كيف تخلصتُ من ( العُهر الأزهرى) : تجربة حياة : الجزء الأخير

آحمد صبحي منصور Ýí 2016-05-28


مقدمة :

1 ـ  ( العُهر الأزهرى ) ، يعنى أن يجمع بعض ( الرعاع ) الأزهريين بين الجهل والفساد ، ويخدم جهات الأمن فيترقى حتى يكون شيخ الأزهر أو وزير الأوقاف أو مفتى الديار المصرية أو رئيس الجامعة الأزهرية . من هذه المواشى من أفتى بجواز التعذيب للنظام العسكرى من عهد عبد الناصر الى عصر مبارك والسيسى ، ومنهم من سرق ونهب وفضحته الصحف وبقى بعيدا عن المُساءلة حفظا لمقام الأزهر (الشريف جدا) . ومنهم من إشتهر بشذوذه الجنسى فتكتموا أمره واستخدموا علته فى الضغط عليه وفتحوا أبواب الاعلام لينشر السلفية بتفسيره ، ومنهم من وصل به جهله الى عجزه عن قراءة المكتوب له ليقرأه ، وكان يخطىء فى قراءة الآيات القرآنية المكتوبة له ، ومنهم من سرق الأبحاث العلمية ليحصل بها على درجة الدكتوراة ، ليصل بها الى رئاسة الجامعة الأزهرية أو وزارة الأوقاف . ومنهم من كان حاصلا على ثانوية عامة لم يؤهله مجموعه لدخول كلية محترمة فدخل معهد الاعداد والتوجيه الأزهرى ، وبعده دخل كلية أزهرية ، ثم  أصبح موظفا بائسا فى جريدة أزهرية لا يقرؤها أحد ، ثم حصل بالنصب  على دكتوراه ، ثم بقى مفتيا ، يتقيأ كلاما عجيبا  ليثير ضجة حوله فى الاعلام . هذه بعض مضحكات (العُهر الأزهرى )!.

 2 ـ فى وجود هذا ( العهر الأزهرى ) يقود الأزهر يستحيل على شيخ أزهرى مثلى أن يترقى لأنه (غير عاهر ) ولأنه ( نابغ علميا وثائر على مناهج الأزهر ولا يمكن أن خادما لأمن الدولة  ) ، ولأنه كان مشاكسا عنيدا معتدا بعلمه ونبوغه شجاعا لا يخشى أحدا ، فقد عاش التحدى من نشأته.

3 ـ أساس الموضوع هنا هو النشأة فى ظل أب أزهرى فقير. لقد جئت الى هذا العالم لأدفع فاتورة ظلم تحملها أبى ومات  وتركنى أكبر أولاده لأبدأ من تحت الصفر . لنعطى مختصرا لما حدث .

أولا : الجد :

1 ـ جدى ( محمد على ابراهيم ) كان كبير عائلة ( هل) على أو( آل على ) والمشهورة وقتها بعائلة الخليفة نسبة الى توارثها ( الخلافة ) فى الطريقة الرفاعية . كان جدى هو الشيخ الرسمى للطريقة الصوفية الرفاعية ، توارثها عن آبائه ، وقد أصهر الى عائلة النسور فى منطقة فاقوس والاسماعيلية ، وهم عرب وافدون من الأردن ، أخت جدى تزوجت كبيرهم ، ثم تزوجت بنته ( شقيقة والدى ) ابن عمتها ، واستمرت المصاهرة الى أن تزوج أبى (والدتى ) منهم ، وتزوج أخى ( محمد ) منهم أيضا . تزوج جدى أربعة من النساء ، من الكبرى أنجب إبنه الأكبر ( الحاج أحمد ) عام 1898 ، ثم أنجبت له خمس بنات ، ثم ختمت بوالدى ( الشيخ منصور ) عام 1917 . وتزوج جدى أرملة أخيه فأنجب منها بنتا ، وولدا هو ( الحاج على ) جد :( عثمان محمد على محمد على )، وتزوج بنت عمه فأنجب منها بنتا وولدا هو ( الشيخ محمد محمد على ) الذى كان نابغة الأزهر، والأول على دفعته فى كلية اللغة العربية ، نفس الدفعة التى كان فيها الشيخ أحمد حسن الباقورى . وقبيل موته تزوج جدى الرابعة فأنجب منها التوأم ( رزق وكامل ) وبنتين .

2 ـ  كانت هناك عائلة أخرى فى بلدة ( ابوحريز ) يزعم كبيرها الولاية الصوفية ، ولم يكن تابعا لطريقة صوفية رسمية ، ولكنه كان الأكثر شهرة ونفوذا وثروة ، وعلى العكس من جدى الذى خصص قاعة كبرى فى بيته للضيوف والبائعين المتجولين ( أبناء السبيل ) وينفق من جيبه كان الشيخ الصوفى الآخر ثم خليفته يجمع ثروة هائلة من المريدين . كان جدى يملك 25 فدانا تجاور الأرض التى يملكها أثرى رجل فى المنطقة ، وهو ( الحاج حبيب ) من بلدة بنى حسن المجاورة ، وكان رجلا مرابيا جمع ألف فدان بالتحايل بالربا وبالتقاضى وفساد المحامين . ووصل الى الايقاع بجدى حين ضمن جدى قرضا بربا لأحد شيوخ بلدتنا ، وعجز عن السداد ، فتولى جدى السداد ، وصار يسدد فى الموعد ، وفوجىء مرة واحدة بالحجز على أرضه الزراعية بالتزوير ، ودخل فى القضايا مع هذا المرابى المتخصص فى الموضوع ، والذى يجعل أعوانه المحامين يدافعون عن خصومه فى القضية ، وبهذا فقد جدى معظم أملاكه مرة واحدة ، ومات إبنه الشيخ الأزهرى ( محمد ) فجأة مسموما ، واضطروا ابى الى قطع دراسته فى الأزهر، واصبح يعمل فلاحا فيما تبقى من أرض العائلة . وأعتقد أنها كانت مؤامرة محبوكة من عائلة الشيخ الصوفى الآخر .

ثانيا : العم الأكبر والأب :

1 ـ وبدأت العائلة بزعامة عمى الأكبر ( الحاج أحمد ) تتفاوض مع الحاج عيد فى جدولة الديون ، وإسترداد ما يمكن إسترداده من الأرض ، وخلال بضع سنوات تمكن (الحاج أحمد ) من إسترداد ما يزيد عن عشرة أفدنة ، وكانت المفاجأة أنه كتب ثمانية منها باسم زوجته التى كانت مسيطرة عليه . وضاع نصيب أبى وأخواته الشقيقات ، ونال غير الأشقاء من الذكور والاناث بعض الفتات .

2 ـ وسقط أبى فريسة المرض وهو يقترب من الثلاثين بلا زواج ، فترك الفلاحة ، وصار مأذونا شرعيا وإفتتح مكتبا لتحفيظ القرآن ، وذهب الى أسرة النسور فرأى هناك فتاة رائعة الجمال ، تحفظ بعض القرآن وتقرأ وتكتب ، فتزوجها .

3 ـ  ورث ابى من بيت العائلة ( قاعة الضيوف ) فهدمها وأقام عليها بيت الزوجية . وكنت أول الأبناء . جئت لأب فقير مشهور بالكرم والتقوى ، كانت أخواته البنات اللتى يكرهن زوجة الأخ الأكبر يجدن الراحة فى بيتنا مع والدتى ، فأتخذت زوجة عمى من ( أمى ) عدوة لها ، مع أن أمى كانت أصغر من بنتها الكبرى . زاد فى حقدها  أن ( أمى ) أنجبتت أربعة من الأولاد وبنتا واحده بينما هى أنجبت العكس أربع بنات وإبنا واحدا هو ( عبد الحميد أحمد محمد على ) .

ثالثا : الطفولة :

1 ـ لم أعش طفولتى . لآ أتذكر الوقت الذى علمنى فيه أبى القراءة والكتابة أو حفظ القرآن أو الصلاة . أتذكر أننى كتبت لوحة فيها حديث ( علموا أولادكم الصلاة لسبع ...) ثم مللت من تذكير ابى لى ( هل صليت ) فكنت ـ عنادا ـ أذهب الى مصلاة على الترعة فاضع الماء على وجهى وشعرى ، ثم أضع جبهتى على قش المصلاة ليعلق بجبهتى بعض القش ، واعود فيرانى ابى فلا يكرر نفس الكلام . ثم سألت نفسى : ما الذى يمنع أن اصلى فعلا ؟ فأصبحت أصلى عن رغبة وإقتناع ، وأحمد ربى جل وعلا أنه ما فاتنى فرض صلاة حتى اليوم . كنت أخرج من المدرسة الابتدائية لأساعد أبى فى تحفيظ الأطفال ، وبعضهم من نفس سنى . وأتذكر أننى أتممت ختم القرآن وأنا فى الثانية إبتدائى، واقيمت حفلة الختم على (أرز بلبن) ، وقد رجعت مسرعا من المدرسة ووضعت يدى فى ( طشت الأرز باللبن ) وصرخت فقد كان ساخنا جدا . بالطبع لم يكن حفظا جيدا ، فكانت مراجعته فيما بعد الى أن نجحت فى القبول فى معهدابو كبير ، وانتقلت من الصف الخامس من مدرسة أبو حريز الابتدائية لأكون فى هذا المعهد.

2 ـ فى السنة الثالثة فى هذا المعهد فوجئت بشيخ المعهد يستدعينى ، وركبت سيارة تنتظرنى ، وفوجئت فيها بابن عمى الشقيق عبد الحميد جالسا يبكى ، ومعه آخرون ، كان منهم زعماء الطلبة فى معهد الزقازيق ( أحمد عمر هاشم ، وعلى العزونى )  و (منصور محمد منصور ) ابن بلدتنا وتلميذ أبى ، وعرفت بوفاة أبى ، وأن وفدا من المعهد الثانوى بالزقازيق جاء للعزاء ، لأن الكثيرين من هذا المعهد كانوا تلامذة لأبى وهو الذى أهلهم وقدّم لهم فدخلوا هذا المعهد .

