د.أيمن نور : إفطاري في 10 أيام!
عندما ينطلق أذان المغرب في سجني، أحن بشدة لمائدة أمي، وصوت أبي، ورفقة ابني نور، وصحبة ابني شادي، وود زوجتي!! فتعتريني مشاعر الوجد والشوق، هي حالة من الإسراء والكشف والإيماء، فتسطع صور الأحباب مترقرقة بين الدموع المحتبسة!!.
أكسر هذه المشاعر المعتمة، بين جدران الغربة والوحدة بدعوة افتراضية أرسلها كل يوم لحظة الإفطار لأستضيف عزيزاً من الأحباب أو الأموات أو أقبل دعوته علي الإفطار، أشاطره الحديث الكثير والطعام القليل ثم أقوم للصلاة فأدعو له وللجميع.
استضفت في أول أيام رمضان أمي وأبي والحاج أنور والدكتور محمد أمين ود. إبراهيم وعائلتي في المنصورة ونبروه وزملائي المحامين بالمنصورة.
في ثاني أيام رمضان حضر لمائدتي أسرة زوجتي وجدتها ووالدها الذي رحل في سنوات السجن دون وداع.
في ثالث الأيام أنتقل بقلبي لدائرتي باب الشعرية، حيث الإفطار في الميدان، حيث يرتفع الأذان في كل مكان وتحيط بنا المساجد والمآذن الفاطمية، وعشرات الزوايا والتكايا، ومئات الأطفال يغنون ونساء طيبات وأنصار ومريدون وانشراح والحاج حميدة والنحاس والسحرتي وشباب وأصدقاء مخلصون، فوانيس خلفها فوانيس.
رابع أيام رمضان انتقلت من باب الشعرية إلي الحبيبة الإسكندرية حيث أشتاق أن أشم رائحة أمي وأري صورتها بين أهداب خالاتي، وصفاء قلوبهن ووجوه بناتهن وأهداب خالي طبيب القلب طيب الخلق.
في الإسكندرية أسير بقلبي كالطفل الذي دعاه الحنين لفردوسه المفقود، حيث ترقد أمي، وجدي وجدتي، أطوف حول منزل أستاذي ومعلمي الدكتور الشافعي بشير ويكون إفطاري مع زملائي وزميلاتي الأحباب في حزب الغد حيث سيد بسيوني وقطب ومحب وسارة وطارق السيد وشاهيناز وعراقي وعبدالعال ومحمد سعد وفؤاد ونجلاء ونوال وفداء وميادة وهناء ومئات الأسماء التي يستبد بي الاشتياق لأن نتقاسم الإفطار ونتبادل سوياً الدعاء.
في سادس أيام رمضان سأدعو الصديق الحبيب المفكر الليبرالي أحمد عاشور وشباب وقيادات الغد بكفر الشيخ.
الصديق أحمد ميلاد وشباب الغد في البحيرة سيكونون ضيوفي في سابع أيام رمضان ومعهم خالد جمال حشمت.
وفي ثامن أيامي الرمضانية سأكون ضيفاً علي مائدة صديقي الأوفي والأعز إبراهيم عيسي وزملائي بالدستور جميعاً وكم كنت أتمني أن أستضيفهم علي مائدتي هنا.. لكنني أعرف أن حضورهم إلي هنا ولو في الخيال قد يستغله أعداء الخيال.
وفي تاسع أيامي سيكون ضيوفي هم زملائي وأحبائي في بورسعيد وفي مقدمتهم ابنتي عبير وصديقي حسام.
وفي العاشر من رمضان سأستضيف علي مائدة إفطاري أعضاء الهيئة العليا للغد وفي مقدمتهم السفير ناجي الغطريفي وإيهاب الخولي ووائل نوارة والنائب عبدالمنعم التونسي مجدي وباسل وناهد وسامح وأكمل تمام والمستشار مرسي.
علي مائدة العاشر من رمضان سأخصص منصتها لشباب الغد، وحركة 6 أبريل وفي مقدمتهم إسراء وشادي العدل وأحمد ماهر ودياب.. وعلي الجانب الآخر من المنصة سأضع بطاقات بأسماء أحباء مثل محمد عبدالقدوس وعادل القاضي، ومجدي الجلاد، وهشام قاسم ومحمد منصور حسن والفنان محمد نوح والكاتب إبراهيم منصور والشاعر عبدالرحمن يوسف.
في قلب مائدة العاشر من رمضان وكالعادة أتمني دعوة فلوباتير جميل راعي كنيسة العذراء وعضو الهيئة العليا للغد وأبونا إبراهيم راعي كنيسة رابطة القدس ورعاة كنائس وسط القاهرة، كما سأدعو الدكتور يوحنا قلته زعيم الطائفة الإنجيلية كذلك الأعزاء قيادات الطائفة الإنجليلية.
كم كنت - بحق - أتمني أن تكون كل سنوات السجن وأيامه رمضان، سيد شهور العام، فالقائمة ممتدة، والذاكرة عامرة، والأشواق إليكم جميعاً جارفة!! والوحدة قاتلة!!
اجمالي القراءات
2063