وقائع الفتنة الكبرى بين الشيخ محجوب وزوجته كعب الغزال ودور عشاق كعب الغزال : الواد عطوة والواد محمود أبوقاعود والواد سيد عجور فى أحداث الفتنة ، وكيف انتهت بالتحكيم وتحكم كعب الغزال .
مقدمة :-
بقدر نفوذ الشيخ محجوب واعظ القرية وشهرته فى كل الناحية كانت كراهية زوجته كعب الغزال له ، والسبب هو فارق السن الكبير بينهما ( 30 عاما) مما جعل كعب الغزال توقع الواد عطوة فى حبائلها عشيقا لها ، وأصبح فى نفس الوقت المستشار المؤتمن للشيخ محجوب.
تصاعد نفوذ الواد عطوة أكثر فى بيت الشيخ محجوب وفى القرية . وازداد إنشغاله عن كعب الغزال ، ودب الفتور بينهما مرتبطا بنوع من المنافسة على النفوذ من خلال علاقاتهما بالشيخ محجوب.
إمعانا فى الكيد للواد عطوة ضمت كعب الغزال إلى قائمة عشاقها اثنين هما الواد محمود أبوقاعود والواد سيد عجور .
فى الواقع أصبحت كعب الغزال مدمنة للزنا إذ تعودت على معاشرة الرجال حتى أصبحت كما يقول المثل العربى " لا ترد يد لامس " وقد شجعها على هذا إعتقادها بشفاعة المصطفى يوم القيامة ولو زنت أو سرقت.
وارتداء كعب الغزال للنقاب أتاح لها أن تختار من تشاء ليكون من عشاقها غير الدائمين ، كانت تعرفهم وهم لا يعرفونها إذ كانت تصمم على ممارسة الفاحشة وهى غاية الحشمة بحيث لا يظهر وجهها ولا شعرها، وللعشيق أن يتجول فيما عدا ذلك ..!!
ومن بين عشرات الرجال الذين عرفتهم كعب الغزال أعجبها اثنان واختارتهما لتكيد للواد عطوة ، هما الواد محمود أبو قاعود والواد سيد عجور .
1 ـ الواد محمود أبوقاعود..إسمه الأصلى محمود سويلم ، وكان يعيش فى قرية مجاورة وقد انتهى من تعليمه الأزهرى الثانوى ولم ينجح فى الإستمرار فى الكلية لأنه كان ينجح فى الثانوى والأعدادى والإبتدائى بالغش !! ولا يكاد يعرف الفرق بين القرآن والأحاديث . وقد سمع أحاديث تمدح بول الإبل وتجعله شفاء للناس فاعتقد أنها آيات قرآنية وتخيل أن بإمكانه أن يثبت ذلك طبيا فى ضوء العلم الحديث ، فسرق جملا صغيرا أو (قاعود) وهرب به إلى مدينة بلبيس ليقوم بإجراء تجاربه العلمية على بوله ، وهذا ما قاله عندما ضبطوه يبيع القاعود أو الجمل الصغير فى سوق بلبيس للجمال والإبل . لم يقتنعوا بحجته فى أنه إستعار القاعود لإجراء تجارب عليه ، قبض عليه أصحاب القاعود وأركبوه على القاعود بشكل مقلوب وطافوا به شوارع القرية " يجرسونه" وفق عقوبة " التجريس " التى كانت سائدة فى الريف المصرى من بقايا العصرين المملوكى والعثمانى ..
هرب بعدها من بلدته وخرج منها يحمل لقب " محمود أبوقاعود"،وجاء إلى قرية الشيخ محجوب ليجرب حظه ،وكان أول حظه مع امرأة منقبة كانت تهبط عليه من حيث لا يدرى فتطعمه وتسقيه و تمتص رحيق شبابه ويلتفت فلا يراها ، وفى النهاية عرفته بنفسها ، وفوجىء أنها السيدة الأولى فى القرية " الست كعب الغزال " وتفتحت له طاقات ليلة القدر كما يقولون ، وأصبح المستشار الأول للسيدة كعب الغزال فى منافستها مع حبيبها اللدود الواد عطوة.
