الحاخام السعودي سره باتع
أحمد أحمد
Ýí
2006-11-29
لم يخب ظني و لا مرة، مع كل حدث يحدث يثير ضجة تتعلق بالإسلام، ففي كل مرة أتوقع مع حدوث زوبعة كهذه الأخيرة بشأن وزير الثقافة، أن أستقبل على بريدي عددا من الرسائل تحمل في طياتها مجموعة من الفتاوي السعودية تتعلق بالقضية سبب الزوبعة. و تتنوع تلك الباقة بين فتاوى رسمية مثل تلك الصادرة عن لجنة دائمة، أو مجمع لعلمائهم، و فتاوى أهلية صادرة عن مشايخ و دعاة يحملون الرعوية السعودية. أما أكثر ما يلفت النظر، أن المتطوعين بالإرسال هم دائما مصريين، تختلف الأسماء، سواء أكانت حقيقية أو تمويهية، و لكنهم في نهاية المطاف مصريين، سواء تصريحا أو من لهجة تقديم الرسالة أو التعليق عليها. كان تكرار تلك الملاحظة سببا في دفعي لعمل إستقصاء لأرى حجم تلك الظاهرة، فقمت بسؤال الكثير ممن أتعامل معهم، سواء مباشرة أو عبر وسائل الإتصال، من معارفي و زملائي المصريين داخل مصر و خارجها، فوجدت أن الإجابة واحدة، هم أيضا يستقبلون مثل تلك الفتاوى، و إنها جميعا سعودية المنشأ مع دور مصري لا يتعدى عملية التوزيع، الإختلاف فقط في الكم و أسماء المتطوعين بالإرسال بالطبع .النتيجة كانت تأكيد أخر على مدى التغلغل السعودي الذي يرتدي ثوبا دينيا، و ما يتبع ذلك من هيمنة سياسية و إقتصادية على القرار المصري، الرسمي أو الشعبي، فقد عرف آل سعود أن مفتاحنا هو الدين، فقد عرفنا ، بضم العين، بإننا شعب متدين منذ فجر التاريخ، و لازلنا و سوف نظل على ذلك بمشيئة الله تعالى، إذا ليسيطروا علينا من هذا الباب، فليس من المعقول أن الشباب المصري قد إتفق على النهج السعودي وحده، دون أن يكون في ذلك تخطيط. فلو إنه لا يوجد حقا أي تخطيط سعودي رسمي مرسوم و ممنهج للسيطرة على العقل و الضمير المصري، لكنا وجدنا تنوع ضخم، و لوجدنا شباب يتحزبون لمشايخ مصريين و أخرين لشيخ سوداني، و أخرين لعالم سوري، أو داعية مغربي. الواقع الذي نراه، يدل على حقيقة التخطيط المنهجي السعودي للسيطرة على مصر دينيا، ليسهل قيادتها سياسيا و الهيمنة عليها إقتصاديا، فمصر لم تعقم عن إنجاب علماء يتفوقون على علماء آل سعود، أو أن علماء مصر جميعا قد أصبحوا فقهاء للسلطان، فالجميع يعلم أن هناك علماء مصريين، داخل مصر و خارجها، من كل فرقة و مذهب، لا تنطق أفواههم إلا بالحق .مثلما هو معلوم مدى سيطرة آل سعود على علمائهم و دعاتهم داخل نطاق نفوذهم بالجزيرة العربية، و قد فضحت حرب لبنان الأخيرة الأمور و ألقت الضوء على حقيقة آل سعود و دعاتهم، ففتوى كعب أحبار آل سعود ابن جبرين، و دعوى كبير دعاة هذه العائلة الحاخام سلمان العودة، لازالتا طازجتين لم تبرحا ذاكرة المسلمين، تلك الفتاوى السعودية التي دعت، بلا أدنى حياء، إلى عدم مساندة حزب الله، و الدعوة جهرا و بوضوح وبلا مواربة، إلى الكف عن نصرته في حربة ضد إسرائيل، و العمل على خذلانة، بل و حتى الدعاء له بالنصر حرماه على المسلمين، فأثبتا لنا، مرة أخرى، أن يهود إسرائيل هم أقرب إلى آل سعود و إلى حاخامات آل سعود، في المعتقد من حزب الله و مسلمي لبنان، لقد أثبتا لنا، و أعني ابن جبرين و سلمان العودة، أن بني النضير قد عادوا للجزيرة العربية و لكن كحكام لجزيرة العرب و علماء و دعاة بها. لقد عرت حرب لبنان الأخيرة، في الصيف الماضي، هذا النظام، الذي يوهم المسلمين بالألقاب، كخادم الحرمين و ما إلى ذلك، و يكدس السلاح بالمليارات في مخازنه و لكن لم يطلق طلقة بإتجاه العدو الحقيقي لهذه الأمة طوال تاريخه. إنها دعوة مصرية خالصة، لشباب مصر الواعي ليمد يده بالمساعدة لينتشل إخوانه، الذين وقعوا في الأحبولة السعودية، و إبتلعوا دعاية بارعة، و خدعوا
اجمالي القراءات
4918