نظرات فى رسالة حول البسملة

رضا البطاوى البطاوى Ýí 2024-08-30


نظرات فى رسالة حول البسملة
صاحب الرسالة جعفر سبحاني والرسالة تدور حول البسملة وفى مستهل البحث تحدث عن معناها وتاريخها فى الكتب فقال :
"البسملة جزئيتها والجهر بها
البسملة جزئيتها والجهر بها البسملة في اللغة والاصطلاح: قول بسم الله الرحمن الرحيم يقال بسمل بسملة: إذا قال أو كتب بسم الله يقال: أكثر من البسملة أي أكثر من قول بسم الله البسملة هي سمة المسلمين حيث لا يستفتحون بشيء إلا بعد ذكر بسم الله الرحمن الرحيم وهي آية التوحيد وسبب نفر المشركين يقول سبحانه: (وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا)


وقد كان شعار المشركين في عصر الجاهلية قولهم: «باسمك اللهم» وكانوا يستفتحون بذلك كلامهم وقد آل الأمر في صلح الحديبية إلي كتابة وثيقة صلح بين الطرفين أمر النبي علياـ أن يكتب: بسم الله الرحمن الرحيم فكتب علي وفق ما أمر فقال سهيل مندوب قريش: لا أعرف هذا ولكن اكتب باسمك اللهم فالبسملة هي الحد الفاصل بين الإسلام والشرك وبها يميز المؤمن عن الكافر ولا ينفك المسلم منها في حله و ترحاله البسملة آية قرآنية تشهد عليها المصاحف عبر القرون وقد كتبت في مفتتح كل سورة خلا سورة التوبة كتبوها كما كتبوا غيرها من سائر الآيات بدون ميز مع اتفاقهم علي أن لا يكتبوا شيئا من غير القرآن فيه إلا بميزة بينة حرصا منهم علي أن لا يختلط به شيء من غيره ولذلك تراهم ميزوا عنه أسماء سوره وعدد آياته ورموز أجزائه وأرباعه وركوعه وسجوده كتبوها علي نحو يعلم أنها خارجة عن القرآن وفي الوقت نفسه اتفقوا علي كتابة البسملة مفتتح كل سورة كسائر الآيات دون فرق بين الخلف والسلف ولا تجد قرآنا مخطوطا من عهد الصحابة إلي يومنا هذا علي غير هذا النمط وهذا اتفاق عملي منهم علي أن البسملة جزء من المصحف غير انه طرأ الاختلاف بعد رحيل الرسول(ص)والأظهر ان الاختلاف ظهر في خلافة معاوية بن أبي سفيان أو قبله بقليل وأما ما هي العلة لطروء هذا الاختلاف فلعل بعض الدواعي له هو المخالفة لسيرة الإمام على في البسملة حيث أطبق الجميع علي أن علي بن أبي طالب كان يجهر بها قال الرازي: وأما ان علي بن أبي طالب فقد كان يجهر بالتسمية وقد ثبت بالتواتر وكان يقول: يا من ذكره شرف للذاكرين وقد تضافرت الروايات عن النبي(ص)وأهل بيته وأصحابه علي أن كون البسملة جزء من الفاتحة وانها يجب الجهر بها في الصلوات الجهرية كما أنها جزء من كل سورة وتظهر حقيقة الحال في ضمن فصول "
ومن الفقرة بتبين أن سبب تأليف الكتاب عند سبحانى هو نصرة قول على بن أبى طالب فى البسملة والخطأ فى الكلام اعتبار البسملة آية التوحيد وأنها سبب نفور الكفار وهو ما يتعارض مع منطوق الآية وهو نفور الكفار من كل آية يذكر فيها عبادة الله وحده كما قال تعالى:
" وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ"
وتحدث عن فضل البسملة وكلها أحاديث كاذبة عند كل الفرق فقال :
فضل البسملة
فضل البسملة قد ورد في فضل البسملة أحاديث كثيرة نقتبس منها القليل: قال رسول الله(ص): «فضلت ببسم الله الرحمن الرحيم» وقال: «لم تنزل علي أحد غيري سوي ما حكاه الله سبحانه من كتاب سليمان» قال الإمام الباقرـ: «أكرم آية في كتاب الله: بسم الله الرحمن الرحيم» أخرج الشيخ الطوسي عن عبد الله بن يحيي الكاهلي عن الصادق عن أبيه عليمها السلام قال: «بسم الله الرحمن الرحيم أقرب إلي اسم الله الأعظم من ناظر العين إلي بياضها» "
الخطأ فى حديث لم تنزل على أهد عيرة وفضلت بها هو أن الوحى النازل على كل الرسل واحد كما قال تعالى :
" ما يقال لك إلا ما قيل للرسل من قبلك "
وأما حديث أن فيها الاسم ألعظم فكلام باطل فلا وجود لذلك الاسم وكل السماء الإلهية سواء سميت باسن واحد وهو الحسنى فلم يميز اسم على أخر كما قال :
" قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياما تدعوا فله الأسماء الحسنى "

وتحدث عن أقوال الفقهاء فى البسملة فى الصلاة فأوضح اختلاف السنة على أساس أن الشيعة متحدون وهو مقارنة ظالمة فقال :
"أقوال الفقهاء في جزئية البسملة :
قد ذكر القرطبي أقوال أئمة المذاهب الأربعة بوضوح فقال:
