محمد صادق Ýí 2011-07-02
إن ثقافتنا التاريخية العليلة جزء من محنتنا الراهنة
نظرة أكاديمية تحليلية عن السلفية
لقد نشأ الفقه السياسي الإسلامي متكيفا مع واقع القهر والاستبداد الذي خلفته حرب صفِّين"، ولم يقتصر هذا التكيف على تفسير التاريخ السياسي الإسلامي، بل تجاوزها إلى النظرية السياسية الإسلامية، وهو ما يجعل المهمة اليوم عسيرة. ولا بدللدارس للفقه السياسي والتاريخ الإسلامي من الانتباه لهذه الظاهرة، والاجتهاد والبحث والتنقيب لبناء صورة دقيقة لما حدث في صدر الإسلام من فتن وخلافاتسياسية لا تزال تلقي بظلالها على الأمة حتى اليوم. فالبحث في هذا المجال أقرب إلىعمل علماء الآثار الذين يدرسون أطلالا دارسة عبثت بها أيدي الزمان.
ومما يزيد في عسر المهمة الخلط الضمني بين الوحي والتاريخ في المرجعية، وهوأمر سائد في الفكر الإسلامي اليوم، جراء نقص في الوعي بالتاريخ لا يميز بينصورته وعبرته، وتقصيرٍ في دراسة حياة السلف دراسة استقصائية تلم بكل جوانبهاالمضيئة والقاتمة، ولا تقف عند سرد المناقب فقط.إن الذي يتأمل نصوص الشرع ومصائر الأمم يدرك أن الخلط بين المبادئوالأشخاص من أسوء الآثار الفكرية والعملية. وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم باتباع سنة الخلفاءمن بعده ( إن صح هذا الحديث وعلى سبيل سرد الوقائع الذى يتمسكون بها)، لكنه قيدها بالرشد: "وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي". وفي ذلك درسثمين في التمييز بين الشخص والمبدإ، حتى ولو كان ذلك الشخص أحد الخلفاءبكل أسف - في قراءتنا الراشدين. لكن داء تجسيد المبادئ في الأشخاص سادلحياة السلف، حتى الذين هم غير راشدين منهم، فاستحال الدفاع عن الصحابة إلىدفاع عن الظلم السياسي، وتبريرٍ للجبرية والخنوع.
إن الانفعال السائد في الدفاع عن السلف قد أهدر قدسية المبادئ حرصا على مكانةالأشخاص، واستحال ردا للغلو بغلو. إن ثقافتنا التاريخية العليلة جزء من محنتنا الراهنة. والعلاقة بين الثقافة العليلةوالاستبداد السياسي علاقة وجودية، ولذلك لا عجب أنْ كان السحر ثقافة المصريينأيام الفراعنة. وقد أثمرت ثقافتنا التاريخية العليلة مفارقات غريبة، من مظاهرها أنضحايا الاستبداد في العالم الإسلامي اليوم هم أقوى المدافعين عنه فكريا، وأشدالمبررين له أخلاقيا.. وهم لا يشعرون.
لقد انتصر المجتمع الإسلامي الأول على الردة الاعتقادية التي ثارت في أطرافه، لكنه انهزم أمام الردة السياسية التي نبعت من قلبه. والردة كما يقول ابن تيمية - قد تكون عن الدين كله، أو عن بعض الدين. وتلك الردة السياسية المتمثلة في تحويل الخلافة إلى ملك هي التي رسمت صيرورة الحضارة الإسلامية ومآلها، ولا تزالتتحكم في حياة المسلمين حتى اليوم.
ولئن كانت الأولوية عند بعض علماء السنة في الماضي هي كشف "فضائحالباطنية" و"الرد على الشيعة والقدرية"، لأن المبتدعة كانت لهم صولة ودولةيومذاك، تكاد تطبق على مشرق العالم الإسلامي ومغربه.. فإن الأولوية اليوم هيكشف فضائح المستبدين، وتجريدهم من أي شرعية أخلاقية أو تاريخية. إضافة إلىأن البدع السياسية لا تقل خطورة عن بدع الاعتقاد، كما تشهد به عبرة أربعة عشرقرنا من تاريخ الإسلام.
