التغيير قادم لا محالة
إن المشهد السياسي في مصر ضبابي لأقصى درجة، فيما يخص إنتخابات الرئاسة.
وذلك وسط تكهنات وآمال متباينة من هنا وهناك، مثل أن نسمع أصوات تقول (السيسي) لن يترشح للرئاسة في إنتخابات 2024، وعلى جانب آخر نسمع أصوات تؤكد بأن الرجل لن يتنازل أبداً عن عرش مصر.
مشهد لا مثيل له، سوى إنتخابات الرئاسة 2018، والتي ترشح فيها أمام (السيسي) شخص كان يعدُ من أكبر أنصاره، وقد لا أستبعد أن (موسى مصطفى موسى) وقتها، قد أعطى صوته للسيسي ولم يعطه لنفسه.
بيد أن العالم الآن بات يرقُب إنتخابات الرئاسة 2024 بشغف، وحذر، وإستعداد تام لما قد يستجد.
صحيح أن نظام الحكم الحالي، قد وقع في أكثر من نقطة خلاف وإختلاف مع العديد من دول الخليج العربي، والتي توغلت بشكل غير مسبوق داخل كل أركان الدولة المصرية وبخاصة في الشأن الإقتصادي.
وصحيح ان بعض أنظمة الخليج العربي، قد لا ترغب في إستمرار (السيسي) كرئيس لمصر، ولكننا نتحدث عن رجل يمتلك من الطموح ما لا يجعله يستسلم أبداً، وبخاصة فيما يتعلق بإنتخابات الرئاسة.
إلا أنه ما يزيد من قتامة المشهد هو : غياب أي مرشح حقيقي عن ساحة الإنتخابات، وفي ذات الوقت نسمع إعلان البعض الآخر من الباحثين عن الشهرة، خوضهم لهذا المعترك السياسي !.
فكل من الفريق/ سامي عنان، والفريق/ أحمد شفيق، والدكتور/ أيمن نور، وغيرهم ... إلخ، لن يخوض أي منهم إنتخابات الرئاسة 2024.
فأصبحنا أمام مشهد، ينظرُ إليه الجميع، على أنه مجرد مسرحية ركيكة في التأليف والإخراج، بل وأداء أبطالها قد فاق في الفشل أداء مُخرج المسرحية ومؤلفها.
والحقيقة أن للوضع الراهن المؤسف الآن أسباب، وأهم تلك الأسباب من وجهة نظري، هو ملل الشعب من كافة الوجوه جمعاء، فكل أركان نظام الحكم الحالي، وكذلك كل وجوه المعارضة السياسية، جميعهم باتوا غير مرغوب فيهم.
بسبب تكرارهم على المشهد أولاً، ولعدم وفائهم بأي عهود ثانياً.
لقد مل الناس من المعارضة قبل أن يمسسهم الملل من النظام الحاكم، فمن كانوا يعارضون (السيسي) بالأمس، باتوا اليوم من أشد أنصاره، خاصة بعد أن استفادوا، والبعض الآخر منهم قد إلتزم الصمت تجاه الرجل، ففقدوا جميعاً مصداقيتهم السابقة عند الناس.
وحتى جماعة الإخوان المسلمين، التي عول عليها العديد من الناس، فتوقعوا من أعضائها المساندة في أكثر من مائة دعوة ماضية للتظاهر أو للثورة، إلا أن كل أعضاء الجماعة، قد إلتزموا الصمت، وآثروا المكوث في المنازل، غير عابئين بأي شيء.
والسؤال .. هل سينتهي المطاف بمصر إلى ثبات الوضع الحالي.
والإجابة : لا أعتقد أن الإستقرار سيكون هو الملازم للأجواء السياسية العامة في مصر، فالتغيير قادم لا محالة، ليس في منصب الرئيس وكفى .. فبلاد كمصر بحاجة إلى تغيير جذري في كل قطاعاتها، لإستئصال أورام الفساد، وإهدار المال العام.
إن مصر ظمآنة للتغيير في كل شيء.
ولكن أفضل ضمانة للوصول بالبلاد إلى بر النجاة، هي أن يبدأ التغيير والإصلاح من القاعدة أولاً، ومن ثَم سنصل إلى الأفضل حتماً ليجلس على عرش مصر، عن طريق إنتخابات حرة ونزيهة.
وعلى الله قصد السبيل
شادي طلعت
#شادي_طلعت
اجمالي القراءات
1591