آحمد صبحي منصور Ýí 2016-01-19
هجص الخضر فى مؤلفات التاريخ الحولى ب3 ف 7
كتاب ( الخضر بين القرآن الكريم وخرافات المحمديين )
الباب الثالث : صناعة اسطورة الخضر فى العصرين المملوكى والعثمانى
الفصل السابع : هجص الخضر فى مؤلفات التاريخ الحولى
مقدمة :
1 ــ بدأ التدوين فى التاريخ مع العصر العباسى الأول ، وإزدهر سريعا فى العصر العباسى الثانى وبلغ أوج التميز فى العصر المملوكى ، بتنوع المادة التاريخية ( تاريخ اشخاص (طبقات ) ومدن وأقاليم وتاريخ الأسرات الحاكمة والتاريخ المحلى والعالمى ..الخ ) وبتنوع فى المناهج ( المنهج الحولى والمنهج الموضوعى ) . المنهج الحولى هو التأريخ حسب الحول أو السنة / حيث يذكر المؤرخ أحداث الأعوام عاما بعد آخر مع اختلاف المكان . أما التاريخ الموضوعى فالمؤرخ يتتبع حادثة ما ( موضوعا ما ) يفصله عن غيره ، يؤرخ له من البداية الى النهاية . وهناك مزج بين المنهج الحولى والموضوعى. كتبنا فى هذا كثيرا ، ونشير اليه هنا فى موضوع هجص الخضر ، ونحن نتتبع هذا الهجص فى كتابات التاريخ الحولى .
2 ــ والطبرى هو عمدة التاريخ الحولى فى ( تاريخ الطبرى ) وسار على منهجه آخرون .وبدأ الطبرى تاريخه بخلق السماوات والأرض وخلق آدم وما حدث لأبناء آدم وقصص الأنبياء و الأمم السابقة والحضارات القديمة من الفراعنة الى الفرس والروم ..الخ حتى تاريخ خاتم النبيين عليهم السلام.. وفى كل ذلك إتبع الطبرى المنهج الموضوعى أى يذكر تاريخ القوم من بدايته الى نهايته ثم يلتفت الى قوم آخرين ، وهكذا. حتى إذا جاء الى التأريخ للنبى محمد عليه السلام إتبع التأريخ بالحول ، يؤرخ عاما بعد عام ، وظل متمسكا بالتاريخ الحولى الى ان أتم تاريخ عصره الى قبيل وفاته . فى التاريخ للسابقين ـ قبل عصره كان الطبرى ينقل عن الآخرين ، ثم إذا وصل الى عصره كان ينقل من واقع المشاهدة شاهدا على العصر . فى التاريخ للسابقين من آدم الى عصر خاتم النبيين عليهم السلام كان الطبرى ينقل الخرافات الشائعة فى عصره ، ومعظمها من إفترءات أهل الكتاب والقصاصين والتى ما لبث أن صيغت أحاديث منسوبة للنبى محمد ، عبر صناعة عنعنة وأسانيد لها يزعم الكذابون أنهم سمعوها من فلان عن فلان الخ ..الى النبى ، بعد موت النبى محمد بقرنين وأكثر . 3 ــ المؤرخون السنيون العاملون بنشر الأحاديث ــ وكلها إفتراءات فى نسبتها للنبى ــ ملأوا تاريخهم بهذه الافتراءات والأباطيل ، وقد جعلوها أحاديث نبوية . هذا بالاضافة الى تخاريف عن خلق السماوات والأرض وخلق آدم ،والله جل وعلا يقول : (مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً (51) الكهف ) صحيح أنهم فى بعض ما يقولون كانوا يعتمدون على بعض آيات قرآنية ، ولكن الأكثر كان إعتمادهم على خرافات يجترءون فيها على غيب الماضى الذى لا يعلمه إلا الله جل وعلا ، والذى كان خاتم النبيين لا يعلم عنه شيئا سوى ما ذكره رب العزة فى القرآن الكريم ، على ما سبق تفصيله .
