فى اعتقادى ان هناك تخطيطا يجرى فى مصر تنفيذه منذ شهور ليخدم التوريث ويضمنه قانونا بتحويل قانون الطوارىء المرحلى الى قانون دائم تحت شعار مكافحة الارهاب.
وواضح ان هذا المخطط استفاد ويستفيد من انشغال أمريكا بورطتها فى العراق وتأجيلها مطلب الاصلاح ، كما استفاد أكثر بالظهور القوى لايران ومشروعها النووى.
نبدأ استرجاع بعض الأحداث ذات المغزى:
1 ـ قام التنظيم العالمى للاخوان المسلمين بحشد العالم ( الاسلامى ) كله وتهييجه خلف شعار نصرة النبى محمد عليه السلام فيما يسمى بالرسوم المسيئة. كان قد مضى زمن على صدور هذه الرسوم ولم ينتبه لها أحد . ثم جرى استدعاؤها والتذكير بها بأثر رجعى ، وقامت وسائل الاعلام فى العالم العربى والمسلم بتحويلها الى حملة صحفية منظمة لاثارة الجماهير الساخطة أصلا والتى تريد التنفيس عن احباطها بأى شكل. ووجدتها نظم الحكم الاستبدادية وسيلة لتوجيه السخط نحو هدف بعيد عنها. وأسفرت المظاهرات عن مصرع العشرات وجرح المئات، ونقل الموضوع الى أجندة المجتمع الدولى مع تعميق الفجوة بين المسلمين والمسيحيين . على أشلاء القتلى كسب الاخوان المسلمون ، فقد تبلور الدور القيادى لتنظيمهم العالمى على حساب التنظيمات الرسمية للمسلمين والعرب ، بدءا من الجامعة العربية الى المنظمات الاسلامية الرسمية. وكوفئ الاخوان المسلمون بتكوين هيئة عالمية قيادية جديدة تحت دعوى الدفاع عن النبى محمد وباسم علماء المسلمين تزعمها يوسف القرضاوى و محمد سليم العوا.
2 ـ من الواضح فيما سبق وجود اتفاق جديد بين الاخوان والنظم الحاكمة المستبدة التى رأت فى المظاهرات السابقة تفريغا لمشاعر الاحباط والغضب وتوجيها لها نحو الدانمارك ، وهى دولة بعيدة مسالمة لا تتدخل الا بالخير فى النزاعات الدولية ، وخصوصا فى الشرق الأوسط. ولكن شاء سوء حظها أن تظهر فيها تلك الرسوم ، وأن يتم توظيفها سياسيا فى سبيل الوصول الى التاج أو العرش.
3 ـ أن علاقة الاخوان بالنظام العسكرى الحاكم فى مصر مرّت بمراحل متناقضة من التحالف أوالصراع ، حيث كان ـ ولا يزال ـ التاج أو العرش او الحكم هو مثار النزاع بينهما. كان هناك تحالف بينهما قبل قيام الثورة ، ثم حدث صراع فى عهد عبد الناصر ، ثم عاد التحالف فى عصر السادات . استغل الاخوان هذا التحالف مع السادات فى السيطرة على الأزهر والمساجد والأوقاف والتعليم والاعلام ـ أى كل الوسائط العقليةـ ليحققوا هدفهم فيما يسمونه بالتربية أى تربية النشأ على أفكارهم ليتعلموا السمع والطاعة للمرشد بحيث يكون الشاب مستعدا لكى يفجر نفسه اذا جاءه الأمر بذلك.
استغل الاخوان فترة السادات فى تقوية نفوذهم وانشاء العديد من التنظيمات السرية المسلحة الارهابية لتكون جدار الحماية للزعماء منهم فى مواجهة الحكم العسكرى اذا اختلفوا معه حتى لا يحدث لهم ما حدث فى عهد عبد الناصر. وفعلا تحول التحالف بين السادات والاخوان الى صراع فقتلوه وسط جنده وحاشيته أمام العالم كله .
دخلت العلاقات بين الاخوان ونظام مبارك فى صراع دفع ثمنه الأقباط وقادة الاصلاح الدينى والسياسى. وتعرض الأقباط وكنائسهم للاعتداء ، خصوصا عام 1992 ، . ثم كانت مذبحة الأقصر عام 1998 هى نهاية هذا الصراع الدموى ، اذ جاء الوزير الحالى للداخلية المصرية بصفقة جديدة .
4 ـ تقوم هذه الصفقة على التعاون بينهما فيما يشتركون فيه واستمرارية الصراع فيما يختلفون بشأنه. هم معا ضد الاصلاح سواء أتى من الداخل أو من الخارج، وهم معا ضد الأقباط والأقليات الدينية المسلمة من شيعة و قرآنيين. اذن يتعاونان معا ضد العدو المشترك .
وملامح هذه الصفقة تبدو كالآتى :
* فى التعامل مع قيادات الاخوان خارج السجن فهناك سقف أعلى للنقد السياسى يجب على الاخوان عدم تجاوزه ، وهناك شخصيات فى القيادة العليا للاخوان لا يجوز الاقتراب منها ، مع بقاء القيادة العليا للاخوان ومنظمتهم ( المحظورة قانونا ) تعمل بكل نشاط داخل المساجد وبين العمال وداخل اتحادات الطلبة .فى نفس الوقت تتحول فيه الأحزاب الشرعية الى ما يشبه نباتات الزينة المحفوظة ، حبيسة داخل الجدران دون حياة. فاذا دب فيها نوع ما من الحياة أسرعت الحكومة بدس المؤامرات لها حتى تتعطل وتتجمد وتفقد دورها الديكورى . بذلك لم يبق على الساحة سوى أحزاب لا يسمع بها أحد معظمها ذو طابع عائلى لا يزيد عن كونه نكتة سمجة فى عصر الكآبة . خلت الساحة لنظام الحكم والاخوان.
* وفى التعامل معهم فى السجون وضع وزير الداخلية صفقة التوبة أمام كل منهم ، والتوبة مصطلح أصولى أصبح من المصطلحات السياسة الحالية، وهى لا تعنى فقط مراجعة الأفكار والامتناع عما يسمونه بالعنف ـ أى الارهاب ـ وانما التأييد لنظام الحكم ضد أعدائه فى الخارج وفى الداخل.اى حركات الاصلاح فى الداخل وفى المهجر.
* وفى التعامل مع التنظيمات الاخوانية خارج السجن فان كل من يرفض الصفقة يدخل السجن بتهمة الانتماء الى الجماعة المحظورة اياها ، او يتم اعتقاله الى أن يخضع للضغط و يتوب ، ويؤيد النظام ضد الاصلاح. وبهذا تم حصر الصراع وتحديده فى ميدان واحد امّا الجهاد (ضد) النظام وما يعنيه من السجن والتعذيب وربما القتل والاختفاء القسرى، واما الجهاد (مع ) النظام ضد الاصلاح.
5 ـ والملفت للنظر أن يقترن ظهور جمال مبارك واعداده للتوريث مع تبنى نظام الحكم هذه السياسة المزدوجة فى التعامل مع الاخوان . وهنا تعنى التوبة عن العنف مفهوما جديدا هو الرضى بالتوريث أو بالمعنى الأصولى البيعة لولى العهد . وهذه الاضافة شديدة الأهمية للنظام الفردى الذى يحكم مصر. فالسبيل الوحيد أمام مبارك حتى ينجو من مصير صدام هو أن يقوم أثناء قوته وفى ظل رئاسته بتعيين ابنه رئيسا . من أجل ذلك رفض باصرار تعيين نائب له ليحتفظ بالمنصب لولده.
6 ـ أمريكا كانت أكبر عقبة فى مشروع التوريث :
أمريكا ليست متحمسة له ، ولم تعلن رفضها العلنى له حتى تستغل مبارك لينفذ سياستها فى المنطقة فى التعامل مع السودان وحماس ومع ايران وفى العراق.
سوء وضع أمريكا فى العراق جعلها تتناسى مشروع الاصلاح ، وفى الوقت نفسه فان ظهور ايران النووية القوية أضاف المزيد من المشاكل أمام امريكا ، ففى مواجهة التحدى الايرانى لا تستطيع أمريكا ان ترد الا بالتصريحات، فقد أدى فشلها العسكرى فى العراق الى استحالة أن يوافق الكونجرس الأمريكى على حرب أخرى ضد ايران، بل ان بعض أنصار الرئيس بوش حتى من داخل حزبه الجمهورى بدءوا فى الانفضاض عنه فى وقت تزايدت فيه المعارضة له فى الشارع والاعلام .
