لطفية سعيد Ýí 2014-08-21
من هم المترفون ..؟ تعرضت في مقال سابق ( الإصلاح الديني بين الممكن والمستحيل ) للحديث عن المترفين ، وأردت هنا أن أخصص لهم مقالا منفصلا، نظرا لما يسببه وجود هذه الطبقة من فساد وإهلاك ، وكيف أن وجودهم في أي مجتمع يعد نذيرا للخطر عليه ، فماذا نقصد بالمترفين .. ؟ هم بكل بساطة : المجموعة التى تحتكر السلطة والثروة ، وتتصدى لأي إصلاح ،ولأن أي إصلاح سيقلل مما حصلت عليه من مكتسبات فهم يتصدون وبكل قوة له !! ، وبوسعنا أن نضرب أمثلة من القرآن لهذه الطبقة ، لنرى كيف تصدى المترفون للمصلحين من الرسل بكل حزم ! وكيف كانت ردة فعلهم عنيفة ضد الرسل ، حتى أقوى من ردة فعل الملك نفسه أوالرئيس أو الحاكم !!
وطبقة المستفيدين التي تحيط بالحاكم يطلق عليها القرآن الملأ و هم أنفسهم المترفين ، فقد ورد لفظ : (الملأ )وهو يعد وصفا دقيقا للغاية ، إذ أنه يعبر بصدق عن صفاتهم ، التي يكون القاسم المشترك فيها المداهنة، والنفاق والرياء للحاكم .. وقد تحدث القرآن في مواضع عدة عن هذا الملأ نذكر منها : 1ـ ملأ فرعون ، وكيف أنهم كانوا أكثرحدة من الفرعون في مواجهة موسى ومن اتبعه :
(قَالَ الْمَلأ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (109) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (110) قَالُوا أَرْجِهِ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (111) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (112)الأعراف
2ـ الملأ في زمن نبي الله صالح، لم يذكرلنا القرآن اسم الملك أو الحاكم، بل ذكر الملأ فقط ،لأنهم يقومون بكل ما يقوم به الملك أوالحاكم من عداء وزيادة .. وقد وصفت الآيات الملأ بالمستكبرين ، في حوارهم مع المستضعفين ، ونفهم أن المستضعفين في هذا الحوار هم الذين آمنوا مع نبي الله صالح يقول تعالى في الأعراف أيضا :
قَالَ الْمَلأ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ (75) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (76) فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنتَ مِنْ الْمُرْسَلِينَ (77) فَأَخَذَتْهُمْ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (78) الأعراف
3ـ الملأ في زمن نبي الله نوح ، وقد جاء وصف الملأ لنبي الله نوح في سورة الأعراف بأنه في ضلال مبين :
( قَالَ الْمَلأ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (60) الأعراف
كما جاء اتهام الملأ لنوح عليه السلام بالسفاهة والكذب أيضا في نفس السورة:
) قَالَ الْمَلأ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنْ الْكَاذِبِينَ (66)الأعراف
ويتابع الملأ رفضهم عبادة الله وحده ، ورفضهم ترك ما يعبد آباءهم في تحد منهم للرسول :
(قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنتَ مِنْ الصَّادِقِينَ (70)الأعراف
ونفس الملأ ، وبنفس الصفات من عناد واستكبار وكفر ، كانوا مع صالح عليه السلام :
) قَالَ الْمَلأ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ (75) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (76) فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنتَ مِنْ الْمُرْسَلِينَ (77)الأعراف
4 ـ و هم كذلك نفس الملأ ضد الإصلاح ، وضد الرسل.. وفي هذه المرة مع نبي الله شعيب :
) قَالَ الْمَلأ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ (88)الأعراف
وهذه الطبقة من الأثرياء ، وأصحاب المصالح الدائمة التي تحيط بالحاكم ، وبسببها يقع الإهلاك للمجتمع كله ، أوللقرية كلها بمن فيها ... فماذا قال القرآن عن هذا الملأ المخصوص ، والذين سماهم القرآن ، ووصفهم بالمترفين ، ورد ذكر( أترف ) ثلاث مرات في القرآن ، والمترفين جاءت خمس مرات سنبدأ بـــــ (أترف ) :
وفي سورة (هود ) يأتي الوصف لمن ( أترفوا ) بالظالمين وأنهم كانوا مجرمين ، كما يوضح موجبات الإهلاك لأي قرية لابد وأن تكون ظالمة ، ويأتيها الإنذار ومع ذلك يستمرظلمها أو بالأحرى ظلم مترفيها ، ولوكانوا مصلحين ، لماحدث لهم الإهلاك ...