3 ـ مات أبى فقيرا ، وأتذكر جنازته الحافلة وظللت طيلة الشباب أسمع الثناء والترحم عليه . كنت فى التعليم وأخوتى صغار ولا دخل لدينا . شعر العم الأكبر بتأنيب الضمير فأعلن تكفله باستمرار تعليمى  . وانتقلت من معهد أبوكبير الى معهد الزقازيق ، واقمت مع ابن عمى عبد الحميد هناك . جاء خالى الأكبر لأعمامى وأنذرهم بأن يتزوج أحدهم من (أمى ) وإلا سيأخذها ويترك أولادها لهم ، وأعطاهم مهلة ، قبيل إنتهاء المهلة تزوج ابن عمتى ( أمى )، وكان يتيما رباه أبى ، وخشى أن يضيع أولاد خاله فتطوع بهذا الزواج . فوجئت بهذا الزواج ، وشعرت بالاهانة ، ثم قبلت الأمر الواقع بسبب صدق ابن عمتى فى حبه لنا ، ثم أنجبت أمى ثلاثة منه فصاروا ـ ولا يزالون ــ قُرة عين لى .

رابعا : فترة القهر فى التعليم الثانوى

1 ـ عانيت القهر يتيما وشابا من وقت وفاة أبى الى أن إستقللت بنفسى وبإخوتى عن عمى وزوجته . كان إذلالا حاجتى اليهم كل شهر. وعندما حان تقديم أخى محمد علاء الدين الى التعليم الأعدادى فى مدينة كفر صقر رفضت زوجة عمّى  الحاج أحمد الانفاق عليه ، وكان مجرد إشتراك شهرى فى القطار  لا يتجاوز 80 قرشا ، فتكفل زوج أمى بهذا ، والتحق محمد علاء الدين منصور بالاعدادى . وحين جاء الدور على أخى سيد رفعت أعلنت زوجة أبى بكل حسم أنه لو ساعده أحد فى الالتحاق بالاعدادى فسيخرجوننى أنا من التعليم . فاضطررنا الى ان يعمل أخى سيد رفعت فلاحا عندهم . فى هذا القهر دخلت إمتحان الاعدادية الأزهرية ، وكانت من البداية لا تعجبنى مناهج الأزهر ، خصوصا فى الفقه والتفسير والحديث ، فإعتدت أن أكتب إجابتين ، إجابة من الكتاب المقرر ، ثم رأيى الشخصى . عوقبت على هذا بعدم الحصول على المركز الأول فى الاعدادية الأزهرية على مستوى الجمهورية ، وصرت الثانى . وتكرر نفس الأمر فى الثانوية الأزهرية عام 1969 ، فكان ترتيبى الرابع على مستوى الجمهورية .

2 ـ قبيل إمتحان الثانوية الأزهرية وفى شهر أبريل مات فجأة عمى الحاج أحمد ، وأفضى لى وهو يحتضر بحقوقنا لديه، وبموته دخلت فى دوامة ضياع خوفا من رفض زوجة عمى الانفاق علىّ فى فترة الامتحان ، ظللت لا أفتح كتابا من القلق ، ثم بدأت أسترجع المذاكرة ليالى الامتحان . ونجحت بتفوق وتحررت من سيطرتهم وإذلالهم ، فقد اصبحت لى مكافأة للتفوق (120 ) جنيها فى العام ، وحافظت على التفوق فى قسم التاريخ بكلية اللغة العربية بالحصول على ( جيد جدا ) فاستمرت نفس المكافأة ، ثم تخرجت بمرتبة الشرف عام 1973 ، فتم تعيينى معيدا .

3 ـ  لم أستفد من مكافأة التفوق فى الاعدادية ، كانت 28 جنيها أخذها منى عمى الحاج أحمد ، واشترى بها ( جاموسة ) ولم اعترض، وقد باعها ابنه عبد الحميد فيما بعد وتجهز بها للزواج  . كنت أعمل فى فترة الصيف فى مقاومة دودة القطن ، وكان عمى الحاج أحمد يقبض ــ أحيانا ـ مكافأتى ، ولم أعترض . إختلف الحال بعد حصولى على الثانوية متفوقا فيها. قضيت العام الأول متفرغا للكلية اعيش فى القاهرة ففوجئت بجهل الأساتذة ، ورأيت أن من السفاهة أن أتفرغ من أجلهم ، ولذا قررت أن ابحث عن عمل ، واكتفى بزيارة الكلية كل حين لأقبض مكافأة التفوق واشترى المذكرات الهزيلة التى يؤلفها الأساتذة ، وبعضها كنت أشتريه ليلة الامتحان ، حيث أضطر للسكن فى القاهرة وقت الامتحانات ، ثم أكون الأول على قسم التاريخ . فى السنة الثانية عملت مدرسا فى مدرسة خاصة فى مدينة ههيا ، وفى السنة الثالثة والرابعة تفرغت فى بلدتنا أبوحريز وأصبحت القائم بالنظارة على المعهد الأزهرى المُنشأ فيها حديثا. وقتها أخرجت أخى سيد رفعت من العمل فى الأرض ، وذاكرت له الاعدادية الأزهرية نظام ثلاث سنوات ، وبعد عدة أشهر نجح وأصبح طالبا فى الثانوى الأزهرى ، وفى إمتحان الشهادة الثانوية علمى كان الأول على مستوى الجمهورية . وهو الآن طبيب على المعاش .وأدخلت شقيقى الأصغر عبد الرزاق الى التعليم الاعدادى ، وكان ترتيبه الأول على الاعدادية الأزهرية على مستوى الجمهورية ، ثم كان ترتيبه الأول أيضا على الثانوية الأزهرية علمى  ، وتخرج فى كلية الطب بمرتبة الشرف ، وأصبح أستاذا فى طب الأطفال . أما أخى التالى محمد علاء الدين فقد توفى من عدة سنوات وهو رئيس قسم اللغات الشرقية بآداب القاهرة . بالمناسبة : عبد الحميد ابن عمى كان الأول على الثانوية الأزهرية ، والأول على كلية اللغة العربية ، وتعين فيها معيدا ، وحصل على الدكتوراة فيها ، وهو الذى أدخلنى هذا الكلية ورضيت لأدخل قسم التاريخ ، حبا فى التاريخ .

