كشف المستور والجندي المقهور

من ينقذ أبناء الغلابة والمساكين من يد العسكر المجرمين؟!.. لا يمكن أن تكتب موضوعاً صادقاً إلا إذا عشت التجربة بنفسك، وقد عشتها في خدمة الوطن كما يقولون، ومعظم الجنود المصريين يخدمون في العسكر منذ انقلاب العسكر عام 1952 حيث يتم تجنيد معظم المصريين في الجيش والشرطة إجباريا من اجل الدفاع عن الوطن كما يقال، وكنا نتمنى ذلك، ولكن الذي يحدث ليس له علاقة بالواقع، والواقع مخزي ومذل للجنود الغلابة، الذين يتقاضون مبالغ زهيدة لا تغني ولا تسمن من جوع، ومن هؤلاء الجنود من يكون متزوج وعنده أولاد، كيف يعيش؟!.. ومنهم من يكون على عاتقه مسؤوليات عائلية، ولكنه  يعمل ليل نهار في مزارع الجيش ومصانع الجيش مع بعض التدريبات، ومنهم من يعمل في مزارع الضباط الكبار وفي مصانعهم الخاصة وفي أملاكهم الخاصة وفي سرقاتهم الخاصة، يستعبدون أبناء الغلابة والمساكين باسم الوطن والدفاع عن الوطن، وباسم الأمن القومي وباسم شرف العسكرية وهم الذين جلبوا العار للإنسانية.

وقد يتسرع البعض ويقول ويردد مثل ملايين الأغبياء الذين تحولوا لقطيع بسبب سكوتهم أن ما أقوله يعد أسرار عسكرية، وهل الاستعباد والظلم يعد أسرار عسكرية؟!.. وهل اغتصاب حقوق الناس يعد أسرار عسكرية؟!.. وهل سرقة أبناء الوطن يعد إسرار عسكرية؟!.. وهل استحواذ الجيش وضباط الجيش على أحسن وأفضل أماكن من أرض الدولة وعمل مشاريع لهم دون فرض ضرائب عليهم ودون ترخيص ودون مسائلة من أي جهة، كما أوهموا الناس أن الجيش خط أحمر، يعد أسرار عسكرية، وهل ما يقوم به معظم الجنود خدمة للوطن أم خدمة  لمجموعة من اللصوص تتكلم باسم الوطن؟!.. ونفترض إني مخطئ، افتراض، كيف يخدم هؤلاء الجنود الوطن ولا يخدمهم الوطن كما يخدم الوطن هؤلاء الضباط؟!.. أين القانون كما تتكلمون عنه؟!.. أليس هذا يعد قانون باطل وجائر؟!.. أين حقوق الجنود من مرتبات ومعيشة تليق بهم كمعظم جيوش العالم المحترم؟!.. طبعاً ولا أنسى أني أذكر أن في الجيش المصري من كبار الضباط من الشرفاء الذين يعدون مثالاً للشرف والأخلاق والإنسانية، ولكن هؤلاء قليلون في وسط هؤلاء الفاسدين المتعالين الذين يجعلوك تكره نفسك وتكره بلدك وتكره كلمة وطنية، ليس كره في الوطن؟!.. ولكن كره في هؤلاء الظالمين، ويجعلوك تتمنى الحرب في أي وقت لتخلص منهم أولا لأنهم هم من يظلموك وهم من يسرقوك وهم من يعملون عليك كبار وأنت تحرسهم ليل نهار، هذه هي خدمة الوطن أم خدمة لهؤلاء؟!.. نكتفي بكشف المستور والجندي المقهور.