آحمد صبحي منصور Ýí 2012-06-14
أولا
1 ـ فى مجال الدين ـ وطبقا للاسلام والواقع المعاصر وشواهد التاريخ ـ فإنه لا وجود للوسط أو التوسط أو النسبية فى العقيدة الدينية ، فإما إيمان وإما كفر . وحتى شهادة الاسلام تقوم على نفى الوسطية فهى ( لا إله إلا الله ) أى كفر بكل الالهة غير الله،وإيمان بالله وحده . يبدأ فيها الكفر ( لا إله) قبل الايمان ( إلّا الله ) ، لذا يأتى تقرير الحرية الدينية المطلقة ومنع الإكراه فى الدين بتأكيد على حرية الاختيار للبشر ، وتعريف الاسلام بأنّه ( الكفر بالطاغوت والايمان بالله وحده ) ومن يختار ذلك فهو الذى استمسك بالعروة الوثقى ، ومن يتخذ الاها واحدا مع الله فقد ضاع ، يقول جلّ وعلا ( لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا (256) ( البقرة ). وقد قال ابراهيم وصحبه لقومهم ( إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ) ( الممتحنة 4 ) ، فالايمان هو بالله جلّ وعلا وحده . وكل الرسالات السماوية تنفى وجود شريك لله جل وعلا فى الالوهية ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ (25) ( الأنبياء ). الايمان بإله آخر مع الله يكون كفرا وشركا ، والكفر والشرك مترادفان فى القرآن الكريم ، وأى تقديس لغير الله جل وعلا يكون شركا وكفرا بالله جلّ وعلا ، وكل ما لله جل وعلا من صفات تأتى له بصيغة القصر والحصر ، أى لا يوصف بها غير الله جل وعلا مثل العلم بالغيب والتحكم فى يوم الدين وملكيته جل وعلا للخلق والأمر . بإيجاز الدين يقوم على المطلق ..لا مجال فيه للنسبية .. بل المعادلة فيه صفرية ، إما إيمان حقيقى وإمّا كفروشرك .
2 ـ وفى مجال الدعوة للدين نجد نفس المعادلة الصفرية ، فالدعوة الاسلامية هى أن الله وحده هو الحق ، وما عداه من تقديس لبشر أو مخلوق فهو ضلال : (فَذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ (32) ( يونس )، والله وحده هو الحق وأن أى تقديس لولى أو نبى أو بشر أو حجر هو باطل ولا توسط هنا (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ (62) ) ( الحج ) (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ (30) ( لقمان ). ونفس الحال مع القرآن ، فهو الحق الكامل ، جاء بالحق ونزل بالحق (وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ (105) ( الاسراء ) وبالتالى فلا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ( وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42) ( فصلت ). و ليس فى الاسلام غير القرآن كتابا سماويا، وأى كتاب يضاف اليه منسوبا للوحى الالهى يكون باطلا ، ويكون أتباعه كفرة متبعين للباطل مقابل المؤمنين متبعى الحق القرآنى:(ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ (3) ( محمد ). وهذا الحق القرآنى يبطل الباطل :(لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (8) ( الأنفال ) . وبالقرآن يتحول الباطل الى صفر (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً (81) ( الاسراء ) (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ (18) ( الأنبياء ).
3 ـ وبالتالى فإن الداعية فى الاسلام لا مجال لديه فى التوسط أو السلبية، فإن سئل فى الدين فإمامه الاختيار بين موقفين فقط : إمّا أن يقول الحق القرآنى ولا يكتمه،وإما أن يكتم الحق فيكون ملعونا : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللاَّعِنُونَ (159) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ : 160 )( البقرة ). السلبية هنا بالسكوت عن الحق القرآنى أو كتمان الحق القرآنى يستوجب لعنة الله جل وعلا ، فكيف بمن لا يكتفى بالسكوت بل يذيع باطلا ويدعو الى باطل ويصدّ الناس على الحق .
ثانيا :
1 ـ وبهذا ندخل على الطرف الآخر من المعادلة الصفرية ، ذلك الذى يستخدم لنفسه ( المطلق الالهى ) زورا وبهتانا ، بأن يتقمّص دور الله ، وبزعم أنه المختار من لدن الله جل وعلا من دون الناس جميعا يستطيل على الناس جميعا ..!!
