نبيل هلال Ýí 2012-11-20
السلطة جموح بطبيعتها , وإن دامت في يد واحدة فهي مَفسَدة ولا يقدر على كبح جماحها غير نبي معصوم , وهذا الجموح مركوز في طبيعتها بغض النظر عن ديانة ومعتقدات من تقع هذه السلطة بيده , والأمثلة كثيرة وأجلُّ من أن تحصى , ويذكرها لنا التاريخ من عصور الوثنية واليهودية والمسيحية والإسلام . فالسلطة هي القدرة التي تمكِّن قلة من الناس من جعل أغلب الناس يفعلون ما قد لا يفعلونه بمحض إرادتهم , وعليه تكون السلطتان السياسية والدينية في ذلك سواء , وأداة السلطة السياسية لذلك هي الترهيب , وأداة السلطة الدينية هي الترهيب والترغيب . وإذ نسلِّم أن الانفلات من طبيعتها , يكون من الضروري إيجاد وسائل للسيطرة عليها وكبح جماحها والمحاذرة من تركيزها في يد فرد واحد أو مؤسسة واحدة , وإنما يتعين تفريق فعالياتها بين المؤسسات الثلاث الرئيسية : التشريعية والقضائية والتنفيذية , والحرص على الفصل الكامل الحقيقي بينها , وفرض قيود حقيقية على الحاكم وتحرير الصحافة وكفالة حرية الرأي والتفكير, وأن يتحقق ذلك كله من خلال الدستور والقانون . فالسلطة إن لم تكن مقيدة أمكن لصاحبها أن يستبد استبداد من لا يخشى أحدا فيهلك الحرث والنسل . ولا ينبغي سلب حق الشعوب في استرداد السلطة الممنوحة لحكامهم إذا انحرفوا . والسلطة السياسية بحاجة دائما إلى لجام تسيطر به على الناس , وعبر التاريخ كله لم يكن هناك أفضل من الدين والكهنوت يستخدمهما صاحب السلطان السياسي لامتطاء ظهور الناس وقمعهم وشل وعيهم وصرفهم بعيدا عن مصالحهم الحقيقية التي تخالف تماما مصالح السلطان , ولم يكن غير الدين , فهو خير ما يمثل الترغيب والترهيب للناس المطلوب ترويضهم واستئناسهم كي يتقبلوا ما ينزله بهم السلطان من صنوف الهوان والاستغلال . وليس أضر على الدين من الكاهن الذي يحسن الكلام ولا يخاف الله . ومن يتاجر بالدين ليثرَى لأشد فسقا من الغانية التي تزني لتأكل , والسلطان الذي ينهب أموال الناس التي ائتمنوه عليها , لأكثر سقوطا من قطاعي الطرق .
ودين الله يسلِّم السلطة للناس , لكن الفقيه شرعها سلطة عليهم , وبدون هذا التشريع لا تدوم أرستقراطية الكهنة والفرعون , وبدلا من أن تحمي السلطة حرية الفرد , قامت هي بسلبها .
ومراد التحالف بين السلطة السياسية والسلطة الدينية هو تثبيت الواقع ذي التركيبة الطبقية التي تيسر نهب نواتج مجهود عموم الناس من المستضعفين وتسليمها إلى الحاكم ( فرعون أو قيصر أو ملك أو خليفة أو سلطان) والكاهن (شيخ أو حاخام أو قسيس أو سادن صنم), والملأ(الأشراف والنبلاء وأصحاب المال والإقطاع , وهم وجهاء القوم والمترفون ومجموعات المصالح المنتفعون بالوضع الراهن الذي يصنعه تحالف السلطان مع الكاهن) , فكلهم صياد ولكن الشباك تختلف . والقانون الذي يسنه هذا التحالف يقر التمييز الطبقي ويوجد له الضمانات القوية .
السلام عليكم ، السلطة الممنوحة في مصر ، قد منحها الحاكم لنفسه ، ولم يمنحها له أحد بل في وضع في يد نفسه سلطات كثيرة، في سابقة لم يسبقه أحد إليها ، والأهم والأكثر خطرا يا محترم هو : الدستور الذي تصر الجماعة وسلفييها على التستر به وتمرير كل ما ترغبه من خلاله! وهو يمهد لعصور قادمة من الظلام ، لا يدري إلا الله سبحانه منتهاها !!!!
كتاب ( القرآن بين المعقول واللامعقول ) - الأنوناكي- ج14
كتاب ( القرآن بين المعقول واللامعقول ) - عربة حزقيال - ج13
كتاب ( القرآن بين المعقول واللامعقول ) - سلالة الآلهة- ج12
كتاب ( القرآن بين المعقول واللامعقول ) - هذا ما تقوله الأساطير - ج11
دعوة للتبرع
سبأ 51 : 53 : الآيه 52 و 53 في سورة سبأ.ح ولت ان اتدبر مكان...
البر والبحر : يقول الله عز وجل ... ولقد كرمنا بني ادم...
الخلط فى المصطلحات: إن التشر يع بالزو اج بين المسل مين ...
ثلاثة أسئلة: السؤا ل الأول : ينش جدال مثلا لدي مطعم، هل...
العضل حرام: هل يجوز لى وانا فتاة جامعي ة ان ازوج نفسى بدون...
more
الأستاذ المحترم / نبيل هلال هلال ، بارك الله في قلمك وفكرك المستنير بنور المعرفة الحقة والاهتداء بنور العلم والعقل حتى تكتب في زمن عَزّتْ فيه الكتابة المنيرة والهادفة، تكتب لتعلم أبناء وطنك كيف يكون الخلاص، الخلاص من الجهل الذي غطى عقول المصريين وسطّحَها حتى اصبحت لاتمسك الحق ولاتعيه ولاتدرك مخاطر الفقهاء والسلاطين على الصالح العام؟
ولفت نظري أن المال والمكانة الاجتماعية هما من مداخل الشيطان للنفس الانسانية فالفقيه يريد أن يكون أرستقراطيا بمجاورته للسلطان والسلطان يريد أن يكون غير بشري ويستأثر بثروات قومه.
وإاذا كان المال وكانت المكانة الاجتماعية هما سبب شقاء الشعوب بسلاطينهم وفقهائهم فليذهبوا جميعا إلى الحجيم.