اضيف الخبر في يوم السبت ٠٩ - أبريل - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: ساسه
إفريقيا الفقيرة حاضرة بقوة في وثائق بنما المسربة!
لا تزال فضيحة تسريبات بنما تعصف بجملة من السياسيين، والمقاولين، والمسؤولين، في مختلف دول العالم. التسريبات التي كشفت عن معاملات مالية خيالية تتجه نحو جزيرة بنما، جنة الملاذات الضريبية، من خلال مرورها بشركات متواجدة في الجزر العذراء البريطانية.
انكشفت الوثائق المسربة عن طريق جهة مجهولة قامت بقرصنة شبكة معلومات شركة موساك فونسيكا للخدمات القانونية في بنما، ومررت قبل عام، حوالي 11.5 مليون وثيقة، بسعة بيانات 2.62 تيرابايت، إلى الصحيفة الألمانية «زود دويتشه تسايتونج». الأخيرة لم يستطع محققوها معالجة البيانات المهولة والمهمة في نفس الوقت، فاستعانوا بمحترفي الاتحاد الدولي للصحافة الاستقصائية (ICIJ) ومؤسسات إعلامية أخرى، منها صحيفة لوموند الفرنسية والجارديان البريطانية ولاناسيون الأرجنتينية، لينكب حوالي 400 صحافي محقق، لمدة عام كامل في بيئة شديدة السرية، لمعالجة الوثائق الغزيرة.
للمزيد حول سياق هذه التسريبات اقرأ: أكبر تسريبات في التاريخ: 7 أسئلة تشرح لك كل ما يجب أن تعرفه عن وثائق بنما
المثير للاهتمام، هو الحضور القوي للقارة التي تُعاني شعوبها الفقر والحرمان أكثر من غيرها. القارة السمراء، إفريقيا، ضمنت لها مقعدًا في مدرج فضائح تسريبات بنما.
لم تثر كثيرًا الجزائر في وسائل الإعلام، إلا أنها حاضرة في قلب فضائح تسريبات بنما من خلال وزير الصناعة الجزائري عبدالسلام بوشارب، الذي استلم منصبه الوزاري منذ شهر مايو (آيار) 2014.
يورد موقع الاتحاد الدولي للصحافة الاستقصائية، عبدالسلام بوشارب، ضمن قصصه الاستقصائية حول الموضوع، إذ يقول إن وزير الصناعة الجزائري، يملك شركة في بنما تدعى «Royal Arrival Corp» أنشأت في أبريل (نيسان) 2015، من طرف شركة تقدم خدماتها لشركات الأوفشور.
وذكرت لوموند المشاركة في تحقيقات تسريبات بنما، أن كل من فريد بجاوي، وعمر حبور، وكذا رضا حمش، قد تورطوا في تهريب أموالٍ إلى بنما، وللثلاثة صلة بقضايا الفساد متعلقة بفضيحة «سوناطراك» المشهورة في الجزائر.
تضيف الصحيفة الفرنسية، أن السلطات الإيطالية فتحت تحقيقًا قضائيًا منذ 2013، في تتبع مسار 198 مليون يورو، عبارةٌ عن رشوة لشركة «سايبام» الإيطالية، لمسؤولين ساميين في سوناطراك. تقول لوموند، إن هذه الأموال هُرّبت إلى جنة الملاذات الضريبية بنما، من خلال شركة موساك فونسيكا الرائدة في مجال الخدمات القانونية، والتي أنشأت شركة«myriade de sociétés offshore» لفريد بجاوي.
لم تتجرأ معظم الصحف الجزائرية على إثارة الموضوع، واكتفت بنشر خبر احتجاج الوزارة الخارجية الجزائرية عند إدارة صحيفة لوموند، على نشرها صور للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، ضمن قصصها المرتبطة بوثائق بنما، ما ردت عليه الصحيفة بتوضيح يقول، إن «نشر صورة الرئيس بوتفليقة أسيء فهمه، واسم الرئيس لم يرد في الوثائق المسربة».
فيما تساءلت بعض الصحف عن سر الصمت الحكومي، حول ما رود في وثائق بنما، منها جريدة الوطن الناطقة بالفرنسية، التي ذكرت أن «العدالة تحبس نفسها في صمت مقلق وفاضح».
بحسب ما نشر في موقع الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين، فإن منير الماجدي، السكرتير الخاص بملك المغرب محمد السادس، قام بتعاملات مالية تقدر بملايين الدولارات مع شركة مسجلة في الجزر العذراء البريطانية، اشترت سيارة فاخرة مستخدمة من قبل الملك، ونفذت عملية تجديد لشقة في باريس.
يذكر موقع الاتحاد أيضًا، أن شركة أخرى أسسها منير المجيدي، السكرتير الخاص للملك محمد السادس، عام 2005 بالجزر العذراء البريطانية، تدعى «SMCD Ltd»، قد اشترت خلال عام 2006 يخت «أكواريوس»، الذي سيصبح اسمه «البوغاز1»، وهو يخت ملكي فاخر يعود عمره إلى 86 سنة.
وقد علق محامي القصر على ذلك، موضحًا لصحافيي الاتحاد الدولي للصحافة الاستقصائية، بأن الشركتين اللتين اتهم من خلالها الماجيدي، «أُنشِئتا وفقًا للقانون، وهي موجودة في السجلات العمومية».
وأثارت القضية التي كشفت عنها تسريبات بنما دعوات بعض النشطاء، إلى فتح تحقيق، بينما لاذت جميع وسائل الإعلام المغربية بالصمت، ما عدا بعض الاستثناءات (موقع لكم، وموقع ألف بوست).
أما وزير العدل في الحكومة المغربية، مصطفى الرميد، فقد صرح لموقع لكم، معلقًا على القضية: «لا علم لي بوثائق بنما، ومعرفتي قليلة بالتشريعات التي تنظم الضرائب وتعاقب على التهرب من آدائها».
نشرت وسائل إعلام تونسية، أسماء رجال أعمال مشهورين في تونس، باعتبارها متورطة في ترسيبات ثائق بنما. «ساسة بوست» بحث في موقع اتحاد الصحافيين الاستقصائيين الدوليين، وموقع صحيفة «زود دويشه تسايتونج»، وكذا على الصفحة الإلكترونية لجريدة لوموند، وهي أبرز الجهات الإعلامية التي أشرفت على التحقيق الاستقصائي الضخم حول وثائق بنما، ولم نجد أي شخصية تونسية ضمن القصص والبيانات المرتبطة بالتسريبات.
وعلى الرغم من ذلك فإن الوزارة المالية التونسية، أعلنت أنها ستفتح تحقيقًا حول ما ورد في تقارير إعلامية تونسية، تذكر أن هناك شخصيات بتونس متورطة في ملفات بوثائق بنما. وقد أكدت النيابة العمومية التونسية هي الأخرى، أنها ستتخذ «الإجراءات اللازمة في حق من وردت أسماؤهم في وثائق بنما»، داعية كل الجهات المدنية والسياسية إلى مدها بالمعلومات الموثقة في هذا الصدد كي تتحرك.
ورد اسم نجل الرئيس الغاني السابق، جون أجيكوم كوفور (2001 إلى 2009)، ضمن الشخصيات التي استفادت من خدمات شركة موساك فونسيكا البنمية.
بحسب الوثائق المُسربة، فإن آد كوفور، سجّل باسمه في 2001 شركة أوفشرو أي غير مُقيمة، تسمى «The Excel 2000 Trust»، عبر موساك فونسيكا. وفي 2002 بدأ يدير أموالًا قدرها 75 ألف دولار من خلال شركته الخاصة، وكانت والدته، تيريزا كوفور، مستفيدة هي الأخرى من خدمة شركة ابنها آد كوفور.