2 ـ فهنا فى مجال الدعوة تجد نوعين متناقضين ؛ هناك فى القمّة داعية الحق القرآنى الذى يعلن الحق القرآنى ولا يكتمه ، ويلتزم بقواعد الدعوة فلا يفرض رأيه على أحد ولا يفرض نفسه على أحد ، ولا يعلو بنفسه فوق احد ، ولا يبغى علوا فى الأرض ولا فسادا ولا جاها ولا منصبا يستطيل به على الناس ، بل ويتحمّل الأذى ما استطاع ، ولا يتخذ من الدعوة للحق وسيلة للتكسّب الدنيوى . وفى المقابل تجد فى الحضيض من يتقمّص دور الله جل وعلا ، ويتخذ من دين الله جلّ وعلا مطية للتكسّب الدنيوى ، بدءا من قراءة القرآن على المقابر وإحتراف الوعظ ليعطى الناس أملا كاذبا فى دخول الجنة طالما أتحفوه بالمال ، ووصولا فى النهاية لمن يستخدم دين الله جل وعلا فى الوصول للحكم أو الاحتفاظ بالبقاء فى الحكم.
3 ـ هذا الصنف المنحطّ من البشر الذى يستهين برب العزّة ويجترىء عليه مستخدما إسمه العظيم فى الطموح السياسى والدنيوى يعطى نفسه صفات الله جل وعلا ، من الكمال و ( تملك الحقيق المطلقة والعصمة الكاملة ) وهو يريد من الناس أن تؤمن به وحده ممثلا لله جل وعلا على الأرض ، وظلّا للخالق جل وعلا ، وحاكما مستبدا بإسم الله ، وكما أن الله جلّ وعلا لا يسأل عما يفعل ( لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23)( الأنبياء) فأولئك يعطون أنفسهم السلطة المطلقة فوق ( الرعية ) وليس من حق ( الرعية ) أن تسائلهم أو تناقشهم ، فكيف تناقش ظلّ الله على الأرض ؟. وهنا يتحوّل المعارض لهم الى ( كافر بهم ) .
4 ـ هذا هو منطق الاخوان المسلمين . فالمرشد السابق لهم ( مهدى عاكف )أعلن أنه ( طظ فى مصر ) لأن إنتماءه لعقيدته وليس لوطنه ، وأعلن فى مؤتمر جماهيرى أن محمد مرسى مرشح الاخوان للرئاسة هو ( مرشح الله ) ، أى إن الله جل وعلا قد دخل حلبة المنافسة على رئاسة مصر مؤيدا لمرسى ومنافسا لشفيق . وهذه جرأة على الله جل وعلا لا مثيل لها فى عصرنا . وبهذه الجرأة المجنونة على رب العزة يبيح هذا المخلوق لنفسه أن يهبط بالذات الالهية الخالق جل وعلا الى هذا المستوى التابع لمحمد مرسى المؤيد له فى حمأة منافسة سياسية على حكم مصر، فإذا كان شفيق هو مرشح المجلس العسكرى والفلول ، وإذا كان حمدين صباحى هو مرشح الثورة فإن مرسى هو ( مرشح الله ).!! ونستغفر الله العظيم من هذا الكفرالذى يساوى بين الله جل وعلا وفلول الحزب الوطنى و شباب الثورة !! .
ولمجرد العلم فإن الخالق الله جل وعلا الذى يتلاعب باسمه العظيم هذا المخلوق ( مهدى عاكف ) هو الذى خلق عاكف وخلق البشر والأنبياء والملائكة والجن والانس ، وهو الذى حلق الأرض التى لا يستطيع مهدى عاكف أن يخرق الأرض أو أن يبلغ الجبال طولا ، مع أنها أقل من حبة رمل فى هذا الكون المرئى لنا ، وجلّ وعلا هو خالق السماوات التى لا ندرى عنها شيئا لأن عظمتها وبديع صنعها يفوق قدرتنا على التخيّل ، وهو خالق هذا الكون المرئى الذى يفوق قدرتنا على التأمل ، ونحن حتى الآن تأئهون منبهرون بما هو بين الأرض والسماوات من مجرات ونجوم وكواكب ، يعجز البشر عن إكتشاف معظمها من الجزء المادى منها ، والذى يقاس ببلايين السنوات الضوئية ، فكيف بسرعات تتجاوز الضوء فى عوالم البرزخ ؟ هذا المخلوق ( مهدى عاكف ) لم يعط الله الخالق جل وعلا حق قدره . ودائما فالمشركون الكفرة لا يقدرون الله جل وعلا حق قدره : ( مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (74) الحج) (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ (67) الزمر) ( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ (91)( الأنعام ) .