4 ـ وبين خرافات الماضى التى نقلها الطبرى كان ( هجص ) الخضر . ونستشهد ببعض ما قاله :
أولا : هجص الخضر فى تاريخ الطبرى
( ....وكان دخول يعقوب مصر في سبعين إنسانا من أهله وتقدم إلى يوسف عند وفاته أن يحمل جسده حتى يدفنه بجنب أبيه إسحاق ففعل يوسف ذلك به ، ومضى به حتى دفنه بالشأم ثم انصرف إلى مصر . وأوصى يوسف أن يحمل جسده حتى يدفن إلى جنب آبائه ، فحمل موسى تابوت جسده عند خروجه من مصر معه . وحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال : ذكر لي والله أعلم أن غيبة يوسف عن يعقوب كانت ثماني عشرة سنة قال وأهل الكتاب يزعمون أنها كانت أربعين سنة أو نحوها وأن يعقوب بقي مع يوسف بعد أن قدم عليه مصر سبع عشرة سنة ، ثم قبضه الله إليه . قال وقبر يوسف كما ذكر لي في صندوق من مرمر في ناحية من النيل في جوف الماء . وقال بعضهم : عاش يوسف بعد موت أبيه ثلاثا وعشرين سنة ومات وهو ابن مائة وعشرين سنة . قال وفي التوراة أنه عاش مائة سنة وعشر سنين . وولد ليوسف أفراييم بن يوسف ومنشا بن يوسف ، فولد لإفراييم نون فولد لنون بن إفراييم يوشع بن نون ، وهو فتى موسى . وولد لمنشا موسى بن منشا . وقيل إن موسى بن منشا نبئ قبل موسى بن عمران . ويزعم أهل التوراة أنه الذي طلب الخضرقصة الخضر. وخبره وخبر موسى وفتاه يوشع عليهم السلام . قال أبو جعفر : كان الخضر ممن كان في أيام أفريدون الملك بن أثفيان في قول عامة أهل الكتاب الأول وقبل موسى بن عمران ، وقيل إنه كان على مقدمة ذي القرنين الأكبر الذي كان أيام إبراهيم خليل الرحمن ، وهو الذي قضى له ببئر السبع وهي بئر كان إبراهيم احتفرها لماشيته في صحراء الأردن ، وإن قوما من أهل الأردن ادعوا الأرض التي كان احتفر بها إبراهيم بئره فحاكمهم إبراهيم إلى ذي القرنين، الذي ذكر أن الخضر كان على مقدمته أيام سيره في البلاد ، وإنه بلغ مع ذي القرنين نهر الحياة، فشرب من مائه وهو لا يعلم ولا يعلم به ذو القرنين ومن معه مخلد ، فهو حي عندهم إلى الآن . وزعم بعضهم أنه من ولد من كان آمن بإبراهيم خليل الرحمن واتبعه على دينه وهاجر معه من أرض بابل حين هاجر إبراهيم منها . وقال اسمه بليا بن ملكان بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح. قال وكان أبوه ملكا عظيما . وقال آخرون ذو القرنين الذي كان على عهد إبراهيم هو أفريدون بن أثفيان . قال وعلى مقدمته كان الخضر . وقال عبدالله بن شوذب فيه ما حدثنا عبدالرحمن بن عبدالله بن عبدالحكم المصري قال حدثنا محمد بن المتوكل قال حدثنا ضمرة بن ربيعة عن عبدالله بن شوذب قال : الخضر من ولد فارس وإلياس من بني إسرائيل يلتقيان في كل عام بالموسم . وقال ابن إسحاق فيه ما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني ابن إسحاق قال : بلغني أنه استخلف الله عز وجل في بني إسرائيل رجلا منهم يقال له ناشية بن أموص فبعث الله عز وجل لهم الخضر نبيا. قال : واسم الخضر فيما كان وهب بن منبه يزعم عن بني إسرائيل أورميا بن خلقيا وكان من سبط هارون بن عمران . وبين هذا الملك الذي ذكره ابن إسحاق وبين أفريدون أكثر من ألف عام. وقول الذي قال إن الخضر كان في أيام أفريدون وذي القرنين الأكبر وقبل موسى بن عمران أشبه بالحق ، إلا أن يكون الأمر كما قاله من قال إنه كان على مقدمة ذي القرنين صاحب إبراهيم فشرب ماء الحياة فلم يبعث في ايام إبراهيم نبيا وبعث أيام ناشية بن أموص، وذلك أن ناشية بن أموص الذي ذكر ابن إسحاق أنه كان ملكا على بني إسرائيل كان في عهد بشتاسب بن لهراسب وبين بشتاسب وبين أفريدون من الدهور والأزمان ما لا يجهله ذو علم بأيام الناس وأخبارهم. )
