آيات بينات مبينات، ولكن !?
بسم الله الرحمن الرحيم.
*****
آيات بينات مبينات، ولكن !?
عندما نتفق بأن الحديث المنزل من لدنه سبحانه وتعالى- القرآن العظيم – هو حديث كامل، متكامل، تام، واضح، مضبوط، لا عوج فيه، ولا نقص، ولا تفريط، ولا يفتقر إلى غيره، ولا يتطلع إلى أدنى مزيد، أو تأييد، أو توضيح، ما دام هذا الحديث بينا ومبينا، وهنا أقدر أن هناك فقرة قول قاله الدكتور "جيفري لانغ" في كتاب مترجم إلى العربية تحت عنوان (الصراع من أجل الإيمان) – انطباعات أمريكي اعتنق الإسلام - ترجمة: د. منذر العيسي– وقول هذا الأمريكي تلخصه هذه الفقرة التي جاءت في آخر صفحة 183 إلى184 وهي كما يلي حرفيا : (لقد آن الأوان لي كي أسأل السؤال الرئيسي الذي طالما تحاشيت أن أسأله وهو لماذا يحتاج القرآن إلى ملحق؟ إنّ بمقدورنا أن نقدر عمل المحدثين وقابلية تطبيق السنة، ولكن لماذا نعقّد حياتنا بمصدر هداية إضافي؟ أوليس من أحد جوانب أهداف الوحي هو توفير أساسيات الهداية، وترك الباقي مفتوحا لتغيرات الزمان التي لا بد واقعة؟ وبتضميننا السنة، أولسنا نضيق من قابلية تطبيق القرآن؟ أوليس القرآن نفسه يصر على أنه (وما على الرسول إلا البلاغ المبين). (النور: 24/54).
وهكذا عندما يحصل الاتفاق على ذلك نتعرض لا محالة إلى العديد من التساؤلات المتزاحمة المطلة علينا وبإلحاح : إذن ، من أين جاءت هذه العبارات، أو هذه العناوين ؟ مثل الحرص على الوقوف على أسباب النزول لشتى الروايات التي تروي المناسبة ؟ وشتى الإجابات التي يقال فيها إن النبي عليه الصلاة والتسليم أجابها عن مختلف السائلين، وما إلى ذلك. بل وكيف يقال إن النبئ أوّل أو فسّر شيئا أو وضّحه ؟ وهل حدث أن فعل ذلك بنوع من وحي ثان ؟ غريب؟ أو من عنديته هو فقط ؟ وهل يعقل أنه عليه الصلاة نسي أن الآيات جاءت بينات مبينات، وبلسان عربي مبين، ومنها تلك الآيات من: 192 إلى 195. (وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين). سورة الشعراء. أما عن تلك الآية القرآنية العظيمة الواردة في سورة آل عمران تحت رقم 59: (الحق من ربك فلا تكن من الممترين). فإن المؤمنين حق الإيمان فمعتقدون وواثقون ومطمئنون أنه عليه الصلاة والتسليم لم يكن من الممترين، ويستحيل أن يكون كذلك، وأما موقف غيرهم، أي أولئك الآخرين، فالظاهر يقول إنهم هم من الممترين، بل وهم غارقون حتى الذقن، وغير مقتنعين بذلك الأسلوب البليغ الواضح المبين ، وإلاّ فبماذا نفسر موقفهم ذلك، الذي يجعل المرء يتساءل، حيران، عن ذلك الداعي الذي يفرض نفسه عليهم، وإلى درجة أنهم ألّفُوا (فعلا) أسموه فعل تفسير أو تأويل، لتأويل كلام الله سبحانه وتعالى، وإنّ هذا الموقف بالذات يعني أن لسان حالهم يقول إن كلامه عز وجل غير مبين أو هو كلام على الأقل يحتمل أن يكون عالقا به بعض الغموض، وفي حاجة ماسة وملحة، ولا مفر من الحرص على إزاحته ؟ وهكذا يتيح المهتمون لأنفسهم الفرصة والإذن ليتخطوا حدود تلك الآيات البينات المبينات، وليتجاهلوها، وينتهكوا حرمتها، ويديروا لها ظهورهم، متطلعين إلى آفاق أخرى ومتفحصينها لعلهم يلمحون جزئية ما ليسارعوا إلى توظيفها في الأخير كمكمل لتلك الآية القرآنية المبينة، وإن كانت مبينة ولكن ليس بالقدر الكافي المطمئن حسب زعمهم المسيطر عليهم ، وأما عن الأمثلة، فحدث ولا حرج، ومنها :
01)- (سورة المائدة) .