أيضًا نجل الرئيس السنغالي السابق عبدالله واد (2000 ـ 2012)، كريم واد، ورد اسمه في وثائق بنما، لتثبت إدانته السابقة في سنة 2013 بالسجن خمس سنوات، بتهمة «الثراء غير المشروع»، رغم أن السلطات السنغالية حينها، عجزت عن تتبع أصول أموال الابن والوالد الرئيس، لتأتي وثائق بنما وتزيل اللبس.
تبين وثائق بنما المسربة، أن الابن كريم واد، يملك ثلاث شركات أوفشور في دبي، مسجلة عن طريق موساك فونسيكا. وبلغت المعاملات المالية للشركات الثلاث، ملايين الدولارات، التي استقبلتها انطلاقًا من العاصمة السينغالية دكار.
بلد إفريقي آخر، ورد في تسريبات بنما، حين ذكرت إحدى التحقيقات عن الوثائق، أن «ماما توريه» الزوجة الرابعة للرئيس الغيني السابق، الجنرال لانسانا كونتي (1984 إلى 2008)، أنشأت في 2006 شركة «Matinda Partners and Co» في الجزر العذراء البريطانية.
ويضيف التحقيق، أنه في نفس العام، منحت شركة «مجموعة موارد بيني شتاينمتس»، 5.3 مليون دولار لماما توريه، مقابل تمكينها من ترخيص استغلال ودائع الحديد بمنطقة سيماندو، جنوبي غينيا.
تكشف تسريبات بنما بخصوص الكونغو الديموقراطية عن تورط البرلمانية، جاينت ديزيريه كابيلا، في تأسيس شركات مالية أوفشور بالجزر العذراء البريطانية. البرلمانية ديزيريه كابيلا، وهي شقيقة رئيس الكونغو الديموقراطية، سجلت شركة «Keratsu Holding » باسمها قبل فترة قليلة من تولي أخيها السلطة في 2001.
وتستمر اللائحة الطويلة التي تضم عشرات الزعماء والمسؤولين مع أقاربهم ورجال الأعمال من القارة السمراء، الذين أخفوا أموالهم عبر شركات وهمية في جزر العذراء البريطانية من خلال خدمات موساك فونسيكا، يظهر من بينهم رجل الأعمال أليكو دانجوتي الأغنى إفريقيًّا، ودينيس كريستل نجل رئيس الكونغو الديموقراطية، وكوجو عنان، نجل الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان، وجون بريدنكامب، المقرّب من الرئيس الحالي لزيمبابوي روبرت موجابي، إضافة إلى خوسيه ماريا وزير النفط الأنغولي، والرئيس السوداني السابق أحمد علي ميرجاني، وجمال مبارك نجل الرئيس المصري السابق… إلخ.
ويلاحظ أن قضية تسريبات بنما لم تخلف أي وقع يذكر، لدى القارة الإفريقية، خصوصًا في القسم الجنوبي منها، بسبب ضعف حرية الصحافة بها وغياب العدالة الديموقراطية، خلافًا لباقي دول العالم التي اهتزت على إثر الوقع المدوي للفضيحة، لدرجة استقالة الرئيس الآيسلندي سيجموندور جونلوجسون، بينما دول أخرى مثل السويد وفرنسا والنرويج فتحت تحقيقا حول الأمر، ولا تزال حتى الساعة تداعيات التسريبات تتوالى.
وتجدر الإشارة إلى أن ما انكشف حتى الآن، ما هو إلا غيض من فيض، ولا تزال الإثارة مستمرة في انتظار خروج المزيد من القصص الاستقصائية حول الموضوع إلى العلن.
دعوة للتبرع
حق ذوى القربى: هذة الآيا ت مفعول ة المدى كيف نفهم ذو...
زواج القاصرات : أريد ان أحصل عن اية قرأني ة تمنع زواج...
نعيم الجنة : كنا فى جلسة مرح ، ومعنا شخص ملحد ـ سأل هل توجد فى...
الدعاء للميت: شيخي الفاض ل: قر ت لك هذين الفتو تين عن...
وثيقة زائفة: نشرت جريدة شارل ايوب بموقع ها الالك تروني ...
more