لكن كشف فضائح المستبدين المعاصرين غير ممكن ما دام الحديث عن الانحرافاتالسياسية التي بدأت في عصر الصحابة مطبوع بطابع التبرير والدفاع، لا بطابعالدراسة المجردة الهادفة إلى الاعتبار، وما دام الحديث عن تلك الفتن والخلافاتالسياسية يتحكم فيه فقه التحفظ، لا فقه التقويم. ذلك أن من طبيعة المبدأ الأخلاقيالعموم والاطراد، فليس من الممكن تحريم الظلم السياسي على الخلف، وإباحتهللسلف، دون وقوع في تناقض فكري وأخلاقي.
لقد كان التحرج من الخوض في الخلافات السياسية بين الصحابة واضحا وشائعالدى علماء الأمة ، لكن ذلك لم يمنعهم من الخوض فيه لغاية التعليموالتأصيل والاعتبار. وقد أفرد الحافظ الهيثمي في مجمعه بابا بعنوانٍ ذي دلالة،باب فيما شجر بين أصحاب رسول الله عليه السلام، " ولولا أن الإمام أحمد وأصحاب هذه الكتب أخرجوه ما أخرجته ، وهو يقصد ب"أصحاب هذه الكتب" أصحاب المسانيد التي جمعها الهيثمي في كتابه، كالطبراني والبزاروأبي يعلى.. فالهيثمي يلخص هنا الإشكال: لا ينبغي التخوض في هذا الموضوع لمجرد التسلية وتزجية الوقت، لكن الحديث فيه يكون أحيانا ضرورة علمية وعمليةوليس هو بالبدعة المستحدثة، بل سبق إليه أكابر من أهل السنة والحديث، كالإمامأحمد وغيره. إنتهى.
ومهما يعترضْ معترض أو يجادلْ مجادل بأن الكتابة في موضوع الخلافات السياسيةبين الصحابة كشف لجراح الماضي السحيق، وجدل نظري في غير طائل، وفتح لبابالتطاول على الأكابر.. فإن الأمة لن تخرج من أزْمتها التاريخية إلا إذا أدركت كيفدخلت إليها.
لا أحد يطرب بالحديث عن الاقتتال الذي نشب بين الرعيل الأول من المسلمين، ولاأحد يستمتع بكشف جراح الأمة، لكن الطبيب قد يوصي بالدواء المُرِّ، وتلك أحيانا هي الطريقة الوحيدة لاستئصال الداء.
أن الخلافات السياسية التي ثارت بين الصحابة رضي الله عنهم ألقت بظلالها على جميع مراحل التاريخ الإسلامي، بل صاغت الحضارة الإسلامية وطبعتها بطابع خاص منذ القرن الأول الهجري حتى اليوم.
أن فهم تلك المرحلة التاريخية الحساسة عبر دراستها دراسة استقصائية تقويمية هو الذي يمكن من تجاوز مضاعفاتها التي لا تزال تتحكم في فكر وواقع الأمة اليوم.
أن كثيرين ممن تصدوا لدراسة تلك الفترة لم يسلكوا منهج عدل وسط يجمع بين قدسية المبادئ ومكانة الأشخاص. بل تحكمت فيهم ردود الأفعال، فوقعوا في الغلو فهذا واضح وضوح الشمس، وهو غلو خفي دقيق، لأنه صدر باسم الدفاع عن الصحب الكرام.
إن الصلة بين التأصيل الشرعي والوعي التاريخي أوثق مما يتصور كثيرون، فكل إنسان يحمل صورة ذهنية يسترشد بها في حياته، مركبة من ثلاثة أجزاء:
مثَل أعلى في صورة مبادئ مجردة يطمح إلى الالتزام بها والنسج على منوالها،*
* ومثال في صورة أشخاص استطاعوا الاقتراب من تلك المبادئ، يطمح إلى الاقتداء بهم،
* ووسائل أفلح أولئك الأشخاص في إعمالها بنجاح في خدمة المثَل، يميل إلى اعتمادها.
ولم يعرف التاريخ البشري - ولن يعرف - تحول المثَل إلى مثال بشكل مطلق، لأن ذلك في غير مستطاع البشر. وحتى حين يوجد الأنبياء - وهم قمة الكمال البشري فإن حدود الزمان والمكان لا تسمح لهم بتحويل المثل إلى مثال في مجتمعاتهم، والارتفاع بمستوى التدين إلى مستوى الدين بشكل مطلق، لأن الدين هداية إلهية كاملة. ولعل في وفاة رسول الله عليه السلام وهو يتطلع إلى إقامة البيت على قواعد إبراهيم نموذج لذلك. أما غير الأنبياء فإن أخطاءهم وذنوبهم تزيد الفجوة بين الدين والتدين اتساعا، إذ هم غير معصومين لكن ليس كل الناس يملكون مستوى من التجريد يمكنهم من التفريق بين المبدء وحامله، وبين المبدء ووسائل التعبير عنه زمنيا.
وهنا يدخل داء "التجسيد": فتصبح المبادئ مجسَّدة في أشخاص مهما يكونوا عظماء فهم غير معصومين، وفي وسائل مهما تكن ناجحة أيام التأسيس فهي محدودة بزمانها ومكانها ويتولد عن داء التجسيد داءان: الجبرية والجمود. أما الجبرية فهي إيمان بأن ليس في الإمكان أبدع مما كان، ونظرٌ إلى أحداث الماضي على أنها ضربة لازب لم يكن منها بد، بما يترتب على ذلك من الخضوع لامتدادات الماضي في الحاضر، وسد لأبواب الطموح إلى الاستدراك والتصحيح. وأما الجمود فهو تبلد وانكفاء على وسائل نجحت في الماضي، لكنها لم تعد مناسبة في الحاضر، ولا مجدية في المستقبل، مما يؤدي إلى تخلف المبادئ عن الحياة.
أما العلاج فهو الوعي التاريخي الذي يُدخل فكرة الزمن في دراسة المبادئ، فيتضح التمايز بين المثَل والمثال: بين المبدء وحامله، وبين المبدء ووسائل خدمته، فتنفتح أبواب التقييم الصحيح للماضي، المرشد إلى سلامة البناء في المستقبل مثلا - لن يكون كافيا، إذا وهكذا فإن التأصيل لمبادئ الإسلام في السياسة والحكم ورد في صيغة حديث مجرد عن الشورى والبيعة والعدل ... الخ دون تحليل تاريخي لمراحل المد والجزر والاقتراب والابتعاد من هذه المبادئ في تاريخ الأمة، وخصوصا في مرحلة التأسيس التي يتخذها الجميع أصلا ومرجعا.
ومهما يرهق الباحث نفسه في تأصيل العدل في الحكم ، فسيجد من المصابين بداء التجسيد مَن يحتج عليه قولا أو فعلا بعمل بعض الأكابر الذين آثروا أقاربهم بالولايات والأموال. ومهما يرهقْ نفسه في الحديث عن حق الأمة في اختيار قادتها، فسيجد من يحاججه قولا أو فعلا بعمل بعض الأكابر الذين ورَّثوا أبناءهم السلطة.
وليس من حل لهذه الأزمة الفكرية والعملية سوى التقيد بوصية النبي عليه السلام لأبي ذر ب"قول الحق وإن كان مرا" ، وتسمية الأخطاء بأسمائها دون مواربة، وخصوصا أخطاء الأكابر الذين هم محل القدوة والأسوة من أجيال الأمة.