2 ـ المستشار الأخر " للست كعب الغزال " هو الواد سيد عجّور .
ولكى نقترب أكثر من الواد سيد عجّور لابد أولا أن نعرف معنى كلمة " عجّور ".
فى الريف المصرى فى الستينيات كان هناك رخاء يتحسر عليه أبناء جيلنا . والمصريون عموما يجعلون فارقا أساسيا بين نوعين من الفقر ، الفقر العادى الذى هو" السّتر"أى الرخاء للفقراء المستورين،والفقر"الدكر"الذى يتقاتل فيه المصريون للحصول على رغيف من الخبز المدعم بالمسامير ونشارة الخشب .
هذا الرخاء الذى عرفناه فى الستينيات ارتفع بنوعين من الخضروات إلى درجة الفاكهة هما البطيخ والشمام ...!! هما أصلا من الخضروات كالخيار والقثاء والقرع ، ولكن الفقر " المحترم " الذى يعنى الرخاء جعلهما فواكه.
وبوجود الفقر " الدكر" أيضا فى عصر الرخاء كان المصابون بالفقر الدكر لهم فاكهة أقل قيمة من البطيخ والشمام هى العجّور. والعجّور نوع خشن يشبه الشمام ،ولكنه أقل منه حلاوة وحجما ونعومة.
لم يكن له سعر فى الستينيات ، ولكن بتسيد عصر الفقر الدكر منذ الثمانينيات فى القرن الماضى استحوذ العجّور على إهتمام الدكتور يوسف والى أشهر وزراء الزراعة فى مصر ،وقرر أن يحل العجّور محل القمح فى الزراعة وأن يتحول أسم العجّور إلى " الكنتالوب ".
وبسبب الاغراق فى زراعة الكنتالوب ـ العجّور سابقا ـ أصبح استيراد القمح منجم ذهب لحكام مصر ، كما أصبحت رؤية رغيف الخبز طاقة القدر لفقراء مصر.
قبل أن يتحول " العجّور " إلى " كنتالوب " ، وقبل أن يترك يوسف والى جامعة عين شمس إلى وزارة الزراعة كان الواد سيد إسمه " سيد خميس "، وكان قد ادخر بشق الأنفس خمسين جنيها ليقدمها رشوة إلى الأستاذ رأفت شمام مدير العاملين فى إدارة الأزهر بالقاهرة ليتعين فراشا فى المعهد الأزهرى الجديد المقام فى قرية قريبة من قريته . أخذ سيد خميس خطابا من الشيخ محجوب إلى الأستاذ رأفت شمام،وكانا زملاء دراسة.
حمل الواد سيد خميس خطاب التوصية والخمسين جنيها وأخذ طريقه رأسا إلى إدارة الأزهر، وبعد أن صلى ركعات كثيرة أمام ضريح الحسين وبعد أن بكى واستبكى وشكى واستشكى واسترجا دلف إلى باب إدارة الأزهر ، فاكتشف أن بركة الحسين قد شملته ، فقد احتك به بعض الصالحين الأبرارالقانتين العاكفين فى ضريح الحسين وسرق منه الخطاب بالخمسين جنيها .
