لنسلم جدلا أن ما بين دفتي كتب السنة الصحاح قد تَلفَّظَ بها النبي، وأن ما بين دفتي القرآن العظيم قد نَطَقَ به الرسول.

Brahim إبراهيم Daddi دادي Ýí 2024-07-11


عزمت بسم الله،

 

إن رجال الدين الذين يستمسكون بكتب ما يسمى (السنة)، التي هي في الحقيقة ظنية الثبوت ونجد فيها اختلافا كثيرا، كما أخبرنا بذلك عالم الغيب والشهادة أن الكتاب الذي هو من عند غير الله تعالى سنجد فيه اختلافا كثيرا، وهذه القاعدة تنطبق على القرآن نفسه فقال سبحانه: أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا. النساء 82.

المزيد مثل هذا المقال :

السؤال الأول الذي يفرض نفسه هو: هل نجد في القرآن اختلافا مع علوم الطبيعة، الكون، الحياة، وما خلق الله سبحانه؟

الجواب: حسب الكثير من العلماء الباحثين عن بدء الخلق والكون أثبتوا أن للكون خالقا حكيما.

السؤال الثاني: هل نجد الاختلاف الكثير بين دفتي كتب البشر التي تسمى (السنة) وينسب التَّلفُّظ فيها للنبي، هل نجد فيها الاختلاف الكثير في شتى المجالات، ومنها على سبيل المثال لا الحصر هذه الرواية المخالفة للطبيعة والكون وهي:

2960 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ  قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي ذَرٍّحِينَ غَرَبَتْ الشَّمْسُ أَتَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ الْعَرْشِ فَتَسْتَأْذِنَ فَيُؤْذَنُ لَهَا وَيُوشِكُ أَنْ تَسْجُدَ فَلَا يُقْبَلَ مِنْهَا وَتَسْتَأْذِنَ فَلَا يُؤْذَنَ لَهَا يُقَالُ لَهَا ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ فَتَطْلُعُ مِنْ مَغْرِبِهَا فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى{ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ }.

 صحيح البخاري - (ج 10 / ص 474) المكتبة الشاملة.

4428 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِفَقَالَ يَا أَبَا ذَرٍّ أَتَدْرِي أَيْنَ تَغْرُبُ الشَّمْسُ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ الْعَرْشِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى{ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ }

صحيح البخاري - (ج 14 / ص 496) المكتبة الشاملة.

هاتان الروايتان سندها راوي واحد، وهو أبو ذر، لكنها تختلف في المتن والسند، ففي الأولى قال أبا ذر: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي ذَرٍّ حِينَ غَرَبَتْ الشَّمْسُ. أَتَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ الْعَرْشِ فَتَسْتَأْذِنَ فَيُؤْذَنُ لَهَا وَيُوشِكُ أَنْ تَسْجُدَ فَلَا يُقْبَلَ مِنْهَا وَتَسْتَأْذِنَ فَلَا يُؤْذَنَ لَهَا يُقَالُ لَهَا ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ فَتَطْلُعُ مِنْ مَغْرِبِهَا.وفي الرواية الثانية: قَالَ كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِفَقَالَ يَا أَبَا ذَرٍّ أَتَدْرِي أَيْنَ تَغْرُبُ الشَّمْسُ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ الْعَرْشِ.

 

أولا: إن الذي وضع هذه الرواية كان يجهل أن الأرض تدور حول نفسها، لذلك نجد الاختلاف الكثير في كتب لهو الحديث. قال رسول الله عن الروح عن ربه:  

وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً. الإسراء 12.

وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ. الأنبياء 33.

وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلا تَعْقِلُونَ. المؤمنون 80.

 

خلاصة القول إن الذين يستمسكون بكتب البشر لا يعقلون فهم مجرمون، لأنهم يستمسكون بروايات ظنية افتري لفظها عن النبي، بينما نجد أن ما نطق به الرسول هو الحق من عند الله تعالى، فهو لا ينطق عن الهوى، إنما يمكن للنبي أن يتلفظ عن الهوى، وقد أخبرنا الله تعالى أن النبي حرم ما أحل الله تعالى على هواه، فأدان الله تعالى  تصرفه ونطق به الرسول في قرآن يتلى. يقول الله سبحانه:

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ. التحريم 1.

والدليل على أن الذين يستكبرون عن آيات الله تعالى ويتبعون لهو الحديث هم مجرمون، لأنهم يؤمنون بحديث غير أحسن الحديث. قال رسول الله عن الروح عن ربه: كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلا إِنَّكُم مُّجْرِمُونَ* وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ* وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ* وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ* فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ. المرسلات 46/50.

وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنتُمْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ. الجاثية 31.

أما أحسن الحديث فكل يوم يكتشف العلماء أنه من عند أحكم الحاكمين. يقول الله سبحانه:

 وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَوَاصْبِرْ حَتَّىَ يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ يونس 109.

سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ* أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَاء رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطٌ. فصلت53/54.

وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ. فاطر 28.

وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا* وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً* قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا* وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً*وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا. الإسراء 105/109. صدق الله العظيم. وكذب أهل لهو الحديث.

والسلام على من اتبع هدى الله تعالى فلا يضل ولا يشقى.

اجمالي القراءات 2068

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-11
مقالات منشورة : 544
اجمالي القراءات : 11,217,383
تعليقات له : 2,011
تعليقات عليه : 2,913
بلد الميلاد : ALGERIA
بلد الاقامة : ALGERIA