5 ـ إن استخدامهم لرب العزة فى طموحهم السياسى يعنى أنهم يرفعون أنفسهم فوق الخالق جل وعلا . وهذه هى عقيدتهم الثابتة ، وهذا ما يتضح من تصرفاتهم ، فالله جل وعلا أعطى الحرية المطلقة فى الدين للبشر لمن يؤمن به أو من يكفر وجعلهم مسئولين عن أختيارهم يوم القيامة ، أما الاخوان المسلمون فى تقمصهم لدور الالوهية فلا يسمحون بحرية الدين ، فى دينهم الأرضى ، فمن لا يؤمن بهم يكون كافرا مهما أعلن إيمانه بالله جل وعلا ، ولقد كان الكاتب الراحل فرج فودة يرصّع كتبه بالتأكيد على إيمانه بالله جل وعلا ، ولكنهم قتلوه لأنه كفر بهم ، ولقد كتبت فى حينها مقالا فى الأهالى أعلل إغتيالهم له بعنوان ( لأنه كفر بهم ) . وهكذا فإذا كان الله جل وعلا يمنح مخلوقاته من البشر الحرية فى الايمان او الكفر فهم يصادرون حرية البشر ويرغمونهم على الايمان بهم وبأنهم المختارون من لدن الله جل وعلا لركوب ظهورنا والتحكم فى أقفيتنا . ثم إن الله جل وعلا يغفر لمن تاب وآمن بعد كفر ، ولكنهم لا يغفرون ولا ينسون ، وفى شريعتهم التى أفصح عنها ابن تيمية فى رسائله وسيد سابق فى ( فقه السّنة ) أن الزنديق ـ وهم المؤمن المسلم الذى يؤمن مثلهم بالقرآن والسنة والأحاديث ، ولكن ليسه على مذهبهم ويناقشهم فى فتاويهم ولا يؤمن ببعض أحاديثهم ـ لا بد من قتله حال العثور عليه ، ولا بد من قتله دون محاكمة ، ولا بد من قتله ولو تاب ..!!أى إذا كان الله جلّ وعلا يغفر فهم لا يغفرون . وأذا كان الله جل وعلا لم يعط خاتم المرسلين ـ عليهم جميعا السلام ، من الأمر شيئا فى قبول التوبة أو أستتابة البشر لأن التوبة علاقة بين الله والمؤمن التائب ( لَيْسَ لَكَ مِنْ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (128) وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِوَمَا فِي الأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (129)) ( آل عمران ) فإنهم يفرضون استتابة المسلم لو ارتد وإلّا قتلوه، أى أعلوا أنفسهم فوق خاتم النبيين. وفى معاملتهم مع الآخر خارج البلد فو الاكراه فى الدين ، أى لا بد أن يؤمن وإلا قاتلوه طبقا لحديثهم الارهابى القائل ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا ).
6 ـ الاخوان يفهمون السياسة بهذا المفهوم الالهى المطلق ، فلا بد أن تؤمن بهم وإلا كنت كافرا . ولقد أعلن أحدهم أن الفريق شفيق كافر ، وقال آخر إن الليبراليين والعلمانيين كفرة. أى من يخالفهم ولا يؤمن بكونهم ظل الله فى الأرض فهو ( كافر )( بهم ) مهما أعلن إيمانه بالله جل وعلا ، لأن الله جل وعلا لا قيمة له عندهم ، فهم يجعلون جل وعلا مطية لطموحهم السياسى ( واستغفر الله العظيم بليون مرة من كتابة هذه الكلمة ، ولقد اضطررت لكتابتها لأنها التعبير الواقعى لعقيدتهم فى رب العزة ، والتفسير الوحيد لأفعالهم وأقوالهم ) ، وملعونة هذه الدنيا التى تجعل الانسان يسقط فى هذا الحضيض فى رؤيه لرب العزّة جل وعلا.
