الصومال: نساء يحولن الجفاف لزراعة أمل من أجل أطفالهن

اضيف الخبر في يوم الأحد ٢٤ - أغسطس - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: العربى الجديد


الصومال: نساء يحولن الجفاف لزراعة أمل من أجل أطفالهن

في إقليم جلجذود وسط الصومال، وجدت أكثر من 100 أسرة فقدت ماشيتها بسبب الجفاف فرصة جديدة للحياة بالتحول من الرعي إلى الزراعة. هذه الأسر، التي تقيم في فارغوي ودودوما-عادي وإيلانلي ومارارغور ومخيمات النزوح، باتت تنتج محاصيل الخضروات والحبوب، وتبيعها في طوسمريب والمناطق المجاورة، ما وفر لها دخلاً مستقراً يغطي احتياجات الغذاء والتعليم والرعاية الأساسية.
تحظى هذه المبادرات بدعم منظمات دولية مثل المجلس النرويجي للاجئين، الذي يوفر البذور وأدوات الزراعة والتدريب، ما رفع عدد المزارع في المنطقة إلى أكثر من 400 مزرعة. ووفقاً لرئيس تعاونية مزارعي طوسمريب، حرسي فرح عثمان، أسهم الإنتاج المحلي في تقليل الاعتماد على الواردات من جنوب الصومال وخفض الأسعار، لكنه شدد على الحاجة إلى استثمارات في حفر الآبار العميقة.

قصص المزارعات تحمل ملامح التحدي والأمل. عذار عبدي عثمان، التي فقدت ماشيتها العام الماضي، بدأت الزراعة منذ أكثر من عام، وتمكنت من جمع خمسة مواسم حصاد بدخل يقارب ألف دولار، ما ساعدها على إعالة أسرتها المكونة من ستة أطفال ووالدتها، وتأمين ثلاث وجبات يومياً بعد أن كانت تعيش على وجبة واحدة. أما نعيمة علي إبراهيم، النازحة من جوبا السفلى عام 2021، فانضمت إلى تعاونية زراعية،ويظل قطاع الزراعة في الصومال أحد أعمدة الاقتصاد التقليدي، إذ يعتمد عليه أكثر من 60% من السكان، غير أن التغيرات المناخية والنزاعات المسلحة ألحقت به أضراراً جسيمة، وفاقمت معدلات النزوح وانعدام الأمن الغذائي. ومع ذلك، فإن تجربة جلجذود تقدم نموذجاً لقدرة المجتمعات المحلية على التكيّف إذا توفرت لها فرص الدعم الفني والمالي. بحسب إدارة الكوارث الوطنية، يواجه نحو 4.4 ملايين صومالي انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، فيما نزح أكثر من 100 ألف شخص داخلياً منذ يونيو/حزيران الماضي نتيجة الصراعات المسلحة والنزاعات القبلية. وأشارت الوكالة إلى أن أزمة الغذاء ارتفعت بنسبة 29% منذ مطلع العام بفعل الجفاف طويل الأمد وتراجع المساعدات الدولية.

الأمم المتحدة صنفت الصومال ضمن أكثر الدول تضرراً من التغير المناخي، بعد أن شهد أسوأ موجة جفاف منذ أربعة عقود أعقبها فيضانات مدمرة. ويعتمد أكثر من نصف السكان على المساعدات الإنسانية، لكن ضعف التمويل وتدهور الوضع الأمني يعيقان وصولها، خصوصاً مع استمرار الصراع مع حركة الشباب المرتبطة بالقاعدة. ودعت وكالات الأمم المتحدة المجتمع الدولي إلى تقديم دعم عاجل لتفادي "كارثة إنسانية وشيكة"، مؤكدة أن أي تأخير في التمويل قد يدفع مئات الآلاف إلى حافة المجاعة، فيما تبقى مبادرات المزارعات في جلجذود شاهداً على أن الإرادة المجتمعية قادرة على تحويل مسار المعاناة نحو الأمل والاستقرار. وجمعت ستة مواسم حصاد بدخل بلغ 300 دولار شهرياً، مكّنها من إعالة أطفالها العشرة بعد سنوات من الفقر المدقع.
اجمالي القراءات 14
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق