كمال غبريال Ýí 2015-05-26
لا جدوى من حالة الإنكار المصاحبة لتفشي تيارات الإسلام السياسي وما تحققه من انتصارات باهرة على الأرض. سواء كان الإنكار بنسبتها إلى مؤامرات عالمية صهيوأمريكية ماسونية صليبية، أو بنسبتها إلى مركز الوهابية في جزيرة العرب، وتمويلاته السخية لها من البترودولار. نحن هنا لا ننفي هذه النسبة أو تلك بصورة مطلقة، لكننا فقط نتجاوزها بدفعها للخلف في ترتيب العناصر وراء تلك الحالة من حيث وزنها، لنضع في المقدمة عنصر القبول الشعبي لأفكار ومقولات وشعارات تلك الأيديولوجية.
ما تحققه داعش وأخوتها الآن من انتصارات في سوريا والعراق يرجع لأكثر من عامل، مثل التمويل السخي لتلك التنظيمات، والتدريب الجيد لمقاتليها، وصلابة عقيدة المقاتل، التي تؤدي به لتقديم حياته رخيصة في سبيل تحقيق ما يؤمن به، علاوة بالطبع على فشل النظم السياسية القائمة وتهالكها إلى حد ما قبل الانهيار. لكننا ينبغي أن نقدم قبل كل هذا عنصر "الحاضنة الشعبية"، التي تمكن هذه الشرازم من العصابات الإجرامية من هزيمة جيوش نظامية مسلحة. ما علينا التحلي بشجاعة الإقرار به، أن "الحاضنة الشعبية" هي الأساس والسبب الأول، وكل ما عداها من عناصر لا نقلل من أهميتها، يأتي بعد ذلك متأخراً في ترتيب الأهمية.
ما يعطي بريقاً وقبولاً لأيديولوجيات العنف والكراهية لدى الغوغاء، أنها تقدم لهم موجهة للآخر، وتستهدفه وحده بكل أشكال التنكيل. التطبيق العملي لهذه الأفكار وحده، هو ما سوف يقنع هؤلاء بمدى وحشية ما يعتقدون فيه، عندما يكتشفون أنهم ذاتهم يمكن أن يوضعوا مكان هذا "الآخر"، لينالهم نصيبهم مما يضمرون ويشتهون ويقدسون.
لا حيلة للعالم المتحضر فيما نرى، إزاء اكتساح داعش وسائر تنظيمات الإسلام السياسي لمنطقة الشرق الأوسط. هناك أكثر من دولة دينية تتشكل الآن في المنطقة، وهي دول تقوم لتبقى، ما شاءت لها الشعوب التي أتت بها أن تبقى.
ربما للمرة الأولى في التاريخ تفرض شعوب الشرق الأوسط إرادتها، وتقرر مصيرها بنفسها. هذا في حد ذاته أمر رائع، بغض النظر عن شكل وطبيعة ما تختاره الشعوب لنفسها. هي نقطة بداية لمسيرة جديدة، أن تقرر لنفسك بنفسك، وتفرض قرارك على الأرض لتحقق حلمك، هذا يتبعه بالطبع أن تتحمل مسئولية ما يصير إليه حالك. هذا الاختيار الشعبي لداعش فكراً ونمط حياة، من قبل قطاعات شعبية بحجم كاف لأن تتمكن تلك الأيديولوجية من فرض نفسها على أرض الواقع، ستكون دورة أولى من تفعيل الإرادة الشعبية، لابد أن يتبعها في المستقبل دورات، تتحدد ملامحها على أساس النتائج التي استشعرتها الجماهير من المرحلة التي تسبقها.
لقد آن الأوان لتختبر شعوب الشرق الأوسط في حياتها العملية، طبيعة رؤاها وخيالاتها المقدسة، منهية هذه الازدواجية بين الأفكار ونمط الحياة، والتي أوصلتنا للفوضى والعبثية الراهنة.
مرحباً بدولة الخلافة الإسلامية في العراق والشام وجزيرة العرب. مرحباً بدولة ولاية الفقيه الشيعية في العراق وسوريا ولبنان شمالاً، وفي شرق وجنوب غرب جزيرة العرب. مرحباً بهذين الكيانين السياسيين المنتميين إلى ما قبل أربعة عشر قرناً مضت، وقد نشهد توافقهما التدريجي مع بعضهما البعض ومع العصر والعالم، كما هو حال المملكة السعودية وإيران الآن، كما قد نشهد اقتتالهما المتبادل والداخلي في كل منهما، ليعم الخراب سائر الأنحاء، لتكون الأرض والأفق بعدها ممهدة لبزوغ فجر الحداثة الذي تأخر إشراقه أكثر مما يحتمل.
Kamal Ghobrial
Alexandria- Egypt
دعوة للتبرع
الاسلام دين التسامح: كيف واجه النبي محمد عليه السلا م من أساءو...
العدل بين الأبناء: اسمح لى يا دكتور أنا إتأثر ت جدا...
نعبد الله وحده: هل الهدف من الادي ان هو عباده الله ؟ فقال لي...
يونس 88: الاية ٨ 640;. يونس. يضلو عن سبيلك هل هي...
أهلا بك ومرحبا.: الي اهل القرا ن اشكرك م جدا علي مجهود اتكم ...
more