 4 ـ  فى فترة القهر ـ فى التعليم الثانوى ـ مرّت على أوقات كنت أدعو الله جل وعلا أن يُريحنى بالموت . واذكر فى مرة منها كنت اركب الاتوبيس فاصطدم الاتوبيس بالكوبرى ، ولم يمت أحد .! . وهربت مرة الى القاهرة وذهبت الى مقر جريدة الأخبار لأقابل الاستاذ محمد زكى عبد القادر ، ونصحنى واحد هناك بالعودة وإتمام تعليمى . وفكرت فى الالتحاق بالكُتّاب العسكرى لأستقل وأستريح من الإذلال . ونظرا لطول فترة التعليم الأزهرى الثانوى وقتها ( خمس سنوات ) فقد قررت عام 1967 ، وأنا فى الثالثة ثانوى أزهر أن أذاكر الثانوية العامة نظام ثلاث سنوات . ورفض هذا ابن عمى عبد الحميد ، خشية أن أرسب فيها وأرسب فى الامتحان الأزهرى ايضا ، فكنت أذاكر  ـ خلسة ـ مواد الأولى والثانية والثالثة الثانوى العام . وبعد نجاحى فى الامتحان الأزهرى ( ثالثة ثانوى ) سمح لى عبد الحميد بمذاكرة الثانوية العامة فى ثلاثة أسابيع متبقية . ونجحت فيها وحصلت على مجموع 152 ونصف ، وحُرمت من القبول بكلية دار العلوم بسبب نصف درجة ، وتعرضت الى اللوم من ابن عمى.!. واضطررت الى إكمال التعليم الثانوى الأزهرى حتى الخامسة ثانوى . وأستفدت  من هذه الثانوية العامة بالتعيين مدرسا فى التعليم الأزهرى فى المعهد الذى بقريتنا . وفى فترة إقامتى فى البلد جمعت أولاد العائلة وآخرين ، وقمت برعايتهم علميا ، وأدخلتهم التعليم الأزهرى كما كان يفعل أبى .

خامسا : كيف تغلبت على القهر فى التعليم الثانوى

1 ــ تغلبت على القهر فى التعليم الثانوى بالقراءة المتوسعة والاستماع الى الأغانى ، والاستغراق فى أحلام اليقظة ،لأنتقل الى عالم أصنعه بنفسى بعيدا عن القهر الذى أعيشه. ورثت من والدى مكتبة عامرة   وقرأت معظمها فى فترة القهر هذه . وبهذه المحصلة الثقافية كنت أنظر بسخرية الى  جهل الأساتذة فى التعليم الثانوى ثم الجامعى . براعتى فى السخرية من مؤلفات الأزهر كانت تخيف أساتذة معهد الزقازيق الثانوى ، كنت مشهورا بالتفوق وبالمشاغبة أيضا ، وعانى منى مدرسو الفقه والحديث والتفسير . أتذكر أن مدرس الأدب كان مُعجبا بنفسه ، ورأنى أتظاهر بالنوم فأمرنى بالانتباه ، فوقفت وقلت له إنك تقول كذا وكذا ، وهذا خطأ لأن الصحيح هو كذا وكذا ، وهذا مذكور فى كتاب كذا ، ثم أليس من ألفضل أن تتركنى أنام ، وزعقت : (هو الواحد ما يعرفش ينام فى الفصل ده يا عالم ؟ ) وضج الفصل بالضحك .!. كانت العادة أن أدخل المعهد متأخرا ، ومعى صديقاى ( حمدى الهنداوى وسعيد أبو العزم ) ، وفى مرة لقينا شيخ المعهد الشيخ مهدى محمود ، شقيق الدكتور عبد الحليم محمود ، ونصحنا أن نتأسى بالرسول لأنه حسب قوله( كان ينام مبكرا ويستيقظ مبكرا ) فقلت له:( يا مولانا ، عليه السلام ما كانش فى الثانوية ) .! لقى منى أبو هريرة سخرية تناقلها أصحابى ، وراجت ( الأحاديث ) التى أؤلفها على منوال الأحاديث المقررة علينا فى الأزهر ، منها مثلا ( سئل شيخ الأزهر سخمط الله وجهه عن أحب البنات اليه ، فقال : بنات الشرقية ، قيل ثم من ؟ قال : بنات القاهرة ، قيل ثم من ؟ قال بنات الغربية ، قيل ثم من ؟ وكان متكئا فجلس وقال : ألا وبنات المنصورة ، ألا وبنات المنصورة ، وما زال يكررها حتى أنزل ، وفى رواية : حتى أمنى ) . والغريب أننى لما ذهبت الى التعليم الجامعى وجدت هذه الأحاديث الفكاهية الى صنعتها رائجة . وحدث أن زرت قرية صديقى حمدى الهنداوى ( المناحريت ، ديرب نجم شرقية  ) ففوجئت بنفسى مشهورا هناك بسبب تناقل الأقاصيص عنى ، وقد فوجئوا بأنى شاب عادى ، وقال أحدهم : كنا نتصورك رجلا ضخما له شوارب ..

2 ـ تغلبت على القهر فى التعليم الثانوى بالايمان برب العزة جل وعلا . فليس لى غيره عونا . الشدائد تدفع الانسان للإيمان . وقد يكون الايمان مغشوشا فيقع أحدهم ضحية لدين أرضى يتعلق بالأضرحة متوسلا بها . لم تكن هذه حالتى وقد أعلنت فى قريتى أن الأضرحة المقدسة فيها رجس من عمل الشيطان . ولم أكن أعتقد فى ( كل الأحاديث ) بالتالى كان إيمانى برب العزة وحده ، خصوصا وأن ولعى بالتاريخ وبالدراما وسخريتى بالشخصيات المقدسة فى الأزهر وغيره ـ كل ذلك حال بينى وبين تقديس البشر من البداية ، فأصبح تقديسى لرب العزة جل وعلا وحده ، استغيث به وقت أزماتى ، وكانت كثيرة متصلة . اليه وحده كنت أبث حزنى وقهرى من أقرب الناس الى . واليه وحده كنت ألجأ أطلب العون . وبهذا الايمان تصاغر أمامى شيوخ الأزهر فى التعليم الثانوى والجامعى ، خصوصا مع معرفتى بسقوطهم الأخلاقى وجهلهم  ونفاقهم . وكان مستحيلا أن أخشاهم وأن اسمح لهم بتكبيل عقلى ومنعى من الاجتهاد ، لذا إنطلقت فى تحطيم أبقارهم المقدسة ، ومن بداية رسالتى للدكتوراة التى فضحت التصوف تحديت زعيم الصوفية شيخ الأزهر وقتها عبد الحليم محمود ، وعصابته المسيطرة على الأزهر وجامعته . هذا التحدى جعلهم يشيعون أنى ( مدفوع من جهات أجنبية ) لأنهم لا يتصورون شابا مدرسا مساعدا يتحداهم ، وهم يعرفون أنه من السهل عليهم تحطيمى بأن يكتب المشرف على الرسالة ( وهو من أعدى أعدائى )  سطرين فقط يقول فيهما بعدم صلاحيتى باحثا ، ويترتب على ذلك تحويلى من مدرس مساعد الى موظف فى إدراة الجامعة ، بل أكثر ، هو أن أفقد تأجيل التجنيد ، وأدخل الجيش ، وكنت وقتها متزوجا وأعول بالاضافة الى مسئولياتى الأخرى . جال هذه كله بخاطرى ، والايمان بالواحد القهار زادنى تمسكا بالحق ، وقد قلت لنفسى وقتها : انه ليست بينى وبينهم خصومة شخصية ، هى خصومة تتعلق برب العزة جل وعلا ، هم يرونه جل وعلا محتاجا لشركاء من أولياء التصوف ، وأنا أؤمن أنه جل وعلا  لاشريك له . وبالتالى فأنا أدافع عن رب العزة ، ورب العزة يقول (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الحج ) . لم يستطيعوا كتابة هذا التقرير الذى كانوا يهددننى به فقد صدقوا إشاعتهم بأننى مدفوع من جهات أجنبية ، فخافوا من تلك الجهات الأجنبية .. ! .

3ـ تغلبت على الخوف من أصحاب النفوذ ـ وحتى الآن ـ بقوله جل وعلا : (إِنَّمَا ذَلِكُمْ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175) آل عمران ) . فى فترة المراهقة كنت أقول لنفسى إذا كنت أعصى الله جل وعلا ولا أخاف منه فكيف أخاف من بشر مثلى ؟ وكان يُخجلنى أن استخفى من الناس ولا أستخفى من الله جل وعلا مثل بعض الصحابة الذين قال عنهم رب العزة جل وعلا: ( يَسْتَخْفُونَ مِنْ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنْ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ )(108) النساء )  ، وارى الأمر لا يقتصر على الايمان وحده بل يشمل إحترام الذات ، فكيف ألتمس رضا الناس ، ومعظمهم أراه دونى فى النبوغ ـ بل إن المشاهير منهم والذين يتمتعون بتقدير أو تقديس الناس هم من حُثالة البشر ، فكيف أهتم بمراضاة أولئك البشر ونفاقهم ، بينما الواجب على السعى فى رضا رب العزة الذى يملك حياتى وموتى ورزقى ؟ وكيف أخاطبه فى صلاتى ( إهدنا الصراط المستقيم ) وأنا مستمر فى العصيان ؟ .

4 ــ أتذكر فى العام الجامعى الذى حضرته فى كلية اللغة العربية ( 1969 / 1970 ) أننى إرتديت قبعة ، أثارت الاستكار ، فكنت أقول : ما هو الدليل على أن إرتداءها حرام ؟ وما هو الدليل على أن إرتداء الزى الأزهرى فرض ؟ . وأتذكر أننى كنت الوحيد من أعضاء هيئة التدريس فى كلية اللغة العربية الذى يصلى فى مصلاة الكلية . وهذا قبل سيادة الوهابية وتدينها السطحى وانتشار الذقون . بعدها تسابق الأساتذة فى الصلاة وارتفع الأذان فى الكلية رياءا ونفاقا ..! كيف أخاف من هذه النوعية من البشر . بالعكس .. هم الذين كانوا يخافون منى ـ ولا يزالون .

 7 ـ من أجل هذا ، كنت ولا أزال ـ ذا وجه واحد ، أمارس حريتى علنا فى الطاعة والمعصية ، وفى ممارسة المباح حتى لو كرهه الناس أجمعون . أقول ما أراه حقا ، لا أخشى ردود الفعل ، يكفينى أننى مقتنع بما أقول ، ولا أتحرج من الاعتراف بالخطأ فالباحث باحث عن الحق ، وهو يخطىء ويصيب ، ولا حرج فى هذا . يكفينى أننى أعلم أننى مسئول أمام رب العزة عما أقول وعما أكتب .

أخيرا :

وأعتقد أن معاناتى من القهر طفلا وشابا هى التى ألجأتنى الى رب العزة ، وأرجو أن أكون قد نجحت فى هذا الابتلاء ، وأنا أقترب من القبر . !

اجمالي القراءات 11349

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (9)
1   تعليق بواسطة   شكري السافي     في   السبت ٢٨ - مايو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[81720]

اطال الله عمرك اخانا واستاذنا الحبيب


اخي العزيز دكتور احمد اطال الله عمرك وبارك فيك



وانت تحكي ملخص حياتك منذ الصغر كانت كلماتك تحملني الى تلك الحقبة من طفولتك وما قبلها من ظلم وظروف حياة وكيف كان الظلمة يستغلون فقر وتمسك الناس بالشرف 



كان المفروض ان يكون الضحية احد نوعين اما شرير او مستبد سلطوي ينتقم ممن حوله نظير ما تجرعه من مقت 



ولكن الحمد لله ان هداك إلى الصواب والرشد والحمد لله ان تمسكت بربك الذي لم يخذلك 



دكتور احمد الاخ العزيز ليتك تكتب كذالك عن تلك الحقبة من طفولتك ولكن وانت تصف فيها ظروف الحياة من منظور اقتصادي وسياسي واجتماعي( كيف كانت سياسة البلد آنذاك وكيف كانت الحياة الاقتصادية في بلدة كبلدتك وكيف ان 120جنيها كانت تكفي او لا لحياة طالب في السنة ثم كيف ان 28جنيها كانت مبلغا يتزوج به الانسان



ثم كيف كانت حياة الاغنياء في بلدتك وهل كانوا مثل قارون في زينتهم على اهل بلدتهم) 



 



اعذرني اخي العزيز ولكني احب ان اعقد مقارنة بين مصر وتونس في حقبة متقاربة خصوصا وانا ابن الريف وشكرا 



2   تعليق بواسطة   سعيد علي     في   السبت ٢٨ - مايو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[81722]

وارى الأمر لا يقتصر على الايمان وحده بل يشمل إحترام الذات .


يولد النجاح من رحم المعاناة أبي العزيز ... لنتذكر قصص الأنبياء عليهم السلام .. لنتذكر إبراهيم الذي وفى ... لنتذكر خاتم النبيين عليه الصلام و السلام الذي وجده يتيما فآوى و وجده ضالا فهدى و وجده عائلا فأغنى ... حفظك الله جل و علا ... كم كانت عميقة هذه العبارة : و أرى الأمر لا يقتصر على الإيمان وحده بل يشتمل إحترام الذات .



3   تعليق بواسطة   sara hamid     في   السبت ٢٨ - مايو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[81723]

sara hamid


ربنا يطول في عمرك يا دكتور وتزيدنا من علمك وفعلا القهر وحش الحمد لله تعالى لقد نجوت من القوم الظالمين لقد اصبح الاءزهر الغير شريف عصابة سلفية وهابية واخوانية منافقة--انا ايظا لولا هذا الموقع -اهل القراءن لكنت اتخبط في الاءزدواجية الى ما شاء الله تعالى كنت دائما اشعر بالذنب انني لا اعرف ما في كتاب البخاري وما ان امسك كتابا للاحاديث او العنعنات حتى احس بالاختناق وارى تناقظا بينها وبين القراءن الكريم ولم افهم ولم استوعب الحقيقة الا عندما اراد الله تعالى فتعرفت على موقعكم 



جازاكم الله تعالى كل الخير ونحن نتعلم ونحاول ايصال علمكم للاخرين عسى ان تفرج يوما ما



4   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   السبت ٢٨ - مايو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[81725]

لى ااشرف أن أنتمى لعائلتك ومدرستك استاذى .


انا فخور بأن  أنتمى لعائلتك (آل على ) ،-ولى الشرف أن اكون بمثابة إبنك وتلميذك ،والدى ومُعلمى المفكر الإسلامى الكبير الدكتور -احمد صبحى منصور - والحمد لله رغم سنوات المحن والمعاناة التى عشتها حضرتك فلقد عوضك رب العامين خيرا فى الدنيا بأن رأيت ثمرة كفاحك وتعبك  فى نجاح وتفوق (اعمامى ) إخوتك وتفوقهم على طلاب الجمهورية كلها  ،وفى تلاميذك من ابناء القرية والعائلة ،ثم فى  ابناءك إخوتى محمد احمد صبحى منصور ،وإخوته .فكلهم تفتخر بهم أى أسرة وأى عائلة ...



ولابد أن نشكر ونعترف بالفضل ايضا لحرمكم المصون السيدة الفاضلة المُحترمة (( أُم محمد )) صاحبة القلب الكبير المُتسامح  مع الجميع ،التى عاشت معكم وشاركتكم  اصعب واحلك لحظات الحياة بعد وقوف الدولة والأزهر والسعودية والإخوان والسلفيين كلهم ضدك ،وبعدما ضيقوا عليك ،وأغلقوا ابواب الرزق .وفصلوك من التدريس بالجامعه ..فجزاها الله خيرا ،وجزاكم استاذى عن كل هذا خير الجزاء فى الدنيا والآخرة ......والحمد لله  أنك  ترى ثمار مشروعك الحضارى والفكرى المبنى على إعادة المُسلمين للإسلام من خلال منهج (القرآن وكفى ) امام عينيك الآن ،وفى نمو وإنتشا عالميا يوما بعد يوم .



تحية وإحترام لك والدى وأستاذى مرة أخرى .



5   تعليق بواسطة   عبدالله أمين     في   الأحد ٢٩ - مايو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[81726]

جزاك الله خيرا وجعلك من المعمرين يارب


نحن نؤمن ان لكل انسان اجل مكتوب لن يتأخر عنه ولن يتقدم وندعوا الله عز وجل ان تكون من المعمرين وأن تكمل معنا رحلة البحث عن الحق من خلال الحق القرآني الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه



قبل أكثر من 12 عاما بدات هذه الرحلة لإداركي أن هناك خطا ما في تدين القوم وانه يستحيل أن يكون هذا هو الدين الحق الذي أمرنا الله عز وجل  به وصلت الى هذه القناعة في تلك الفترة وربما قبلها خصوصا وانا اعيش في بيئة متأثرة بالمد السلفي الوهابي كنت ارى نفاقهم ومزايدتهم وظلمهم وعنصريتهم وتركيزهم على التوافه واهمالهم للقضايا الهامة كقضايا العدل والمساواة . كنت في رحلة بحث عن الحق تعاطفت مع الشيعة لما كان يجري لهم في العراق من عمليات قتل جماعي ولسلميتهم وقرأت لهم فأدركت ايضا ان هناك خطأ ما في تدينهم هم ايضا , كنت في حيرة كنت أقرأ القران وأقف دائما عند سورة التوبة , وكنت أقرأ الايات التي تدعوا للتسامح وعدم اكراه الناس في الدين ولم اكن أومن بالنسخ على الطريقة التراثية وكنت لا اقبل حديثا الا اذا قبله عقلي وقد احترت خصوصا والعمر يجري الا ان قررت اخيرا ان احاول فهم القران الذي كنت أومن ان به حقائق غائبة عني وعن الامة وقررت ان اعبد الله على طريقتي بما يقبله عقلى وفجاه وبدون ميعاد كنت اشاهد قناة الحرة ورأيت لأول مرة الدكتور أحمد في لقاء سريع يشرح الفكر القراني ويجيب على بعض التساؤلات التي حيرتني على الرغم ان اللقاء كان سريعا وكان المذيع يقاطعه كثيرا الا انني طفقت ابحث عن كتبه في الانترنت وقرات كتاب القرآن وكفي وكم أراحني هذا الكتاب الذي اجاب عن كثير من تساؤلاتي وكان ذلك قبل ان يتأسس الموقع (موقع اهل القران ) كنت اجد كتب الدكتور ومقالاته وكنت احرص على قراتها من موقع الحوار المتمدن ومن ذلك الوقت لا افوت له مقالا او كتابا والحمد ان يسره لنا لكي يخرجنا بنور القران من الظلمات الى النور . كنت في السابق لا اكمل ختم القران لاني لم اكن افهمه ولم اختمه او اقراه كاملا الا عندما قرات للدكتور واصبحت اقف عند الايات كثيرا اتدبرها بربطها بايات اخرى واشعر بلذه في ذلك وحتى الصلاة اصبحنا نصلي بخشوع واصبحت تنهانا عن الفحشاء والمنكر وتجعلنا نتسابق في فعل الخيرات فجزاه الله عنا كل خير  . والحمد لله رب العالمين . 



6   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الأحد ٢٩ - مايو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[81732]

أحبتى : أنتم مكافأتى الكبرى فى خريف العُمر


وبكم تستمر مسيرة التنوير القرآنى بتوفيق رب العزة جل وعلا ، وفى ظروف أفضل وأيسر . 