اختلفوا في قراءة بسم الله الرحمن الرحيم في افتتاح القراءة في الصلاة فمنع ذلك مالك في الصلاة المكتوبة جهرا كانت أو سر الا في استفتاح أم القرآن ولا في غيرها من السور وأجاز ذلك في النافلة وقال أبوحنيفة والثوري وأحمد: يقرؤها مع أم القرآن في كل ركعة سرا وقال الشافعي: يقرؤها ولابد في الجهر جهرا وفي السر سرا وهي عنده آية من فاتحة الكتاب وبه (كون البسملة آية من فاتحة الكتاب) قال أحمد و أبو ثور وعبيد واختلف قول الشافعي هل هي آية من كل سورة أم إنما هي آية من سورة النمل فقط ومن فاتحة الكتاب؟ فروي عنه القولان جميعا وسبب الاختلاف من هذا آيل إلي شيئين: أحدهما: اختلاف الآثار في هذا الباب والثاني: اختلافهم هل «بسم الله الرحمن الرحيم» آية من فاتحة الكتاب أم لا؟ ...وتحقيق المقام يقتضي البحث في الأمور التالية: الأول: هل البسملة جزء من الفاتحة أم لا؟ الثانية: لو افترضنا انها جزء فهل يجهر بها في الصلوات الجهرية؟ الثالثة: هل البسملة جزء من سائر السور أم لا؟
ونستعرض مورد أدلة الأقوال مع القضاء الحاسم بإذن الله سبحانه "
وتناول جزئيات الاختلاف فقال :
"البسملة جزء من الفاتحة
البسملة جزء من الفاتحة إن البسملة جزء من الفاتحة ويدل عليه أمور نذكرها تباعا: الأول: ما رواه الشافعي باسناده ان معاوية قدم المدينة فصلي بها ولم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ولم يكبر عند الخفض إلي الركوع والسجود فلما سلم ناداه المهاجرون والأنصار: يا معاوية سرقت من الصلاة أين بسم الله الرحمن الرحيم؟! وأين التكبير عند الركوع والسجود؟!
ثم إنه أعاد الصلاة مع التسمية والتكبير قال الشافعي: إن معاوية كان سلطانا عظيم القوة شديد الشوكة فلولا ان الجهر بالتسمية كان كالأمر المتقرر عند كل الصحابة من المهاجرين والأنصار وإلا لما قدروا علي إظهار الإنكار عليه بسبب ترك التسمية ونحن نقول: ولولا ان التسمية جزء من الفاتحة لما اعترض المهاجرون والأنصار علي تركها مضافا إلي ترك الجهر بها وهذا الأثر كما يدل علي جزئية التسمية يدل علي لزوم الجهر بها فيستدل به في كلا الموردين الثاني: روي الشافعي عن مسلم عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن أم سلمة انها قالت: قرأ رسول الله(ص)فاتحة الكتاب فعد بسم الله الرحمن الرحيم آية الحمد لله رب العالمين آية الرحمن الرحيم آية مالك يوم الدين آية اياك نعبد واياك نستعين آية اهدنا الصراط المستقيم آية صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين آية وهذا نص صريح علي الجزئية
الثالث: أخرج الحاكم عن أم سلمة ان رسول الله(ص)قرأ في الصلاة بسم الله الرحمن الرحيم فعدها آية الحمد لله رب العالمين آيتين الرحمن الرحيم ثلاث آيات مالك يوم الدين أربع آيات وقال: هكذا إياك نعبد وإياك نستعين وجمع خمس أصابعه الرابع: أخرج الحاكم عن أم سلمة قالت: كان النبي(ص)يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين يقطعها حرفا حرفا قال الحاكم: هذا حديث صحيح علي شرط الشيخين ولم يخرجاه وأقره علي صحته الذهبي في تلخيصه الخامس: أخرج الحاكم عن نعيم المجمر قال: كنت وراء أبي هريرة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم قرأ بأم القرآن حتي بلغ ولا الضالين قال: آمين وقال الناس: آمين ويقول كلما سجد: الله أكبر ويقول إذا سلم: والذي نفسي بيده اني لأشبهكم صلاة برسول الله(ص) قال الحاكم: هذا حديث صحيح علي شرط الشيخين ولم يخرجاه وقرره الذهبي في تلخيصه السادس: أخرج الحاكم عن قتادة قال: سئل أنس ابن مالك كيف كان قراءة رسول الله؟ قال: كانت مدا ثم قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم ويمد الرحيم وقرره علي ذلك الذهبي في تلخيصه السابع: أخرج الحاكم عن ابن جريج عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالي: (ولقد آتيناك سبعا من المثاني) قال: فاتحة الكتاب (بسم الله الرحمن الرحيم* الحمد لله رب العالمين) وقرأ السورة وقال ابن جريج: فقلت لأبي لقد أخبرك سعيد عن ابن عباس انه قال: بسم الله الرحمن الرحيم آية قال: نعم