ثانيا : هجص الخضر فى تاريخ ( المنتظم ) لابن الجوزى :
1 ـ نقل ابن الجوزى ت 597 ما أورده الطبرى ت 310 ، وزاد عليه تخريفا وهجصا . يقول مثلا :
( فصل في اسم الخضر : فأما اسم الخضر فقال كعب الأحبار: هو الخضر بن عاميل. وقال ابن إسحاق: اسمه أرمياء وقال أبو جعفر الطبري: إن هذا ليس بصحيح لأن أرمياء كان في أيام بخت نصر وبين عهد موسى وبخت نصر زمن طويل. وقيل: هو الخضر بن ملكان بن فالغ بن عابر بن شالح بن أرفخشد بن سام بن نوح.وقال بعض أهل الكتاب: هو خضرون بن عاميل بن أليفرن بن العيص بن إسحاق وإنه ابن خالة ذي القرنين ووزيره. قال الطبري: إن الخضر هو الولد الرابع من أولاد آدم. فصل لم سمي الخضر: وقد اختلف العلماء لم سمى الخضرعلى قولين: أحدهما: أنه جلس على فروة بيضاء فاخضرت والفروة الأرض اليابسة. أخبرنا ابن حصين أخبرنا ابن المذهب أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد اللهّ بن أحمد قال: حدثني أبي حدثنا يحيى بن آدم حدثنا ابن المبارك عن معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إنما سمى الخضر خضرًا لأنه جلس على فروة بيضاء فإذا هي تهتز تحته خضراء ".والثاني: إنه كان إذا جلس اخضر ما حوله.قاله عكرمة.وقال مجاهد: كان إذا صلى اخضر واختلفوا هل كان نبيًا أم لا على قولين ذكرهما ابن الأنباري.
ثالثا : هجص الخضر فى تاريخ الكامل لابن الأثير
قام ابن الأثير ت 630 بإختصار روايات الطبرى فى تاريخه ( الكامل ). وكان أقل نقلا للهجص من الطبرى وابن الجوزى . ننقل بعض هجصه عن الخضر :
( .قصة الخضر وخبره مع موسىJ
قال أهل الكتاب: إن موسى صاحب الخضر هو موسى بن منشى بن يوسف بن يعقوب، والحديث الصحيح عن النبيّ، صلى الله عليه وسلم، أن موسى صاحب الخضر هو موسى بن عمران على ما نذكره، وكان الخضر ممّن كان في أيام أفريدون الملك ابن اثغيان في قول علماء أهل الكتاب الأول قبل موسى بن عمران، وقيل: إنه كان على مقدمة ذي القرنين الأكب الذي كان في أيام إبراهيم الخليل، وإنه بلغ مع ذي القرنين نهر الحياة فرشب من مائه ولا يعلم ذو القرنين ومن معه، فخلّد وهو حيّ عندهم إلى الآن، وزعم بعضهم: أنّه كان من ولد من آمن مع إبراهيم وهاجر معه، واسمه يليا بن ملكان بن فالغ بن غابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح، وكان أبوه ملكاً عظيماً، وقال آخرون: ذو القرنين الذي كان على عهد إبراهيم أفريدون بن اثغيان، وعلى مقدمته كان الخضر . .
قال عبد الله بن شوذب: الخضر من ولد فارس، وإلياس من بني اسرائيل يلتقيان كلّ عام بالموسم، وقال ابن اسحاق: استخلف الله على بني اسرائيل رجلاً منهم يقال له ناشية بن أموص، فبعث الله لهم الخضر معه نبيّاً، قال: واسم الخضر فيما يقول بنو اسرائيل إرميا بن حلقيا، وكان من سبط هارون بن عمران، وبين هذا الملك وبين أفرويدون أكثر من ألف عام.