سأله رجل الأمن على البوابة عمن يريد أن يقابل،وكان يبكى ويلطم ، أجاب بأنه يريد الأستاذ ( رأفت عجور )فى قسم التعيينات،ونسى المسكين اسم (شمام ) فقال الاستاذ رأفت عجّور ، ضحك رجل الأمن ولكن الواد خميس استرحمه ببكائه راجيا أن يقابل الأستاذ رأفت عجور لأنه بلدياته وابن عمه . أخفى رجل الأمن ضحكته معتقدا ان الاسم الحقيقى للاستاذ شمام هو عجوّر، واصطحب الواد سيد خميس إلى مكتب الأستاذ رأفت شمام وقص عليه أن قريبه يقول عنه أنه عجّور وأنه يريد مقابلته، ضحك السامعون عاليا ثم كتموا ضحكاتهم بصعوبة عندما رأوا تكشيرة الأستاذ " شمام " تملأ الحجرة. وانتهى الأمر بعلقة ساخنة للواد سيد خميس ،وعاد إلى القرية يحكى حكايته متسائلا عن سبب الذى جرى له ، فأطلقوا عليه اسم " سيد عجّور " .
الواد سيد عجّور ظل الحكاية المفضلة لأهل القرية لمدة طويلة ، وانتهت بأن تعثرت قدماه فى طريق كعب الغزال فاصبح فريسة لها ، فحاز رضاها،والتقت أحلامه مع الواد قاعود فى الحلول مكان الواد عطوة فى قلب الشيخ محجوب وقلب زوجته .
3 ـ وبدأت كعب الغزال بالتخطيط.
كان من عادة الشيخ محجوب أن يكتب خطبة الجمعة فى ورقة ، ويحتفظ بالورقة فى جيبه الداخلى ، ثم يقف على المنبر ويخرج الورقة من جيبه بيده اليمنى وبيده اليسرى يستخرج نظارة القراءة التى يحتفظ بها عادة فى مكان أمين فى ركن من مقعد المنبر .
طبقا للخطة تسلل الواد قاعود إلى المنبر قبيل صلاة الجمعة وسرق النظارة. وعندما حان وقت صلاة الجمعة صعد الشيخ محجوب الى المنبر وبدأ الجزء المحفوظ من خطبته والذى يقوله كل مرة ، والذى حفظه الناس عن ظهر قلب ، ثم كعادته تسللت يده اليمنى إلى جيبه فأخرجت ورقة الخطبة الجديدة بينماراحت يده اليسرى تبحث دون جدوى عن النظارة ، كل هذا وهو مستمر فى سرد الجزء المحفوظ من خطبته .
وانتهى الجزء المحفوظ المعتاد وتوقف لسانه بينما مازالت يده اليسرى تبحث عن النظارة . وتأكدت يده اليسرى من عجزها عن العثور على النظارة فطلبت العون من اختها اليد اليمنى ، فانحنى الشيخ يبحث دون جدوى عن النظارة،ولم يجد شيئا!!
ظل مدة منحنيا داخل المنبر يبحث عن النظارة وقد أعطى للناس مؤخرته.
أخيرا استدار ووقف مبهوتا عاجزا عن الكلام ، ثم أضطر إلى فتح الورقة وحاول القراءة منها بدون نظارته ، كان يقرأ سطرا – أو يخيل له أنه يقرؤه- فيتراقص السطر أمام عينيه ويهرب فيضطر لإستكمال الكلام من ذاكرته ليقول أى كلام ، وكل مرة يرفع يديه غاضبا صارخا : الله يلعنك يا ابن الكلب يا حرامى النظارة.
ظل الشيخ محجوب بعدها ولمدة أسبوع مدار الحكايات وبطل أقاصيص السمر لدى أهل القرية ،وقد أجمع الناس على أنها مؤامرة للنيل من فضيلته. ومع العثور على النظارة فى نفس اليوم إلا أن السؤال ظل يتراقص فى سماء القرية: من الذى سرق النظارة ؟ ومن الذى أراد إحراج الشيخ محجوب ؟.
4 ـ وهنا بدأت المرحلة الثانية من الخطة . بتدبير الواد محمود أبوقاعود والواد سيد عجّور بدأ الهمس على إستحياء ثم انتشر وعلا صوته بأن صاحب المصلحة فى إحراج الشيخ محجوب هو الواد عطوة أقرب الناس إليه ، لأنه أصبح أعلم واحد فى الدين بعد الشيخ محجوب وهوالمرشح لخلافته،وقد استعجل الخلافة بتدبيرهذاالمقلب للشيخ . انتشرت الإشاعة وانقسم أهل البلد إلى فريقين ، أحدهما يدافع عن الواد عطوة والأخر يتهمه.