قال الحاكم: هذا حديث صحيح ولم يخرجاه وتمام هذا الباب في كتاب الصلاة الثامن: أخرج الثعلبي باسناده إلي أبي هريرة قال: كنت مع النبي(ص)في المسجد إذ دخل رجل يصلي فافتتح الصلاة وتعوذ ثم قال: «الحمد لله رب العالمين» فسمع النبي(ص)فقال: «يا رجل قطعت علي نفسك الصلاة أما علمت أن «بسم الله الرحمن الرحيم» من الحمد؟ فمن تركها فقد ترك آية ومن ترك آية فقد أفسد عليه صلاته التاسع: أخرج الثعلبي عن علي انه كان إذا افتتح السورة في الصلاة يقرأ «بسم الله الرحمن الرحيم» وكان يقول: من ترك قراءتها فقد نقص وكان يقول: هي تمام السبع المثاني العاشر: أخرج الثعلبي عن طلحة بن عبيد الله قال: قال رسول الله(ص): من ترك «بسم الله الرحمن الرحيم» فقد ترك آية من كتاب الله وقد نزل علي فيما عد من أم الكتاب «بسم الله الرحمن الرحيم» الحادي عشر: أخرج الدارقطنيوصححهوالبيهقي في السنن عن أبي هريرة قال: قال رسول الله(ص): إذا قرأتم «الحمد» فاقرأوا «بسم الله الرحمن الرحيم» إنها أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني و «بسم الله الرحمن الرحيم» إحدي آياتها الثاني عشر: أخرج الطبراني في الأوسط والدارقطني والبيهقي عن نافع ان ابن عمر كان إذا افتتح الصلاة يقرأ بـ «بسم الله الرحمن الرحيم» في أم القرآن وفي السورة التي تليها ويذكر أنه سمع ذلك من رسول الله
الثالث عشر: أخرج أبو داود والترمذي والدارقطني والبيهقي عن ابن عباس قال: كان النبي(ص)يفتتح صلاته بـ «بسم الله الرحمن الرحيم» الرابع عشر: أخرج الدارقطني والبيهقي عن أبي هريرة «ان النبي(ص)كان إذا قرأو هو يؤم الناس افتتح بـ «بسم الله الرحمن الرحيم» قال أبو هريرة: هي آية من كتاب الله اقرأوا إن شئتم فاتحة القرآن فانها الآية السابعة الخامس عشر: أخرج البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمر انه كان يقرأ في الصلاة «بسم الله الرحمن الرحيم» فإذا ختم السورة قرأها يقول: ما كتبت في المصحف إلا لتقرأ السبع المثاني هي فاتحة الكتاب قد تضافرت الروايات عن علي وابن مسعود وغيرهما من الصحابة وكثير من التابعين علي أن المراد من السبع المثاني في قوله سبحانه: (ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم) هذا من جانب ومن جانب آخر ان آياتها لا تبلغ سبعا إلا إذا عد البسملة آية منها فإليك الكلام في المقامين"
قطعا طالما البسملة مكتوبة فى أوائل السور فهى قرآن من كل السور وأما الجهر والاسرار بها فى الصلاة فهو مخالف للقرآن لأن الصلاة ليس فيها جهر ولا إسرار كما قال تعالى :
" ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا"

وأما كون الفاتحة السبع المثانى فكل الأحاديث فيها باطلة وعن هذا المعنى قال سبحانى :
أما ما دل علي المراد من السبع المثاني هو سورة الفاتحة فهو علي قسمين: ما يفسر السبع المثاني بفاتحة الكتاب من دون تصريح بأن البسملة جزء من فاتحة الكتاب ما يفسر السبع المثاني بفاتحة الكتاب مع التصريح بأن البسملة من آياتها أما القسم الأول فإليك بعض ما وقفنا عليه لا كله
لأنه يوجب الإطناب في الكلام أخرج الطبري عن عبد خير عن علي قال: «السبع المثاني فاتحة الكتاب» أخرج الطبري عن ابن سيرين قال: سئل ابن مسعود عن سبع من المثاني قال: فاتحة الكتاب أخرج الطبري عن الحسن في قوله (ولقد آتيناك سبعا من المثاني) قال: هي فاتحة الكتاب وأخرج أيضا عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: فاتحة الكتاب أخرج الطبري عن أبي فاختة في هذه الآية (ولقدآتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم) قال: هي أم الكتاب أخرج الطبري عن أبي العالية في قول الله: (ولقدآتيناك سبعا من المثاني) قال: فاتحة الكتاب سبع آيات قلت لربيع: إنهم يقولون السبع الطول فقال: لقد أنزلت هذه وما أنزل من الطول شيء أخرج الطبري عن أبي العالية قال: فاتحة الكتاب قال: وإنما سميت المثاني لأنه يثني بها كلما قرأ القرآن قرأها فقيل لأبي العالية: إن الضحاك بن مزاحم يقول: هي السبع الطول فقال: لقد نزلت هذه السورة سبعامن المثاني وما نزل شيء من الطول أخرج الطبري عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: السبع من المثاني هي فاتحة الكتاب أخرج الطبري عن ابن جريج عن ابن مليكة قال: (ولقدآتيناك سبعا من المثاني) قال: فاتحة الكتاب وذكر فاتحة الكتاب لنبيكم(ص)لم تذكر لنبي قبله أخرج الطبري عن أبي هريرة عن أبي قال: قال رسول الله(ص): ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في القرآن مثلها قلت: بلي قال: انـي لأرجو أن لا تخرج من ذلك الباب حتي تعلمها فقام رسول الله(ص)وقمت معه فجعل يحدثني ويده في يدي فجعلت أتباطأ كراهية أن يخرج قبل أن يخبرني بها فلما قرب من الباب قلت: يا رسول الله السورة التي وعدتني قال: كيف تقرأ إذا افتتحت الصلاة؟ قال: فقرأ فاتحة الكتاب قال: هي هي وهي السبع المثاني التي قال الله تعالي: (ولقدآتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم) الذي أعطيت وأخرجه الحاكم في «المستدرك» وقال: هذا حديث صحيح علي شرط مسلم ولم يخرجاه أخرج الطبري عن أبي هريرة عن رسول الله(ص)قال: هي أم القرآن وهي فاتحة الكتاب وهي السبع المثاني (أخرج الطبري عن أبي هريرة عن النبي(ص)في فاتحة الكتاب قال: هي فاتحة الكتاب وهي السبع المثاني والقرآن العظيم وأما القسم الثاني و هو ما يفسر السبع المثاني بفاتحة الكتاب ويجعل البسملة أول آية منها أخرج ابن جرير وابن المنذر والطبراني وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن ابن عباس انه سئل عن السبع المثاني قال: فاتحة الكتاب استثناها الله لأمة محمد فرفعها في أم الكتاب فدخرها لهم حتي أخرجها ولم يعطها أحدا قبله قيل: فأين الآية السابعة؟ قال: بسم الله الرحمن الرحيم أخرج الطبري عن سعيد بن جبير في قوله تعالي: (ولقد آتيناك سبعا من المثاني) قال: فاتحة الكتاب فقرأها علي ست ثم قال: بسم الله الرحمن الرحيم الآية السابعة قال سعيد: وقرأها ابن عباس علي كما قرأها عليك ثم قال: الآية السابعة بسم الله الرحمن الرحيم أخرج الطبري عن سعيد بن جبير قال: قال لي ابن عباس: فاستفتح ثم قرأ فاتحة الكتاب ثم قال: تدري ما هذا (ولقد آتيناك سبعا من المثاني) ولا شهادة في قوله: «فاستفتح ثم قرأ فاتحة الكتاب» علي خروج البسملة من جوهرها وذلك لأن البسملة لما كانت موجودة في صدر عامة السور فأشار إلي البسملة بقوله: «فاستفتح» ثم أشار إلي سائر آياتها التي تتميز عن سائر السور بقوله: «ثم قرأ فاتحة الكتاب» وبما ذكرنا يفسر الحديث التالي: أخرج الطبري عن أبي سعيد بن المعلي ان النبي(ص)دعاه وهو يصلي فصلي ثم أتاه فقال: ما منعك أن تجيبني قال: إني كنت أصلي قال: ألم يقل الله (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم) قال: ثم قال رسول الله(ص)لأعلمنك أعظم سورة في القرآن فكأنه بينها أو نسي فقلت: يا رسول الله الذي قلت قال: الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته أخرج الدارقطني والبيهقي عن أبي هريرة «ان النبي(ص)كان إذا قرأو هو يؤم الناس افتتح «بسم الله الرحمن الرحيم» قال أبو هريرة: آية من كتاب الله اقرأوا إن شئتم فاتحة الكتاب فانها الآية السابعة أخرج الدارقطني والبيهقي في السنن بسند صحيح عن عبد خير قال: سئل علي رضي الله عنه عن السبع المثاني فقال: «الحمد لله رب العالمين» فقيل له: إنما هي ست آيات! فقال: «بسم الله الرحمن الرحيم» آية أخرج ابن الأنباري في المصاحف عن أم سلمة قالت: قرأ رسول الله(ص)(بسم الله الرحمن الرحيم *الحمد لله رب العالمين* الرحمن الرحيم *مالك يوم الدين *اياك نعبد واياك نستعين* اهدنا الصراط المستقيم* صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) وقال: هي سبع يا أم سلمة فاتحة الكتاب سبع آيات مع البسملة إن فاتحة الكتاب آيات سبع إذا قلنا بكون التسمية جزءا منها ولذلك تري أن المصاحف المعروفة تعد البسملة آية من سورة الفاتحة وإن كان يترك عدها آية من سائر السور وعلي ذلك يكون عدد الآيات سبعا كالشكل التالي: (بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين إهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) فتري أن كل آية جملة تامة وأما من لم يجعل التسمية من السبع فقد جعل (صراط الذين أنعمت عليهم) آية (غيرالمغضوب عليهم ولا الضالين) آية أخري ومعني ذلك جعل المبدل منه آية والبدل آية أخري وهذا ما لا يستسيغه الذوق السليم كما أن من حاول أن يجعل (إياك نعبد) آية (وإياك نستعين) آية أخري فقد سلك مسلكا وعرا فإن الجملتين كسبيكة واحدة تنص علي التوحيد في العبادة "
والخطأ فى الفقرة السابقة أن الفاتحة هى السبع المثانى وهو يعارض أن السبع المثانى هى الحديث المتشابه مصداق لقوله تعالى بسورة الزمر "الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثانى "كما أن الفاتحة ليست 14 آية حتى تكون سبعا وسبعا كما أن القرآن ليس له أم سوى الآيات المحكمات التى بها الأحكام النواسخ كما قال بسورة آل عمران "هو الذى أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب ".
