تحديات ملف حقوق الإنسان في مصر
منذ وصول الرئيس الأمريكي #جو_بايدن إلى سدة الحكم، توقع الكثيرون تغيير سريع في السياسة الأمريكية مع مصر، فيما يخص ملف حقوق الإنسان.
فهل صدقت تلك التوقعات أم لا ...
خاصة وأن الرئيس #بايدن إتصل بالرئيس #عبدالفتاح_السيسي مرتين، وفي المكالمة الأولى شكره على جهده في رأب الصدع فيما بين #إسرائيل و #فلسطين وتحديداً #قطاع_غزة، وفي المكالمة الثانية ذكر له عدم رضائه عن ملف #حقوق_الإنسان في #مصر ...
فكيف ستسير السياسة الأمريكية، هل متوافقة مع نظام الحكم في مصر، أم ستختلف عما كانت عليه إبان حكم الرئيس #دونالد_ترمب ...
سأطرح هنا تحليلي الشخصي لهذه المسألة والمبني على المعطيات الدولية والمحلية، فما اعتدت على الحديث عن مستقبل بلا رؤية قائمة على بحث ودراسة.
وبحسب الحقائق والمواقف على الساحة سنجد التالي :
- يوجد غضب داخل الحزب الديمقراطي الحاكم على أوضاع حقوق الإنسان في مصر، والذي طال بدوره كل من البيت الأبيض، والكونجرس بغرفتيه.
- توجد نسبة لا يستهان بها من المعارضين المصريين، على صلة وثيقة بصقور كل من الحزبين (الجمهوري والديمقراطي)، والآن على صلة بأكبر المسئولين في #البيت_الأبيض .
- يقدم النظام المصري الآن إصلاحات عديدة واحدة تلو الأخرى، في ملف حقوق الإنسان.
- يوجد من مصر نشطاء حقوقيين معارضين، تمكنوا من السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بعد مجيئ الرئيس/ بايدن، والتقوا بمسئولين أمريكيين، لبحث ملف حقوق الإنسان في مصر، من دون أية عراقيل أمنية تمنعهم من السفر، أو تتبعهم بعد العودة !، وهذا في حد ذاته أمر جديد ما كان يحدث من قبل.
- خلال الأعوام السابقة، بعد ٣٠ يونيو ٢٠١٣م، تغير شكل الحقوقيين المصريين، في الداخل والخارج، إذ ظل البعض على مواقفه ولم يرضخ أياً ما كانت الضغوط، ومنهم من رضخ وتنازل عن العديد من مبادئ حقوق الإنسان، وفي ظل العولمة التي نعيشها، تم تسجيل المواقف هنا وهناك، بل وتم عمل قوائم سوداء بأسماء الحقوقيين الذين تنازلوا عن مبادئهم، لأجل خوف أو مصالح شخصية، وبالتالي باتت كلمتهم غير مؤثرة دولياً لمساندة نظام الحكم في مصر.
- بايدن من صقور الديمقراطيين أصحاب المبادئ الحقوقية.
- ليس بايدن ممن يخلطون الأوراق، واعني بذلك ملف حقوق الإنسان في مصر، وما يحدث في غزة.
- حجة نظام الحكم المصري ضعيفة، أمام حجج المعارضة المصرية في أمريكا، فيما يتعلق بملف حقوق الإنسان.
.........................................
وقبل أن أنهي مقالي، أريد أن أشير إلى نقطة فاصلة، سنفهم منها شخصية #بايدن بشكل أفضل ... إذ أن البعض عندما شاهد بايدن يدافع عن إسرائيل قديماً وحديثاً، ظن أن ميول الرجل يهودية !.
ولكن ...
من سيشاهد بايدن أيضاً، وهو يدافع عن حقوق المسلمين، في أكثر من إتجاه، سيظن أن ميول الرجل إسلامية !.
إذن من الصعب أن تعرف توجهات بايدن من خلال تصريحاته السياسية، والتي ما ترتبط غالباً بإنتخابات أو ما شابه ذلك.
لكن ... لا ننسى أن بايدن كان أحد ثلاثة فقط من الديمقراطيين، الذين أيدوا الرئيس #جورج_بوش في حربه للعراق.
ولا ننسى كذلك مواقف بايدن تجاه سياسيين وحقوقيين مصريين خلال الأعوام من ٢٠٠٥م حتى قيام ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١م، وكان على رأسهم رئيس حزب الغد الدكتور #أيمن_نور .
.........................................
والآن أستطيع أن أقول : مصر عليها الإسراع بإصلاحات في ملف حقوق الإنسان بخطوات أسرع مما هو الوضع عليه الآن.
كما أن الإصلاح في الملف الحقوقي سيتطلب إصلاح آخر في الملف السياسي، وهذا هو التحدي الأكبر.
* ذلك لأن الإدارة الأمريكية الحالية، وأيضاً الإدارات الأمريكية القادمة، لن يكون أي منهم مثل إدارة ترمب، الذي كان وجوده يعدُ نقيصة أصابت الديمقراطية الأمريكية، بيد أن الأمريكيين يعرفون جيداً كيف لا يكررون أخطائهم.
.........................................
في النهاية :
ليس العمل على تحقيق إصلاحات حقوقية، وسياسية، بالأمر المعيب، بل إنه الواجب على أي نظام حكم.
ونظراً لموقع مصر تاريخياً وجغرافياً، فإن العالم يتابعها، ويضعها دوماً تحت المجهر.
وبالتالي :
فإن الخيار الأفضل للسلطة، هو تحقيق عدالة حقوقية، وديمقراطية، وحرية.
أسأل المولى الحكمة والهدى
شادي طلعت
اجمالي القراءات
2243