وبدأت المرحلة الأخيرة من الخطة بأن اجتمع الشيخ محجوب مع عطوة وقاعود وكعب الغزال، وفيها اتهم الواد قاعود الواد عطوة بسرقة نظارة الشيخ لإحراجه والتمهيد لعزله والحلول محله، بينما قام الواد عجّور بتأكيد هذا الإتهام بروايات مختلفة يتناقلها أهل القرية ، أما كعب الغزال فقد تظاهرت بالدفاع عن الواد عطوة بطريقة تؤكد اتهامه وليس الدفاع عنه .
الذى لم يعرفه المتآمرون أن الواد عطوة كان معه دليل براءته؛ ففى أخر مرة استعمل فيها الشيخ محجوب نظارته كان ذلك بحضور الواد عطوة وهو يراجع معه خطبة الجمعة فى صباح ذلك اليوم ، وبعدها ترك الشيخ نظارته فى مكانها المعتاد ولحق بالواد عطوة،وذهبا معا سرا إلى بيت الحاج المنزلاوى للاتفاق على شراء بيته القديم للواد عطوة ،وقد رجعا معا إلى المسجد وصعد الشيخ محجوب ليخطب فاكتشف سرقة النظارة .
موقف كعب الغزال أثار شكوك الشيخ العجوز، لذا فعندما هب الواد عطوة للدفاع عن نفسه أسكته الشيخ بحزم،وقال له وللجميع أنه سيفكر بالأمر. وتركهم غاضبا .
بعدها بيومين وفى جلسة سرية حكى الواد عطوة للشيخ محجوب مخاوفه من وجود علاقة محرمة بين كعب الغزال والواد قاعود أو الواد عجّور.وفى عودتهما ليلا مر الواد عطوة متعمدا على الوكر السرى لكعب الغزال. ورأى الشيخ بنفسه زوجته فى أحضان الواد عجّور .
على غير المتوقع لزم الشيخ الصمت كأنه لم ير شيئا ،وظل صامتا حتى خطبة يوم الجمعة التالية ، وفيها خطب – لأول مرة – شفويا وبدون ورقة ، وفى خطبته كان يوجه خطابه الإستنكارى يستنزل اللعنات على (إبن أدم) العاصى الزانى الخائن وعيناه على الواد عجّور الذى قعد يرتجف فى مكانه ونظرات الشيخ مصوبة عليه فى غضب وكراهية والشيخ يصرخ موجها له الكلام والوعظ :يا ابن آدم ترتكب الفاحشة ؟!! يا ابن آدم تخون ؟!! يا ابن أدم تفسق ؟!! يا ابن آدم تزنى ؟!! يا ابن أدم .... يا ابن أدم ... يا ابن آدم يا ابن الكلب .
عندها أحس الواد عجّور أن ذيلا طويلا نبت وراء ظهره .
5 ـ وحتى لا تتعقد الأمور وينكشف كل المستور فقد عمل الواد عطوة على إحتواء الموقف ؛قام بمباحثات مكثفة منفردة مع الشيخ محجوب ثم مع كعب الغزال وأقنعهما بعقد جلسة تحكيم سريه يحضرها الواد عجور والواد قاعود ويتم فيها بحث كل المشاكل والوصول لحل وسط .. كان الواد عطوة قد أقنع كعب الغزال على أن تعنرف بعلاقتها بالواد عجور فقط حرصا على سمعتها ، كما أقنع الشيخ محجوب بأن مصلحته تحتم الحفاظ على سمعته وحصر الخلاف مع زوجته فى نطاق ضيق شديد السرية .
