بين نوح ومحمد

السبت ٢٦ - أبريل - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
سؤال من الاستاذ محسن فريد لاحظت أن القرآن ذكرأن النبى نوح رفض أن يطرد أتباعه المؤمنين الفقراء برغم إلحاح الكافرين ، وأن النبى محمد لم يفعل ذلك . أرجو توضيح هذه القضية ، وهى محرجة .وشكرا .
آحمد صبحي منصور :

الإجابة :

 أولا :

عن نوح عليه السلام :

1 ـ ( كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (105) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ (106) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (107) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (108) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (109) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (110) قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الأَرْذَلُونَ (111) قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (112) إِنْ حِسَابُهُمْ إِلاَّ عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ (113) وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ (114) إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ (115)  الشعراء )

2 ـ ( فَقَالَ الْمَلأ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِي الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ (27) قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ (28) وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ (29) وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنصُرُنِي مِنْ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (30) وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمْ اللَّهُ خَيْراً اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَمِنْ الظَّالِمِينَ (31) هود)

 نلاحظ :

1 ـ جعلوا الشرط أن يطرد من حوله من المؤمنين الفقراء ، ورفض ، وذكر  مبرراته .

2 ـ إنه هو الذى أعلن لقومه أنه لا يملك خزائن  الله جل وعلا ولا يعلم الغيب ، وليس ملكا .

ثانيا :  

عن النبى محمد عليه السلام :

1 ـ ( قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ (50) وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51) وَلا تَطْرُدْ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنْ الظَّالِمِينَ (52) وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ (53) وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (54) الانعام ).

نلاحظ هنا :

1 ـ جاءه الأمر (قُل ) أى أن يقول لقومه نفس مقالة نوح لقومه . وأن يكون هذا إنذارا لقومه .

2 ـ ثم جاءه  النهى ألّا يطرد المؤمنين ، وإن طردهم فسيكون من الظالمين .

3 ـ وجاءه الأمر بالترحيب بهم إذا جاءوه.

4 ـ لم يفعل ، فتكرّر الأمر بأن يصبّر نفسه على صُحبتهم ، وأن لا ينظرلغيرهم ، وجاءه النهى عن طاعة  الكافرين رغبة فى زينة الحياة : قال له الله جل وعلا  فى خطاب مباشر : ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً (28) الكهف ).

5 ـ ومن قبله جاءه العتاب قاسيا فى قوله جل وعلا :  ( عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنْ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10) كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (12) عبس ).

أخيرا

لا نتحرّج مطلقا من ذكر حقائق القرآن الكريم  التى تصفع المحمديين الذين جعلوا لهم إلاها وهميا زعموه معصوما من الخطأ ومالكا ليوم الدين .

شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )

  https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 2195
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   سعيد علي     في   الأحد ٢٧ - أبريل - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً
[95746]

حقائق القران الكريم و الحرج !


حفظكم الله جل و علا و زادكم من فضله و كرمه .. تراهم يلفون و يدورن حول هذه الحقائق و هذا يحيلنا إلى دراسة ( نهي الله جل و علا في القران الكريم لنبين عليه السلام ) فهل النهي كان عن فعل فعله أم عن فعل لم يفعله ؟ 



و تعرضت مؤخراً لصدام حول هذا الموضوع و وجدت أنه من الصعوبة بمكان قبولهم لحقائق القران الكريم .



2   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الأحد ٢٧ - أبريل - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً
[95747]

شكرا ابنى الحبيب استاذ سعيد على ، وشكرا استاذ حمد . واقول :


له جل وعلا الحمد والشكر .. لم يعد الهجوم علينا كما كان من قبل . تعودوا على أن نصدمهم بحقائق القرآن الكريم ، الحقيقة القرآنية تتكرر فى آيات ، وهم وإيانا فى خصومة سيحكم فيها رب العالمين جل وعلا يوم الدين . 

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5288
اجمالي القراءات : 64,763,374
تعليقات له : 5,512
تعليقات عليه : 14,905
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


حزنت جدا ؟!!: حزنت جدا يا دكتور عندما وجدتك ببرنا مج الاخ...

الانسان والقرآن: هل هناك معضلة في المفا ضلة بين الانس ان ...

الطيور والتطير: تكلمت عن المصط لح القرآ نى ( تطير ) بمعنى...

الجاهلون المتكبرون : ما معنى ( لا تصعر خدك للناس ) فى سورة لقمان ؟...

النبى حارصك: عبارة ( النبى حارصك ) هل تتفق مع الاسل ام ؟ عشان...

سؤالان : السؤ ال الأول من gender fluid ( أنا لست...

تحية العلم : ماحكم تقديس وتعظي م راية/ لم الدول ة مثل...

وصية وميراث : لو سمحت لى سوال فى المير اث لم اعرف كيف ادخلة...

الاسلام صالح ومصلح: تقول: لإسل م صالح لكل زمان ومكان في بعض...

التحية باالانحناء: بعض الناس عند الملا قاة ( لقاءا لآخر ) يقبل...

طه حسين والعقاد: ما رأيك فى ( طه حسين ) و ( العقا د ) من حيث الريا دة ...

صيام التطوع: ماهو راءيک به نسبه آراء ونطرا ت دکتر علي...

سؤالان : السؤ ال الأول : ما زلنا في احلام الدول ة ...

عن الفرس والروم: يقول ان العلم انيين فى ايران وغيره ا يرون...

شكرا لكم أيضا: اقدم خالص امتنا ني للدكت ور احمد صبحي منصور...

more