وتحدث مرة أخرى عن الجهر بالبسملة فى الصلاة فقال :
" فما معني الفصل بينهما هذا بعض ما وقفنا عليه من روايات أهل السنة الدالة علي أن البسملة جزء من الفاتحة ويدل عليه أيضا أمران آخران: ما سيمر عليك من أن النبي(ص)وأصحابه كانوا يجهرون بالبسملة ما يدل علي أن البسملة جزء من كل سورة غير انه رعاية لنظام البحث فصلنا ما يدل علي الجهر بالبسملة في قراءة الفاتحة عن ذكر البسملة كما فصلنا ما يدل علي أن البسملة جزء من كل سورة روايات أئمة أهل البيت أما ما روي عن أئمة أهل البيت فحدث عنه ولا حرج ولنذكر بعض ما روي عنهمـ: أخرج الشيخ في «التهذيب» عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد اللهـ عن السبع المثاني والقرآن العظيم أهي الفاتحة؟ قال: «نعم» قلت: بسم الله الرحمن الرحيم من السبع؟ قال: نعم هي أفضلهن أخرج الشيخ في «التهذيب» عن عبد الله بن يحيي الكاهلي عن أبي عبد اللهـ عن أبيه قال: «بسم الله الرحمن الرحيم أقرب إلي اسم الله الأعظم من ناظر العين إلي بياضها» أخرج الكليني عن معاوية بن عمار قال: قلت لأبي عبد اللهـ: إذا قمت للصلاة أقرأ بسم الله الرحمن الرحيم في فاتحة الكتاب؟ قال: «نعم» أخرج الصدوق في «عيون الأخبار» عن الحسن ابن علي العسكريـ قال: قيل لأمير المؤمنينـ أخبرنا عن بسم الله الرحمن الرحيم أهي من فاتحة الكتاب؟ قال: «نعم كان رسول الله(ص)يقرأها ويعدها آية ويقول: فاتحة الكتاب هي السبع المثاني» إلي غير ذلك مما ورد عن أئمة أهل البيت في جزئية البسملة من الفاتحة ويؤيد ذلك أن المأثور المشهور عن رسول الله(ص)قوله: «كل أمر ذي بال لا يبدأ ببسم الله أقطع وكل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر أو أجذم» ومن المعلوم أن القرآن أفضل ما أوحاه الله تعالي إلي أنبيائه ورسله وان كل سورة منه ذات بال وعظمة تحدي الله بها البشر فعجزوا عن أن يأتوا بمثلها فهل يمكن أن يكون القرآن أقطع؟ تعالي الله وتعالي فرقانه الحكيم وتعالت سوره عن ذلك علوا كبيرا والصلاة هي الفلاح وهي خير العمل كما ينادي به في أعلي المنائر والمنابر ويعرفه البادي والحاضر لا يوازنها ولا يكايلها شيء بعد الإيمان بالله تعالي وكتبه ورسله واليوم الآخر فهل يجوز أن يشرعها الله تعالي بتراء جذماء؟! ان هذا لا يجرؤ علي القول به بر ولا فاجر لكن الأئمة البررة مالكاوالأوزاعي وأبا حنيفة ذهلوا عن هذه اللوازم وكل مجتهد في الاستنباط من الأدلة الشرعية معذور ومأجور إن أصاب وإن أخطأالتسمية ولزوم الجهر بها
التسمية ولزوم الجهر بها
قد أثبت البحث السالف الذكر ان التسمية جزء من فاتحة الكتاب ومن صميمها فلا تتم السورة إلا بقراءتها وأما الجهر بها فحكمه كحكم سائر أجزاء السورة فلو كانت الصلاة من الصلوات الجهرية يجب الجهر بها ما لم يدل دليل علي جواز المخافتة مضافا إلي أنه قد تضافرت الروايات علي لزوم الجهر بها ويستفاد ذلك من الروايات التالية: أخرج الحاكم عن أبي هريرة قال: كان رسول الله(ص)يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم أخرج الحاكم عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله(ص)جهر ببسم الله الرحمن الرحيم وقال: رواة هذا الحديث عن آخرهم ثقات وأقره علي ذلك الذهبي في تلخيصه أخرج الحاكم في مستدركه عن محمد بن أبي السري العسقلاني قال: صليت خلف المعتمر بن سليمان ما لا أحصي صلاة الصبح والمغرب فكان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم قبل فاتحة الكتاب وبعدها وسمعت المعتمر يقول: ما آلو أن اقتدي بصلاة أبي وقال أبي: ما آلو أن اقتدي بصلاة أنس بن مالك وقال أنس ابن مالك: ما آلو أن اقتدي بصلاة رسول الله(ص) رواة هذا الحديث عن آخرهم ثقات وأقره علي ذلك الذهبي في تلخيصه أخرج الحاكم عن حميد الطويل عن أنس قال: صليت خلف النبي (ص) وخلف أبي بكر وخلف عمر وخلف عثمان وخلف علي كلهم كانوا يجهرون بقراءة بسم الله الرحمن الرحيم ثم قال: وقد بقي في الباب عن أمير المؤمنين عثمان و علي وطلحة بن عبيد الله وجابر بن عبد الله وعبد الله بن عمر والحكم بن عمير الثمالي والنعمان بن بشير وسمرة بن جندب