وَٱتۡلُ عَلَيۡهِمۡ نَبَأَ ٱبۡنَيۡ ءَادَمَ بِٱلۡحَقِّ إِذۡ قَرَّبَا قُرۡبَانٗا فَتُقُبِّلَ مِنۡ أَحَدِهِمَا وَلَمۡ يُتَقَبَّلۡ مِنَ ٱلۡأٓخَرِ قَالَ لَأَقۡتُلَنَّكَۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلۡمُتَّقِينَ (27) لَئِنۢ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقۡتُلَنِي مَآ أَنَا۠ بِبَاسِطٖ يَدِيَ إِلَيۡكَ لِأَقۡتُلَكَۖ إِنِّيٓ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلۡعَٰلَمِينَ (28) إِنِّيٓ أُرِيدُ أَن تَبُوٓأَ بِإِثۡمِي وَإِثۡمِكَ فَتَكُونَ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلنَّارِۚ وَذَٰلِكَ جَزَٰٓؤُاْ ٱلظَّٰلِمِينَ (29) فَطَوَّعَتۡ لَهُۥ نَفۡسُهُۥ قَتۡلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُۥ فَأَصۡبَحَ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ (30) فَبَعَثَ ٱللَّهُ غُرَابٗا يَبۡحَثُ فِي ٱلۡأَرۡضِ لِيُرِيَهُۥ كَيۡفَ يُوَٰرِي سَوۡءَةَ أَخِيهِۚ قَالَ يَٰوَيۡلَتَىٰٓ أَعَجَزۡتُ أَنۡ أَكُونَ مِثۡلَ هَٰذَا ٱلۡغُرَابِ فَأُوَٰرِيَ سَوۡءَةَ أَخِيۖ فَأَصۡبَحَ مِنَ ٱلنَّٰدِمِينَ المائد. (31).
*)- فعوض أن يتمتع ويتذوق ويستسيغ المرء ذلك النبأ وتفاصيل تلك الجريمة الأولى، (وهناك من وصفها بالحرب العالمية الأولى، ما دامت جريمة قتل وقعت بين ما يقارب نصف سكان الأرض ضد النصف الآخر)، نعم عوضا من الاقتناع بلب الموضوع وهو ما رواه العلي العظيم، وهضم الدرس الذي لخصه سبحانه وتعالى في: (إنما يتقبل من المتقين)، رجع أولئك الذين تخطوا حدود القرآن من أسفارهم التي تجشموها وفرضوها على أنفسهم وذهبت بهم كل مذهب، رجعوا بغنيمتهم أو بصيدهم المتمثل في النقاط التالية:
أ)- أن لآدم عليه السلام ابنين اثنين، اسم الأول هو هابيل، والثاني اسمه قابيل، والله يعلم من أين استقوا هاتين الشهادتين والإسمين؟
ب)- وبأن هابيل تقرب إلى الله بخير كبش في غنمه فنزلت من السماء نار فاحتملته فهو الكبش الذي فدي به إسماعيل، أما عن الإبن قابيل فإنه تقرب إلى الله بأردإ ما كان عنده من القمح، وهكذا...
ج)- أما عن الغراب الذي بعثه الله كمعلم، فالتفسير والتأويل ذهب بهم إلى بعيد، حيث قيل إن الله بعث غرابين اثنين وليس واحدا، فاقتتلا حتى قتل أحدهما الآخر ثم حفر ..... فدفنه، كل هذا يحدث أمام مرأى ومسمع من القاتل (قابيل) !?
02)- عَبَسَ وَتَوَلَّىٰٓ (1) أَن جَآءَهُ ٱلۡأَعۡمَىٰ (2) وَمَا يُدۡرِيكَ لَعَلَّهُۥ يَزَّكَّىٰٓ (3) أَوۡ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ ٱلذِّكۡرَىٰٓ (4) أَمَّا مَنِ ٱسۡتَغۡنَىٰ (5) فَأَنتَ لَهُۥ تَصَدَّىٰ (6) وَمَا عَلَيۡكَ أَلَّا يَزَّكَّىٰ (7) وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسۡعَىٰ (8) وَهُوَ يَخۡشَىٰ (9) فَأَنتَ عَنۡهُ تَلَهَّىٰ (10) كَلَّآ إِنَّهَا تَذۡكِرَةٞ (11).
*)- وهكذا عوض أن يُفهم من الآية المبينة ما شاء الله أن يُفهم منها، وأن يستخلص منها الدرس الواضح القيم، فإن الذين نصبوا أنفسهم شارحين مؤوّلين (غلبت عليهم شقوتهم) ودفعهم عطشهم أو نهمُهم الغريب في بابه إلى المزيد من البحث والتنقيب عن الأسباب، أسباب النزول، فانساقوا وراء (عنعنة) ابتدعوها، ليصلوا في آخر المطاف إلى ما حدّث عنه مثلا السيد: سعيد بن يحي الاموي القائل: ثنا أبي عن هشام بن عروة مما عرضه عليه عروة، عن عائشة قالت : أنزلت (عبس وتولى) في أبي بن مكثوم... وكان وقتها عند رسول الله من عظماء المشركين ... إلى غير ذلك من التكهنات والتخمينات.
03)- (إِنَّ ٱلَّذِينَ جَآءُو بِٱلْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ لِكُلِّ ٱمْرِئٍۢ مِّنْهُم مَّا ٱكْتَسَبَ مِنَ ٱلْإِثْمِ ۚ وَٱلَّذِى تَوَلَّىٰ كِبْرَهُۥ مِنْهُمْ لَهُۥ عَذَابٌ عَظِيمٌ (سورة النور).
*)- في هذه المرة نزلت الصاعقة على إحدى زوجات النبي نفسه، بل وقد وصل بالمؤولين والشارحين الأمرُ إلى أن عرفوا بفضل أساليبهم وتحرياتهم العجيبة أن المعنية في قضية الإفك هي الزوجة أي زوجة النبي، التي تحمل اسم "عائشة". ومرة أخرى أدار المؤولون ظهورهم إلى ما أنزل الله وما يقصده من جريمة الإفك وإثارته وترويجه وإشاعته إلى غير ما جاء في الآية الصريحة الواضحة المبينة، فأثاروا ضجة، ما زالت جعجعة رحاها تملأ الآفاق وكذلك تلك الأسفارُ التي تحملها تلك الحمر. وكعينة فقط نسوق هذا الجزء المخيب والمثبط :
*)- فأما أسامة بن زيد فأشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي يعلم من براءة أهله، وبالذي يعلم في نفسه له من الود ، فقال : يا رسول الله ، هم أهلك ولا نعلم إلا خيرا. وأما علي بن أبي طالب فقال : لم يضيق الله عليك ، والنساء سواها كثير، وإن تسأل الجارية تصدقك الخبر . قالت : فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة ، فقال: " أي بريرة ، هل رأيت من شيء يريبك من عائشة؟" فقالت له بريرة : والذي بعثك بالحق إن رأيت عليها أمرا قط أغمصه عليها ، أكثر من أنها جارية حديثة السن ، تنام عن عجين أهلها ، فتأتي الداجن فتأكله ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستعذر من عبد الله بن أبي بن سلول. قالت : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر: " يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهل بيتي ، فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا ، وما كان يدخل على أهلي إلا معي."
04)- (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُۥٓ ءَاتَيۡنَٰهُ حُكۡمٗا وَعِلۡمٗاۚ وَكَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُحۡسِنِينَ (22) وَرَٰوَدَتۡهُ ٱلَّتِي هُوَ فِي بَيۡتِهَا عَن نَّفۡسِهِۦ وَغَلَّقَتِ ٱلۡأَبۡوَٰبَ وَقَالَتۡ هَيۡتَ لَكَۚ قَالَ مَعَاذَ ٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ رَبِّيٓ أَحۡسَنَ مَثۡوَايَۖ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلظَّٰلِمُونَ (23) وَلَقَدۡ هَمَّتۡ بِهِۦۖ وَهَمَّ بِهَا لَوۡلَآ أَن رَّءَا بُرۡهَٰنَ رَبِّهِۦۚ كَذَٰلِكَ لِنَصۡرِفَ عَنۡهُ ٱلسُّوٓءَ وَٱلۡفَحۡشَآءَۚ إِنَّهُۥ مِنۡ عِبَادِنَا ٱلۡمُخۡلَصِينَ (24) وَٱسۡتَبَقَا ٱلۡبَابَ وَقَدَّتۡ قَمِيصَهُۥ مِن دُبُرٖ وَأَلۡفَيَا سَيِّدَهَا لَدَا ٱلۡبَابِۚ قَالَتۡ مَا جَزَآءُ مَنۡ أَرَادَ بِأَهۡلِكَ سُوٓءًا إِلَّآ أَن يُسۡجَنَ أَوۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ ) سورة يوسف.
*)- ومن بين التفاسير لهذه الآيات ما يلي: (وأما آخرون ممن خالف أقوال السلف وتأوَّلوا القرآن بآرائهم, فإنهم قالوا في ذلك أقوالا مختلفة.
فقال بعضهم: معناه: ولقد همت المرأة بيوسف , وهمَّ بها يوسف أن يضربها أو ينالها بمكروه لهمِّها به مما أرادته من المكروه , لولا أنّ يوسف رأى برهان ربه , وكفَّه ذلك عما همّ به من أذاها ، لا أنها ارتدعت من قِبَل نفسها . قالوا: والشاهد على صحة ذلك قوله: (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء) قالوا: فالسوء هُو ما كان همَّ به من أذاها , وهو غير " الفحشاء".).
05)-( وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا (101)النساء).
*)- منهم من قال: قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بقوله: " وإذا ضربتم في الأرض"، وإذا سرتم أيها المؤمنون في الأرض، (86) =" فليس عليكم جناح"، يقول: فليس عليكم حرج ولا إثم (87 =" أن تقصروا من الصلاة"، يعني: أن تقصروا من عددها، فتصلوا ما كان لكم عدده منها في الحضر وأنتم مقيمون أربعًا، اثنتين، في قول بعضهم.وقيل: معناه: لا جناح عليكم أن تقصروا من الصلاة إلى أقلِّ عددها في حال ضربكم في الأرض= أشار إلى واحدة، في قولِ آخرين.
*)- ورأى آخرون ما يلي : عن أبي أيوب، عن علي قال: سأل قومٌ من التجار رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله، إنا نضرب في الأرض، فكيف نصلي؟ فأنـزل الله: " وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة"، ثم انقطع الوحي. فلما كان بعد ذلك بِحَوْلٍ، غزا النبي صلى الله عليه وسلم فصلى الظُّهر، فقال المشركون: لقد أمْكَنكم محمد وأصحابه من ظهورهم، هلا شددتم عليهم؟ فقال قائل منهم: إنّ لهم أخرى مثلها في إِثرها! فأنـزل الله تبارك وتعالى بين الصلاتين: إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا*
06)-(أَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكَۖ تَبۡتَغِي مَرۡضَاتَ أَزۡوَٰجِكَۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ (1) قَدۡ فَرَضَ ٱللَّهُ لَكُمۡ تَحِلَّةَ أَيۡمَٰنِكُمۡۚ وَٱللَّهُ مَوۡلَىٰكُمۡۖ وَهُوَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡحَكِيمُ (2) وَإِذۡ أَسَرَّ ٱلنَّبِيُّ إِلَىٰ بَعۡضِ أَزۡوَٰجِهِۦ حَدِيثٗا فَلَمَّا نَبَّأَتۡ بِهِۦ وَأَظۡهَرَهُ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ عَرَّفَ بَعۡضَهُۥ وَأَعۡرَضَ عَنۢ بَعۡضٖۖ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِۦ قَالَتۡ مَنۡ أَنۢبَأَكَ هَٰذَاۖ قَالَ نَبَّأَنِيَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡخَبِيرُ (3)(التحريم).
*)- الَقُرْطُبِيُّ: في قَوْلِ الجَمِيعِ، وتُسَمّى سُورَةَ النَّبِيِّ.
وأخْرَجَ ابْنُ الضُّرَيْسِ، والنَّحّاسُ، وابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: نَزَلَتْ سُورَةُ التَّحْرِيمِ بِالمَدِينَةِ، ولَفْظُ ابْنِ مَرْدَوَيْهِ سُوالَ القُرْطُبِيُّ: في قَوْلِ الجَمِيعِ، وتُسَمّى سُورَةَ النَّبِيِّ.
وأخْرَجَ ابْنُ الضُّرَيْسِ، والنَّحّاسُ، وابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: نَزَلَتْ سُورَةُ التَّحْرِيمِ بِالمَدِينَةِ، ولَفْظُ ابْنِ مَرْدَوَيْهِ سُورَةُ المُحَرَّمِ.
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ قالَ: أُنْزِلَتْ بِالمَدِينَةِ سُورَةُ النِّساءِ ﴿ياأيُّها النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ﴾.
أيْ سُورَةُ التَّحْرِيمِ.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قَوْلُهُ: ﴿ياأيُّها النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أحَلَّ اللَّهُ لَكَ﴾اخْتُلِفَ في سَبَبِ نُزُولِ الآيَةِ عَلى أقْوالٍ: الأوَّلُ قَوْلُ أكْثَرِ المُفَسِّرِينَ.
قالَ الواحِدِيُّ: قالَ المُفَسِّرُونَ: «كانَ النَّبِيُّ ﷺفي بَيْتِ حَفْصَةَ فَزارَتْ أباها، فَلَمّا رَجَعَتْ أبْصَرَتْ مارِيَةَ في بَيْتِها مَعَ النَّبِيِّ ﷺ، فَلَمْ تَدْخُلْ حَتّى خَرَجَتْ مارِيَةُ ثُمَّ دَخَلَتْ، فَلَمّا رَأى النَّبِيُّ ﷺفي وجْهِ حَفْصَةَ الغَيْرَةَ والكَآبَةَ قالَ لَها: لا تُخْبِرِي عائِشَةَ ولَكِ عَلَيَّ أنْ لا أقَرَبُها أبَدًا، فَأخْبَرَتْ حَفْصَةُ عائِشَةَ وكانَتا مُتَصافِيَتَيْنِ، فَغَضِبَتْ عائِشَةُ ولَمْ تَزَلْ بِالنَّبِيِّ ﷺحَتّى حَلَفَ أنْ لا يَقْرُبُ مارِيَةَ، فَأنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ السُّورَةَ.