( فَلَوْلا كَانَ مِنْ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُوْلُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنْ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ (116) وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (117) وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119)هود
وسورة الأنبياء فيها أمرلأصحاب القرية بالرجوع إلى (ما أترفوا فيه) ، و توضح أسباب قصم القرية،التي تتمثل في ظلمها ، ولما أحسوا بسوء المصير ،وحاولوا الركض ، لكن قد فات أوان الرجوع :
(وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْماً آخَرِينَ (11) فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ (12) لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ (13) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (14) فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ (15)الأنبياء
في سورة المؤمنون جاء حديث القرآن عن الملأ بذكر مجموعة من الأوصاف لهم هي على التوالي : الذين كفروا ، وكذبوا بلقاء الآخرة ، وأترفناهم، وخص الله سبحانه حالة الإتراف لهم في الحياة الدنيا فقط ـ دون الآخرة ـ وقد جاءت هذه الآيات عقب قصة نوح مع قومه، وعقب الإهلاك، وقد جمع بينهم وبين القوم الآخرين ، ظلم الأقوام للرسل !! و لم تذكرالآيات اسم الرسول الآخر ، ولولم تعرف أنك مع قصة ثانية ورسول ثان ، لتصورت أنهم هم قوم نوح !! يقول تعالى :
(فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (28) وَقُلْ رَبِّ أَنزِلْنِي مُنْزَلاً مُبَارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ (29) إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ (30) ثُمَّ أَنشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ (31) فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ أَنْ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ (32) وَقَالَ الْمَلأ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ (33) وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَخَاسِرُونَ (34) أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَاباً وَعِظَاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ (35) هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ (36) إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (37) إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ (38) قَالَ رَبِّ انصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ (39) قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ (40المؤمنون
والمرة الأولى التي كان الحديث فيها عن (المترفين ) ،بلفظ المترفين وليس بـ(أترف ) في سورة المؤمنون وهو يخص كفار مكة أومترفي مكة ، وتصف لنا الآيات حالتهم عندما يأتيهم العذاب ، وتقام عليهم الحجة بأنهم كان يأتيهم الإنذار بالآيات ، لكنهم هجروا القرآن استكبارا ،فلم يتدبروه ، وتتابع الآيات إقامة الحجة عليهم وبالتالي استحقاقهم للعذاب عن جدارة :
(حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ (64) لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لا تُنصَرُونَ (65) قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ (66) مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِراً تَهْجُرُونَ (67) أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمْ الأَوَّلِينَ (68) أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ (69) أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (70) وَلَوْ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتْ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ (71) أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (72) وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (73المؤمنون
وتأتي سورة الواقعة لترسم صور متباينة ، لأصحاب اليمين ، وأصحاب الشمال وهم بالطبع المترفين ،( موضوع بحثنا)
ونجد أن سورة الواقعة تأتي بأوضح مواد دستورالمترفين : فهم كانوا يصرون على الحنث العظيم ، وما هوالحنث العظيم ؟ رفضهم الشديد للبعث. ..يقول تعالى في سورة الواقعة:
(وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ (41) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (42) وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (43) لا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ (44) إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ (45) وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ (46) وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (47) أَوْ آبَاؤُنَا الأَوَّلُونَ (48) قُلْ إِنَّ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ (49) لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (الواقعة50
وتكمل سورة (سبأ ) الكلام عن باقي مواد دستورالمترفين ، وتعد هذه المواد بصدق هي القاسم المشترك بين كل المترفين في أي زمن !! وهي على التوالي : التكذيب لما أتى به الرسل ، وتفاخرهم بالأموال والأولاد، وتأكيدهم على أنهم لن يعذبوا ، يقول تعالى في سورة سبأ :
( وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (34) وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالاً وَأَوْلاداً وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (35) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (36) وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلاَّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ (37) سبأ
وحديث المترفين في سورة الزخرف ،يؤكد على اتباع طريق الأسلاف ،ولاسبيل للتغيير مطلقا ، وهم كافرون لما يخالف ما وجدوا عليه الآباء ، حتى لوجاءهم الرسل بما هوأهدى منه !! يقول تعالى في سورة الزخرف :
(وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23) قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ) (الزخرف24 )
وأخيرا تأتي سورة الإسراء في آياتها 15 ،16 ،17 لتؤكد على حرية الإنسان في الاختيار بين الهدى أو الضلال ،لأنه هو فقط من سيحاسب على اختياره ، ثم يأتي الحديث عن خطوات الإهلاك في القرية بخطوات محددة ليتعظ الناس ، فهل من متعظ ؟! يقول تعالى في سورة الإسراء :
( مَنْ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً (15) وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً (16) وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً (الإسراء17
وبعد ... هل ما حدث لمصر ، وبقية دول الربيع العربي من إفساد ، وهلاك مستمرة إلى الآن نيرانه ، كان سببه وجود المترفين المفسدين حول الحكام وهم بلغة يومنا هذا (الحاشية ) زينوا لهم الفساد والظلم، وأيدوهم بكل أنواع الدعم كل على حسب موقعه في الدعم من فتاوى ، وتلفيقات واعتقالات ، ولم يسمع أولئك المترفين أي إنذار للمصلحين ، بل كانوا لهم بالمرصاد ، في تحد واضح وسافر من تشويه متعمد في الإعلام الوهابي ، إلى اعتقالات ، بل وصل الأمر للاغتيالات !!
إذن توفرت شروط الإهلاك من وجود ظلم وإفساد ووجود إنذار واضح ومتكرر، و مطالبة بالعدل من قبل مصلحين عدول ،ومواجهة عنيفة للمصلحين من تلفيق قضايا ، واعتقالات وسبقها تشويه إعلامي بسلاحي التخوين والعمالة أوالردة والازدراء ، واحيانا كان بعض الناس يحالفهم الحظ فتكون التهمة مزدوجة كالقرآنيين ، وذلك لأن لهم مكانة متميزة عند رابطة المترفين والملأ العمومية ، نتمنى بإخلاص أن تنتهي الغمة وأن يعود السلام والعدل للبلاد حتى يعود لها أمنها المفقود .. ( فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (64) يوسف
ودائما صدق الله العظيم
دعوة للتبرع
الخطيب يشتمنا : النها رده الخطي ب قعد طول الخطب ه اللي...
قتل المنافقين: أعتقد أن القرآ ن نزل يأمر بقتل المنا فقين ...
اخى ابراهيم دادى: أخي الحبي ب الدكت ور أحمد تحية من عند الله...
أنا قرآنية من قبل.!: السلا م عليكم أمدكم الله بنصره وأعان كم على...
10 خراف أم ثمنها ؟: حدثت لي مشكلة مالية مع عميل لي ودعوت ربي ونذرت...
more