وبريدة الأسلمي وعائشة بنت الصديق كلها مخرجة عندي في الباب تركتها إيثارا للتخفيف واختصرت منها ما يليق بهذا الباب وكذلك ذكرت في الباب من جهر ببسم الله الرحمن الرحيم من الصحابة والتابعين وأتباعهم وبما ان الكلام الأخير الذي يدعي إطباق الأئمة علي الجهر بالتسمية في الصلوات يخالف مذهب إمام الذهبي فغاظ غيظه وادعي ان نسبة الجهر إلي هؤلاء كذب محض ثم حلف علي صدق مدعاه مع أن النبي(ص)قال: «البينة علي المدعي واليمين علي المنكر» فمن يدعي الكذب فعليه البينة لا الحلف وإلا ففي وسع كل من يري الحديث مخالفا لهواه وللمذهب الذي نشأ عليه أن يحلف علي كذبه ما رواه الإمام الشافعي في مسنده ان معاوية قدم المدينة فصلي بها ولم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم فاعترض عليه المهاجرون والأنصار بقولهم: يا معاوية سرقت منا الصلاة أين بسم الله الرحمن الرحيم؟! وعلق عليه الشافعي بقوله: فلولا أن الجهر بالتسمية كان كالأمر المتقرر عند كل الصحابة من المهاجرين والأنصار وإلا لما قدروا علي إظهار الإنكار عليه بسبب ترك التسمية وأخرجه الحاكم بنحو آخر وقال: إن أنس بن مالك قال: صلي معاوية بالمدينة صلاة فجهر فيها بالقراءة فقرأ فيها بسم الله الرحمن الرحيم لأم القرآن ولم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم للسورة التي بعدها حتي قضي تلك القراءة فلما سلم ناداه من سمع ذلك من المهاجرين والأنصار من كل مكان: أسرقت الصلاة أم نسيت؟! فلما صلي بعد ذلك قرأ بسم الله الرحمن الرحيم للسورة التي بعد أم القرآن وكبر حين يهوي ساجدا قال الحاكم: هذا حديث صحيح علي شرط مسلم فقد احتج بعبد المجيد بن عبد العزيز وسائر الرواة متفق علي عدالتهم وأقره علي ذلك الذهبي في تلخيصه قال الرازي في تفسيره: إن البيهقي روي الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في سننه عن عمر بن الخطاب وابن عباس وابن عمر وابن الزبير ثم قال الرازي ما هذا لفظه: وأما ان علي بن أبي طالب كان يجهر بالتسمية فقد ثبت بالتواتر و من اقتدي في دينه بعلي بن أبي طالب فقد اهتدي قال: والدليل عليه قول رسول الله(ص): اللهم أدر الحق مع علي حيث دار أخرج البزار و الدارقطني والبيهقي في «شعب الإيمان» من طريق أبي الطفيل قال سمعت علي بن أبي طالب وعمار يقولان: إن رسول الله(ص)كان يجهر في المكتوبات بـ «بسم الله الرحمن الرحيم» في فاتحة الكتاب أخرج الدارقطني عن عائشة ان رسول الله(ص)كان يجهر بـ «بسم الله الرحمن الرحيم» أخرج الدارقطني عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله: «أمني جبرئيلـ عند الكعبة فجهر بـ «بسم الله الرحمن الرحيم» أخرج الدارقطني عن علي بن أبي طالبـ قال: كان النبي(ص)يجهر بـ «بسم الله الرحمن الرحيم» في السورتين جميعا أخرج الدارقطني والحاكم والبيهقي عن أبي هريرة وكان رسول الله(ص)يجهر بـ «بسم الله الرحمن الرحيم» في الصلاة و زاد البيهقي: «فترك الناس ذلك» أخرج الدارقطني عن عبد الله بن عمر قال: «صليت خلف النبي(ص)وأبي بكر وعمر فكانوا يجهرون بـ «بسم الله الرحمن الرحيم» أخرج الثعلبي عن علي بن زيد بن جدعان ان العبادلة كانوا يستفتحون القراءة بـ «بسم الله الرحمن الرحيم» يجهرون بها: عبد الله بن عباس و عبد الله بن عمر و عبد الله بن الزبير أخرج البيهقي عن الزهري قال: من سنة الصلاة أن تقرأ بسم الله الرحمن الرحيم وان أول من أسر «بسم الله الرحمن الرحيم» عمرو بن سعيد بن العاص بالمدينة وكان رجلا حييا أخرج الدارقطني عن أبي هريرة قال: قال رسول الله(ص)علمني جبرئيل الصلاة فقام فكبر لنا ثم قرأ «بسم الله الرحمن الرحيم» فيما يجهر في كل ركعة أخرج الدارقطني عن الحكم بن عميروكان بدرياقال: صليت خلف النبي(ص)فجهر في الصلاة بـ «بسم الله» و صلاة الليل وصلاة الفجر وصلاة الجمعة وقد احتج الرازي علي لزوم الجهر بالتسمية في الصلوات الجهرية بما أوعزنا إليه في صدر البحث من أن حكم جزء السورة كحكم كلها ولا يصح التبعيض بين الكل والجزء إلا بدليل قاطع
كانت سيرة الإمام على والأئمة بعده علي الجهر بها نقتطف شيئا مما أثر عنهم: أخرج الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره باسناده إلي الرضا عن أبيه عن الصادق قال: «اجتمع آل محمد(ص)علي الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم» أخرج علي بن إبراهيم في تفسيره باسناده عن ابن أذينة قال: قال أبو عبد اللهـ: «بسم الله الرحمن الرحيم» أحق ما جهر به وهي الآية التي قال الله عزوجل: (وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا علي أدبارهم نفورا) أخرج الصدوق باسناده عن الأعمش عن جعفر بن محمد انه قال: «والإجهار ببسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة واجب» أخرج الصدوق باسناده عن الفضل بن شاذان فيما كتبه الرضا للمأمون في بيان محض الإسلام جاء فيه: «والإجهار ببسم الله الرحمن الرحيم في جميع الصلوات سنة» وعن الرضاـ انه كان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في جميع صلواته بالليل والنهار أخرج الكليني عن صفوان الجمال قال: صليت خلف أبي عبد اللهـ أياما فكان إذا كانت صلاة لايجهر فيها جهر ببسم الله الرحمن الرحيم وكان يجهر في السورتين أخرج العياشي عن خالد المختار قال: سمعت جعفر بن محمد يقول: «ما لهم عمدوا إلي أعظم آية في كتاب الله فزعموا انها بدعة إذا أظهروها وهي بسم الله الرحمن الرحيم» الحديث أخرج الكليني عن يحيي بن أبي عمران الهمداني قال: كتبت إلي أبي جعفر [الجواد]ـ ـ: جعلت فداك ما تقول في رجل ابتدأ ببسم الله الرحمن الرحيم في صلاته وحده في أم الكتاب فلما صار إلي غير أم الكتاب من السورة تركها فقال العباسي: ليس بذلك بأس؟ فكتب بخطه: «يعيدها مرتين علي رغم أنفه يعني العباسي"
وتحدث عن وجود أحاديث مضادة عن ترك الجهر بالبسملة فقال :
"وهناك روايات غريبة بين ما يدل علي أن النبي(ص)إما تركها بتاتا أو لم يجهر بها لكن مضمون بعضها أوضح دليل علي كذبها ووضعها نذكرها تباعا أخرج مسلم عن شعبة قال: سمعت قتادة يحدث عن أنس قال: صليت مع رسول الله(ص)وأبي بكر وعمر و عثمان فلم أسمع أحدا منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم وأخرجه أيضا بسند آخر عن أنس بن مالك انه قال: صليت خلف النبي(ص)وأبي بكر وعمر وعثمان فكانوا يستفتحون بـ «الحمد لله رب العالمين» لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول قراءة ولا في آخرها يلاحظ عليه: بأنه معارض بما أخرج الحاكم عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله(ص)جهر ببسم الله الرحمن الرحيم فلأجل هذا التعارض لا يمكن الاعتماد عليه وقد كفانا الرازي في الإجابة عن الحديثين اللذين هما العمدة في القول بالترك أو بالسر قال: قال الشيخ أبو حامد الاسفرايني: روي عن أنس في هذا الباب ست روايات أما الحنفية فقد رووا عنه ثلاث روايات:
إحداها قوله: صليت خلف رسول الله(ص)وخلف أبي بكر وعمر وعثمان فكانوا يستفتحون الصلاة بالحمد لله رب العالمين وثانيتها قوله: إنهم ما كانوا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم وثالثتها قوله: لم أسمع أحدا منهم قال بسم الله الرحمن الرحيم فهذه الروايات الثلاث تقوي قول الحنفية وثلاث أخري تناقض قولهم: إحداها: ما ذكرنا أن أنسا روي أن معاوية لما ترك بسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة أنكر عليه المهاجرون والأنصار وقد بينا أن هذا يدل علي أن الجهر بهذه الكلمات كالأمر المتواتر فيما بينهم وثانيتها: روي أبو قلابة عن أنس أن رسول الله(ص)و أبا بكر وعمر كانوا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم وثالثتها: أنه سئل عن الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم والإسرار به فقال: لا أدري هذه المسألة فثبت أن الرواية عن أنس في هذه المسألة قد عظم فيها الخبط والاضطراب فبقيت متعارضة فوجب الرجوع إلي سائر الدلائل
عن عبد الله بن مغفل قال: سمعني أبي وأنا أقرأ «بسم الله الرحمن الرحيم» فقال: أي بني محدث؟ صليت خلف رسول الله(ص)وأبي بكر وعمر وعثمان فلم أسمع أحدا منهم جهر ببسم الله الرحمن الرحيم
