خلى بالك وأنت بتحاول تفهم القرءان .
خلى بالك وأنت بتحاول تفهم القرءان .
سؤال مهم:
لو سمحت دكتور كيف نفهم الآية (( والله خلقكم وما تعملون))،فهل خلق الله أعمالنا ؟؟
==
التعقيب::
يا صباح الخيرات أستاذ .......
جاءت الآية الكريمة (والله خلقكم وما تعملون) ضمن قصص القرءان فى سورة الصافات عن قول إبراهيم عليه السلام لأبيه وقومه وحواره بينه وبينهم عن عبادة الله جل جلاله وعبادتهم لأصنامهم .فهى ليست من كلام الله جل جلاله ولكنها من كلام إبراهيم عليه السلام الذى حكاه القرءان عنه ....فلابد أن نفصل بين كلام الله جل جلاله وبين كلام البشر بما فيهم الأنبياء عليهم السلام الذى حكاه القرءان الكريم عنهم ... وبالتالى فمن الممكن أن يكون كلامهم حق ،وممكن يكون عكس ذلك .ولابد أن نعرف هل كان كلام النبى قبل بعثته أم بعدها . ... فمن الخطأ أن نقول على كلام البشر فى القرءان أنه من كلام الله جل جلاله .فعلينا عندما نكتب عنه أو نقوله فى حوارات أو ندوات أو محاضرات -يقول رب العزة جل جلاله فى قصص القرءان الكريم عن نبى الله (فلان) أو عن (اليهود ) أو عن (المنافقين) أو عن(المشركين ) أنهم قالوا ........................ ....فنُنبه القارىء أو المُستمع أو المُشاهد بأن هذا هو قول بشر فلا نظلم به رب العزة جل جلاله ويتوهم القارىء أو المستمع أو المُشاهد أن هذا هو كلام رب العالمين ..... فمثلا قال اليهود عن الله جل جلاله ((((إِنَّ ٱللَّهَ فَقِيرٞ وَنَحۡنُ أَغۡنِيَآءُۘ))) فهذا قولهم هم عليهم لعنة الله ، ولذلك جاءت خاتمة الآية ((سَنَكۡتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتۡلَهُمُ ٱلۡأَنۢبِيَآءَ بِغَيۡرِ حَقّٖ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلۡحَرِيقِ (181) آل عمران ...
وكذلك قول أُم مريم عليهما السلام ((وَلَيۡسَ ٱلذَّكَرُ كَٱلۡأُنثَىٰۖ))) فهذا قولها هى وليس قول الله جل جلاله ولنقرأ الآية (((إِذۡ قَالَتِ ٱمۡرَأَتُ عِمۡرَٰنَ رَبِّ إِنِّي نَذَرۡتُ لَكَ مَا فِي بَطۡنِي مُحَرَّرٗا فَتَقَبَّلۡ مِنِّيٓۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ (35) فَلَمَّا وَضَعَتۡهَا قَالَتۡ رَبِّ إِنِّي وَضَعۡتُهَآ أُنثَىٰ وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا وَضَعَتۡ وَلَيۡسَ ٱلذَّكَرُ كَٱلۡأُنثَىٰۖ وَإِنِّي سَمَّيۡتُهَا مَرۡيَمَ وَإِنِّيٓ أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ ٱلرَّجِيمِ (36))) آل عمران ..
المهم نعرف الكلام هو كلام الله جل جلاله أم كلام مخلوق (ملائكة -أنبياء - بشر - شياطين - جن - طيور - نمل ) ثم نتعامل معه على هذا الأساس فى فهمنا لآيات القرءان الكريم ,,
===
ونعود لفهمالآية الكريمة ( والله خلقكم وما تعملون )).
أعتقد أن قول نبى الله إبراهيم عليه السلام لأبيه وقومه (والله خلقكم وما تعملون) التى وردت فى قصص القرءان الكريم فى سورة الصافات عن الحوار الذى دار بين إبراهيم عليه السلام وأهله وقومه كان يقصد بها أن المولى جل جلاله هو الذى خلقكم كبشر ،وهو الذى خلق هذا الطين وهذه الحجارة والصخور والأرض التى تنحتون و تصنعون منها آلهتكم المزعومة،فلماذا لا تعبدوه هو سُبحانه وتعالى الفاطر الخالق بدلا ـمن عبادتكم لخلق من خلقه صنعتموه أنتم بأيديكم ، وشكلتموه أصناما وتماثيل ؟؟؟؟؟
فمن الأولى والأحق بالعبادة الفاطر الخالق الرحمن ،أم المخلوق ،ولم يقل لكم ذلك المخلوق بأيديكم أنتم ،ومن أعمالكم أنتم أنا إلاه خلقتكم أو خلقت لكم كذا وكذا فإعبدونى أو إعبدونى مع الله ؟؟؟
==
ويُمكن فهمها بشكل أوسع وأشمل فى أن المولى جل جلاله خلقنا وخلق الكون ،وسخره لنا بقوانين لو إتبعناها وفككنا رموزها وشفراتها فسنستطيع تطويع ما بين لسموات والأرض وما فى باطن الأرض لصالحنا ، لنخلق منه ما يُفيدنا فى إعمار الأرض .وبذلك تعود ملكية الخلق كله -السموات والأرض وما بينهما، وقوانين التعامل معهن ، وقدرتنا على فهمها والتعامل معها وما نتج عنه من صناعات ووووو ،وما ستنتجه البشرية حتى يوم القيامة .فكل هذا تعود ملكيته وخلقه الأول للخالق جل جلاله ....ويتلخص هذا فى قوله تعالى (( إِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ يُغۡشِي ٱلَّيۡلَ ٱلنَّهَارَ يَطۡلُبُهُۥ حَثِيثٗا وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ وَٱلنُّجُومَ مُسَخَّرَٰتِۭ بِأَمۡرِهِۦٓۗ أَلَا لَهُ ٱلۡخَلۡقُ وَٱلۡأَمۡرُۗ تَبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ (54) )) الأعراف .
وكمثال سريع للتوضيح .فالمولى جل جلاله هو الذى خلق قوانين تجعلك مثلا لو أردت أن تمشى ،فتبدأ فى التفكير ،ثم تعطى إشارات للمخ ليعطى إشارات بالبدء فى التحرك والقيام ،ثم الوقوف ،ثم بدء حركة الأرجل ،ثم المشى ، وربما الهرولة أو الجرى ... فالحركة (القيام ثم الإستواء ثم المشى ثم الهرولة ثم الجرى) هذه كلها أعمال تسير طبقا لقوانين وإشارات عصبية وفسيولوجية وتطويعات تشريحية وعضلية خلقها رب العالمين فينا ،وترك لنا حُرية إستخدامها وتوقيت إستخدامها ،فلم يأمرنا بأن تقوم من مجلسنا بعد 30 دقيقة مثلا ،أو لم يأمرنا بأن نجرى بدلا من أن نمشى أو العكس ،فهذه قرارات فردية يختارها الإنسان بنفسه لنفسه . ونقيس على هذا كل أعمالنا الإختيارية ...
فإجمالا المولى جل جلاله هو الذى خلقنا وخلق لنا القدرة على التمييز بين الأمور والإختيار فى إتخاذ القرار .....................وهذا يأخذنا إلى النقطة الأهم التى تشغل بال الكثير من الناس ، ويستخدمها الملاحدة للتشويش على عقول بعض الناس فيقولون مثلا إذا كان الله خلقنا وخلق أعمالنا فلماذا يُحاسبنا أو يُعذبنا أو يُدخل أُناس الجنة وآخرين النار ؟؟؟؟؟ أو يقولونها بطريقة أُخرى (هل الإنسان مُسير أم مُخير ، وإذا كان مُسير فلماذا يُحاسب ))؟؟؟
فنقول أن المولى جل جلاله حلقنا وخلق الكون وخلق قوانينه وخلق لك القدرة على الإختيار فى أن تكون مؤمنا وتعمل صالحا أو تكون كافرا وتختار طريق الشيطان ، فسريرتك وتفكيرك وإيمانك وأعمالك الحسنة أو السيئة أنت الذى تختارها ، ولديك القدرة على التمييز بينهما وإختيار أحدهما أو التنقل بينهما ،فلم يكتبها رب العالمين جل جلاله عليك ، وبناء على إختياراتك أنت فستُحاسب ، وسترى ويرى الآخرون أعمالك ، ومن ثم ستستحق الأجر الحسن والثواب ،ودخول الجنة ،او والعياذ بالله العكس ودخول النار ......فالموضوع فى هذه النقطة يحتاج إلى هدوء وتركيز وفهم وتحليل لنستطيع فصل الخيوط الرفيعة والدقيقة المُتداخلة فى عقولنا لنخرج من دائرة وساوس الشيطان (الإنسان مُخير ولا مُسير ؟؟) ودوائر إذا كانت الأعمال مخلوقة ومكتوبة فلماذا نُحاسب عليها ؟؟؟؟ فكل هذه وساوس شيطانية يصدنا بها عن صراط الله المستقيم .ليُشكك ضعاف الإيمان فى دينهم الحق وفى خالقهم سُبحانه وتعالى .
===
هذه هى الآيات القرءانية التى وردت فيها الآية موضوع المقال لنراجعها معا .
((وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِۦ لَإِبۡرَٰهِيمَ (83) إِذۡ جَآءَ رَبَّهُۥ بِقَلۡبٖ سَلِيمٍ (84) إِذۡ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوۡمِهِۦ مَاذَا تَعۡبُدُونَ (85) أَئِفۡكًا ءَالِهَةٗ دُونَ ٱللَّهِ تُرِيدُونَ (86) فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ (87) فَنَظَرَ نَظۡرَةٗ فِي ٱلنُّجُومِ (88) فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٞ (89) فَتَوَلَّوۡاْ عَنۡهُ مُدۡبِرِينَ (90) فَرَاغَ إِلَىٰٓ ءَالِهَتِهِمۡ فَقَالَ أَلَا تَأۡكُلُونَ (91) مَا لَكُمۡ لَا تَنطِقُونَ (92) فَرَاغَ عَلَيۡهِمۡ ضَرۡبَۢا بِٱلۡيَمِينِ (93) فَأَقۡبَلُوٓاْ إِلَيۡهِ يَزِفُّونَ (94) قَالَ أَتَعۡبُدُونَ مَا تَنۡحِتُونَ (95) وَٱللَّهُ خَلَقَكُمۡ وَمَا تَعۡمَلُونَ (96) قَالُواْ ٱبۡنُواْ لَهُۥ بُنۡيَٰنٗا فَأَلۡقُوهُ فِي ٱلۡجَحِيمِ (97) فَأَرَادُواْ بِهِۦ كَيۡدٗا فَجَعَلۡنَٰهُمُ ٱلۡأَسۡفَلِينَ (98) وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّي سَيَهۡدِينِ (99))) الصافات .
اجمالي القراءات
126