07)- قَالَ نَكِّرُواْ لَهَا عَرۡشَهَا نَنظُرۡ أَتَهۡتَدِيٓ أَمۡ تَكُونُ مِنَ ٱلَّذِينَ لَا يَهۡتَدُونَ (41) فَلَمَّا جَآءَتۡ قِيلَ أَهَٰكَذَا عَرۡشُكِۖ قَالَتۡ كَأَنَّهُۥ هُوَۚ وَأُوتِينَا ٱلۡعِلۡمَ مِن قَبۡلِهَا وَكُنَّا مُسۡلِمِينَ (42) وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعۡبُدُ مِن دُونِ ٱللَّهِۖ إِنَّهَا كَانَتۡ مِن قَوۡمٖ كَٰفِرِينَ (43) قِيلَ لَهَا ٱدۡخُلِي ٱلصَّرۡحَۖ فَلَمَّا رَأَتۡهُ حَسِبَتۡهُ لُجَّةٗ وَكَشَفَتۡ عَن سَاقَيۡهَاۚ قَالَ إِنَّهُۥ صَرۡحٞ مُّمَرَّدٞ مِّن قَوَارِيرَۗ قَالَتۡ رَبِّ إِنِّي ظَلَمۡتُ نَفۡسِي وَأَسۡلَمۡتُ مَعَ سُلَيۡمَٰنَ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ (44)سورة النمل.
*)- وهكذا فإن المفسرين والمؤولين لم يرتح لهم بال ولم يشفوا غليهم حتى وضعوا توضيحهم لهذه الآيات (المفتقرات أيما افتقار إلى أي توضيح أو تبيين حسب زعمهم المتجذر فيهم )، فجاء جزء من التفسير أو الشرح أو التوضيح كما يلي:
- (فلما جاءت قيل) لها (أهكذا عرشك) أمثل هذا عرشك (قالت كأنه هو) أي فعرفته وشبهت عليهم كما شبهوا عليها إذ لم يقل أهذا عرشك ولو قيل هذا قالت نعم قال سليمان لما رأى لها معرفة وعلما (وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين)
43 - (وصدها) عن عبادة الله (ما كانت تعبد من دون الله) أي غيره (إنها كانت من قوم كافرين)
- (قيل لها) أيضا (ادخلي الصرح) هو سطح من زجاج أبيض شفاف تحته ماء عذب جار فيه سمك اصطنعه سليمان لما قيل له إن ساقيها وقدميها كقدمي الحمار (فلما رأته حسبته لجة) من الماء (وكشفت عن ساقيها) لتخوضه وكان سليمان على سريره في صدر الصرح فرأى ساقيها وقدميها حسانا (قال) لها (إنه صرح ممرد) مملس (من قوارير) من زجاج ودعاها إلى الإسلام (قالت رب إني ظلمت نفسي) بعبادة غيرك (وأسلمت) كائنة (مع سليمان لله رب العالمين) وأراد تزوجها فكره شعر ساقيها فعملت له الشياطين النورة فأزالته بها فتزوجها وأحبها وأقرها على ملكها وكان يزورها في كل شهر مرة ويقيم عندها ثلاثة أيام وانقضى ملكها بانقضاء ملك سليمان روي أنه ملك وهو ابن ثلاث عشرة سنة ومات وهو ابن ثلاث وخمسين سنة فسبحان من لا انقضاء لدوام ملكه.
اجمالي القراءات
2249
الله يكرمك بكل خير أستاذ يحي فوزي،
المشكل أن رجال الدين لم يكفهم أحسن الحديث المبين، قال الله سبحانه على لسان رسوله: يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ. المائدة 15.وقال أيضا عن كتاب القرءان الذي هو تبيانا لكل شيء: وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ. النحل89.
وأخبرنا العليم الحكيم متسائلا فقال: أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ* قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ. العنكبوت 52/51. صدق الله العظيم.
إن أكثر رجال الدين يتبعون لهو الحديث الذي كتبته أيدي البشر واتخذوا القرءان مهجورا، والدليل نجدهم يستدلون في خطبهم بلهو الحديث فضلوا وأضلوا كثيرا. يقول الله تعالى لرسوله وللمؤمنين بوحدانيته: وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ* كَمَا أَنزَلْنَا عَلَى المُقْتَسِمِينَ* الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ* فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ* عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ* فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ* إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ* الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ. الحجر 96/89.