مهدي مالك Ýí 2025-01-04
لو كان حزب العدالة و التنمية ذو المرجعية الإسلامية الاصيلة في المغرب ماذا سيحدث ؟
مقدمة متواضعة
لقد انطلق المغرب على اقل منذ 25 سنة في مسار التحديث و الحداثة بقيادة حكيمة من عاهل البلاد بصفته امير المؤمنين حسب الوثيقة الدستورية الحالية و حسب الموروث ببعده الديني و السياسي في تاريخ الإسلام سواء في المشرق العربي او في المغرب الأقصى أي مغربنا الراهن غير ان هذا الوطن قد استقل عن الدولة المسماة بالخلافة الإسلامية الاموية منذ سنة 740 ميلادية بعد معركة الاشراف كما شرحته مرارا و شرحه الدكتور عبد الخالق كلاب في فيديوهاته المفيدة..
غير ان هذا الاستقلال الفريد عن المشرق العربي قد تعرض لموجات من الطعن و من التشكيك بوطنية الامازيغية و مرجعيتها التاريخية منذ سنة 1930 الى حدود الامس القريب حيث ان العامل الجوهري في هذا كله هو دخول السلفية الى المغرب ابتداء من سنة 1930 كعامل لمقاومة الاستعمار المسيحي سياسيا من خلال توظيف اسلام المخزن المحدود جغرافيا و الإسلام السياسي الذي دخل من باب المشرق العربي عموما و مصر خصوصا باعتبارها مهد جماعة الاخوان المسلمين التي أسست سنة 1928 باهداف سياسية صريحة لعل أهمها استرجاع الخلافة الإسلامية و نظامها القهري باسم الإسلام كما يعلم الجميع الان.
فانطلقت الحركة الوطنية المغربية كما يحلو للبعض تسميتها في أوائل ثلاثينات القرن الماضي بخطاب سلفي صريح ضد عوائد الامازيغية المدنية و الديمقراطية فظهرت مباشرة اسطورة الظهير البربري كرسالة واضحة من رموز الحركة الوطنية للداخل الوطني خصوصا و للعالم الإسلامي عموما قصد اظهار ان الامازيغيين أرادوا الخروج من الإسلام لاجل اعتناق الديانة المسيحية و تعطيل الشريعة الإسلامية و حدودها ك ان الامازيغيين كانوا يطبقونها منذ ما يسمى بالفتح الإسلامي الى سنة 1930 كما روجوا هؤلاء القوم اثناء الاستعمار و اثناء الاستقلال علما ان حزب الاستقلال الذي أسس سنة 1944 و سليل الحركة الوطنية لم يكن حزب إسلامي نهائيا بل ذو نزعة سلفية ذات علاقة قوية بالمخزن المركزي و ذو نزعة عربوية خالصة...
في سنوات الستينات استقطب الراحل الحسن الثاني قيادات من جماعة الاخوان المسلمين لتنظيم فكرة الدروس الحسنية الرمضانية حيث ان النظام السياسي آنذاك كان يقدم المغرب باعتباره بلد عربي إسلامي تحت امارة امير المؤمنين بدون اية إحالة الى ما اسميه الان بالمرجعية الامازيغية الإسلامية مما اعطى الشرعية الدينية و السياسية فيما بعد لظهور تيارات الإسلام السياسي على الساحة السياسية و الدينية بخلفية مشرقية و هادفة الى تغيير المنكر من خلال تطبيق الشريعة الإسلامية كما فهمت منذ 1200 سنة في عهد الخلافة العباسية ..
ان هذه التيارات المسماة بالاسلامية قد استفدت منذ أواسط السبعينات الى حدود سنة 2001 من التغييب القسري للامازيغية و مرجعيتها السياسية و الثقافية الخ داخل الدولة و داخل مؤسساتها و داخل فئات عريضة من مجتمعنا المغربي و استفدت هذه الأخيرة من معطى دخول الوهابية الى المغرب رسميا باوامر عليا ابتداء من سنة 1979 مثل جميع الدول الإقليمية كمصر و الجزائر..
و للتذكير فقط ان تونس لها وضع خاص آنذاك تحت نظام الحبيب بورقيبة العلماني الى حد متطرف حسب ما سمعته.
