- ملحق - فهم اللسان العربي من خلال فهم من هم قوم الأعراب
قبل أن نبدأ في تكملة الموضوع يجب أولا قراءة المقال الرئيسي
بعنوان : فهم اللسان العربي من خلال فهم من هم قوم الأعراب ، و فهمه جيدا .
بسم الله .
في هذا الملحق نوضح ثلاث آيات على صلة بالمقال الرئيسي السابق.
الآية الأولى :
وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَىٰ بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (198) فَقَرَأَهُ عَلَيْهِم مَّا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (199)
كما وضحنا في المقال الرئيسي أن العالم كله عجم .
يريد الله أن يأخذ من الكل ، بعض
لذلك قال (على بعض الاعجمين) .
بعض الاعجمين ، يعني مثلا عجم اليمن ينزل عليهم كتابا بلسانهم أي لسان يمني يقْرأٌه عليهم ، ما كانوا به مؤمنين .
و نأخذ من بعض الأعجمين ، مثلا دولة مالطا ينزل عليهم كتابا بلسان مالطا يقرَأٌه عليهم بلسانهم ما كانوا به مؤمنين .
و أيضا نأخذ من بعض الأعجمين ، كوريا ، و لو انزل الله القرآن بلسان أعجمي كوري فقرئه عليهم ما كانوا به مؤمنين .
الآية الثانية :
وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ۖ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ۗ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى )
أي لو أنزل الله قرآن لكل دولة ، مثلا قرآن لإندونيسيا بلسانهم ، و قرآن للعراق و بلسانهم و قرآن لمصر و بلسانهم و قرآن لفنلندا و بلسانهم و قرآن لماليزيا و بلسانهم .
لقالوا : لولا جيء بقرآن لكل دولة ، و قرآن واحد ، يجمع بين ألسنة كل الدول أي عربي .
الآية الثالثة :
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَ أُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )(13
خلق الله ذكر و أنثى ولا يوجد جنس ثالث ما يسمى بالخنثى
و خلق البشر على الكرة الأرضية ، بلسان اختلف عبر الزمان و المكان يسمى عجمي ، جمع الله من تلك الاختلافات جميعا ، لسانا واحدا يسمى عربي
وقلنا أن لسان عربي معناه ، ليس له وطن أو مكان محدد أو دولة معينة أو قوم معين
فصلنا هذا في المقال السابق .
و جعلناكم شعوبا وقبائل
في القرآن ، فرق الله اللسان إلى اثنين فقط لسان عجمي و هو ما ينطق به كل سكان المعمورة و لسان عربي جمعه الله من جميع اختلافات ألسن العجم و هو قرآن أي قول لله وحده و ليس لأحد .كما وضحنا في المقال الرئيسي .
و فرق ديانات البشر إلى ديانتين :
مؤمن و كافر .
و فرق الله الأقوام في القرآن إلى اثنين فقط :
هم أهل المدينة و الأعراب
أهل المدن هم المستقرين ولديهم وطن ، و الأعراب هم المتنقلين ليس لهم وطن
إذن ماهو : شعوب و قبائل
الشعوب هم أهل المدن و القبائل هم الأعراب أي المتنقلين ليس لديهم وطن .
لتعارفوا ، يعني لتتفرعوا إلى أفرع عبر الكرة الأرضية و تصل الفروع من القطب الشمالي للقطب الجنوبي و من الشرق للغرب .
يقال أفرع الشجرة ، فهي تتفرع و تتباعد لتكون شجرة كبيرة .
و ليس تعارف بمعنى تتعرف عليه ، يعني: من أنت ؟ مذا تأكل ، مذا تلبس ....الخ
فلنتخيل أن جعل الله شعبا واحدا و قبيلة واحدة فتعمر مكان واحد و تتجمع الناس في مكان واحد و الله جعل أرضه واسعة
يجتمع الناس كلهم مثلا في قارة واحدة و هي طبعا ستكفيهم عدديا فكيف تعمر الأرض؟ فلابد من التفرع .
نَفْي معنى تعارف بمعني التعرف .
سليمان عليه السلام عندما اكتشف قوم سبأ لم يدعٌوهٌم إليه ليتعرّف عليهم
و إنما علم أنهم يسجدون للشمس من دون الله أراد أن يدعوهم دعوة سلمية و يعرّفهم بالله و فقط .
قصة النبي موسى مع صاحبه ( فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا )
استطعما أهلها ، و لم يتعرفا على أهلها .
لا توجد قصة ، و لا نبي و لا قوم مذكور في القرآن ، أخبرنا به الله أنه سار في الأرض ليتعرف على الناس .
الآية الرابعة :
( وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ )
حكما عربيا ، أي حٌكْم يصلح لجميع الأقوام و ليس لقوم معين .
نلاحظ في حياتنا ، اختلاف الأحكام و القوانين حسب مناطق العالم و حسب الديانات و الثقافات و حسب الأجناس .
أما حكم القرآن هو حكم عربي أي حكم يصلح للجميع ، وليس لمنطقة معينة أو شعب معين . أي يصلح تطبيق أحكام القرآن في أستراليا و في اليابان و في المكسيك و في السودان و في كل العالم .
اجمالي القراءات
1762