ما روي عن أبي هريرة ان النبي(ص)قال: يقول الله تعالي: قسمت الصلاة بيني و بين عبدي نصفين فلما قال العبد: الحمد لله رب العالمين يقول الله تعالي: حمدني عبدي وإذا قال: الرحمن الرحيم يقول الله تعالي: أثني علي عبدي وإذا قال: مالك يوم الدين يقول الله تعالي: مجدني عبدي وإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين يقول الله تعالي: هذا بيني و بين عبدي والاستدلال بهذا الخبر من وجهين: الأول: انه عليه الصلاة والسلام لم يذكر التسمية ولو كانت آية من الفاتحة لذكرها الثاني: انه تعالي قال: جعلت الصلاة بيني و بين عبدي نصفين والمراد من الصلاة الفاتحة وهذا التنصيف إنما يحصل إذا قلنا بأن التسمية ليست آية من الفاتحة لأن الفاتحة سبع آيات فيجب أن يكون فيها لله
ثلاث آيات ونصف وهي من قوله: (الحمد لله) إلي قوله: (إياك نعبد) و للعبد ثلاث آيات و نصف وهي من قوله: (إياك نعبد وإياك نستعين) إلي آخر السورة أما إذا جعلنا «بسم الله الرحمن الرحيم» آية من الفاتحة حصل لله أربع آيات ونصف وللعبد آيتان ونصف وذلك يبطل التنصيف المذكور يلاحظ عليه أولا: بأنه معارض بخبر ابن عباس مرفوعا وفيه: قسمت الصلاة بيني و بين عبدي فإذا قال العبد: بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تعالي: دعاني عبدي إلي آخر الحديث وقد اشتملت الرواية علي البسملة وليست في مرفوعة ابن عباس كلمة نصفين والتقسيم لا يستدعي المساواة من حيث العدد "
والجهر والإسرار بالبسملة كلاهما مخالف للقرآن ومن ثم كل الروايات فى موضوع البسملة لم يتفوه بها الرسول(ص) لمناقضتها وتكذيبها للقرآن حيث منع الجهر والإسرار وهو الاخفات فقال :
"ولا تجهلا بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا"

وكرر الكلام عن كون البسملة جزء من كل سورة فقال :
"البسملة جزء من مفتتح كل سورة
قد أوقفك البحث السابق علي أن التسمية جزء من الفاتحة وأنه يجب الجهر بها في الصلوات الجهرية بلا ريب بقي الكلام في البحث الثالث وهو ان التسمية جزء من مفتتح كل سورة إلا سورة التوبة ويدل علي ذلك الأمور التالية:
الأول: ان الصحابة كافة فالتابعين أجمعين فسائر تابعيهم وتابعي التابعين في كل خلف من هذه الأمة منذ دون القرآن إلي يومنا هذا مجمعون إجماعا عمليا علي كتابة البسملة في مفتتح كل سورة خلا براءة كتبوها كما كتبوا غيرها من سائر الآيات بدون ميزة مع أنهم كافة متصافقون علي أن لا يكتبوا شيئا من غير القرآن إلا بميزة بينة حرصا منهم علي أن لا يختلط فيه شيء من غيره ..
الثاني: أخرج الحاكم عن ابن عباس ان النبي(ص)كان إذا جاءه جبرئيل فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم علم أنها سورة هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه الثالث: أخرج الحاكم عن ابن عباس (رض) قال:
كان النبي(ص)لا يعلم ختم السورة حتي تنزل بسم الله الرحمن الرحيم قال الحاكم هذا حديث صحيح علي شرط الشيخين ولم يخرجاه وأقره علي صحته الذهبي في تلخيص المستدرك الرابع: أخرج الحاكم عن ابن عباس قال: كان المسلمون لا يعلمون انقضاء السورة حتي تنزل بسم الله الرحمن الرحيم فإذا نزلت بسم الله الرحمن الرحيم علموا أن السورة قد انقضت الخامس: روي ابن ضريس عن ابن عباس قال: بسم الله الرحمن الرحيم آية السادس: أخرج الواحدي عن عبد الله بن عمر قال: أنزلت بسم الله الرحمن الرحيم في كل سورة
السابع: أخرج الطبراني في الأوسط والدارقطني والبيهقي عن نافع ان ابن عمر كان إذا افتتح الصلاة يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم في أم القرآن وفي السورة التي تليها ويذكر انه سمع ذلك من رسول الله(ص) (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم"
قطعا هى جزء أصيل من المصحف الحالى فطالما كتبت فيها فهى جزء من الوحى ولكن الخطأ الفادح هو الجهر بها فى الصلاة هى أو غيرها من القرآن مع قوله تعالى :
" ولا تجهر بصلاتك"

اجمالي القراءات 376

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2008-08-18
مقالات منشورة : 2644
اجمالي القراءات : 21,000,662
تعليقات له : 312
تعليقات عليه : 512
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt