عن الذكر وأهل الذكر سنتحدث
.عن الذكر ، وعن أهل الذكر ووقت الذكر ،،وعمن أضاع وقت ذكره هباءا سنتحدث !! سنقف ، ونحلل سبب بعده عن الذكر، كما ندله على وصفة قرآنية ،حتى يعود له ذكره المفقود، ويسترده من براثن الشيطان!! راجين من الله التوفيق ،ملتمسين العذر إن أخطأنا، حيث أنها مجرد قراءة تعبر عن وجهة نطر بشرية قاصرة ..
بعد غواية الشيطان لآدم عليه السلام كان لزاما اختبار ذريته، وحتى يكون الاختبار مفعلا حقيقيا كان لابد من الاختيار الفعلي للإنسان ، والعجيب أنه في تكون الاختيارات كلا داخل كل نفس بشرية جميع الخيارات !! كيف ذلك ؟ لو تاملنا الآيات التالية من سورة الشمس لوجدنا ان الله سبحانه قد ألهم كل نفس بشرية فجورها ،وتقواها ، وهي من تختار الانحياز للفجور، أم اختيار التقوى !! فالمفلح الذي ينجح في الاختبار هو فقط من يزكي النفس:
وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) الشمس
وقد أعطى رب العزة للنفس سلاحا قويا تنتصر به على غواية الشيطان ـ إنه التذكرـ قال تعالى عن تذكر أولى الألباب : (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (29)ص
كيف يتذكر أولو الألباب ، وما مصدرهم الذي يرجعون إليه للتذكر ؟ هو بالطبع ، ما نزل من الذكر الحكيم ، وما هو الذكرالحكيم
تبينه لنا الآيات التالية:
) وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6) لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنْ الصَّادِقِينَ (7) مَا نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذاً مُنْظَرِينَ (8 ) إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)الحجر
إذن الذكر هو القرآن وقد أحاط بكل ما أمر الله سبحانه به عباده ..
كما أن إقام الصلاة بمعناها الواسع طريق الذكر ووسيلته ، حيث تتسع لتشمل كل الصلات التي أمر الله بها ):
فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتْ الذِّكْرَى (9) سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى (10) وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى (11) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى (12) ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا (13) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى(15الأعلى
و الصلاة تكون لهدف واحد فقط ، هو : ذكر الله
) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمْ الصَّلاةَ لذكري(طه14)
ولكن عندما يقول رب العزة لرسوله ذكرك مضافة إلى كاف الخطاب ،ليس الذكر الذي أُنزل إليه من رب العزة بل تصديقه وعمله بمضمون الرسالة الفعلي فالرسول كما نعلم كان أول المنفذين لمضمون لما أُرسل به
) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) الشرح)
لكن من هم أهل الذكر ، هل هم العلماء كما هو شائع ومعروف ؟ أم هم الرسل ، الرجال الذين تم الوحي إليهم ؟ الإجابة جاءت في سورتي الأنبياء والنحل ، لنتأمل معا هذه الآيات
) وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ (7) وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ (8) ثُمَّ صَدَقْنَاهُمْ الْوَعْدَ فَأَنجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ (9) الأنبياء
من هم الرجال الذين أوحى إليهم؟ ، وفي سورة النحل نفس المعنى
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (43) بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44 النحل
إذن اهل الذكر هم الرسل ، ويتم سؤالهم من قبل البشر غما يحملونه من رسالة !!وهذا يعد هذا طبيعيا لانهم رسل الله وظيفتهم الأساسية تبليغ هذا الذكر وقد اختارهم رب العزة !! أما العلماء فهي كلمة مطاطة تجمع جمع كبير من البشر، ومن مدعي العلم كذلك.
والفرق بين الرسل وكل البشر شيء واحد فقط هو الوحي هم بشر، ولكن يوحى إليهم فالوحي او الذكر الذي يوحى إليهم هو ما يميزهم عن البشر العاديين
) قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (6فصلت
) قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (65) رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (66) قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (67) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (68) مَا كَانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلإٍ الأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ (69) إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلاَّ أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (70)ص
على ان يكون هذا التذكر في الدنيا ، دار العمل :
وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24)الفجر
وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنْ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37الزخرف
والوصفة القرآنية التي تقضي على حيل الشيطان وألاعيبه هي : التذكر ووسيتله الفعالة إقامة الصلاة
اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ الْكِتَابِ وَأَقِمْ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45)العنكبوت
) إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (15) تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (16السجدة
حتى لا نقع ضمن من وصفتهم الآيات الكريمة بالمجرمين في سورة السجدة ، وهم الذين أعرضوا عن الآيات بعد تذكيرهم بها ، فاستحقوا انتقام رب العزة :
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنْ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ (22) السجدة
ودائما صدق الله العظيم ..
اجمالي القراءات
11635
وافر الشكر والتقدير للأستاذة الفاضلة / عائشة حسين، على هذا المقال التذكيري والذي يذكرنا بفريضة من فرائض الإسلام الغائبة، ألا وهى ذكر الله تعالى في القيام وفي القعود وعلى الجنوب، يقول الله تعالى" الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار " آل عمران ١٩١.
وسؤالي لشخصكِ النبيل ورد بمقالكم أن الصلاة تكون لهدف واحد، وهوذكر الله تعالى ،في الصلاة، كما ورد في الآية الكريمة " وأقمْ الصلاة لذكري". نعم أتفق معكِ في أن الهدف الأسمى من الصلاة هو ذكر الله تعالى والتسبيح بحمده في كل حين.و ذكر الله تعالى غاية ما بعدها غاية عند المؤمنين.
لكن ألا توجد أهداف أخرى لإقامة الصلاة تخص البشر الفانين الضعفاء.
لو سمح وقتكِ فهل من رد وحوار ونقاش حول الفائدة الدنيوية للمصلين وثواب دنيوي قبل الوقوف بين يدي الله تعالى للحساب؟
شكرا لكِ والسلا عليكِ ورحمة الله.