لم يعد الموقف الأمريكى عقبة امام خطة التوريث. ثم جاء التطور الايرانى بزخم جديد.
7 ـ ظهور القوة الايرانية أدخل المنطقة فى منعطف خطير. ايران الشيعية الفارسية الآرية لا تنسى ما فعلته نظم الحكم العربية السنية معها ومع الأقليات الشيعية. عندما شن صدام حسين حربه غير المبررة على ايران جاء التأييد العربى لصدام غامرا بالسلاح والتمويل حتى اعتبروه حارس البوابة الشرقية للعروبة ، كما لو أن جيش ايران كان يتجهز لغزو العرب. استمرت الحرب أطول مما ينبغى بسبب الدعم العربى السنى لصدام ، مما سبب المزيد من مئات الألوف من القتلى وتدمير عشرات المدن على الجانبين وخسارة المئات ن البلايين. وخسرت ايران الكثير فى حرب تم فرضها عليها من ديكتاتور أحمق أخرق آثم . وليس من السهل أن تنسى ايران ما حدث. وهى التى لم تنس بيعة السقيفة ويوم كربلاء وموقعة صفين، كما لا يمكن أن تنسى الاضطهاد المستمر للشيعة فى المحيط السنى.
الآن جاء يوم الحساب، اذ سقط نظام صدام وتحول العراق لملعب ايرانى ، وتحول الطاووس الفارسى الوديع الى صقر جارح مدجج بالأسلحة النووية يجاور أنظمة حكم سنية متهالكة بدأته بالعداء ولا تزال. كان العراق هو ساحة المواجهة بين الشيعة والسنة ، حيث عانى فيه الشيعة الكثير قبل صدام وفى عهده ، وجاء عصرهم ليردوا الاعتداء السابق واللاحق بالمثل وأكثر من المثل ، ومعهم ايران تؤازر وتخطط وتساند بينما يتراجع الدور الأمريكى يحاول بقدر الامكان انقاذ جنوده من حرب لم يعد قادرا على التعامل معها.
8 ـ فى مواجهة هذا الوضع فى ايران والعراق كان لا بد من اعادة النظر فى خارطة التحالفات المحلية داخل نظم الحكم السنية العربية المتحالفة مع أمريكا. القوة الفاعلة فيها هم الاخوان المسلمون ، ونحن هنا لا نتحدث عن الاخوان كمجرد تنظيم فقط بل كثقافة تعنى تقسيم العالم الى دار الاسلام ودار الحرب كما تعنى قلب نظم الحكم السنية المتعاونة مع دار الحرب.
المشكلة الكبرى أن ايران هى الأخرى تؤمن بنفس تقسيم العالم الى معسكرين : معسكر الاسلام و معسكر الكفر. وهذا يضع التنظيمات الاخوانية بين خيارين لا ثالث لهما: اما ان تتحالف مع نظم الحكم السنية فى بلادها وهى متحالفة مع أمريكا ولكنها تنتمى مثلها للفكر السلفى السنى الذى يعادى الشيعة ، واما أن تتحالف مع ايران تحت راية أوسع وأشمل ضد امريكا واسرائيل وضد نظم الحكم العربية.
لحل هذه المعضلة نتصور أن التفاوض قائم على قدم وساق بين السلطات المصرية والجماعات المتطرفة بكل أطيافها داخل وخارج السجن. ومن يوافق على البيعة لولى العهد وتوريثه السلطة يتمتع بالافراج الفورى و مساعدة السلطات له فى البدء فى حياة جديدة ، بل يحصل على عمل فى وقت لا يجد فيه ملايين الشباب العاطلين أى وظيفة ، أكثر من ذلك يتمتع بامتيازات فى السلطة حسب خدمته لها ضد العدو التقليدى للسلطة والاخوان معا ، وهم الاصلاحيون السياسيون والقرآنيون وأقباط المهجر.
من يرفض البيعة لولى العهد القادم يستمر فى السجن وقد يدخل عنبر التأديب وتنقطع أخباره الى أن يخضع ويستجيب ، واذا كان فى خارج السجن يتم تجهيز قضية له بالانضمام الى الجماعة المحظورة اياها. كما لو كانوا قد اكتشفوا فجأة أنه ينتمى الى الاخوان المسلمين. وقد يتم ـ كنوع من التغيير والفرار من السأم ـ تلفيق قضية أخرى له جنائية أو سياسية حسب مزاج السادة الضباط .، او يعتقلونه بدون ابداء الأسباب طبقا للطوارىء.
ولذلك تحدثت الأنباء عن الافراج عن ثلاثة آلاف فيما يقال من الجماعات الاسلامية فى سابقة تاريخية، ومنذ اسبوع أفرجوا عن 950 منهم . وحتى كتابة هذه السطورتأتى انباء التفاوض مع قيادات الجهاد بعد تغييب زعيمهم عبود الزمر عدة أسابيع حتى خيف اغتياله.
9 ـ من الممكن للأخوان وحدهم قلب نظام الحكم بالمظاهرات . اذ يمكنهم حشد مظاهرات يومية تتكون من عشرات الالوف.
يسير السيناريو كالآتى : يتدخل الأمن المركزى ويطلق النار فيقتل العشرات ، وفى اليوم التالى تقوم مظاهرات أكثرعددا وغضبا تشيع القتلى (الشهداء ) فيطلق عليهم الأمن الرصاص فيقتل عشرات آخرين فتقوم فى اليوم التالى مظاهرات أخرى أشد عنفا وغضبا فيقتل منهم الأمن بضع عشرات ، لتقوم مظاهرات هادرة فى كل مصر. عندها يتوقف الأمن عن اطلاق الرصاص بل وينضم أبناؤه الجوعى المساكين للشعب الثائر ، بل ربما يطلق الرصاص على قادته. عندها يفر السلطان وولى العهد وأسرته وحاشيته الى حيث توجد تحويشة العمر فى البنوك الخارجية ، ويتسلم الاخوان الحكم.
ليس هذا السيناريو مستبعدا. بل هو فى متناول الاخوان ، وسبق أن هددوا بمظاهرات ميليونية. المانع الوحيد أن الاخوان ليسوا مستعدين الآن لتسلم الحكم.
ففى ظل حركة ديمقراطية فاعلة ، وقبول اخوانى معلن بالديمقراطية لا يستطيع الاخوان قبول الحكم الآن على قاعدة الديمقراطية. عقيدتهم تأبى أن يكونوا فى موقع المساءلة أمام برلمان توجد فيه معارضة حقيقية، وعقيدتهم السلفية تأبى تداول السلطة والخروج منها عند الفشل. وهم بالقطع سيفشلون لأنه ليست لديهم برامج حقيقية لما يرفعون من شعارات مقدسة فضفاضة تحمل الحل السحرى لكل شىء .
الحل الوحيد المناسب لهم أن يحكموا وفق الطاعة المطلقة التى تنادى بها الحاكمية. أن يحكموا باعتبارهم خلفاء الله تعالى فى الأرض ، باعتبار أن ارادتهم هى ارادة الله ـ تعالى عن ذلك علوا كبيرا ـ وان من خالف ارادتهم وعصى أوامرهم فهو مستحق للقتل فى الدنيا والجحيم فى الآخرة لأنه عندهم كافر منكر للشريعة .!!
ليصلوا الى اقناع الشعب بالحاكمية بديلا عن الديمقراطية يحتاجون الى عشر سنوات أخرى يمسكون فيها بزمام التعليم والاعلام والثقافة والأزهر والمساجد ليبرمجوا المسلمين على قبولهم ممثلين للشريعة وقائمين بها. هذه هى التربية فى اصطلاح الاخوان. ولو أقتنع مئات الالوف من الشباب المسلم بهذه التربية الاخوانية وأصبحوا أداة طيّعة فى يد المرشد العام لاستطاع بهم الوصول للسلطة ليحكم منفردا بمفهوم الحاكم المتأله الناطق عن الرحمن .
اذن لا يمانع الاخوان من حيث المبدأ من الانتظار نحو عشر سنوات او أكثر ، ولا يمانع الاخوان من حيث المبدأ أن يحكم فى هذه الفترة القادمة جمال مبارك ـ كفترة انتقالية ـ ولكن فى مقابل أن تكون لهم سلطة كاملة على عقول المسلمين ليقوموا بتربيتهم على الايمان بالحاكمية. وأيضا لتكون لهم سلطة كاملة للتحكم فى الأقباط وكنائسهم ليجعلوهم رهائن فى التفاوض مع الغرب ، أو دار الحرب . وعلى هذا الأساس تدور المفاوضات بين القوتين العظميين فى مصر : العسكر والاخوان. اعتقد أن هناك اتفاقا على المبدأ وهو التوريث، الاختلاف هو مدى ما يتنازل عنه النظام العسكرى للاخوان فى الفترة القادمة.
10 ـ بينما يبدو الاخوان واثقين من المستقبل فان مبارك يعيش الآن فى وقت عصيب. لا بد أن يجعل ابنه رئيسا فى عهده اليوم قبل الغد، بل لا بد لابنه ان يحكم سيطرته فى كل شىة كرئيس فى حياة والده. هنا لا بد من تحويل قانون الطوارىء المؤقت الى قانون دائم ليحمى ابنه. ولا بد من سحق كل حركات المعارضة فى الداخل والخارج.
وهذا ما نراه الان يجرى بسهولة ويسر. أيمن نور فى قبضتهم ويقال أن حياته فى خطر. السيدة الفاضلة زوجته يهددونها بتلفيق قضية آداب ، وقد تم تأديب نعمان جمعة بادخاله السجن وأفرجوا عنه بكفالة ليدخل فى دوامة المحاكم ما تبقى له من عمر. الأحزاب والنقابات مجمدة ومهمشة ومحاصرة ، القضاة الأحرار معرضون للفصل والتنكيل ، ولا بد ان مكائد بشانهم يجرى الاعداد لها ليكونوا عبرة لغيرهم. كل قوى المجتمع المدنى مستهدفة ، وفى النهاية ينظر اليهم العسكر على أنهم ( شوية افندية ) كما قال السادات من قبل. وان حاولوا الاستنجاد بأمريكا فان امريكا فى مأزق.
الوقت ملائم لاعلان التحالف الجديد ليس بالقول ولكن بالعمل. وهكذا يتم الافراج المتتابع عن (التائبين) من الجماعات بعد أن تم تهذيبهم وانضمامهم للنظام، وفى نفس الوقت يتم اعتقال والقبض على آخرين رفضوا التعاون مع النظام. الا انه لا يمكن بأى حال من الأحوال اعلان هذا الاتفاق بين النظام والاخوان ، ليس فقط لأن الاخوان رسميا لا يزالون جماعة محظورة ولكن أيضا لأن من تكتيكات التوريث ان يتم انكاره علنا والاعداد له سرا.
11 ـ بقيت معضلة وحيدة صغيرة، هم المعارضون فى الخارج ، من القرآنيين والليبراليين وأقباط المهجر وما يفعلونه من مظاهرات ومؤتمرات واتصالات.
بسيطة : يتم تخويف زعمائهمم باصدار بيان مجهول يهدد بقتلهم وملاحقة أبنائهم وأهاليهم . صدور البيان فى حد ذاته بتلك اللهجة الأصولية الصارمة يحمل دعوة لازمة لكل ارهابى لتنفيذه فى أى وقت وبأى شكل. ان البيان فى حد ذاته دعوة مستمرة لقتلهم ولكن لا بد أن يتبع البيان تجربة ميدانية بسيطة لمجرد التأكيد والعظة والتذكير، هى الاعتداء على المسيحيين فى عيدهم لتذكير أقباط المهجر بالمنطق السلفى الذى يعتبر الأقباط فى مصر رهينة مع كنائسهم، ومن الممكن ان تتعرض فى أى وقت لأى حادث سىء من المختلين عقليا ، وما أكثرهم الآن فى مصر. وحتى لا يسارع أقباط المهجر بالاحتجاج واستنفار المجتمع الدولى فلا بد من استباق الأحداث بتوجيه الاتهام لهم بأنهم سبب الفتنة الطائفية.
ثم بسبب هذا الوضع المتفجر بين المسلمين والأقباط لا بد من تجديد قانون الطوارىء فى موعده السنوى قبيل تحويله الى قانون دائم !!
12 ـ كل ذلك فى سبيل التاج ..
13 ـ وتعجبون من مرضى ؟ .. صحتى هى العجب ..!!
اجمالي القراءات
24636