ثالثا
1 ـ إذن فالإخوان المسلمون هم الذين أدخلوا ( ثقافة المطلق ) فى الحياة السياسية فى عصرنا الراهن . وهذا مخالف للواقع السياسى الذى لا يقوم على نفى الآخر وإستئصاله بل التعامل معه ، وحتى فى سياسة المستبد العلمانى فمهما بلغ طغيانه فهو حين يقتل خصمه فيقتصر تعامله مع هذا الخصم فى الدنيا . أما فى دولة الاخوان الدينية فهم يزعمون أن خصمهم له الاعدام فى الدنيا وله الخلود فى الجحيم فى الآخرة ، فقد إغتصبوا من رب العزة تحكمه فى الآخرة وجعلوا أنفسهم ( مالك يوم الدين ). المعارض للمستبد العلمانى قد يكون فى الدعاية الرسمية عدوا للوطن أو خائنا للقوم ، وفى كل الأحوال فقد يتبدل الأمر ويتغير الحكم ويصبح المتهم بالخيانة العظمى بطلا ، وفى النهاية فهى أحكام بشرية ورؤى سياسية نسبية . أمّا من يعارض الاخوان أو الخومينى وخلفاءه فهو عدو لله جل وعلا بزعمهم ، ولا مجال هنا للتوبة ، ولا مجال للنجاة يوم الدين فى خرافاتهم .
2 ـ وثقافة المطلق هذه كانت السائدة فى العصور الوسطى بين المسلمين والأوربيين ، خصوصا فى قرون الظلام والحروب الدينية ومحاكم التفتيش والاضطهادات الدينية والمذابح الطائفية وإستئصال الآخر والحق الملكى المقدس فى أوربا والحاكمية الالهية عند الخلفاء العباسيين والفاطميين والعثمانيين . وقد أعادتها الوهابية السعودية ، وأسست لها جمعيات دعوية سلفية وجماعات حركية سياسية أبرزها ( الآخوان المسلمون ) وبتأثير البترول و ظروف محلية مصرية واقليمية عربية ودولية أتيح لهذه الوهابية أن تنتشر فى مصر وغيرها وأن تتسيد الساحة معارضا للاستبداد العسكرى و الحزبى . ثم إذا هبّ الربيع العربى سارعوا بإختطافه . وقبله وبعده وأثناءه هم قد نجحوا فى نشر المذابح داخل وخارج بلاد العرب والمسلمين . وذلك هو التطبيق الحرفى لشريعتهم الصفرية حيث لا وجود لمن يختلف معهم إلّا القبر فى الدنيا والجحيم فى الآخرة .
أخيرا
1 ـ هل يعنى هذا أننى مع حكم العسكر المناوىء للإخوان ؟ قلت ولا زلت أقول إن حكم العسكرسىء ، ولكن الأسوا هم حكم الاخوان . قلت هذا فى مقال نشرته هنا أبّان حكم مبارك بعنوان ( من الحضيض الى أسفل سافلين ..إحزن يا قلبى !! ). وقلت هذا فى الحوار المنشور أمس مع جريدة ( الأهالى ) "( مصر تتأهب للقفز في الظلام في الحالتين . شفيق يعود بها الي الوضع الذي ثار من أجله شباب مصر. ومرسي يدخل بها الي اسفل سافلين ). واقترحت الخلاص من الحضيض واسفل السافلين معا القيام بثورة ثانية سلمية تقيم دولة العدل والحرية . واقترحت الحلّ :(الحل في نظري قيام ثورة مصرية أخري علي نسق ثورة 25 يناير وتستمر وتتحمل التضحيات بآلاف المصريين وتظل صامدة الي أن يتخلي العسكر عن الحكم ويتم تسليمه الي حكومة مؤقتة مدتها أربعة أعوام تضع الدستور وتقيم اصلاحا تشريعيا لدولة ديمقراطية غير مركزية شرعتها العدل و الحرية المطلقة في الفكر والدين ومصدريتها المواثيق الدولية لحقوق الانسان . لا بد من هذه الثورة ، ولا بد من صمودها والتضحية من أجلها ببضعة آلاف لانقاذ مصر من حرب أهلية تهدد حاضر مصر ومستقبلها وسكانها.)
2 ـ فى حضيض مبارك وحكم العسكر تظل هناك منطقة رمادية تفسح مجالا للعمل السياسى يمكن إستثماره بالحيوية التى صار عليها المصريون بعد ثورة 25 يناير . وبهذه الحيوية يمكن بعد صراع وبعد حين من الزمن تحقيق الحرية والديمقراطية . أما مع منطق الحقيقة المطلقة والزعم بأن الاخوان هم ( ظل الله على الأرض ) وأنهم هم مرشحو الله فلا يمكن السماح بوجود الآخر ، ولا يمكن لهم إلّا الاستحواذ على السلطة المطلقة طبقا لاحتكارهم الحقيقة المطلقة ، ولا يمكن تداول السلطة مهما عزفزا على الربابة تغنيا بالديمقراطية لأن ( ظل الله ) إذا وصل للكرسى فمستحيل أن ينزل عنه للكفار ..
أخر السطر
بتسيد ثقافة الوهابية تم خداع المصريين فأوصلوا الاخوان والسلفيين الى مجلسى الشعب والشورى ، وشهدنا نماذج مخزية فى بعض أولئك النوّاب ، وسمعنا تصريحات مؤلمة مضحكة منهم ومن قادتهم ، ففضحوا أنفسهم بأنفسهم بحيث يصبح من المتعذر أن يحصلوا مرة أخرى على تلك الأغلبية التى كانت لهم بعد حلّ مجلس الشعب . ولكن يظل الخطر كامنا طالما بقيت ثقافة الوهابية ساتدة فى المجتمع المصرى تحمل إسم الاسلام . ومن هنا فلا نملّ من الدعوة لتأكيد الحرية المطلقة فى الفكر وفى الرأى وفى الدين للجميع على قدم المساواة ، وإلغاء كل القوانين التى تحدّ من حرية الفكر والدين مثل قانون إزدراء الدين ، حتى يتخلص المجتمع من ثقافة الوهابية ، وبالتالى يزول خطر السرطان الدينى الشيطانى الذى يهدد بتحويل مصر الى حمّامات دم .
مرحبا سعادة الدكتور ابو امير ، وعدتنا منذ اربع او خمس سنوات تقريبا باستكمال سلسلة مقالات عن الخلفاء الراشدين بدأت بابي بكر ثم عمر ثم وعدتنا باستكمال السلسلة لتشمل عثمان وعلي، فاذا نسيت فانا احببت ان اذكرك واذا تذكرت فنرجو تحديد موعد زمني وان لا تكون الامور على التساهيل شكرا واسف للاطالة، نحبك في الله.
مرحبا سعادة الدكتور ابو امير ، وعدتنا منذ اربع او خمس سنوات تقريبا باستكمال سلسلة مقالات عن الخلفاء الراشدين بدأت بابي بكر ثم عمر ثم وعدتنا باستكمال السلسلة لتشمل عثمان وعلي، فاذا نسيت فانا احببت ان اذكرك واذا تذكرت فنرجو تحديد موعد زمني وان لا تكون الامور على التساهيل شكرا واسف للاطالة، نحبك في الله.
