عن
توفيق البحري
تاريخ الانضمام
|
: |
2013-09-09 |
الرتبة
|
: |
����
|
بلد الميلاد
|
:
|
Tunisia
|
بلد الاقامة
|
:
|
Tunisia
|
تعليقات له
|
: |
10
|
تعليقات عليه
|
: |
0
|
إن السعي إلى الحقيقة لسعي دؤوب و مرهق ، ولكنه واجب .و قد أمرنا سبحانه و تعالى بأن لا نركن إلى الأرض تاركين الحاقدين على الإسلام يرتعون في السماء و إنها لمفارقة كبرى أن يعيش المسلم على فتات الغرب وبين يديه كتاب ينطق بالحق ويشحذ الهمم و ينير السبل
فترى الذين هم يحسبون أنهم حماة الدين و علماؤه لا يتورعون في تثبيط الجماهير إلى الأرض بقصد أو بغير قصد ويتفننون في خطابات عقيمة قد طواها الزمن فلربما يحدثنا أحدهم عن الدين فيستثير فينا مشاعر الحب والرهبة وما إلى ذلك من خطابات قلبية وهذا جيد و لكنه غير كاف. فالقرآن لم يكن خطابا قلبيا فحسب بل خطاب شاملا يسافر بنا من الماضي إلى المستقبل و من الحاضر إلى الغد الأفضل و من ضيق العيش إلى سعة الرحمة و من الجهالة إلى عرى اليقين و من العدم إلى كتابه المنشور ومن الجمود والركود إلى معرفة هذا الكون الدال على المعبود
ثم تجد من ينكر على كائنا من كان أن يرفع عن عينيه غشاوة سمكها يزيد عن ألف سنة ولولا حفظ الله لكتابه المبين لتقطعت بنا السبل . ثم لسائل أن يسأل أليس العقل مناط التكليف ؟ فلم كل هذا الجحود ؟ أتستكثرون على المسلم أن يتدبر آيات ربه بما آتاه الله من معرفة أكاد أجزم بأن علماء الدين ليس لهم فيها نصيب وأنا يكون لهم ؟ وقد أمضوا دهرا يسبحون في السند دون المتن وتغييب العقل بفرض النقل و إن رفضه المنطق و أنكرته الفطرة النقية بل و ينسخون القرآن إنتصارا لجيلا له ما كسب و عليه ماكتسب ونحن نرى في هذه الأيام العجاف جبالا من الكتب يحسبها أصحابها دعامة للدين وما أراها إلا والعياذ بالله هدما للدين وأسأل نفسي و إياكم :من أعظم قدرا ؟ ، كلام الله أم كلام تناقلته الأفواه ؟ فستجيبون حتما بأن كلام الله أعظم قدرا .و إن كان كذلك فلم هذا الهرج والمرج ؟ من "ناسخ و منسوخ "و "علم الجرح والتعديل" و"فن التكفير" و "الرجم" و"قتل المرتد" و "عذاب القبر" و "المسيح الدجال" وما إلى ذلك من صنوف الترف الفكري الذي إن لم يكن هداما فهو عقيم .
إن الأمة في أمس الحاجة إلى الخطاب العقلي الذي يخرجها من عالم البرزخ إلى عنان السماء و من ظلمات الجهل إلى أنوار العلم الذي أصبح في هذه الأيام تهمة كتهمة قوم لوط "إنهم أناس يتطهرون" فعندما تصبح القذارة أشرف من الطهارة فلا غرابة في أن يتهم الذين قال عنهم ربهم " إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) من سورة آل عمران.
بأنهم علمانيون أو عقلانيون أو قرآنيون و الإتهامات عديدة.
وأؤكد و أقول بأن الأمة التي لبثت في أعماق الجب أحقابا والتي تركت الدنيا وما فيها وافترشت ترابا والتي إتخذت القرآن مهجورا فزدادت إغترابا والتي جعلت التاريخ أعظم قدرا وانتسابا من تعاليم المنهج الذي فتح الله به لنا أبوابا فتفرقت بنا السبل وما لنا إياه ربا ولا لغيره نرجو احتسابا. فلو استقمنا كما أمرنا رب الأرباب لخرجنا من الجب كما خرج يوسف عليه السلام ولو عظمنا كتابنا ل ازددنا عزة و رفعة و لو بحثنا في هذا الكون الدال على خالقه لكنا أسبق من غيرنا في إعماره و تسخيره لما ينفع البشرية و يرفع عنا البلية
والله ولي التوفيق.