ان التيارات المسماة بالاسلامية ببلادنا قد نجحت على ضوء ما سلف في كسب ثقة السلطة العليا أواخر تسعينات القرن الماضي لاجل تأسيس حزب العدالة و التنمية ذو المرجعية الإسلامية فوق وطنية كما يعلم العديد من الناس لان وقتها لا يوجد أي شيء مملوس للامازيغية بشموليتها داخل السلطة حتى سنة 2001 حيث كان خطاب اجدير التاريخي الذي فتح الباب امام الامازيغية نحو الولوج الى الشرعية الثقافية و اللغوية كما طالبت وثائق الحركة الثقافية الامازيغية منذ ميثاق اكادير صيف سنة 1991 الى البيان الامازيغي الصادر في فاتح مارس 2000 .
و في حين كان الإسلاميين تنظيم بجناحه الدعوي أي حركة التوحيد و الإصلاح و بجناحه السياسي أي حزب العدالة و التنمية الذي لعب أدوار مسيئة للاسلام للغاية كدين و كقيم عليا طيلة مساره منذ سنة 1996 الى يوم الناس هذا حيث نجده معارض شديد لحقوق المراة على طول الخط طيلة مساره الطويل ك ان الإسلام لم يكرم المراة نهائيا سواء في مرحلة الرسول الاكرم صلى الله عليه و سلم او في مرحلة خلفاءه الراشدون قبل رجوع الاعراب الى جاهليتهم العربية بشكل صريح في الدولة الاموية كما أقوله دائما في مقالاتي المتواضعة أي ان الإسلام قد جاء بقفزة نوعية نحو الامام في مجال المراة و في المجالات الأخرى لكن وقعت احداث جسام قد ارجعت الأمور ما قبل الإسلام كما شرح رموز التنوير الإسلامي في كتبهم القيمة...
ان حزب العدالة و التنمية قد ظل معارض لحقوق امازيغ المغرب الثقافية و اللغوية و السياسية طيلة تاريخه السياسي باعتباره ينتمي الى مرجعية جماعة الاخوان المسلمين الأجنبية و لا ينتمي الى المرجعية الإسلامية الاصيلة في المغرب أي المرجعية الامازيغية الإسلامية كما اسميها الان بكل التواضع و الاجتهاد
الى صلب الموضوع
منذ طرد الجيوش الاموية من المغرب أسس اجدادنا الامازيغيين المسلمين مجموعة من الامارات و الدول على أساس المرجعية الامازيغية الإسلامية أي الزواج المقدس بين العرف الامازيغي و الشرع الإسلامي حسب السياق التاريخي و السياسي لهذه الدول الى سنة 1956 حيث قررت الدولة المغربية خلع العرف الامازيغي بايعاز من الحركة الوطنية ذات الأصول الاندلسية أي العروبة و الإسلام أي تم تعطيل المرجعية الإسلامية الاصيلة لهذا الوطن العظيم منذ ذلك الحين و ليس في القرون الماضية بكل التاكيد ....
لنفرض جدلا ان لم تظهر الحركة الوطنية أصلا في سنة 1930 لاصبح المغرب عند استقلاله سنة 1956 دولة امازيغية إسلامية حديثة بالقوانين الوضعية الامازيغية ذات طبيعة وطنية بمعنى العلمانية الاصيلة و أقول هذا الراي المتواضع للدكتور محمد فايد الذي اتواصل معه عبر الايميل من حين الى اخر حول أمور و أخرى لان الوعي بهذه النقطة يكتسي أهمية بالغة تجاه تاصيل الأمور و المصطلحات .....
و في هذا الاطار الخيالي يمكن توقع ان يؤسس حزب العدالة و التنمية على المرجعية الإسلامية الاصيلة للمغرب لان لن يكون اية إحالة على المشرق العربي باي حال من الأحوال بحكم ان المغرب يتوفر على نموذجه في التدين السمح في زوايا التصوف رغم وجود الخرافات كاي مجتمع انساني في كل بقاع العالم بدون استثناء مثل الولايات المتحدة الامريكية بجلال قدرها في الديمقراطيات الغربية و العلمانية الغربية لكنها لم تستطيع الى حد الان انتخاب امراة لتكون رئيسة هذا البلد الديمقراطي نسبيا لان المطلق لله وحده..
و على أي فان الخرافات هي أنواع و اشكال تتواجد في جميع انحاء العالم بسبب الايديولوجية الدينية او الأيديولوجية السياسية الخ .
و بهذه المرجعية الإسلامية الاصيلة للمغرب سيتقدم حزب الأستاذ سعد الدين العثماني القريب من قلبي خطوات جبارة نحو الحداثة و الديمقراطية و العلمانية و حقوق المراة الخ من مفاهيم هذه المرجعية بحكم ان اجدادنا قد عاشوا في أجواء المدنية حيث يسود فيها القوانين الوضعية الامازيغية مثل قانون تمازالت أي الكيد و السعاية الموجود في جبال سوس العالمة منذ 400 سنة حسب ما سمعته .
و يقضي هذا القانون الى اقتسام الأموال بين الزوج و الزوجة حيث لاحظ فقهاء سوس العقلاء آنذاك أي منذ 400 عام ان المراة تعمل منذ الصباح الباكر الى المساء المتأخر في داخل البيت من قبيل تربية الأطفال و تحضير الطعام و راحة الزوج و خارج البيت في تربية المواشي و في زرعة الحقول الخ من هذه الاعمال الشاقة أي كان الفقه السوسي متقدما في قضية المراة اكثر من الان بسبب الأيديولوجيات الدينية الأجنبية كما يحاول الأستاذ عصيد تفسيره للإسلاميين منذ سنة 1994 كما يقوله دائما .
انني هنا لا ادافع عن الحكومة الحالية باي شكل من الاشكال بصفتي عضو مؤسس لمجموعة الوفاء للبديل الامازيغي.
بل انني ادافع عن المسار التحديثي للدولة المغربية من خلال اعداد مدونة الاسرة الجديدة تتناسب مع المقاصد العليا للشرع الإسلامي و تتناسب مع مغرب هذا القرن .
لكن مع الأسف الشديد فان حزب العدالة و التنمية ذو المرجعية الاخوانية الأجنبية قد تعامل الان مع هذا الموضوع كله باحتقار شديد كانه من يملك الحقيقة الإسلامية المطلقة و كانه شريك لله في الامر و في الحكم الخ من خرافات العقل السلفي في فضاءنا الإسلامي الشاسع ...
قد صدق الأستاذ ارحموش عندما طالب بحل هذا الحزب الأجنبي في صيف 2011 باعتباره كان ضد ترسيم اللغة الامازيغية الاصيلة في هذه الأرض قبل الإسلام و العربية بقرون غابرة حيث وقتها صرح الأستاذ عبد الاه بنكيران في التجمع للحزب تصريحات تبين ان قيادة هذا الحزب الأجنبي تريد ارجاع الأمور بالنسبة للامازيغية الى ما قبل خطاب اجدير التاريخي ليعمل ما يشاء بالشعب المغربي في تكريس مفاهيم العقل السلفي للدين الإسلامي بشكل مطلق بغية اعداد الأرضية الجوهرية للرجوع الى بيع الجواري و العبيد و قطع الرؤوس في الشارع العام الخ من مهازيل الدولة المسماة بالاسلامية ...............
قد قلت في مقال سابق لي عندما يعلن المفكر او الباحث او الانسان العادي عن رايه حول الإسلام بشكل نقدي يسارع حراس المعبد السلفي القديم الى إدخاله الى خانات الالحاد و الظلال الخ منذ العصور الإسلامية الأولى مع فرقة المعتزلة المشهورة و مع العالم الكبير ابن رشد الامازيغي هنا في المغرب تحت حكم الدولة الموحدية التي لها حسناتها و سيئاتها باعتبارها شيء نسبي مثل جميع الدول عبر التاريخ الإنساني الى يوم القيامة...
انني احب ان اختم بالقول ان الإسلام يمكنه ان يتعايش مع كل العصور و الحقب التاريخية لكن تيارات الإسلام السياسي تريد الرجوع بالمغرب الى أحضان المشرق العربي كما كان في عهد الدولة الاموية حيث ارجوا ان تكون رسالتي قد وصلت
توقيع المهدي مالك عضو مؤسس لمجموعة الوفاء للبديل الامازيغي بافكاري المتواضعة
لو كان حزب العدالة و التنمية ذو المرجعية الإسلامية الاصيلة في المغرب ماذا سيحدث ؟
المغرب يحتاج الى حزب ذو المرجعية الامازيغية اليوم لماذا ؟
مفهوم العلمانية بين الأسطورة السلفية و الحقيقة الصريحة؟
مفهوم الجاهلية بين الواقع و الوهم ؟
ماذا أضافت تيارات الإسلام السياسي لترسيخ قيم الإسلام الإنسانية ؟
دعوة للتبرع
إلاّ من ارتضى..: قرأت فى التسع ينيات هجوم الدكت ور (محمد...
ثلاثة أسئلة: السؤ ال الأول : مرح ا دكتور صبحي منصور...
الصلاة فى سيبيريا: لو كنت اعيش فى منطقة قرب القطب الشما لى ،(...
ليس صعب التحقيق: قوله : وَالل اتِي يَأْت ِينَ ...
عن لحظات قرآنية : نسألك أسئلة كثيرة تعليق ا على حلقات...
more