رغم أن الفرصة التي عاشها الاخوان والسلفيون خلال عام ونصف مضت منذ اندلاع ثورة يناير قد لا تتكرر بالنسبة لهم بحيث يصلوا لكل هذه المكاسب دون تعب أو عناء ، إلا أنهم فشلوا في استغلالها الاستغلال الأمثل طبعا والسبب الرئيس في هذا أن المجلس العسكري الذي منحهم هذه الفرصة سلبهم الصلاحيات وحرمهم من أي سلطات حقيقية تمكنهم من فعل أي شيء بالإضافة إلى نيتهم أنهم لن يفعلوا أي شيء يفيد المصريين
نجح الاخوان في خطف الثورة وخطف المشهد السياسي كله من الثوار وتجلى ذلك في فوزهم الكاسح في البرلمان وسيطرتهم على المشهد الاعلامي في معظمه وعلى الندوات والمؤتمرات وفعلوا كل ما يحلوا لهم وقالوا كل شيء صدق وكذب واستغلوا الاسلام أسوأ استغلال وجعلوا انفسهم فوق البشر بداية مما قاله صبحي صالح حين صفع نساء مصر كلهن قائلا أن البنت التي تربت داخل جماعة الأخوان أفضل من غيرها من بنات مصر ، وسخر من أي شاب يريد الزواج من بنت مصرية عادية تربت في بيوت المصريين البسطاء الذين جل اهتمامهم هو تربية البناء خصوصا البنات ، ولكن صبحي صالح سخر من هذا الشاب كما سخر من بنات مصر
ولن تنتهي سلسلة الاتسهزاء بالمصريين لأن عقيدة هؤلاء تجعلهم يرون أنفسهم لإضل وأعلى درجة من البشر بحكم أنهم يبغون الإصلاح حسب زعمهم وأنهم يريدون تطبيق الشريعة والشريعة بريئة منهم ومن أفعالهم
ماذا فعل الاخوان والسلفيون في الثورة.؟
لأنهم أقوى فصيل منظم اتسعان بهم العسكر في مواجهة الثورة الشبابية العارمة التي لولا الاخوان والسلفيون لاكتسحت المشهد وحررت مصر وشعبها من كل الفاسدين ، ولكن ظهور التيارات الدينية في المشهد بهذه القوة أثر سلبا على الثورة وأوقف مسيرتها الثورية النقية التي كانت ستصر على التغيير واجتثاث الفساد ورجاله وكل توابعه لنبني بلدا نظيفا متحضرا
ولكن قام الاخوان والسلفيون بخطف المشهد من الثوار وبدأوا يتحدثوا وكأنهم الثورة والثورة هم وحولوا الثورة إلى نصر إلهي لهم مقابل ظلمهم واعتقالهم طوال عقود مضت فتعاطف الناس معهم وردد معظم المصريين أن الاخوان فعلا أكثر الناس ظلموا في حخكم المخلوع وبدأ التفكير يتحول لتأييد الاخوان والسلفييين وسحب البسطا من تحت أقدام الثوار رويدا رويدا وهذا هو المقصود أن يتوقف العمل الثورى أو يتعطل أو يسير ببطيء شديد
وكانت النتيجة كل ما نحن فيه الآن مرور عام ونصف بلاد جديد أو مفيد ومطلوب منا أن نفجر ثورة جديدة نقضي بها على الفساد الذي ازداد وتفشى بعد الثورة
لكن من وجهة نظري خرج الشعب بعد هذه المدة بفوائد منها تعلم من أخطائه واكتشف حقيقة الاخوان والسلفييين وأنهم أكثر أعداء الدين كذلك كسر حاجز الخوف في قلوب معظم المصريين وهذه أمور تبشر بخير في المستقبل
السلام عليكم ، يقول الله سبحانه : " {وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً }الكهف29 أردت أن اسال الدكتور أحمد عن كلمة الحق في القرآن ، هل تختلف عن كلمة الحق المستخدمة في حياتنا الدنيا ؟ فمثلا إذا وقف إنسان أمام شهادة في في المحكمة ، وحلف اليمين : "والله العظيم أقول الحق " ، هل تختلف عن مناقشة اثنين كل منهما يظن أنه هو فقط على حق ! وخاصة فيما نسمعه من مناقشات حول مرشحي الرئاسة ، يعني استخدام هذه الكلمة في الدنيا يعد مقبولا أم الأفضل هو عدم استخدام هذه الكلمة إلا فيما استخدمت له قرآنيا ؟
شكرا لأخى الحبيب ابراهيم دادى على إطرائه ، وشكرا لكل من عقّب ، واعتذر للأستاذ سامى على عجزى عن الوفاء بكل ما أتعهد بكتابته ، فلا يزال عندى عشرات الموضوعات التى تحتاج الى استكمال من سلاسل مقالات وأبحاث ، والله المستعان .
وأقول للأستاذة عائشة ( الحق ) المقصود فى الآية الكريمة هو الحق القرآنى. وهناك معانى مختلفة لكلمة الحق سبق التعرض لها فى القاموس القرآنى ، برجاء الرجوع الى موضوع ( الحق ) فى القاموس القرآنى.
السلام عليكم ، موضوع المعادلة الصفرية ،لا سبيل للتوسط فيها ولا الوسطية إما ان تعبد الله سبحانه وفق شروط القرآن متبعا تعليماته ، ساءرا على دربه ، وإذا حدت عن الطريق ولو ببعض الخطوات وتخيلت أنك تتوسط والوسطية محببة لك وللآخرين فقد اخترت طريقا آخر غير الطريق المرسوم قرآنيا !!
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5130 |
اجمالي القراءات | : | 57,283,346 |
تعليقات له | : | 5,458 |
تعليقات عليه | : | 14,839 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
أسئلة عن : ( بوتين سيقتل بشار ، سوريا وثقافة الاستبداد والاستعباد )
الغزالى حُجّة الشيطان ( الكتاب كاملا )
خاتمة كتاب ( الغزالى حُجّة الشيطان فى كتابه إحياء علوم الدين )
مصر بين الوجه المشرق والوجه المظلم
تعقيباً على مقال د-منصور - لنكن جيل الحوار
سن التقاعد (المعاش) وعلاقته بثورة الشباب
تعليقا على القبض على القرآنيين ( 3 )
رمضان بين سطور التاريخ (7 ) صوم حواء فى مصر المملوكية
دعوة للتبرع
القرآن شفاء: ما معنى الآية التي ذكر فيها أن القرآ ن فيه...
فى بيتى لحم خنزير: زوجتى مسيحي ة ونعيش فى بلد أوربى ، وهى...
عصيان الملائكة : هل ابليس هو الملا ك الوحي د الذي عصي الله...
يس 43 : فى الآية 43 من سورة يس يقول الله سبحان ه ...
زواج مسلمة من كتابي: ما حكم الشري عة الاسل امية فى زواج المسل مة ...
more
أكرمك الله أخي الحبيب الدكتور أحمد على هذا المقال، الذي تنذر به المصريين وجميع الشعوب العربية من السقوط في أحضان الإخوان المسلمين ( الوهابيين).
يقول الشاعر ميخائيل خير الله ويردي:
لا تَكتَرِث لِمُمالِىءٍ مَتَشَدِّقِ فَالفِعلُ أَصدَقُ مِن خَطيبٍ مُفلقِ
وَاحذَر صَداقَةَ مَغرِضٍ وَمُلَفِّقِ لا خَيرَ في وُدِّ امرِىءٍ مُتَمَلِّقِ
حُلوِ اللِّسانِ وَقَلبُهُ يَتَلَهَّبُ
وَأَشَدُّ مُؤذٍ مَن يَصوغُ مَقالَةً في وَصفِ ما تُسدي لِيَبلُغَ غايَةً
فَإِذا تَعَذَّرَ أَن يَنالَ عُلالَةً يُعطيكَ مِن طَرَفِ اللِّسانِ حَلاوَةً
وَيَروغُ مِنكَ كَما يَروغُ الثَّعلَب.
وهذا ينطبق على الإخوان والسلفية، فهم يُفشُون السلام باللسان، ويخفون في أنفسهم حقدا لكل من يخالفهم أو يكفر بهم، كما فعلوا بالدكتور فرج فوده لما عجزوا عن الرد على حججه الدامغة...
في نظري كل الفتن المتواجدة هنا وهناك مصدرها آل سعود، الذين استعمروا أرض الحجاز بالسيف، ويريدون نشر سلطتهم ومذهبهم، مذهب ( محمد بن عبد الوهاب الذي كونته المخابرات البريطانية) على كل البسيطة بالمال والقوة، والدليل على ذلك موجود في علم المملكة السعودية.
لقد دعا نبي الله إبراهيم عليه وعلى جميع الأنبياء السلام: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنْ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ(126). البقرة.
أدعو المولى تعالى أن يبدل أمن آل سعود خوفا، وأن يطمس أموالهم ولا يذر منهم أحدا، لأنهم يضلوا عباد الله ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا...
شكرا مرة أخرى على التحذير من الإسلاميين المنافقين...