وأقول للاستاذ شكرى الساقى : فى الستينيات كان ثمن كيلو اللحم 28 قرشا ، وفى عام 1972 كان مرتبى وأنا مدرس إعدادى فى مدرسة خاصة 8 جنيهات بينما ارتفع ثمن كيلو اللحم الى 70 قرشا . وأصبح مرتبى وأنا مدرس فى معهد ابو حريز الابتدائى 12 جنيها ، وانتقلت معيدا للجامعة فى ديسمبر 1973 ، وباشرت عملى بعد التعيين بمرتب هائل ( 27 جنيها ) بينما كان زملائى فى التعليم العام يقبضون 17 جنيها . بعد الانفتاح ارتفع ثمن كيلو اللحم فوصل 250 قرشا ، وصل الآن الى 80 جنيها فى الريف ، وحوالى 100 جنيه فى الأحياء الراقية فى القاهرة . التفاصيل فى مقال ( جيلنا : جيل النكلة والمليم ) وهو منشور هنا . الحياة فى قريتى ( أبو حريز ) ومعظم الريف المصرى كانت تتميز بالقناعة والبساطة . لا يوجد فارق كبير من الغنى والفقير فى مستوى الطعام ، وإن كان يوجد واضحا فى اللباس . هذا عدا شيوخ التصوف الذين يأتيهم النقوط مما لذ وطاب من الفقراء والأغنياء على السواء . إختلف الحال بعد الانفتاح والسفر للخارج ، ودخول التليفزيون بإعلاناته الى كل بيت ، فزالت القناعة ، وحل محلها الحسد والشّره والتنافس على الكماليات ، وأصبح الفلاح المصرى والشاب المصرى يسافر للخليج والأردن معظم عمره ، ويظل مجرد زائر لزوجته وأولاده كى يبنى بيتا حديثا لا يعيش فيه إلا قليلا .


الحياة 



7   تعليق بواسطة   محمد شعلان     في   الأربعاء ٠١ - يونيو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[81805]

وأنا والحمد لله تعالى من هؤلاء!


 وأنا أقرأ هذا السرد الذاتي والسيرة الذاتية،لكم ،وأنا ابن اخيك وابن أختك، استرجعت تاريخي وتاريخ أجدادي بالقرية ، الغالية علينا، مسقط الرأس ووطننا الصغير، وكإن السنين تجمعت بين سطور مقالك وسيرتك العطرة المعطرة بالعلم والوعي والتعليم ولتنوير بكتاب الله تعالى، وكان جدنا وهووالدكم العزيز أخا لجدي علي والد والدتي وجدتي والدة والدي، فأنا من المرفهين عقليا وعقائديا؟  حيث أني من دمك ولحمك من الجانبين جانب الأب وجانب الأم عليهم جميعا رحمة الله.



 وإن كانت مصرنا الحبيبة على قلوبنا قد قست علينا بظروفها الإقتصادية وحكامها المستبدين ، وصعوبة العيش بها والتعلم فيها، إلا أن الله تعالى قد عوّضَنا بك خير العوض أن قد تعلمنا وتربينا في منزل العلم والتقوى منزل جدي منصور وعلى يديك وأيدي إخوتك الكرام، اللهم ارحم جدنا منصور اللهم ارحمه والحقنا معه ومع آباءنا في الصالحين.



8   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الأربعاء ٠١ - يونيو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[81814]

يعلم الله جل وعلا كم أحبك يا د محمد ..


فأنت بالاضافة الى ما قلت صهر كريم ، وإنسان غاية فى النُبل والكرم والعطاء . تميزت بهذا منذ طفولتك على أقرانك ، وكنت من العشرة الأوائل فى ثانوية الأزهر . ووالدتك ( بنت عمى ) يرحمها الله كانت أختا قريبة لى نشأنا معا فى بيت العائلة الذى تقسم بين والدى وعمى الحاج على ، وكان والدك يرحمه الله صديقا لى ، وكنت واخوتك ـ ولا تزالون ـ من أقرب المقربين .. وكم أرجو أن يتاح لى الوقت لأراكم وأرى اولادكم ، وأرى بقية عائلتى .

، وكان صعبا علىّ ألّا أحضر زفاف سامح ابنى فى بيتنا فى بلدنا .

وكنت ولا زلت أشكو بثى وحزنى الى الله ..

9   تعليق بواسطة   أبو أيوب الكويتي     في   السبت ١١ - يونيو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[81993]

دكتور أحمد سؤال لو تكرمتم


سيدي الكريم أعتذر مقدما عن طرح هذا السؤال الذي اعتبره انا شخصيا ترف فكري ! لكني ألاحظ في مقالاتك وفي خطبك المصورة انك تقول "أبقارهم المقدسة" كمثل قولك في هذا المقال: "لذا إنطلقت فى تحطيم أبقارهم المقدسة ، ومن بداية رسالتى للدكتوراة التى فضحت التصوف تحديت زعيم الصوفية شيخ الأزهر وقتها عبد الحليم محمود" ...



سؤالي هنا دكتوري العزيز بارك الله في عمرك هو لماذا لا تقول عجولهم المقدسة ؟ ان كنت تقصد التشبيه بعجل بني اسرائيل فاعتقد ان استخدام مصطلح "عجولهم المقدسة" ادق فنيا ! ولو أن المعنى من خطابكم واضح جلي ولا غبار عليه من ناحية التشبيه لكن أعتقد أن "العجول المقدسة" أقرب للتشبيه بالقدسية الزائفة لعجل بني اسرائيل الذي افترى به السامري على الله الكذب ! وانت سيد العارفين بالفرق الشاسع بين العجل والبقرة ! 



شكرا ودمتم ! 



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5111
اجمالي القراءات : 56,684,217
تعليقات له : 5,445
تعليقات عليه : 14,818
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي