قصةطالوت وداود وسليمان فى القرآن

رضا البطاوى البطاوى Ýí 2009-05-08


طالوت (ص)وجالوت(ص) :
بعد وفاة موسى (ص)بمدة لا تعرف اجتمع كبار بنى إسرائيل وتشاوروا فى استعادة الأرض المحتلة واتخذوا قرارا بالاستعداد لتحرير الأرض وهم قوم جالوت فذهبوا لنبى لهم فقالوا له :اختر لنا حاكما نحارب فى نصر دين الله فقال لهم النبى (ص)هل عسيتم إن فرضت عليكم الحرب ألا تحاربوا فقال القوم :وما لنا ألا نحارب فى نصر دين الله وقد طردنا من بلادنا وأولادنا ،فأوحى الله للنبى (ص)وجوب القتال عليهم فأخبرهم النبى بأمر الله فكانت النتيجة أنهم لم يستجيبوا سوى عدد قليل منهم &e; ،ثم قال لهم رسولهم (ص)إن الله قد اختار لكم حاكما أى قائدا هو طالوت فقالوا للنبى (ص)كيف يصبح الحاكم علينا ونحن أولى بالحكم منه ولم يعطى كثرة من المال فقال النبى(ص)لهم :إن الله اختاره منكم وأعطاه زيادة فى المعرفة والجسم والله يعطى حكمه من يريد ،ثم قال لهم النبى (ص) عن علامة حكمه عليكم هى أن يجيئكم الصندوق به سكينة من إلهكم أى بقية من الذى ترك أهل موسى (ص)وهارون(ص)وهى التوراة ترفعه الملائكة إن فى هذا لعلامة لكم إن كنتم مصدقين بالله ،وفعلا جاءت الملائكة بالصندوق وتولى طالوت (ص)الملك وأخذ الجنود وسار بهم ناحية الأرض المقدسة ثم قال لهم :إن الله مختبركم بنهر ماء فمن ارتوى منه فليس من جندى ومن لم يذقه فإنه من جندى إلا من شرب غرفة بيده فكانت النتيجة شرب الكل من ماء النهر عدا قليل منهم تناول كل منهم غرفة بيده وبعد هذا عبر القليل منهم معه النهر ولما شاهدوا العدو قالوا :لا استطاعة لنا فى جالوت وجيشه فقال الذين يعرفون أنهم داخلوا الجنة :كم من جماعة قليلة هزمت جماعة كثيرة بأمر الله والله مع المطيعين ،وعند هذا خرجوا لقتال جالوت وجيشه فدعوا الله :إلهنا أعطنا لك طاعة أى رسخ نفوسنا أى أيدنا على الناس الظالمين وبالفعل هزم طالوت (ص) والذين أمنوا معه جالوت وجيشه وقتل داود(ص)جالوت وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "ألم تر إلى الملأ من بنى إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبى لهم ابعث لنا ملكا نقاتل فى سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا قالوا وما لنا ألا نقاتل فى سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبناءنا فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم والله عليم بالظالمين وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة فى العلم والجسم والله يؤتى ملكه من يشاء والله واسع عليم وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة إن فى ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس منى ومن لم يطعمه فإنه منى إلا من اغترف غرفة بيده فشربوا منه إلا قليلا منهم فلما جاوزه هو والذين أمنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت "
داود (ص):
بدايته أنه كان جنديا فى جيش طالوت (ص)وقد قتل قائد الأعداء جالوت وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت "ونتيجة علمه وشجاعته اصطفاه الله رسولا أعطاه الحكمة وهو الوحى الذى يحكم به و الملك والمراد اختاره خليفة فى الأرض بعد طالوت (ص)وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء "وقال بسورة ص"يا داود إنا جعلناك خليفة فى الأرض "وقد بين الله لدواد(ص) شروط الحكم وهى الحكم بالعدل بين الناس وهو حكم الله وعدم اتباع الهوى وهو شهوات النفس كما بين له أنه لو أطاع الهوى فسيكون له عذاب شديد وفى هذا قال تعالى بسورة ص"يا داود إنا جعلناك خليفة فى الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب "وقد أعطى الله داود(ص)التالى :
-الحكمة وهى فصل الخطاب وهو الوحى الإلهى وهو كتاب الزبور وفى هذا قال تعالى بسورة ص"وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب "وقال بسورة النساء "وأتيناه داود زبورا"
-شدة الملك وهى قوة الدولة وفى هذا قال بسورة ص"وشددنا ملكه " .
-تسخير الجبال تسبح معه وقت الشروق ووقت الغروب وفى هذا قال بسورة ص"إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشى والإشراق "وقال بسورة سبأ "ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبى معه ".
-اجتماع الطير معه للتسبيح معه وقت الشروق ووقت العشى وفى هذا قال تعالى بسورة سبأ"ولقد أتينا داود منا فضلا يا جبال أوبى معه والطير ".
-إلانة الحديد له وفى هذا قال تعالى بسورة سبأ"وألنا له الحديد "وقد علم الله داود(ص)صنعة اللبوس أى لباس الحرب من الحديد الذى يحميهم من ضربات الأذى وفى هذا قال تعالى بسورة الأنبياء "وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم "وهذا اللباس الحربى أى السابغات كانت مصنوعة بمقادير معينة من الحلقات الحديدية المسماة السرد وفى هذا قال تعالى بسورة سبأ"وألنا له الحديد أن أعمل سابغات وقدر فى السرد ".
قصة النعاج :
فى أحد الأيام وبينما كان داود(ص)فى المحراب تسلق جدران المحراب خصمان ثم دخلوا على داود(ص)فخاف منهم فقالوا :لا تخشى أذى منا،نحن خصمان ظلم بعضنا بعضا فاقضى بيننا بالعدل ولا تظلم وعلمنا الصراط المستقيم ،ثم قال المظلوم له:إن هذا أخى له 99 نعجة ولى نعجة واحدة فقال لى سلمها لى وألح على فى الحديث فقال له داود(ص)لقد بغى عليك بطلبه ضم نعجتك لنعاجه وإن كثيرا من الشركاء ليظلم بعضهم بعضا إلا الذين صدقوا وفعلوا الحسنات وقليل ما هم ،وبعد هذا ظن داود(ص)أنما أسقطناه وهو ظن خاطىء لذا استعفى الله وتاب فتاب الله علينا وفى هذا قال تعالى بسورة ص"وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب إذ دخلوا على داود ففزع منهم فقالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط إن هذا أخى له تسع وتسعون نعجة ولى نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزنى فى الخطاب قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغى بعضهم على بعض إلا الذين أمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب فغفرنا له ذلك " .
قصة الحرث :
دخلت غنم بعضهم فى حرث وهو زرع قوم فأفسدته بأكلها له فذهب أصحاب الزرع وأصحاب الغنم لداود(ص)ليحكم بينهم فحكم بأخذ أصحاب الزرع للغنم عوضا عن زرعهم مع بقاء أرضهم معهم وقابلوا وهم خارجون من عنده ابنه سليمان (ص)فحكوا له القصة وحكم والده فحكم أن يأخذ أصحاب الزرع الغنم حتى يزرع أصحاب الغنم الأرض وتعود كما كانت وعند هذا يسترد أصحاب الزرع زرعهم وأصحاب الغنم غنمهم وفى هذا قال تعالى بسورة الأنبياء "وداود وسليمان إذ يحكمان فى الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها سليمان".
لعن داود (ص)لبنى إسرائيل :
لما وجد داود(ص)اليهود يكثرون من عصيان أحكام الله لعنهم أى دعا الله عليهم طالبا لهم العذاب وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "لعن الذين كفروا من بنى إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون " .
وكان داود (ص)وابنه سليمان (ص)يحمدان الله فيقولا :الحمد لله الذى ميزنا على كثير من خلقه المصدقين وفى هذا قال تعالى بسورة النمل "ولقد أتينا داود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذى فضلنا على كثير من عباده المؤمنين ".
وقد مدح الله داود(ص)فوصفه بأنه ذا الأيد أى القوة فى طاعة الله وأنه أواب وفى هذا قال بسورة ص"واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب " وأخبرنا أن له الزلفى وهى حسن المآب أى الجنة وفى هذا قال تعالى بسورة ص"وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب"وقد نزل على داود(ص)فى الزبور من بعد الحكم آية تقول أن الأرض يرثها عبادى الصالحون وفى هذا قال تعالى بسورة الحج "ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون ".
سليمان (ص):
هو ابن داود(ص) ولم ينجب سواه حيث وهبه الله له مصداق لقوله بسورة ص"ووهبنا لداود سليمان "وبدليل أن سليمان(ص) ورثه وحده وفى هذا قال بسورة النمل "وورث سليمان داود "وقد تولى الحكم بعد وفاة والده وقال للناس :يا أيها الناس عرفنا لغة الطيور وأعطينا من كل حكم إن هذا لهو الفضل العظيم وفى هذا قال تعالى بسورة النمل "وورث سليمان داود وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شىء إن هذا لهو الفضل المبين " وكان يحب الخير وهو النفع وفى أحد الأيام تم استعراض الخيل فى صفوف منتظمة فى أضواء وقت العشاء فقال :إنى فضلت حب النفع على ذكر خالقى وظل يردد ذلك حتى اختفت الخيل عن ناظريه فلما انتهى العرض قال لمن يعملون معه :ارجعوا الخيل فلما أعادوا الخيل ظل من شدة حبه للخيل والجهاد عليها يمسح سيقان الخيل وأعناقها وفى هذا قال تعالى بسورة ص"إذ عرض عليه بالعشى الصافنات الجياد فقال إنى أحببت حب الخير عن ذكر ربى حتى توارت بالحجاب ردوها على فطفق مسحا بالسوق والأعناق "وقد اختبر الله سليمان (ص)فألقى على كرسيه الذى يقعد عليه جسدا أى ذهبا والجسد يأتى فى القرآن بمعنى الذهب كما بقوله بسورة طه "عجلا جسدا له خوار "أى عجلا ذهبيا له صوت – فاعتقد سليمان (ص)اعتقادا خاطئا فى الذهب الملقى على الكرسى ولما فكر وجد أنه اعتقاده هو ذنب فتاب من ذنبه وهو أنه غير محتاج لأحد وفى هذا قال تعالى بسورة ص"ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب "ثم دعا سليمان (ص)بعد استغفاره دعا الله فقال :إلهى اعفو عنى واعطنى ملكا لا تعطه لأحد بعد وفاتى إنك أنت العاطى وفى هذا قال تعالى بسورة ص"قال رب اغفر لى وهب لى ملكا لا ينبغى لأحد من بعدى إنك أنت الوهاب "واستجاب الله للدعاء فأعطاه التالى :
-تسخير الريح غدوها شهر ورواحها شهر والمراد أن الله يجريها فى أول النهار مسيرة شهر ويجريها فى أخر النهار مسيرة شهر أخر فكانت تسير فى اليوم مسيرة شهرين من سير الناس بأسرع وسيلة مواصلات وفى هذا قال بسورة سبأ "ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر "والتسخير معناه أن يأمرها سليمان (ص)بالتحرك حيث أراد وفى هذا قال بسورة ص"فسخرنا له الريح تجرى بأمره رخاء حيث أصاب "وكانت المحطة المركزية للريح هى الأرض المباركة المقدسة حيث كانت تخرج منها إلى مختلف مناطق الأرض وفى هذا قال تعالى بسورة الأنبياء "ولسليمان الريح عاصفة تجرى بأمره إلى الأرض التى باركنا فيها "وكانت الريح هى وسيلته للإطمئنان على أحوال الناس فى الأرض .
-إسالة عين القطر والمراد أن الله أعطى سليمان (ص)معدن النحاس فى مجرى يسير فيه هو العين أى النهر وفى هذا قال بسورة سبأ"ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر وأسلنا له عين القطر ".
-تسخير الجن لبناء المحاريب وهى المساجد والتماثيل وهى الفنارات المضيئة وجفان أى صحاف الطهى وقدور أى أوانى الطهى الثابتات على المواقد وفى هذا قال تعالى بسورة سبأ "يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات ".
-تسخير الجن للبحث عما يريد سليمان (ص)وهو الغوص وفى هذا قال تعالى بسورة ص"والشياطين كل بناء وغواص ".
-تعليمه لغات الطير وفى هذا قال تعالى بسورة النمل "علمنا منطق الطير ".
-التحكم فى الجن لدرجة تقييدهم فى الأصفاد وهى القيود إن عصوا أمره وفى هذا قال تعالى بسورة ص"وأخرين مقرنين فى الأصفاد" .
-التحكم فى العطاء وهو الرزق فإذا أراد أعطى بغير حساب أو بحساب أو أمسك العطاء وفى هذا قال تعالى بسورة ص"هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب ".
وكان من فتوح سليمان (ص) فتح سبأ بغير حرب حيث جمع سليمان (ص)جيشه المكون من الجن والإنس والطير وفرقهم فرقا ساروا معا حتى وصلوا عند وادى النمل فرأتهم نملة فقالت لأخواتها ياأيها النمل اولجوا بيوتكم لا يدمرنكم سليمان (ص)وعسكره وهم لا يعرفون بوجودكم ،ولما سمع سليمان(ص)قولها تبسم ضاحكا وقال إلهى قدرنى أن أحمد نعمتك التى أعطيت لى ولأبوى وأن أفعل حسنا تقبله وادخلنى بغفرانك فى عبادك المسلمين ولما سمع سليمان (ص)القول أمر جنوده ألا يمروا حتى يدخل النمل مساكنه فلما دخلوا مروا من الوادى وسار حتى أقاموا معسكرا وسار فيه سليمان (ص)للتفتيش على الجند فوجد الهدهد غير موجود فقال :ما لى لا أشاهد الهدهد هل هو من غير الحاضرين لأعاقبنه عقابا مؤلما أو لأقتلنه أو ليجيئننى بعذر عظيم ،فلبث الهدهد فى مكان غير بعيد عن المعسكر ثم أتى فقال لسليمان (ص) :علمت بالذى لم تعلم به وأتيتك من سبأ بخبر صادق ثم قال :إنى ألفيت امرأة تحكمهم وأعطيت من كل شىء ولها كرسى عرش عظيم لقيتها وشعبها يسجدون للشمس من دون الله وحسن لهم الهوى أعمالهم السيئة فردهم عن الصراط السوى فهم لا يسيرون عليه فقال له سليمان(ص)ألا يطيعون الله وحده ؟الله الذى يخرج الخفى فى السموات والأرض ويعرف الذى تكتمون والذى تعلنون الله الواحد هو خالق الملك الكبير الواسع ،سنرى أيها الهدهد أطابق قولك الواقع أم كنت ممن لا يطابق قولهم الواقع ؟ولئن لم تصدق لأعذبنك أو لأقتلنك ،ثم كتب سليمان (ص)رسالة وأعطاها للهدهد قائلا ارحل برسالتى هذه فأعطها لهم ثم انصرف وشاهد ماذا يقولون فذهب الهدهد ورماها للملكة فقالت للحاضرين من قومها إنى جاءنى خطاب عظيم إنه من سليمان وإنه بحكم الرب النافع المفيد ألا تعصونى وجيئونى مسلمين ثم قالت يا أيها الكبار أجيبونى فى أمرى ما كنت متخذة قرارا حتى تشيرون على فقالوا لها نحن أصحاب قوة أى أصحاب بأس عظيم والحكم لك فاعرفى ماذا تقررين ؟فقالت لهم إن الحكام إذا غزوا قرية دمروها وجعلوا كبار قومها مهانين وهكذا يصنع سليمان وإنى باعثة له بهدية فعالمة بم يعود الرسل ،فأخذ الرسول الهدية وسار حتى وصل لسليمان (ص)وقدمها له فقال له سليمان (ص) رافضا إياها:هل تعطوننى مال فالذى أعطانى الله أفضل من الذى أعطاكم بل أنتم بمالكم تسعدون ،عد لهم فلنجيئنهم بعسكر لا طاقة لهم بها ولنطردنهم منها مهانين وهم صاغرون ،فلما ذهب الرسول قال سليمان (ص)للحاضرين معه :يا أيها الحضور أيكم يجيئنى بكرسى ملكها قبل أن يجيئونى مطيعين فقال واحد من الجن أنا أحضره لك قبل أن تقوم من مجلسك وإنى عليه لقادر صادق فقال الذى عنده معرفة من الوحى وهو جبريل (ص)أنا أحضره لك قبل أن يعود لك نظرك ،وفعلا قبل أن يفتح سليمان (ص)عينيه بعد أن قفلهما وجد الكرسى مكانه فقال هذا من فضل إلهى ليختبرنى أأكذب أم أسلم ؟من يعمل فإنما يعمل لمنفعته ومن كذب فإن إلهى غنى عظيم ثم قال للحاضرين :غيروا لها كرسيها نعلم أتعلم أم تكون من الذين لا يعلمون فلما أتت ملكة سبأ سألها هل كرسيك هكذا ؟فقالت له إنه يشبهه وبهذا علمت فقال سليمان (ص)وأعطينا المعرفة من قبلها وكنا مطيعين وردها عن الحق ما كانت تطيع من سوى الله إنها كانت من ناس ظالمين ثم أخذوها للصرح فلما شاهدته ظنته بحرا ورفعت ملابسها عن رجليها فقال لها سليمان (ص)إنه مبنى مصنوع من زجاجات فقالت إلهى إنى ظلمت نفسى وأطعت الله رب الكل مع سليمان (ص)وفى هذا قال تعالى بسورة النمل "وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون فتبسم ضاحكا من قوله وقال رب أوزعنى أن أشكر نعمتك التى أنعمت على وعلى والدى وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلنى برحمتك فى عبادك الصالحين وتفقد الطير فقال مالى لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين لأعذبنه عذابا شديدا أو لا أذبحنه أو ليأتينى بسلطان مبين فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين إنى وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شىء ولها عرش عظيم وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فهم لا يهتدون ألا يسجدوا لله الذى يخرج الخبء فى السموات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين اذهب بكتابى هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون قالت يا أيها الملأ إنى ألقى إلى كتاب كريم إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلو على وأتونى مسلمين قالت يا أيها الملأ أفتونى فى أمرى ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون قالوا نحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد والأمر إليك فانظرى ماذا تأمرين قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون وإنى مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون فلما جاء سليمان قال أتمدونن بمال فما أتان الله خير مما أتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون قال يا أيها الملأ أيكم يأتينى بعرشها قبل أن يأتونى مسلمين قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإنى عليه لقوى أمين قال الذى عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رءاه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربى ليبلونى أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربى غنى كريم قال نكروا لها عرشها ننظر أتهتدى أم تكون من الذين لا يهتدون فلما جاءت قيل أهكذا عرشك قالت كأنه هو وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين وصدها ما كانت تعبد من دون الله إنها كانت من قوم كافرين قيل لها ادخلى الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال إنه صرح ممرد من قوارير قالت رب إنى ظلمت نفسى وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين "وقد مات سليمان (ص)وهو جالس على كرسيه وظل جالسا ميتا على الكرسى أيام عديدة ولم يقترب منه أحد خوفا من سلطته التى أعطاها الله له وظل جسمه سليما طوال هذه المدة وما عرف أحد من الجن والإنس أنه مات حتى قضت دابة الأرض – الأرضة -على عصاه التى كانت متكأ عليها فانكسرت ووقع على الأرض فعرفت الجن عندها أنهم لو كانوا يعرفون الغيب ما مكثوا طوال فترة موته فى العذاب المهين وفى هذا قال تعالى بسورة سبأ"فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا فى العذاب المهين "وبعد موته افترى اليهود عليه أقاويل كثيرة تبين أنه كافر وأنه ساحر وفى هذا قال بسورة البقرة "واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان "وقد مدحه الله بأنه كان عبدا حسنا لله أواب وفى هذا قال تعالى بسورة ص"ووهبنا لسليمان نعم العبد إنه أواب "وبين أن له الزلفى وهى حسن المآب وهى الجنة وفى هذا قال بسورة ص"وأن له عندنا لزلفى وحسن مآب ".

اجمالي القراءات 16258

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2008-08-18
مقالات منشورة : 2644
اجمالي القراءات : 21,003,775
تعليقات له : 312
تعليقات عليه : 512
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt