصفات بسيطه لكن أين هي وأين المواطنون ليطلبوها .
فكلاً منهم غارقاًفي نومه العميق والذي لا يسعي الا للتفاهات والهوامش .
وهناك مقوله قديمه بتقول ( يافرعون مين فرعنك قالهم ما لقتش حد يصدني )

أتمني ما أكون قد أطلت أو لبخت وهو أصل الموضوع بدا بالملوخيه أكيد راح نتزحلق وربنا يستر .

لكن المقال في الصميم والتشبيه بليغ جدا وتمكنت من الوصول بالقراء الي الهدف المنشود بطريقه السرد الذكيه والمعتمده علي الأبعاد التشويقي للخبر بتركه مؤخرا حتى يلهث القارء للوصول اليه وهذا ما حدث حتي معي شخصيا .

تحياتي الي السيد/هيرب ... وهو مثال رائع للأستهلال القصصي .

شكرا لك علي مقالتك أمتعتنا كثيرا

8   تعليق بواسطة   فوزى فراج     في   الخميس ٠٥ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[5212]

الاستاذ حسام مصطفى

شكرا على مرورك الكريم وتعليقك الأكرم. ستجد تعليقى على صفحتك بعد قراءتها ان شاء الله.

9   تعليق بواسطة   فوزى فراج     في   الخميس ٠٥ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[5213]

الاستاذ الفاضل محمد سمير

شكرا على تعليقك, الديموقراطيه ليست كلمة عربيه كما تعلم, وليس لها مرادف فى اللغه العربيه, ولكن لها ترجمه , اذ يترجمونها الى ( حكم الشعب) غير انك قليلا او نادرا ما تسمع هذا التعبير. اما بالنسبه للملوخيه فأنا افضلها على الطريقه المصريه مع احترامى لكل الطرق الأخرى. بالنسبه للأنتخابات وعلاقتها بالديموقراطيه, فأنت على حق, من ان الموارد الماليه تتدخل فى الانتخابات الى حد كبير فى الولايات المتحده, ويسوء الوضع عاما بعد عام من حيث كمية الدولارات التى تنفق على هذا المرشح او ذلك, لكن النظام الامريكى يختلف عن الكثير من الانظمه الديموقراطيه فى العالم التى لايتحكم فيها حجم ما ينفقه المرشح على انتخابه. نقطة اخرى يجب ان تراعيها وهى ان الديموقراطيه لا تعنى انحيازا للفقير او الغنى فكمية الثروه او من يمتلك الثروة ليست من شروطها او اختصاصها, وبيل كلينتون ليس ببعيد فلم يكن غنيا على الاطلاق, واستطاع ان يرتقى فى صفوف الحزب الديموقراطى فى ولاية اركنساس حتى وصل الى ان اصبح حاكم الولايه, ومنها الى رئاسة الولايات المتحده.

10   تعليق بواسطة   فوزى فراج     في   الخميس ٠٥ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[5214]

الاستاذ الدكتور عثمان محمد على

الاستاذ العظيم الدكتور عثمان محمد على البخارى, اولا هل تقرأ ال ايميل بتاعك ام لا؟ مجرد سؤال يا دكتور.
الحمد لله انك لازلت تأمل ان تكون مجرد ( كبوة) حتى ولو استمرت اكثر من خمسون عاما, يعنى جيلين متتابعين على الأقل ولا زال العرض مستمر. كما قلت اعلاه انهم كما لاحظت لايكررون الكلام والشعارات الماضيه لعلمهم انها لم تعد سارية المفعول , وان عمرها الإفتراضى قد انتهى, ولكنهم يغيرون الوانهم كالحرباء, ويغيروون شعاراتهم ووعودهم وخططهم, لكن الشيئ الوحيد الذى لم يتغير, فهى اهدافهم ومطامعهم .ولنا ولمصر الله ياعثمان , اقرأ الميل بتاعك بإنتظام ياحبيبى.

11   تعليق بواسطة   فوزى فراج     في   الخميس ٠٥ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[5215]

أخى الحبيب شريف هادى

اخى الحبيب شريف بك هادى هداك الله وإيانا.
لم اجد حتى هذه اللحظه شخصا واحدا لا يستطعم الملوخيه, ولدى اعتراف لك وحدك فلا تخبر به احدا, لقد كنت حتى سن متأخره ربما 15 او 16 سنه لا اذكر على وجه التحديد لا احب ولا أكل ولا اطيق الملوخيه, ثم فجأة وبدون سابق انذار بدأت استطعمها ثم احبها ثم ادمنها, وعند حضورى الى الولايات المتحده كانت من الاشياء القليله التى اهفو اليها واتشوق لها, حتى عام 76 عندما بدأت ازرعها فى الحديقه الخلفيه للمنزل . وهى الشيئ الوحيد الذى استطعت ان ازرعه من مصر وأكل منه, كل شيئ اخر حاولت زراعته مثل الفجل والجزر الاحمر وعدد اخر من الخضروات لم تؤتى ثمرا. بالنسبه لسؤالك المهم, فالحيز هنا لا يسمح بالإجابه, وسوف اكرس له مقالة خاصة ان اشاء الله.

12   تعليق بواسطة   فوزى فراج     في   الخميس ٠٥ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[5216]

الاستاذ الفاضل احمد على

الاستاذ الفاضل احمد على, شكرا على كرم اخلاقك وكلماتك التى لا استحقها, وارجو ان اكون عند حسن ظنك خاصة عندما تختلف وجهة نظرك مع وجهة نظرى, تحياتى

13   تعليق بواسطة   فوزى فراج     في   الخميس ٠٥ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[5217]

الأخ الحبيب حسن

اخى الحبيب حسن. كيف أرد عليك وعلى كلماتك المنتقاه التى تجعلنى دائما اتوقف لأفكر كيف ارد عليه, وكيف ارفع من مستوى اسلوبى وكلماتى كى تقف عند عتبات بلاغته ودقته فى التعبير. ارجو ان لا تأرق لك عينا ياصاحبى, فالعيون لا تأرق على طبق ملوخيه, فهناك اشياء اكثر اهميه تأرق لها العيون. اما من ناحيه الارانب, فهى من الاشياء النادره ويندر ان تستخدم كطعام هنا, وينظر اليها فى الأغلب انها ( pet) مثل الكلاب او القطط او العصافير فى مصر, وفى الثمانينات بدأنا فى تربية بعض الارانب فى الحديقه الخلفيه, وصنعت لهم عشش بنفسى, وقامت زوجتى معى على تربيتهم, وكانت ابنتى تعتبرهم كما يعتبر الاطفال فى مصر قططهم او كلابهم, وبالطبع عندما كنا نذبح احدهم كنا نقوم بعمليات تضليليه لأولادى حتى لايعرفوا ما حدث , وكنا نخبرهم عند الاكل انهم يأكلون فراخ , وفى احدى المرات باءت خطة التضليل بالفشل عندما ضبطنا فى عمليه ( القتل والذبح والسلخ) وكانت مشكله كبيره خاصة مع ابنتى ليلى, ولم تأكل اى من لحوم الدواجن لفترة طويله, وكانت تشكونى للأصدقاء بأننى اكلت ارانبها وتقول ( Daddy eat my Pet rabbit) , وقد انتهينا من عملية تربيه الأرانب منذ سنوات طويله, لذلك فالإجابه على سؤالك انها ملوخيه بالفراخ وليست بالأرانت او ( ارديحى) كما كتبت.

14   تعليق بواسطة   فوزى فراج     في   الخميس ٠٥ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[5218]

الاخ الأستاذعمر خطاب.

تسألنى ياصديقى ان كنت اشكو الحاكم ام المحكوم, وانا لا أشكو ايهما, انما اعرض وصفا لحالة من الحالات كما هى وكما اراها. وارجو ان يتسع وقتك لقراءة ثلاثية مقالات كتبتها على هذا الموقع بعنوان ( القيمة الحقيقيه لصوت الناخب) فسوف تتضح لك وجهة نظرى فى موضوع سؤالك. اما بالنسبه ( للوطن ) كما وصفته, فهذا موضوع اخر, وكما ان المواطن يعتقد ان هناك التزامات على الوطن تجاه المواطن, فهناك ايضا التزامات على المواطن تجاه الوطن, اى كما يقال اانه طريق ذو اتجاهين, ويجب ان يتم التقييم بالأجابه على الاسئله التى ذكرتها سيادتك , مع الإجابه عن الاسئله الأخرى , وعلى سبيل المثال لا الحصر, اسئلة مثل, هل تخلص فى عملك الذى تؤديه وانتاجك الذى تتقاضى عليه مرتبك سواء كنت موظفا او تاجرا او عاملا فى الخدمات العامه, هل تدفع الضرائب المفروضه عليك دون ان تتحايل عليها, هل انت مستعد للدفاع عن الوطن عند الحاجه, هل تحترم القانون احتراما كاملا, هل تحترم الممتلكات العامه للدوله, هل تصوت فى الانتخابات بإنتظام بعد دراسة كافيه للمرشحين او للمواد الموضوعه فى تذكرة الإنتخاب دون الاعتماد على صداقه او قرابه او دون ان تتأثر برأى الأخرين, هل انت مستعد ان تقف فى وجه صديق او قريب ان رأيته يتحايل او يكسر القانون الى حد ان تبلغ عنه السلطات اذا لزم الامر, ..........هذه فقط بعض الامثله للأسئله التى يجب ان تكون مستعدا للإجابه عليها لكى تقيم مدى التزامك نحو الوطن. شكرا على تعليقك المستنير , وسوف ابلغ تحياتك لصديقى.

15   تعليق بواسطة   ايمان خلف     في   الجمعة ٠٦ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[5286]

نفسى أأكل ملوخية !!

أستاذى : فوزى فراج

لقد أستمتعت جدا بهذا المقال السهل الممتنع الذى عبرت فيه عن أستطعامنا للملوخية وللديمقراطية بمنتهى الدقة والشفافية
تعرف أستاذى
انا أشعر بالديمقراطية فقط إلا عند سماع الأغانى الوطنية وفى نهاية الأغنية أود لو أمسكت البندقية وصوبتها أتجاه العدو لا أعرف من هو العدو !!!
أشعر وكأن الرئيس يسكن فى البيت المجاور لبيتى
أشعر وكأننى فى المدينة الفاضلة !!!
أشعر وكأن الحياة بمبى
تتكسر كل هذه الأحلام عند أستخراجى لشهاده ميلاد لأطفالى من السجل المدنى
أو أمام الخوف الدائم من زوار الفجر عند كتابة مقال جديد
يتملكنى الرعب وأنا أرى أشخاص عددهم لا يتعدى أصابع اليد الواحدة يتحكمون فى مستقبل وطن بأكمله
أرى معالم الديمقراطية كل يوم على أجساد المعذبين فى أقسام الشرطة
أرى معالم الديمقراطية على وجه أيمن نور
أرى معالم الديمقراطية على وجه سفاحى الدروس الخصوصية .
أصطدم بالديمقراطية وأنا أأكل جبن أبيض من بودرة السيراميك
أحلم بيها فى منامى ويقظانى
كيف لى أن أفكر فى أكل ملوخية بالأرانب والأرانب فى حكم غيرى يمتلكها غيرى لمستقبلهم ولمستقبل أبنائهم
محتكرى الأرانب جعلوا من الشعب أكلى الأرانب وكانسى حظائرها .
إيمان خلف


16   تعليق بواسطة   فوزى فراج     في   السبت ٠٧ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[5317]

الابنه الفاضله إيمان خلف

الابنه الفاضله إيمان, لك منى جزيل الشكر على مرورك وتعليقك , اما ان كان شعورك هو ما وصفتيه عند سماعك للأغانى الوطينه, فنصيحتى ان تبقى على تلك المشاعر دوما بمواصله سماع تلك الأغانى - عرض متواصل - 24 ساعه, ولا تفكرى فى استخراج شهادة ميلاد لطفلك بنفسك, كلفى ابوه بذلك المشوار, اننى امزح معك بالطبع. للأسف لقد فقدت الكلمات معناها فى مصر كما فقدت الأجيال فى مصر الأمل فى الأصلاح , وتمضى الامور من سيئ الى الاسوأ, بينما يقول مأجوروا الكتابه والإعلام ان مصر لم تشهد فى تاريخها المعاصر مثل ديموقراطيه مبارك. من يدرى, لعل القول ( ضاقت فلما استحكمت حلقاتها , فرجت وكنت اظنها لا تفرج) يكون حقيقة نراها قبل ان نموت. تحياتى

17   تعليق بواسطة   آية محمد     في   الثلاثاء ١٠ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[5506]


الأستاذ الفاضل فوزي فراج،
مقالتك رائعة والتشبيه بليغ :)
الحقيقة أننا فى بلادنا نجهل الكثير والكثير من أطعمة الحياة. فنحن لم نتذوق الديمقراطية فقط، بل لم نتذوق الكرامة والعزة والتعليم الحقيقى وأشياء أخري كثيرة. يظن البعض أنهم ينعمون نعيم الجنة وكما قلت سيادتكم، يضيقون بالعائد من الخارج إذا إنتقض نعيمهم المزعوم.

لا أعلم إن كان سيأتي اليوم الذى يتذوق فيه المصريون طعم الحياة الحق؟

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-08-18
مقالات منشورة : 149
اجمالي القراءات : 3,563,091
تعليقات له : 1,713
تعليقات عليه : 3,274
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State