فى جلسة التحكيم أعترفت كعب الغزال بأنها على علاقة بالواد عجور لأن زوجها لم يقربها منذ عشر سنوات ،وأنها ستظل على علاقة بعجور، وإن اعترض زوجها فإنها ستفضحه أمام الجهات العليا وستفشى كل أسراره.
عندها وقف الشيخ محجوب يرجوها السكوت موافقا على طلبها .
انتقل زمام المبادرة والقوة الى كعب الغزال فقالت أن زوجها اتهمها علنا على المنبر بأنها شؤم ونحس وقال إيه ..ان الشؤم فى ثلاث المرأة و الفرس والدار.
وانطلقت كعب الغزال تسب زوجها :أنا شؤم يا راجل يا نحس يا قليل الأصل؟ وقبل ان يرد عليها بادرت تقول له أنه قال أيضا على المنبر :ان النساء ناقصات عقل ودين ويقصدها بهذا الكلام ، كما انه قال أيضا علنا امام الناس جميعا أن يأخذوا نصف دينهم عن واحدة اسمها الحميراء، فهل هذه الحميراء أحسن منى؟ هكذا قالت كعب الغزال.
هنا ضحك الشيخ محجوب ضحكا أقرب للبكاء .. وقال : يا جاهلة.. أن حديث الشؤم فى ثلاث المرأة و الفرس والدار قاله المصطفى عليه السلام ، وهو من السّنة المطهرة.. صرخت كعب الغزال : بقى يا راجل يا اهبل هل معقول النبى يعمل كل النسوان شؤم ؟ يعنى ام النبى شؤم والسيدة خديجة شؤم و السيدة فاطمة الزهراء شؤم و السيدة زينب شؤم .. يروح الاهى يخرب بيتك يا بعيد .. ده انت الى شؤم وامك هى اللى شؤم .. وكان يوم شؤم لما شفت وجهك العكر ..
كانت تتكلم بسرعة بينما يقول زوجها مستمرا فى حديثه : يا ولية يا جاهلة حديث خذوا دينكم عن هذه الحميراء هو حديث قاله النبى المصطفى عن السيدة عائشة ..
استمرت تصيح : بقى يا راجل يا متعوس ... معقول أن النبى يقول عن امرأته : خذوا نصف دينكم منها .... وبعدين يقول عنها وعن كل النسوان ناقصات عقل ودين ؟!! هل معقول أن النبى يقول كلام ملخبط ؟! وازاى يقول للناس خذوا نص دينكم من واحدة ست ؟ يعنى يعملها نص نبى ؟ ويعمل نفسه نص نبى ؟ ووظيفته ايه لما يبقى نص نبى ؟! أم أنه قسّم وظيفته بينه وبين امرأته وأعطاها نص الدين وساب لنفسه النص التانى ؟ وازاى نعرف النص ده من النص ده ؟ روح يا شيخ محجوب الهى ما يحرمك من العبط.. قادر وكريم يارب ..!.
صفق الشيخ محجوب بيديه محتجا : أستغفر الله العظيم ....كعب الغزال كفرت يا جماعة وأصبحت منكرة للسنة.. طيب تزنى يا كعب الغزال وقلنا ماشى سيكون لها حظ فى الشفاعة ،لكن تنكرى السنة ؟ أعوذ بالله ... يا حفيظ يا رب ....
إنبرت له كعب الغزال : طيب رد على كلامى يا شيخ يا واعظ الهبل والمجانين .! الكلام الأهبل ده جبته منين ؟
قال الشيخ محجوب : يا ولية يا حمارة دى أحاديث فى البخارى ...
قالت كعب الغزال : مرة تقولى أحاديث البخارى ومرة تقولى احاديث النبى .... قولى هىّ أحاديث مين بالظبط ..؟!.
قال الشيخ محجوب : يا ولية يا متخلفة هى أحاديث قالها النبى عليه الصلاة والسلام وكتبها البخارى .
