للمرة الأخيرة : الروح هو جبريل . أمّا الانسان فهو ( نفس وجسد )
للمرة الأخيرة : الروح هو جبريل . أمّا الانسان فهو ( نفس وجسد )
مقدمة
مللنا من التكرار . وهذه هى المرة الأخيرة فى موضوع ( الروح ) .
المرة الأولى :
1 ـ عام 1979 ، فى رسالتى للدكتوراة فى جامعة الأزهر ـ ولأول مرة فى التاريخ الفكرى للمسلمين ـ أو ضحت قرآنيا معنى الروح ، وهذا فى ردّ على الصوفية الذين يجعلون الروح قبسا إلاهيا داخل الانسان ، وهى الفكرة التى تتشارك فيها معظم الأديان الأرضية الشيطانية . اضطررت الى حذف ثلثى الرسالة ، ثم نشرت وزارة الثقافة الجزء الأول من المحذوف عن التصوف والعقائد الدينية عام 1990 ، ثم أعيد نشره مرة أخرى ، وهذا الجزء منشور هنا ضمن الكتب .
2 ـ قلت فيه عن الروح : ( والروح المقصودة بقوله تعالى (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي : الإسراء 85 ) هي جبريل عليه السلام .. وله وظيفتان الأولى : نفخ النفس والثانية : النزول بالوحي على الرسل .. وقد تميز جبريل عليه السلام بهذا اللقب من دون الملائكة بقوله تعالى ({تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ..المعارج4) ، وعن يوم الحساب (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً ..النبأ38 ) . ولذا يقول تعالى عنه أنه من أمره أن يصدر عن أمره ويعمل بأمره إذا قال كن فيكون .. وعندما خلق الله آدم أمر جبريل أن ينفخ فيه ، فيقول تعالى( ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ : السجدة 9 ) . (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي ..ص72 ) . فجبريل كانت وظيفته بث النفس في آدم . وقد قال الله تعالى عن خلق المسيح بلا أب (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ،خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ، ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ...آل عمران59) ولأن مريم عذراء لم يمسسها بشر فقد أرسل الله لها جبريل في هيئة بشر سوٌى (فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً ،قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً ،قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَاماً زَكِيّاً ...مريم17 : 19 ) وقال تعالى عن مريم أيضاً (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا ..الأنبياء 91 ) إذن فالروح هو هنا جبريل ، في خلق آدم وخلق عيسى . والوظيفة الأخرى لجبريل هي النزول بالوحي على الرسل (يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ ..غافر15 ) وقال تعالى لمحمد عليه الصلاة والسلام ( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ، عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ ..الشعراء 193 ، 194 ) .
المرة الثانية
بتاريخ ( 15 اكتوبر 2006 ) فى الفتاوى : قلت :
1 ـ هناك فرق بين (الروح) بضم الراء ـ وهى تعنى جبريل عليه السلام و ( الروح ) بفتح الراء وسكون الواو وهى تعنى الراحة والعون. وبهذا للمعنى جاءت فى قصة يوسف، وفى وصف حال المحتضر المؤمن فى نهايات سورة الواقعة ( فروح وريحان ).وما عدا ذلك فالروح هو جبريل وما يتعلق به من وظائف حسبما جاءت الاشارة فى المقال.
2 ـ لو راجعت كل مواضع ورود كلمة ( النفس ) فى القرآن لتأكدت أنها تلك الذات التى فى داخلنا والتى كانت موجودة فى البرزخ قبل أن نخلق فى جسد ثم دخلت فى الجنين فأصبح إنسانا بعد أن كان مجرد مشروع انسان، ثم بعد ها تفارق هذه النفس جسدها دوريا ومؤقتا بالنوم ثم تفارقه نهائيا بالموت فيما يعرف بالوفاة فى هذه الدنيا ( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها .. ).وخلق الأنفس تم فى وقت واحد حيث أخذ الله تعالى عليه العهد الالهى وفطرها على الفطرة السليمة. ثم يتم بعدها دخول كل نفس فى هذا العالم فى الوقت المحدد لها كى تلبس جسدها وتصبح إنسانا وتدخل بهذا الجسد وغرائزه اختبار الحياة الدنيا ثم تفارق جسدها بانتهاء موعدها المحدد عند الموتة الثانية وتعود الى البرزخ الذى أتت منه، وعند البعث تلبس جسدا جديدا هو العمل الذى عملته فى الدنيا والذى على أساسه تدخل الجنة أو تدخل النار، وحيث يكون هذا الجسد هو ( الصالح ) لدخول الجنة, أو يكون الشاهد على استحقاق صاحبه النار. التفصيلات عن النفس والبعث والموت والبرزخ وأحوال الجنة والنار والآخرة والبعث والحساب كل ذلك من القرآن الكريم ، بعضها تم نشره من قبل مثل كتاب ( حقائق الموت فى القرآن الكريم ) وبعضها لم ينشر بعد.
