كتبت:فادية عبود

منذ 7 ساعة 15 دقيقة

بدموع الفرحة والانتصار استقبلت سميرة إبراهيم ،صاحبة قضية كشف العذرية، حكم قبول محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة، دعواها شكلياً وإلزام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة بوقف تنفيذ القرار الصادر بإجراء فحوص طبية إجبارية ،وعلى الأخص كشوف العذرية على الفتيات الخاضعات للاحتجاز بأماكن تابعة للقوات المسلحة أو أى من ثكنات الجيش أو معسكراته.

الشعب يكسب

من داخل قاعة المحكمة وبالقبلات الحارة استقبلت سميرة تهاني الناشطات وعلى رأسهم الاعلامية بثينة كامل المرشحة المحتملة لرئاسة الجمهورية والناشطة إسراء عبد الفتاح، كما تلقت تهنئة الدكتور أحمد حرارة الذي حرص على تواجده منذ الساعة التاسعة وحضور الحكم رغم عودته أمس من فرنسا بعد فشل الجراحة والتي كانت الأمل الوحيد في استعادة نظره بعد إصابته الثانية يوم 19 نوفمبر.

أكدت سميرة لـ"بوابة الوفد"، أن هذه أول خطوة في مشوارها وأنها ستكمل الدعوى القضائية ضد المجلس العسكري وستكسبها، موجهة إليه رسالة : " دي رسالة للمجلس العسكري وأحب أقولهم يوم 25 يناير لازم تمشوا".

وتابعت:" أنا راهنت على الشعب والشعب هو اللي هيكسب" ورسالتي للبنات كل اللي حصل لها شكة من عسكري لازم تتكلم وتبلغ".

من الجانب القانوني أكدت المحامية عزة سليمان ،مدير مركز قضايا المرأة ، أن هذا الحكم معناه تشجيع البنات والسيدات اللواتي تعرضنّ لانتهاكات جنسية، للخروج عن صمتهنّ واستعادة الثقة من جديد في القضاء المصري، ورفع قضايا بشأن اعتداء العسكر عليهنّ.
وأضافت: معنى قبول المحكمة للدعوى شكلياً أن القضاء قبل البحث في القضية وعلى المجني عليها والمحامين تقديم الأدلة.
وأعربت عن أملها في القضاء قائلة: أراهن على القضاء في استرداد حقوقنا وانتهاكات النساء وقضايا الفساد.

تحية للأب الثائر

من جانبها حرصت الإعلامية بثينة كامل والمرشحة المحتملة للرئاسة، توجيه تحية لوالد سميرة إبراهيم عبر بوابة الوفد من أجل مساندته لها.
وأضافت قائلة: نحن في مجتمع يظلم الضحية لأنها لو فضحت الانتهاكات التي تعرضت لها تفتضح نفسها أولاً، وأحب أن أقول لوالدها أنت ثورة في حد ذاتك.
وتابعت: أعمل الآن لجمع توقعيات من أجل التضامن العالمي مع سميرة إبراهيم، إضافة إلى توثيق انتهاكات المجلس العسكري وفضحه، لأنه إذا قام عدو بانتهاكات العسكري فلابد من محاسبته كمجرم حرب فما بالك بانتهاك المسئول عن أمن وسلامة المواطنين، وسنذكر كل ذلك في الملف الذي سنتوجه به إلى المحكمة الجنائية الدولية.
مشددة على أن انتهاك عرض النساء مستمداً من منظومة مبارك السابقة حيث كان وسيلة أمن الدولة والمباحث للضغط على المتهمين، ومن ثم أصبحت وسيلة المجلس العسكري في 9 مارس وأحداث شارع قصر العيني من أجل ترويع المتظاهرين.

رجال في الاحتفال

"انزلوا من بيوتكم .. طنطاوي عرى بناتكم" .. " الثوار راجعين يوم 25 " .. " لسة الشعب دمه فاير .. تسليم السلطة في يناير".. "قول متخافشي .. المجلس لازم يمشي" .. هكذا تحولت مسيرة سميرة إبراهيم المتوجهة للاحتفال في ميدان التحرير إلى مسيرة منددة بالمجلس العسكري، منذرة بثورة غضب ثانية إن لم يتم تسليم السلطة في 25 يناير القادم. حتى بنات مدرسة الأورمان الثانوية تضامنّ معها في المسيرة الحاشدة.

كانت البداية بدعوة الفتيات وجميع المهتمين للتضامن مع سميرة، من قبل رامي عصام ( مطرب الثورة ) والذي تم تعذيبه في المتحف المصري في اعتصام 9 مارس، بإنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وبالفعل استجاب لها العديد من الفتيات اللاتي أكدنّ لبوابة الوفد معرفتهنّ للحدث عن طريق "الفيس بوك".

وأكد رامي لـ"بوابة الوفد" أن دعوته خالية من أي أسباب متعلقة بتعذيبه يوم 9 مارس وهو اليوم الذي تم القبض فيه أيضاً على سميرة، وأنها نابعة من إحساسه كمصري بالمسئولية تجاه بنات بلده وضد التنكيل بهتك أعراض البنات .
وأضاف قائلاً: "أحيي شجاعة سميرة، وإنها لفخر أن تكون أخت لي ولكل مصري".

وتعليقاً على انتهاك أعراض الفتيات في أحداث مجلس الشعب وشارع قصر العيني، قال: " لقد فعلت الشرطة العسكرية ما عجز عنه جبروت شرطة الداخلية، لقد كنت هناك ورأيتهم يلتذوذن باصطياد البنات لتعذيبهم، كانوا يتركوننا الرجال ليطاردوا الفتيات، وأحب أن أقول لكل من يلوم على الفتيات المتواجدات هناك وخاض في أعراضهنّ حسبي الله ونعم الوكيل، إنها محاولة منكم لإخفاء ضعفكم وعجزكم عن المشاركة".

أحد أعضاء الجبهة السلفية ..أعلن بدوره ،أثناء اشتراكه بالمسيرة، تضامن السلفيين وغيرهم من الإسلاميين مع سميرة وغيرها من النساء اللائي تعرضن لانتهاكات ، مؤكدا أن أعضاء مجلس الشعب السلفيين سيفتحون ملف التحقيق في انتهاك أعراض نساء مصر سواء يوم 9 مارس أو في أحداث شارع قصر العيني، وشدد على احترام الجبهة السلفية لدور المرأة في المجتمع ، وأن ما يشاع عنهم بتهميش المرأة عار تماما من الصحة. 

أما محمد المصري ( محاسب) جاء ليتضامن مع القضية مصطحبا أولاده، فقد أكدا أن سميرة رمز لكل نساء مصر، ووجه حديثه لكل رجال مصر قائلاً: " لازم كلكم تنزلوا، شرفكم اتهان .. أنتم أكتر من الشباب لازم يبقى عندكم كرامة ، لازم تاخدوا حقكم .. مازالت الكلاب هي اللي بتحكم.. هتكوا أعراضنا وقتلوا ولادنا".