قالت: يعنى النبى قالها للبخارى ؟ طيب ليه النبى اختار البخارى بالذات من كل الصحابة ؟! كان الأولى يقولها لأبوبكر .. مش بتقولوا ابو بكر صاحبه الروح بالروح .. صاحبه نمرة واحد ؟ كان هو الأولى يكتب الأحاديث دى مش البخارى. ويطلع مين البخارى ده فى الصحابة ؟ لا هو هنا ولا هناك ..
ضرب الشيخ محجوب كفا بكف وصاح : يا ولية يا حمارة ... البخارى مكانش من الصحابة وما شافش النبى ..ده عاش بعد النبى بميتين سنة .
زغردت كعب الغزال وصفقت ورقصت .. ثم قالت ساخرة : طيب معقول يا سيد العارفين واحد يجى بعد موت النبى بمتين سنة ويكتب من دماغه ويقول النبى قال ونصدقة ؟! مين بقى الحمار فينا يا شيخ الحمير ؟!! ومعقول حد يفتكر حاجة واحدة اتقالت من اسبوعين ؟ ده أنا اللى مخى حديد ما اعرفش اتعشيت ايه يوم الجمعة اللى فاتت .. روح يا شيخ ربنا يضحّك عليك خلقه .. راجل شايب وعايب بصحيح ..
وقف الواد عطوة صائحا : يا جماعة كفاية كده ..لابد أن تنتهى الفتنة ونتفق على أن الشيخ يتكلم زى ما هو عايز وكعب الغزال تتصرف زى ما هى عايزة ولا أحد يعترض على أحد حتى تسير المركب فى سلام ..... موافقون ؟!!
ووافق الجميع ما عدا كعب الغزال .
وقفت وقالت بحزم : إخرس يا واد يا عطوة .. لازم توافقوا على اللى حاقوله أنا ... من هنا ورايح أنا الكل فى الكل ..
التفتت الى زوجها : لعلمك يا شيخ محجوب أنا خنتك مع كل راجل فى البلد ، كل واحد منهم نمت معاه وانا لابسة النقاب ولا يعرف أنا مين... التلاتة الأنجاس دول بس أنا اللى عرفتهم بنفسى وسرّى. أنا دلوقتى عارفة خبايا كل راجل فى البلد ، وكل راجل فى البلد ماسكاه من اللى يوجعه ، والعيال التلاتة دول فى ايدى وأنا اللى عاملاهم... يعنى أقدر أولع البلد باللى فيها وأخلى عاليها واطيها.. وأقدر أوديك يا محجوب فى ستين داهية ، وأقدر اخسف بالعيال دول الأرض.
وقفوا أمامها فى ذل وسكون يتبادلون نظرات الخوف.
أخيرا قالوا فى صوت واحد : طلباتك ؟!!
قالت : العيال التلاتة دول يخدمونى أنا .. وبس .
رد العيال : أمرك يا ست الكل .
قالت : ومحجوب يخدمنى ..
دمعت عينا محجوب .. قال : فضيحتى ستكون بجلاجل ..أنا زوجك يا كعب الغزال !!
فكرت كعب الغزال قليلا ثم قالت : مع انك راجل خسيس وناقص لكن من مصلحتى أن الناس تحترمك . عشان كده عليك تنفيذ أوامرى..
تمتم محجوب : أوامرك يا صاحبة العصمة ؟
قالت بسرعة: تمدحنى فى كل خطبة و تتكلم دايما فى الشفاعة وان من زنا او سرق دخل الجنة برغم أنف ابو ذر أوابو زفت ، وتلعن منكرى السنة وتدعى لى بالنصر.
6 ـ ولا يزال الشيخ محجوب يدعو للحكومة ـ كعب الغزال ـ بالنصر..
اجمالي القراءات
28975
معلش يادكتور احمد .. وحشتني العامية المصرية الملئ بها مقالك العبقري .. رغم لغته العامية الرمزية ..