د. شاكر النابلسي Ýí 2010-08-19
كانت دهشتي كبيرة، عندما قرأت الجزء الأول، من إعلان الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية، من خلال مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الإخبارية، والذي يقول فيه أن "العراق لا يحتاج لوجود ثابت، أو قواعد عسكرية في العراق، وأن القوات الأمنية العراقية بإمكانها مع نهاية 2011 مواجهة جماعات العنف المسلح في العراق، وحماية الأمن الداخلي."
أما الجزء الثاني من تصريح علي الدباغ، فمقبول وواقعي. وكلنا من عراقيين وعرب ننادي به، ونأمل Êcute; تحقيقه وليست فقط الحكومة العراقية. وهو الذي قال، أن "العراق يسعى لبناء قواته الأمنية والدفاعية، لحماية أمن مواطنيه، ووحدة ترابه وسيادته، ضمن علاقات ثنائية مع دول المنطقة، ونزع بذور التوتر والخلاف، والتدخل في الشؤون الداخلية، وبناء علاقات، و مصالح إقليمية تؤمن استقرار، ووحدة العراق."
وإن كان في هذا التصريح الكثير من الإنشائية، والكلام المكرر.
الرأي الآخر والأكثر واقعية وصدقاً
ولكن لماذا كانت دهشتي عظيمة، عندما سمعت وقرأت الجزء الأول من تصريح الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية؟
السبب المباشر لهذه الدهشة، أنني قلبتُ الصفحة يومها، فوجدت في الصفحة الأخرى تصريح أكثر واقعية، وأكثر صدقاً، وأكثر شجاعة وشفافية من تصريح الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية. وهو تصريح رئيس أركان الجيش العراقي الركن بابكر زيباري في11/8/2010 ، عندما قال بكل شجاعة، وموضوعية، وبمسؤولية وصدق الجندي الباسل، من أن "الجيش العراقي لن يكون قادراً تماماً على تولي الملف الأمني قبل 2020، وسيكون بحاجة للدعم الأميركي حتى ذلك الحين. وأضاف زيباري في مؤتمر عُقد لتقييم (جاهزية) القوات الأمنية لحماية البلاد، بعد انسحاب القوات الأميركية، أن "إستراتيجية بناء القوات تسير على ثلاث مراحل مهمة جداً، ويجب الحرص عليها." وحول انسحاب القوات الأميركية، يرى زيباري أنه "على السياسيين إيجاد أساليب أخرى لتعويض الفراغ لما بعد 2011، لان الجيش لن يتكامل قبل عام 2020."
وقال في عبارة خطيرة، ودالة:
"لو سُئلتُ عن الانسحاب لقلتُ للسياسيين، يجب أن يبقى الجيش الأمريكي حتى تكامل الجيش العراقي عام 2020."
أسئلة مريرة وحائرة
والأسئلة المريرة والحائرة التي يثيرها هذان التصريحان (تصريح الناطق الرسمي باسم الحكومة وتصريح زيباري رئيس الأركان) هي:
هل استندوا إلى (جاهزية) الجيش والأمن العراقيين، اللذين قال عنهما بابكر زيباري في الأمس بأنهما لن يكونا جاهزين إلا في العام 2020؟
أم أنهم استندوا إلى دعم ومساندة الشعب العراقي، الذي ذاق الأمرين من هؤلاء الساسة، الذين سرقوه، ونهبوه، وغدروا به، وتركوه نهباً، وفريسة للإرهاب، والغلاء، وسوء الخدمات، وراحوا يتصارعون صراع الوحوش الكاسرة، على الفريسة العراقية؟
وأخيراً:
إن مستقبل العراق القريب مخيف، ومظلم، رغم تفاؤل كثير من الزملاء المفكرين، والباحثين، والكتّاب. أما أنا فمتشائم – على غير عادتي - ولعل سرَّ تشاؤمي اليوم، هو هذه الأسئلة الصعبة والحائرة، التي طرحتها، دون أن أعثر لها عن إجابة شافية.
هل أصبحت مصر دولة "مدنية" لأول مرة ؟
هل مستقبل مصر السياسى فى ( الشوقراطية )
دعوة للتبرع
القرآن وكفى : السلا م عليكم ورحمة الله وبركا ته منهج...
قرار / استقرار : ما معنى كلمة ( قرار ) فى القرآ ن الكري م ؟ هل هو...
خطبة الجمعة: لماذا انقطع الدكت ور احمد عن محاضر ات ...
ليس خطأ منّا : هل صحيح ما قيل بأنه : ( كثيرا ما يستشه د أهل...
أربعة أسئلة: السؤا ل الأول فى محلات الكوا فير الرجل...
more