وقول من قال إن الخضر كان في أيّام أفريدون وذي القرنين الأكبر قبل موسى بن عمران أشبه للحديث الصحيح أنّ موسى بن عمران أمره الله بطلب الخضر، ورسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان أعلم الخلق بالكائن من الأمور، فيحتمل أني كون الخضر على مقدمة ذي القرنين قبل موسى، وأنه شرب من ماء الحياة فطال عمره، ولم يرسل في أيّام ابراهيم، وبعث في أيام ناشية بن أموص، وكان ناشية هذا في أيّام بشتاسب بن لهراسب، والحديث ما رواه أبيّ بن كعب عن النبي، صلى الله عليه وسلم .
قال سعيد بن جبير: قلت لابن عباس: إنّ نوفا يزعم أنّ الخضر ليس بصاحب موسى بن عمران، قال: كذب عدوّ الله، حذّثني أبيّ بن كعب عن النبيّ، صلى الله عليه وسلم، قال: إن موسى قام في بني اسرائيل خطيباً فقيل له: أيّ الناس أعلم؟ فقال: أنا، فعتب الله عليه حين لم يردّ العلم إليه، فقال: يا ربّ هل هناك أعلم مني؟ قال: بلى، عبد لي بمجمع البحرين، قال: يا رب كيف لي به؟ قال: تأخذ حوتاً فتجعله في مكتل فحيث تفقده فهو هناك، فأخذ حوتاً فجعله في مكتل ثمّ قال لفتاه: إذا فقدت هذا الحوت فأخبرني، فانطلقا يمشيان على ساحل البحر حتى أتيا الصخرة وذلك الماء، وهو ماء الحياة، فمن شرب منه خلد ولا يقاربه شيد ميت إلاّ حيي، فمسّ الحوت منه فحيي، وكان موسى راقداً، واضطرب الحوت في المكتل فخرج في البحر، فأمسك الله عنه جرية الماء فصار مثل الطاق، فصار للحوت سرباً، وكان لهما عجباً، ثم انطلقا...الخ )
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5130 |
اجمالي القراءات | : | 57,290,197 |
تعليقات له | : | 5,458 |
تعليقات عليه | : | 14,839 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
أسئلة عن : ( بوتين سيقتل بشار ، سوريا وثقافة الاستبداد والاستعباد )
الغزالى حُجّة الشيطان ( الكتاب كاملا )
خاتمة كتاب ( الغزالى حُجّة الشيطان فى كتابه إحياء علوم الدين )
دعوة للتبرع
الخراصون : ما معنى ( الخرا صون ) فى سورة الذار يات 10 ، وما...
سبقت الاجابة : سؤالا ن مهمان جدا : 1 في الركع تين الاخي رتين ...
صوم وصيام : هل هناك فرق بين الصيا م والصو م ؟...
اهلا بك كاتبا : السلا م عليكم ورحمة الله اود أن اتقدم اليكم...
النظرةالدونية للأنثى: لقد تكونت لدي فكرة من قراآت ي للقرا ن ...
more
شكرا للدكتور صبحي منصور لتكملة المعرفة لدى القارئ العربي وتعريفه بالهراء وبالهجص الذي يملأ الكتب الصفراء كتب التراث عند المحمديين، وإن كنا في هذا البحث قد تعرضنا لكم هائل من الهجص يتعب العقل ويرهق الأعصاب، لكنه شئ لابد منه للوقوف على تفاصيل عقائد السنيون المحمديون والمتصوفة ومفكريهم، وجهودهم في محاربة الله تعالى ورسوله القرآن العظيم بعد وفاة النبي محمد عليه السلام.
وأعتقد أنه بعد التعرض لهذا الهجص الهائل لابد للمؤمن المحب للقرآن أن يطمن قلبه وينقي عقيدته وعقله بالرجوع سريعا" للقرآن لكتاب الله تعالى لكي يطمئن قلبه بجرعة إيمانية نقية.
شكرا لكم مرة ثانية وإلى لقاء