لقد أفضى أولئك الأكابر إلى ما قدموا من خدمات جليلة لرسالة الإسلام، فأجرهم على الله تعالى، وعذرهم عنده سبحانه. أما المبادئ فهي حية خالدة، فالحفاظ عليها واجب، ووضوحها في أذهان الناس ضرورة. وحاجة الناس إلى المثَل الأعلى أكبر من حاجتهم إلى أي مثال بشري مهما سما، بعد أن أغناهم الله بالأنبياء المعصومين عمن سواهم.
لقد درج كثير من علماء المسلمين في الماضي والحاضر على الكتابة عن حياة الصحابة وتاريخ السلف بمنهج سرد المناقب والفضائل فقط، محكومين بالجدل مع القادحين في الصحابة ، والذين لم يعترفوا لهم بفضل السبق. ورغم فائدة هذا المنهج في استنهاض الهمم الراكدة، وفي الرد على الطوائف المعاندة، إلا أنه يشتمل على جوانب قصور منهجية، أهمها أنه يسلخ حياة الصحابة والسلف الأول من طبيعتها البشرية: طبيعة الصراع بين المثَل والواقع، والمعاناة النفسية في سبيل الارتفاع إلى مستوى المبدء، ومظاهر السقوط والنهوض، والذنب والتوبة، والغفلة والإنابة.. وهذا هو جوهر التجربة المؤمنة في كل عصر، فإذا فقدها التاريخ استحال من تاريخ حي نابض، إلى تاريخ جامد مقدس، يثير الحماس لكنه لا يمنح الخبرة، يحرك الهمة لكنه لا يقدم العبرة، يُظهر تقصير الخلف لكنه يُقْنطهم من الاقتداء بالسلف.
ولم يكن هذا نهج القرآن الكريم في عرض قصص الأولين، وحياة السالفين. فحتى حينما تحدث القرآن الكريم عن الأنبياء المعصومين بالوحي، قدم الصورة مكتملة، متضمنة نقاط القوة والضعف، حتى يستوعب المتدبر العبرة، ويظل التاريخ تاريخ بشر من لحم ودم، لا تاريخ ملائكة جبلوا على الطاعة دون جهد أو معاناة.
وإقرأ قول الله سبحانه عن آدم عليه السلام:
فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ " 20:121
وعن نوح عليه السلام:
" قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ ۖ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ 11:47
وعن داود عليه السلام :
" قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ ۖ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ ۗ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ۩ (38:24)
وعن سليمان عليه السلام:
" وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَىٰ كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ " 38:34
وعن يوسف عليه السلام :
" وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ ۚ كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ " 12:24
وعن موسى عليه السلام :
" قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " 28:16
ثم أخيرا عن محمد عليه السلام:
" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ۖ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ " 66:1
" عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ " 9:43
وهذا المنهج القرآني هو الذي يجعل الصورة مكتملة، والحجة قائمة، وإلا فما لنا وللاقتداء ببشر تجردوا من صفة البشرية؟! إن الخالق الحكيم العدل لم يكلفنا بذلك، ولذلك بعث إلينا بشرا رسولا، لا ملَكا رسولا، عن قصد وحكمة " قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا "17:95
إن آفة الكثيرين من خاضوا في الخلافات السياسية بين الصحابة هي عدم التحري في النقل. فقد ورثت أجيال المسلمين تراثا ضخما من الروايات المتناقضة عن تلك الأحداث، وخلقت التعصبات والأهواء ، فأصبح جل الباحثين ينتقون الروايات التي تناسب رؤيتهم، دون اعتماد معيار موضوعي في النقل. وليس من معيار علمي أحسن من منهج القرآن الكريم. لكن الغريب والمثير للأسى في آن هو أن بعض المعاصرين من يُتوسم فيهم الالتزام بهذا المنهج، لا يلزمون أنفسهم به إلا نظريا، فهم يهاجمون الكذابين والمتساهلين في النقل، ثم يسمحون لأنفسهم بكل أنواع التساهل إذا كانت بعض الروايات تدعم وجهتهم في النظر والتحليل.