ونرجو أن يتاح لنا الوقت والامكانات لنشر كل ما لدينا فى الموقع ليكون متاحا للجميع .
المرة الثالثة :
مقال عن ( الروح ) بتاريخ ( 10 فبراير 2007 ). قلت :
1 ــ لو كنا نعيش صحوة إسلاميه حقيقة لتعرفنا على المفاهيم القرآنيه على حقيقتها ونظفنا عقولنا مما ترسب فيها من اكاذيب تراثيه , ولكن يبدو أن شهوة الحكم وحمى التجارة بالاسلام وضجيج المزايدة على اسمه العظيم لم تدع فرصة لأحد منهم كى يتوقف ويتعلم ويتعرف .
إن كلمة " الروح " من كلمات القرآن التى اسىء فهمها . ومازلنا نرددها على السنتنا بمفاهيمها الخاطئة دون أن نفطن الى أن تلك المفاهيم الخاطئة تنسف فى قلوبناعقيدة ان لااله الا الله وتضع مكانها عقائد مخالفة مثل الحلول والاتحاد وزوال الفوارق بين الخالق جل وعلا وبين المخلوقات.
3 ـ المؤسف ان كثيرا من المتدينين اليوم يسيرون على نهج بعض كتب التراث التى تؤكد ان فى الانسان قبسا الهيا وجزءا ربانيا ويستدلون بقوله تعالى عن آدم " ونفخت فيه من روحى " ويعتقدون أن الانسان يتكون من روح وجسد وأن الجسد ينتمى ألى الأرض أما الروح فتنتمى إلى روح الله أى ذات الله ، وتلك هى العقيدة الاساسية للتصوف واصحاب الحلول والاتحاد، ورددها الغزالى فى كتابيه ( إحياء علوم الدين ) و( مشكاة الأنوار ) وكان ينبغى ان تبدأ الصحوة الدينية بتوضيح هذه الاشكالية اذا كانت صحوة اسلامية حقيقية.
2 ــ ان" الروح " هو جبريل عليه السلام ومايتعلق به.
ولأن جبريل عظيم القدر بين الملائكة فالقرآن يذكره بينهم مميزا وبما يوحى بهذه المكانة يقول تعالى عن الهول العظيم يوم القيامة "( يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا ).78/38) ويقول تعالى عن ليلة القدر ونزول الروح مع الملائكة فيها بأوامر الله تعالى فى الخلق والرزق والقضاء والقدر: " تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم : 97/4.وهنا ربط بين الروح والأمر الالهى. وسنجد ذلك الربط يصاحب الروح جبريل فى النسق القرآنى.
3 ـ ذلك لأن للروح جبريل وظائف محددة بالنسبة للعلاقة بين الله تعالى والبشر. إنه الذى يحمل الأوامر الالهية للبشر, لذلك يوصف أحيانا بأنه رسول؛ يقول تعالى عن القرآن الكريم وجبريل ورؤية خاتم النبيين محمد له حين نزل جبريل بالوحى القرآنى (إنه لقول رسول كريم . ذى قوة عند ذى العرش مكين, مطاع ثمّ أمين ) هذا الكلام الهائل وصف لجبريل. بعده يقول تعالى عن محمد عليه السلام مخاطبا قريشا المعاندة : ( وما صاحبكم بمجنون. ولقد رآه بالأفق المبين ) ( التكوير 19 ـ ) أى أن محمدا رأى جبريل رؤية واضحة فى الأفق المبين ، وحين تحدث بها اتهمته قريش بالجنون.
إن لجبريل أوصافا كثيرة مثل الرسول وذى القوة والمطاع والمكين والأمين. وهناك أوصاف أخرى له أيضا فى سورة النجم، ولكن أهم أوصافه وأسمائه هو ( الروح ) لارتباط وصف الروح بالمهام أو الأوامر النى يقوم بها جبريل والتى تتلخص فى حمل الكلمة الالهية أو المر الالهى ( كن ).
4 ـ فالروح جبريل هو الذى حمل الأمر الالهى بخلق آدم. والله تعالى يقول للملائكة فى ذلك السياق " فاذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين :15/29 . فالياء فى كلمة"روحى" تفيد الملكية كما تقول كتابى ، اى الروح الذى امتلكه.
وقد خلق الله تعالى آ دم بدون اب وام ، ثم خلق المسيح عليه السلام بدون اب وارسل الروح جبريل الى السيدة العذراء يحمل الامرالالهى"كن" فكان بشرا سويا.
والله تعالى يقول عن خلق المسيح وكونه مثل خلق آدم : " إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون :59,3.
وكما قال عن خلق آدم " ونفخت فيه من روحى " قال عن خلق عيسى وأمه مريم " والتى احصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين ": 21/91
ويصور القرآن مجىء جبريل الروح الى السيدة العذراء فيقول " فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا ، قالت إنى أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا، قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا" 19/ 14 –)
وبسبب ارتباط المسيح عليه السلام بجبريل الروح فقد اصبح من القاب المسيح كلمة الروح . يقول تعالى " إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته القاها إلى مريم وروح منه : 4/171 "
5 ـ ومن وظائف الروح جبريل النزول بالوحى ومعه ملائكة الوحى . والله تعالى يقول عن كل الرسالات السماوية" ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده : 16/2 ) ويقول أيضا "يلقى الروح من أمره على من يشاء من عباده" 15,40
ونزل الروح جبريل بوحى القرآن على خاتم النبيين عليهم جميعا السلام، والله تعالى يقول عن جبريل ونزوله بالوحى القرآنى على قلب خاتم النبيين :"قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه: 2/97)
ويقول أيضا عن القرآن ونزول جبريل ( الروح ) به " قل نزّله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا: 16/102 ويقول ايضا عن القرآن ونزول جبريل ( الروح الأمين ) به على قلب خاتم النبيين " وإنه لتنزيل رب العالمين , نزل به الروح الأمين .على قلبك :26/192 ).
وبسبب ارتباط القرآن بجبريل الروح فإنه – اى القرآن – قد اكتسب ايضا وصف الروح، يقول تعالى عن القرآن "وكذلك اوحينا اليك روحا من أمرنا:42 /52
ويتبع وظيفة انزال الوحى قيام الروح جبريل بتأييد المؤمنين المتمسكين بالوحى " أولئك كتب فى قلوبهم الايمان وأيدهم بروح منه: 58/22 ــ
6 ـ وكان مشركو قريش فى عنادهم وجدالهم حول القرآن الكريم يسألون عن الروح جبريل فقال تعالى يرد عليهم يربط بين الروح جبريل وأمر الله تعالى " ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى وماأوتيتم من العلم إلا قليلا. ولئن شئنا لنذهبن بالذى اوحينا اليك.." الى أن يقول تعالى عن القرآن" قل لئن اجتمعت الانس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لايأتون بمثله : 17/85 –" اذن فالحديث عن الروح جبريل والوحى القرآنى، ولأن جبريل من الملأ الأعلى فهو فوق ادراك البشر وفى نفس الوقت فإن النفس البشرية داخلنا هى مستودع اسرارنا وسريرتنا وغرائزنا ،أى أن من الممكن أن يعرف الانسان ما تريده نفسه ،والله تعالى يقول عن الانسان" بل الانسان على نفسه بصيرة، ولو القى معاذيره: 75/14 " فالإنسان بصير بنفسه وسريرته ولكنه لايعلم شيئا عن الروح جبريل عليه السلام .ومع ذلك يتكلم الصوفية وبعض علماء السلفية عن الروح داخل الانسان بزعمهم ووصفها من واقع خيالاتهم وبما يناقض القرآن العظيم. وحسبنا الله تعالى ونعم الوكيل.
7 ـ إن الانسان يتكون من نفس وجسد . والقرآن يتكلم عن أبناء آدم فى جميع اطوارهم بأنهم أنفس ، وليسوا أرواحا. فعن خلق الانسان يقول تعالى" ياأيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة :1/4 . وعن الوفاة يقول " الله يتوفى الانفس حين موتها: 39/42 . فالنفس هى التى تخرج من ثوبها الجسدى عندالموت وليست الروح ، ويقول تعالى عن البعث " ماخلقكم ولابعثكم الا كنفس واحدة: 31/28 ".. ويقول عن الحشر يوم القيامة "وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد 50 /21 " ويقول عن الحساب " يوم تاتى كل نفس تجادل عن نفسها 16/111 ".. اذن ففى داخل كل منا نفس، وليست الروح على الاطلاق. – اما الروح فهو جبريل عليه السلام الذى يحمل أوامر الله تعالى حين خلق آدم وحين خلق المسيح وحين كان ينزل بالوحى على الأنبياء ، وقد نزل بالرسالة الخاتمة فى ليلة القدر، وهوـ أى الروح جبريل ـ ينزل فى ليلة القدر من شهر رمضان بكلمة أو أمر الله تعالى ( كلمة كن ) فيما يخص الحتميات الأربعة التى لا مفر منها والتى قدرها الله تعالى وقضى بها لكل انسان من البشر فى ذلك العام من مواليد ووفيات ومصائب ورزق .وذلك حديث آخر شرحه ـ من خلال القرآن الكريم ـ يطول.
نرجو بعد هذا التوضيح ان يكف المسلمون عن الخلط بين الروح والنفس وبين الروح وذات الله تعالى فالله تعالى ليس كمثله شىء وليس له كفوا أحد. سبحانه وتعالى عما يصفون ..
المرة الرابعة بتاريخ ( 7 ابريل 2007 ) فى الفتاوى . قلت :
(الروح) هو جبريل عليه السلام.
ان" الروح " هو جبريل عليه السلام ومايتعلق به.
ولأن جبريل عظيم القدر بين الملائكة فالقرآن يذكره بينهم مميزا وبما يوحى بهذه المكانة يقول تعالى عن الهول العظيم يوم القيامة "( يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا ).78/38) ويقول تعالى عن ليلة القدر ونزول الروح مع الملائكة فيها بأوامر الله تعالى فى الخلق والرزق والقضاء والقدر: " تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم : 97/4. وهنا ربط بين الروح والأمر الالهى. وسنجد ذلك الربط يصاحب الروح جبريل فى النسق القرآنى.
ذلك لأن للروح جبريل وظائف محددة بالنسبة للعلاقة بين الله تعالى والبشر. إنه الذى يحمل الأوامر الالهية للبشر, فالروح جبريل هو الذى حمل الأمر الالهى بخلق آدم. والله تعالى يقول للملائكة فى ذلك السياق " فاذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين :15/29 . فالياء فى كلمة"روحى" تفيد الملكية كما تقول كتابى ، اى الروح الذى امتلكه.
وقد خلق الله تعالى آ دم بدون اب وام ، ثم خلق المسيح عليه السلام بدون اب وارسل الروح جبريل الى السيدة العذراء يحمل الامرالالهى"كن" فكان بشرا سويا.والله تعالى يقول عن خلق المسيح وكونه مثل خلق آدم " إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من ترا ب ثم قال له كن فيكون :59,3.
وكما قال عن خلق آدم " ونفخت فيه من روحى " قال عن خلق عيسى وأمه مريم " والتى احصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين ": 21/91 . ويصور القرآن مجىء جبريل الروح الى السيدة العذراء فيقول " فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا ، قالت إنى أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا، قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا" 19/ 14–)
وبسبب ارتباط المسيح عليه السلام بجبريل الروح فقد اصبح من القا ب المسيح كلمة الروح . يقول تعالى " إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته القاها إلى مريم وروح منه : 4/171"
ومن وظائف الروح جبريل النزول بالوحى ومعه ملائكة الوحى . والله تعالى يقول عن كل الرسالات السماوية" ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده : 16/2 ) ويقول أيضا "يلقى الروح من أمره على من يشاء من عباده" 15,40
ونزل الروح جبريل بوحى القرآن على خاتم النبيين عليهم جميعا السلام، والله تعالى يقول عن جبريل ونزوله بالوحى القرآنى على قلب خاتم النبيين :"قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه: 2/97)
ويقول أيضا عن القرآن ونزول جبريل ( الروح ) به " قل نزّله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا: 16/102 ويقول ايضا عن القرآن ونزول جبريل ( الروح الأمين ) به على قلب خاتم النبيين " وإنه لتنزيل رب العالمين , نزل به الروح الأمين .على قلبك :26/192).
وبسبب ارتباط القرآن بجبريل الروح فإنه – اى القرآن – قد اكتسب ايضا وصف الروح، يقول تعالى عن القرآن "وكذلك اوحينا اليك روحا من أمرنا:42 /52
ويتبع وظيفة انزال الوحى قيام الروح جبريل بتأييد المؤمنين المتمسكين بالوحى " أولئك كتب فى قلوبهم الايمان وأيدهم بروح منه: 58/22 ــ
والواضح أن الروح أو جبريل يتحرك ومعه الملائكة المكلفة معه بمهامه من الوحى ونفخ النفس.
والنسق القرآنى قد ينسب الفعل لكبير الملائكة وحده أو له ولمن معه من الملائكة. فعن الموت مثلا يقول تعالى (قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ) ( السجدة 11 ) فهنا أسند الله تعالى فعل الاماتة الى ملك الموت. وأحيانا ينسبه للملائكة العاملين مع ملك الموت فيقول (حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُواْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ ) ( الأعراف 37 )
نفس الحال عن جبريل .فى الوحى قال عنه وعن الملائكة معه" ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده : 16/2 ) ويقول عنه وحده "يلقى الروح من أمره على من يشاء من عباده" 15,40.
وفى نفخ نفس المسيح قال عنه وحده (فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا ، قالت إنى أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا، قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا" 19/ 14 –) وقال عنه مع الملائكة فى تأدية نفس المهمة: (إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ) آل عمران 45)
أخيرا
إقرأوا لنا يرحمكم الله جل وعلا .
اجمالي القراءات
2953