وخلاصة العبرة من هذا المنهج القرآني أن دراسة تاريخ الأولين - صحابة أو غير صحابة - ينبغي أن تحرص على تقديم الصورة كاملة، بجوانبها المضيئة والقاتمة، فلا يوجد تاريخ كله خالى من الشوائب، والعبرة من الخطأ والتقصير تساوي العبرة من الصواب والنهوض، بل قد تفوقها أحيانا. وفي حياة كل المؤمنين عبرة، سواء من كان منهم ظالما لنفسه، أو مقتصدا، أو سابقا بالخيرات بإذن الله.
وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ * ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ۖ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ " 35:31,32
المراجع:
القرآن الكريم، مسند الإمام أحمد بن حنبل، شرح أصول إعتقاد أهل السنة، الطبقات الكبرى، كتاب فضائل الصحابة، مجمع الزوائد، درء تعارض العقل والنقل، الخلافات السياسية بين الصحابة.
السلام عليكم ورحمة الله أستاذنا العزيز / محمد صادق نشكرك على هذا المقال المميز في بحث تاريخ السلفية ونشأة الفكر الايديولوجي السلفي والذي نشأ من رحم المعارك الحربية والغزوات ..!!
ولم ينشأ من هدي القرآن .. ولقد تناول القرآن العظيم قضية الكبراء والضعفاء وتبعية الضعفاء للكبراء في عقائدهم ومصالحهم الدنيوية والسياسية .. ووصف القرآن العظيم حالهم وقت دخولهم النار وتخاصمهم فيها ..
ولو تدبرنا هذا الحوار القرأني العظيم لوجدنا أن الضعفاء قد اختاروا بمحض إراديتهم أن يكونوا تابعين لسادتهم الكبراء ..!!
فكل منهما أي من الفريقين من العاصيين المذنبين الفاسقين ..!
يقول تعالى في وصف حال الفريقين في النار بعد الحساب { وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ } ابراهيم 21.
وإذا كان النقد البناء المباشر لعقائد وسلوك الكبراء يعتبروه الضعفاء التابعين لهم من باب التطاول فهو لا يعد خروج على الدين بل هو من أساس الدين لأنه أمر بالقسط .
وشكرا أستاذنا الكريم وجزاك الله كل خير على هذا السعي الطيب في إظهار حقائق الإسلام وطبائع المسلمين
الأستاذ محمد الصادق السلام عليكم لقد وضح أصل المشكلة ،أو أساسها في الخلط المتعمد لأو غير المتعمد بين الوحي الإلهي، والتاريخ في المرجعية ، أو لنقل الدين الإلهي والتدين البشري الذي يعني تطبيقهم العملي للدين ، بما يشوبه من أخطاء غير موجودة بالطبع في الوحي الإلهي ! وهذا ما يخلق كل هذة التفريعات ، هذا لأن البشر مختلفون في فهمهم للنص القرآني ، وتقديس الأكابر أو الأجداد ، يدخل المسألة بفعل سياسة الشيطان إلى حلقة مفرغة ، لا تكاد تصل فيها لحل أو حلول عند كلامك مع أتباع هذه النظريات البشرية ، وكما قلت في المقال أن ما يفعل المشكلة ويثبتها هو شخصنة الأفكار .
أختنا الكريمة الأستاذة نورا سلام الله عليك،
أختنا الكريمة، أكرمك الله عز وجل بهذا العلم الذى يظهر بوضوح فى كل تعليقات سيادتكم. أدعو الله السميع العليم أن يديم عليك نعمة العلم ويزيدك من فضله. اشكرك على مرورك الكريم ولقد صدقت فى كل ما خطه قلمك الكريم.
ولنقرأ قول الله سبحانه عن السلف وبلغة القرآن " آباءنا " وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِآبَاءَنَا ۚأَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ " المائدة 104
وفى موضع آخر يقول سبحانه: " أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ " المائدة 50
أختنا الكريمة، عصر الجاهلية فى الماضى كان له تأثير كبير على فهم السلف وتطبيق القرآن الكريم والذى قد تعودا عليه قبل بعثة الرسول الكريم وإزداد الإجرام فى حق القرآن بعد وفاة الرسول عليه السلام. ولك أن تنظرى فى ما ينادى به سلفيون الجاهلية المعاصرة اليوم نجدها لا تمت بصلة إلى القرآن الكريم وتعاليم الرسول حين كان بينهم، فلماذا إختلفوا وبدلوا وأضافوا بما يناسب أهواءهم وتلبية لرغبات الحكام وحتى الآن هم على نفس المنوال.
أشكرك مرة ثانية ولك منى كل التقدير والإحترام،
أخوكم محمد صادق
أخى الحبيب الأستاذ محمود مرسى سلام الله عليك،
اشكرك على مرورك الكريم وحسن تدبرك فأدعو الله سبحانه أن يزيدكم من فضله.
لقد وضعت النقاط فوق الحروف بالإستشهاد بهذه الآيات الكريمات. وعلى نفس السياق أقول لسيادتكم فلنقرأ قول الواحد الأحد: فى سورة غافر
وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ (47)
قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ (48)
وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ (49)
قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (50)
وكذلك فى موضع آخر: إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا " النساء 97
سبحان الله العظيم، يقرؤن هذه الآيات فيحاولو لى أعناق آيات الله الكريمات حتى تتوافق مع برنامجهم الذى ينم على الجاهلية المعاصرة وما زالوا مصممين على الدفاع عن هذا الهراء وليحكم الله بين العباد يوم التغابن.
اشكرك أخى الكريم مرة ثانية وتقبل منى كل التقدير والإحترام،
أخوكم محمد صادق
أختنا الكريمة الأستاذة عائشة، سلام الله عليك،
أشكرك على مرورك الكريم وكالعادة فى كل تعليقات سيادتكم أشف منها ريحة الإيمان وقوة العزيمة على التمسك بكتاب الله الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
أختنا الكريمة، فلنقرأ قول الله سبحانه فى سورة فاطر وأرجو تدبر هذه الآيات الكريمات:
وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ (31)
ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ۖ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32)
فقد تركوا الحق وإتبعوا خطوات الشيطان وأهدى المقطع التالى لكل من يدافع عن هؤلاء بدون علم ولا تدبر، فهذا المقطع ينطبق-فى نظرى- على كل من يخالف إتباع القرآن الكريم ويلجأ إلى هؤلاء الذين يُطلق عليهم الدعاة أو المشايخ أو......الخ: سورة الفرقان
وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا (25)
الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَٰنِ ۚ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا (26)
وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27)
يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28)
لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا (29)
وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (30)
وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا (31)
هذه الآيات الكريمات تليت على الجيل الأول والذى يطلقون عليهم الصحابة وأسفا أنهم لم يتعظوا ولن يتعظوا- والله أعلم- ولم يدركوا أن هذا المقطع هو من أشد الآيات التى يجب على كل مسلم أن يتخذ مع الرسول سبيل، وما هو سبيل الرسول " القرآن الكريم " وكفى. وهؤلاء هم أعداء الأنبياء.
أشكرك مرة ثانية ولك منى كل التقدير واإحترام،
أخوكم محمد صادق
أشكرك على المقال المستنير و أوئيد ما تتوجه إليه
حيث أنه من الواجب علينا (استقراء الدين التاريخى أو التاريخ الدينى)
فالتاريخ يكتبه و يفرضه المنتصر و لمصلحته
و كذلك يصاغ التاريخ وفقا لوجهة نظر من يكتبه و لمصلحته
و هذا ينطبق كذلك على الدين البشرى المعتمد على أقوال الرسول محمد و أعماله التاريخية التى وصلت إلينا من خلال المنقول من الأحاديث و السيرة
فالتاريخ فى رأينا ليس حجة على أحد أو لأحد و لكن حسبنا بالنتائج التى أوصلتنا إلى واقعنا و شكلته لتكون هى الحجة لنا على من سبقونا فى أفعالهم و الحجة على صدق تأريخهم، حيث أنها الواقع الملموس و أنها بالضرورة هى نتائج تراكم لما تم فعلا من أحداث فى التاريخ ـ السياسى الملون بالدين أو الدينى الملون بالسياسة ـ و عليه يجب أن يكون ظننا و حكمنا لما تم من أحداث التاريخ هو نتيجة استقراء و تحليل من الواقع و ليس من قراءة للماضى.
و بتحليلنا نتائج الواقع الذى نحن فيه الآن، نصل (ظنا) إلى ما تم من أحداث فى التاريخ و نحاول إصلاح تلك النتائج إن كانت لا تعجبنا ـ و هذا هو المهم ـ و ذلك بعرض الحلول الإصلاحية من واقع معايشتنا و علمنا بالواقع الذى نريد إصلاحه و احتياجاته و إن كان ما نصل إليه دائما ليس هو بالضرورة الصحيح أو نهاية القول و الحل، و لكنه بالضرورة أيضا يكون الأصلح لمكاننا و زماننا .
و كذلك الدين بألوانه البشرية، سواء سنيا كان أو شيعيا أو غيره، الذى شُكلت ملامحه بالأحاديث و الأحداث المزعومة التى نقلت إلينا بواسطة علوم إنسانية (علوم الحديث و الفقه) لا ترقى نتائجها، إلى أثبات الحجية و التوثيق لما قاله أو فعله الرسول أو الصحابة أو التابعين أو تابعى التابعين و لا تستطيع فرز الإسرائيليات و كذلك تأثير الأهواء و المصالح عنها، فينطبق على الدين البشرى ما ينطبق على التاريخ، و عليه فمن الضرورى أن نأخذ بالقرآن وحده ـ حيث أنه على الأقل نظن أنه مجمع على نصوصه إيمانيا لمن يتبعونه ـ و يجب ألا نفهمه أو نؤوله بأحداث تاريخية من خارجه و أنما نفهمه بعلمنا ـ الذى نظن اليوم أنه صحيح ـ فى مكاننا و زماننا و بذلك نستطيع أن نفهم ديننا و أن نشكل دنيانا.
و لننظر حولنا فى أحداث التاريخ المعاصر ـ السياسى الملون بالدين أو الدينى الملون بالسياسة ـ هل نستطيع أن نجزم بصحة ما تم إعلامنا به أو ما علمناه عنه! ... و الأمثلة كثيرة؟ ..... فما بالنا بما تم منذ ألف سنة و أكثر!
و عليه لا يكون هناك لزوم لاجترار الأثر و التاريخ أو منازعة الآخرين فى فيما يعتقدون فى الأثر (الحديث) و التاريخ ـ السياسى الملون بالدين أو الدينى الملون بالسياسة ـ راشدا كان أو غير راشد، و لكن علينا طرح و جهة نظرنا مستخدمين فهمنا الحالى النسبى لمحاولة تطبيق كليات القرآن التى طرحها الله علينا فى قرآنه على واقعنا و التى باستعمالها نأمل أن نصلح ديننا و دنيانا.
فبذلك يتسق المنهج الذى نستعمله (استقراء التاريخ) سواء فى معالجة الأثر من التاريخ أو الحديث لفهم الواقع الذى نعيشه
أستدراك
إن النفس الإنسانية لا تنجو من الهوى نتيجة أتفاق أو اختلاف المصالح مشروعة كانت أو غير مشروعة
و إن كان هذا لا يمنع إطلاقا من البحث و التقصى و وضع المعايير الحاكمة فى محاولة للوصول إلى نتائج و محاولة تعرية الحقيقة و استقراء التاريخ
و الواجب على كل شخص استقبال نتائج البحوث بحرص و بنظرة نقدية حتى و لو كان الشخص المستقبِل من التابعين أو المريدين أو المتفقين مع الباحث و إلا نكون مثل من نخالفهم و نقع فى نفس خطأهم، فما بالنا من المختلفين مع نتائج الباحث أو أسلوب البحث
فإن اتفقنا مع نتائجهم نؤيدهم بالأسانيد و الدليل و إن اختلفنا نبرز أخطائهم و لا عيب فى هذا أو ذاك
و نعود و نؤكد على الأدوات المتاحة للباحث فى موضوع البحث و ندقق فى مرجعية حجيتها و خلوها من الهوى و المصلحة
و تبقى دائما الحقيقة فى ذمة أصحابها و نواياهم سواء من فعلوها أو من بحث عنها و تكون حقيقة نسبية لمتلقيها و لا تلزم أحد إلا من يعتقد فيها و يتبعها
و لكم منا كل الود
أخى الحبيب الأستاذ مصطفى فهمى سلام الله عليك،
أشكرك شكرا جزيلا على مداخلتكم التى اضاقت قوة وإيضاح زاد من قيمة المقال فجزاك الله كل الخير.
لقد صدقت فى كل ما ذهبت إليه، وهذا يدل على قوة إيمانك بكتاب الله سبحانه والتمسك به، فأدعو الله السميع العليم أن يزيدك علما ويشملك وإياى برحمته وهو القادر على كل شيئ.
أشكرك مرة ثانية وأتمنى أن أرى تعليقات سيادتكم على ما أنشره حتى أستفيد ونفيد غيرنا بارك الله فيك.
كل التقدير والإحترام،
أخوكم محمد صادق
الموروث قال لنا أن الصلاة عماد الدين"”
وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ
تابع العدد أربعة في القرآن الجزء الثاني
قصة موسى والعبد الصالح بين الحقيقة والخرافة
دعوة للتبرع
ولذلك خلقهم : ـ قرأتُ لكم طائفة من مقالا ت تخص هذا الجان ب ...
سبقت الاجابات: هل قراءة القرا ن تكفي في الصلا ة ام لا بد من...
إلا وسعها : هل هناك فرق بين قول الله عز وجل (وَلا...
لا تناقض إطلاقا: قرأت كتابك ( النصر ) وكتاب ( أكابر المجر مين ) عن...
فملاقيه : يقول جل وعلا : ( يَا أَيُّ هَا الإِن سَانُ ...
more
الأستاذ الكريم / محمد صادق السلام عليكم ورحمة الله صدقت أستاذنا الكبير حين قلت أن " كشف فضائح المستبدين المعاصرين غير ممكن ما دام الحديث عن الانحرافات السياسية التي بدأت في عصر الصحابة مطبوع بطابع التبرير والدفاع، لا بطابع الدراسة المجردة الهادفة إلى الاعتبار، وما دام الحديث عن تلك الفتن والخلافات السياسية يتحكم فيه فقه التحفظ، لا فقه التقويم. ذلك أن من طبيعة المبدأ الأخلاقي العموم والاطراد، فليس من الممكن تحريم الظلم السياسي على الخلف، وإباحته للسلف، دون وقوع في تناقض فكري وأخلاقي".
وهذا هو من أصعب ما يواجهه أي باحث حين ينتقد تصرف صحابي أو يتعرض لعمل قام به هذا الصحابي منافي لما جاء بالقرآن الكريم .
فمجرد التعرض وذكر هذه الأحداث وغبداء الرأي فيها بصراحة دون تجريح يكون قد تعرض لصحابة رسول الله على حسب زعمهم ونقدهم فتقديم الصورة كاملة كما ذكرت في دراسة تاريخ الأولين ضرورة لآنهم لم يكونوا معصومين من الخطأ