نقد كتاب الشيطان عدوك الأول
نقد كتاب الشيطان عدوك الأول
المؤلف عبد الله بن عبد الحميد الأثري وهو يدور حول الشيطان وفى المقدمة حدثنا الأثرى عن قصة إبليس مع آدم(ص) فقال:
"أما بعد: فإن للشيطان مع الإنسان قصة بدأت منذ بداية الخليقة، وستظل إلى قيام الساعة، وهذه القصة هي العداوة المتأصلة التي كانت بدايتها مع أبينا آدم (ص)واستمرت مع ذريته من بعده"
ثم حدثنا عن تحذير الله لنا من الشيطان وأضرار تقليده فقال :
" ولقد حذرنا الله ورسوله (ص)من الشيطان ومن عداوته لنا، وخوفنا من مصائده ومكائده، فقال تعالى: {الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم} وقال تعالى: {إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير} وقال تعالى: {يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين * إنما يامركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون} وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين} وقال تعالى: {كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين}
وقد قرر القرآن عداوته في آيات كثيرة، ووراء هذه العداوة هدف يريد الشيطان الوصول إليه، وهو إيصال من تبعه إلى النار."
وحدثنا عن كون عقيدة السنة كون شياطين الجن توسوس لبني آدم فقال:
ومن أصول عقيدة أهل السنة والجماعة أنهم يؤمنون بأن الله تعالى خلق شياطين الجن توسوس لبني آدم، وتتربص لهم وتتخبط بهم، قال تعالى: {وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون} وإن الله يسلطهم على من يشاء من عباده، قال تعالى: {واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا}
ويحفظ من كيدهم ومكرهم من يشاء من عباده، قال تعالى: {إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون * إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون} "
والاستدلال بالآية خاطىء فكلمة الشياطين فى الآية لم تحدد كونهم إنس أو جن وهو ما يناقض كون الشياطين إنس وجن كما قال تعالى :
"وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا شياطين الإنس والجن يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا"
منا أن الوسوسة تكون فى صدور الإنس والجن كما قال تعالى :
" من شر الوسواس الجناس الذى يوسوس فى صدور الناس من الجنة والناس"
ومن ثم يكون الموسوسين هم شياطين الإنس للإنس وشياطين الجن للجن لعدم وجود إتصال بين العالمين إلا ما سمح به الله كسماع الجن للقرآن من النبى(ص) دون ان يعلم إلا بعد نزول سورة الجن
وحاول الأثرى تعريف الشيطان فقال :
"وإذا كانت العداوة بهذا الحجم، كان على المسلم أن يعرف عدوه معرفة تامة؛ حتى يكون قادرا على أخذ الحيطة والحذر من مخططات الغواية التي ينصبها للناس هذا العدو.
وفي هذه الرسالة - إخوة الإسلام - تقدم لكم تعريفا عاما للشيطان: صفاته ومكائده وأسباب لبسه للإنسان وتغلبه عليه، حتى نكون على بينة من أمر عدونا اللدود، ولكي نجتنب كل صفاته ونتعرف على مكائده، ونأخذ طرق الوقاية منه، وكيفية التغلب عليه والتحصن منه، وذلك كله منتقى من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه (ص)اللذين بينا حجم العداوة والمعركة ليكون المسلم من حيث اليقظة والتنبه بالقدر الذي يواجهه هذا العدو اللدود، وتكفل القرآن والسنة بإيجاد الأسلحة اللازمة لذلك في كل ميدان ونرجو الله العلي العظيم أن ينفع بها المسلمين حتى يرجعوا كما كان سلفهم الصالح من الصحابة والتابعين وتابعيهم إلى يوم الدين، مصداقا لقوله تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله}
تعريف عام للشيطان
إن مما يميز دين الإسلام ويجعله شامخا عزيزا قدرته على الوقوف أمام الشدائد والمحن، وإعطاءه للمسلم الطرق والسبل التي تعينه على العيش في أجواء مطمئنة. وفي السنة النبوية بيان الطرق والأساليب التي يستطيع المسلم إذا اتبعها والتزم بها أن يدفع عنه شر شياطين الجن بإذن الله.
والآن نعرض بعض صفات العدو الأول لابن آدم [الشيطان]؛ ومنها:
* الشيطان عدو محارب:
لقد أعلنها حربا ضروسا، تنبثق من خليقة الشر فيه، ومن كبريائه وحقده على الإنسان، وأنه استصدر بها من الله إذنا، فأذن سبحانه لحكمه يراها، فانطلق الشيطان ينفذ وعيده، ويستذل عبيده، قال تعالى: {قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون * قال فإنك من المنظرين * إلى يوم الوقت المعلوم * قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين} * الشيطان معركته مع ابن آدم من جميع الجهات:
قال تعالى: {قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم * ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين} "
الاستدلال بكلام الشيطان الأول وهو كاذب على حربه لنا هو كذب فإبليس ليس موجودا فى حياة الناس لأنه طرد من الجنة إلى النار مباشرة كما قال تعالى :
"قال فاخرج منها مذءوما مدحورا لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين"
ومن ثم فالحديث ليس عن إبليس ولكن على الشيطان فى كل نفس وهو شهواته
وتحدث عن جنود إبليس فقال:
* الشيطان يحرك جنده بسرية تامة وفي الخفاء:
قال النبي (ص)«إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم»[متفق عليه]
كما أن الدم يصل إلى جميع أجزاء البدن؛ فإن الشيطان كذلك، وكما أن الإنسان لا يحس بجريان الدم؛ فكذلك لا يشعر بوسوسة الشيطان."
وجنود إبليس ليسوا عسكرا من الجن ولكنهم هم من قلدوا عمله مع أمر الله بالعصيان والرواية الخطأ فيها وجود الشيطان فى الجسم فى عروق الدم وشيطان الإنسان هو فى نفسه وليس فى جسمه فالذى يوسوس للإنسان هو النفس كما قال تعالى "
"ونعلم ما توسوس به نفسه "
وتحدث عن تكبر إبليس فقال :
* الشيطان متكبر:
قال تعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر} "
وتحدث عن وحيه للإنسان فقال :
* الشيطان يوحي الجدال والقول على الله بغير علم:
قال تعالى: {ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد} "
واتباع الشيطان يعنى اتباع هوى النفس وهو شهواتها وتحدث عن وقيعة الشيطان بين الناس فقال :
* الشيطان يحرش بين المؤمنين:
قال تعالى: {وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا} وقال (ص)«إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم» [رواه مسلم]."
والحديث الخطأ فيه يأس الشيطان من المصلين فى جزيرة العرب ولا ندرى أى يأس وقد نجح فى جعلهم يرتكبون كل الموبقات حتى عاد الرقص والغناء والرياضات المحرمة فى عصور سابقة وفى عصر سلمان وولده وعاد النصارى وغيرهم للوجود فيها وأقام ابن زايد فيها معابد للبوذيين والهندوس
وتحدث عن اخوة الشيطان للمبذرين فقال :
* الشيطان أخ للمبذرين:
قال تعالى: {فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى} ولو أسرف الإنسان في أي شيء شاركه الشيطان فيه.
* الشيطان يسمي الأشياء بغير أسمائها:
قال تعالى حاكيا عنه: {إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين} لقد سمى إبليس تلك الشجرة المحظورة شجرة الخلد وهو غير اسمها."
وتحدث عن كون الغناء هو قرأن الشيطان فقال :
"* الشيطان قرآنه الغناء:
قال تعالى: {واستفزز من استطعت منهم بصوتك}
إن صوت الشيطان هو: الغناء، ومزامير الشيطان هي: المعازف وآلات الموسيقي، وقد احتال بها على خلق كثير والله المستعان"
والغناء ليس كله محرما حتى بكون هو كتاب الشيطان فطيبه حلال وحرامه حرام
وتحدث عن عداوة الشيطان للطفل من يوم الولادة فقال :
"* الشيطان عداوته تبدأ مع ابن آدم من يوم ولادته:
قال النبي (ص)«ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد، فيستهل صارخا من مس الشيطان، غير مريم وابنها». [متفق عليه]."
الخطأ فى الرواية مس الشيطان للوليد ساعة ولادته وهو كلام يخالف أن الطفل لا يعلم أى شىء فكيف سيغويه الشيطان أو يمسه وهو لا يعرف خيرا أو شرا كما قال تعالى :
"أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا"
ثم تحدث عن أمر بتغيير خلق الله فقال :
"* الشيطان يأمر بتغيير خلق الله:
قال تعالى: {ولآمرنهم فليغيرن خلق الله} "
وحدثنا عن استخدام الشيطان ليده اليسرى فقط فقال :
* الشيطان يأكل ويشرب ويأخذ ويعطي بشماله:
قال (ص)«ليأكل أحدكم بيمينه، وليشرب بيمينه، وليأخذ بيمينه، وليعط بيمينه؛ فإن الشيطان يأكل بشماله، ويشرب بشماله، ويعطي بشماله، ويأخذ بشماله» [صحيح: أبو داود]."
وهذا خطأ لم يقله النبى(ص) وهو اتهام لله تعالى بأنه لم يحسن الخلق عندما خلق اليد الشمال وهو ما يخالف قوله تعالى:
"الذى أحسن كل شىء خلقه"
فلو كان استعمال الشمال محرم فكيف يسجد الخلق وظلالهم شمالا ويمينا كما قال تعالى "
"أو لم يروا إلى ما خلق الله من شىء يتفيوأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله"
ولو كان الشمال محرما فلماذا فى الصلاة الحالية يسلمون عن اليمين والشمال ولماذا يضعون الأيدى اليمنى على اليسرى؟
ثم فال شراكة الشيطان فقال :
* الشيطان يشارك ابن آدم في مبيته وطعامه وشرابه إذا لم يذكر اسم الله عليه:
قال (ص)«إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء» [رواه مسلم].
وقال (ص)«إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه؛ حتى يحضره عند طعامه، فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط ما كان بها من أذى، ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان، فإذا فرغ فليلعق أصابعه؛ فإن لا يدري في أي طعامه تكون البركة» [رواه مسلم]."
مشاركة الشيطان المسكن والطعام والشراب هو تخريف لم يقله النبى(ص) فالشيطان كما سبق القول فى داخل الإنسان نفسه مسلما أو كافرا ومن ثم فهو يدرك كل شىء إن أطاعه الإنسان ولا يدرك شىء إن عصاه الإنسان
وتحدث عن هروب الشيطان عند نداء الصلاة فقال :
"* الشيطان يهرب إذا نودي بالصلاة:
قال (ص)«إن الشيطان إذا نودي بالصلاة أدبر» [رواه مسلم]، وقال (ص)«إن الشيطان إذا سمع النداء بالصلاة ذهب حتى يكون مكان الروحاء» [رواه مسلم]."
الخطأ هو هروب الشيطان من الآذان حتى يكون بالروحاء ويخالف هذا كون الشيطان فى داخل الإنسان يوسوس باستمرار خاصة عند وجود الطاعات لله وفى هذا قال تعالى "من شر الوسواس الخناس الذى يوسوس فى صدور الناس "ولو فرضنا صحة الهروب من الآذان لوجب على الشيطان أن يهرب الآن خارج الأرض لوجود المساجد فى الأرض كلها وخارج الأرض محرم عليه لوجود الشهب التى تصيب من يصعد للسماء .
وتحدث عن تحريك السبابة في التشهد أشد على الشيطان فقال:
* تحريك السبابة في التشهد أشد على الشيطان من الحديد:
قال (ص)«لهي أشد على الشيطان من الحديد» يعني السبابة[صحيح: رواه الإمام أحمد]"
وهو كلام لا يقوله النبى(ص) فالإشارة لا تفيد بأى شىء طالما يطيع الإنسان شيطانه ثم قال :
* الشيطان يقطع صلاة المصلي إذا لم يتخذ سترة ويدنو منها:
قال (ص)«إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها، لا يقطع الشيطان عليه صلاته» [صحيح: النسائي]."
والخطأ أن المدروء أى المدفوع سواء إنسان أو غيره من المخلوقات شيطان وقطعا لو كان المدروء أى المدفوع حمارا أو بقرة أو غير هذا من المخلوقات فلا يمكن أن يكون شيطان لسبب هو أن الشياطين إنس وجن فقط مصداق لقوله تعالى "وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا شياطين الإنس والجن"
ثم قال :
"الشيطان يأتي المصلي وهو يصلي:
قال (ص)«إن الشيطان يأتي أحدكم في صلاته، فيلبس عليه، حتى لا يدري كم صلى؟ فإذا وجد ذلك أحدكم، فليسجد سجدتين وهو جالس قبل أن يسلم، ثم يسلم» [صحيح: أبو داود]."
يتناقض الحديث مع حديث هروب الشيطان عند نداء الصلاة فهروبه معناه أنه لا يحضر الاذان ولا الصلاة لأنه يهرب مسافة كبيرة
ثم قال:
* الشيطان إذا وجد فرجة بين المصلين يدخل منها:
قال (ص)«أقيموا الصفوف؛ فإنما تصفون بصفوف الملائكة، وحاذوا بين المناكب وسدوا الخلل، ولينوا بأيدي إخوانكم، ولا تذروا فرجات للشيطان، ومن وصل صفا وصله الله، ومن قطع صفا قطعه الله عز وجل» [صحيح: أبو داود].
وقال (ص)«رصوا صفوفكم وقاربوا بينها، وحاذوا بالأعناق؛ فوالذي نفسي بيده إني لأرى الشيطان يدخل من خلل الصف كأنها الحذف» [صحيح: أبو داود]. والحذف: أولاد الغنم."
الخطأ ن الشيطان يدخل بين الصفوف وهو ما يخالف أن الله عرفنا كل سلطان الشيطان هو الوسوسة وليس الوقوف بين الصفوف وفى هذا قال تعالى "وما كان لى عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لى "فكيف يدخل الشيطان بين صفوف المصلين فى الفتحات وهو لا يملك غير قوة الدعوة ؟
ثم قال :
* الشيطان يوغر صدر الأخ على أخيه:
كما فعل بيوسف - عليه السلام -. قال تعالى على لسان يوسف: {من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي}
* الشيطان يريك في منامك ما تكره:
قال (ص)«إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها فإنما هي من الله، فليحمد الله عليها وليحدث بها، وإذا رأى غير ذلك مما يكره، فإنما هي من الشيطان». [متفق عليه]."
الخطأ تقسيم الرؤيا لثلاث من الله ومن الشيطان ومن النفس وكل الرؤى من الله حسنة أو سيئة بدليل أن رؤيا إبراهيم (ص)كانت سيئة حيث رأى نفسه يذبح ولده فهل كان هذا تخويف من الشيطان أم اختبار من الله ؟طبعا اختبار أى بلاء وفى هذا قال تعالى "قد صدقت الرؤيا يا إبراهيم إنا كذلك نجزى المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين "وبدليل أن رؤيا الملك بسورة يوسف كانت محزنة ومع هذا هى من عند الله
ثم قال :
* الشيطان يضحك من ابن آدم إذا تثاءب ولم يضع يده في فمه:
قال (ص)«العطاس من الله، والتثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليضع يده على فيه، وإذا قال: آه آه؛ فإن الشيطان يضحك من جوفه، وإن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب» [صحيح: الترمذي]."
الخطأ أن التثاؤب من الشيطان وهو يخالف أن كل ما يفعله الشيطان هو الوسوسة مصداق لقوله تعالى "قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس الذى يوسوس فى صدور الناس من الجنة والناس "
ثم قال :
* الشيطان يعقد على قافية رأس النائم ثلاث عقد:
قال (ص)«يعقد الشيطان على رأس أحدكم ثلاث عقد إذا نام، بكل عقدة يضرب عليك ليلا طويلا، فإن استيقظ فذكر الله عز وجل انحلت عقدة، وإذا توضأ انحلت عنه عقدتان، فإن صلى انحلت العقد، فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان» [رواه مسلم]"
والخطأ عقد الشيطان على رأس الإنسان وهو يخالف أن الشيطان لا يقدر على فعل شىء سوى الوسوسة لقوله "قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس الذى يوسوس فى صدور الناس "
ثم قال :
* الشيطان يطمع في ابن آدم إذا سافر وحده:
قال (ص)«الراكب شيطان، والراكبان شيطانان، والثلاثة ركب» [صحيح: الترمذي]."
قطعا لم يقل النبى(ص) ذلك وإلا كان وصاحب خفى الغار من الشياطين وكان غبراهيم0ص) ولوط(ص) عندما هاجرا معا شيطانين ثم قال:
* الشيطان يبتعد من الجماعة:
قال (ص)«من أراد منكم بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة؛ فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد» [صحيح: الترمذي]"
يتناقض ذلك مع أمر الله بالتفكير الفردى فى قوله تعالى :
"قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة"
ثم قال :
* الشيطان يغوي بالمرأة إذا خرجت من بيتها:
قال (ص)«المرأة عورة؛ فإذا خرجت استشرفها الشيطان»[صحيح: الترمذي]"
يخالف هذا كون الرجل والمراة عورتين كما قال تعالى:
"فوسوس لهما الشيطان ليبدى ما ورى عنهما من سوءاتهما"
وقال:
"يا بنى آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سواءتهما"
ثم قال :
"* الشيطان ثالث امرأة ورجل في خلوة:
قال (ص)«لا يخلون رجل بامرأة؛ فإن ثالثهما الشيطان»[صحيح: ابن ماجه]"
وهذا معناه أن زكريا(ص) لما خلا بمريم فى المحراب كان معهم شبيطان وكذلك جبريل (ص) وكذلك محمد(ص) مع المجادلة وقطعا الخلوة مباحة للخير
ثم قال :
"* الشيطان يؤثر على الدم الزائد في الحيض عند بعض النساء:
فعن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله (ص)قال لها عن الدم الزائد في الحيض: «إنه ركضة من ركضات الشياطين» [صحيح: الترمذي]. فإذا ركض الشيطان ذلك العرق، سال الدم منه."
كلمة الشيطان تطلق على المرض كما فى قول أيوب" أنى مسنة الشيطان بنصب وعذاب"
فوصف المرض بالشيطان لكونه بعيد عن الخير وهو الصحة ثم قال :
* الشيطان لا يقيل:
قال النبي (ص)«قيلوا فإن الشياطين لا تقيل».[صحيح الجامع: 443]
القيلولة: النوم في الظهيرة."
والرسول0ص) لا يقول هذا لأن بهذا يعتبر المجاهدين المرابطين ليل نهار شياطين وكذلك من يعالجون الناس الذين يمرضون أو يجرحون فى ذلك الوقت ثم قال :
* الشيطان ينشر دعوته عند السبل الضالة:
قال تعالى: {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله} وقد شرح رسول الله (ص)هذه الآية: فخط خطا بيده، ثم قال: «هذا سبيل الله مستقيما» وخط عن يمينه وشماله، ثم قال: «هذه سبيل الله مستقيما» وخط عن يمينه وشماله، ثم قال: «هذه السبل ليس فيها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه ثم قرأ » [صحيح: النسائي]"
* الشيطان يتعاظم إذا سبه ابن آدم، ويتصاغر إذا ذكر الله:
قال (ص)عند عثور الدابة وغيرها: «لا تقل: تعس الشيطان، فإنك إذا قلت ذلك تعاظم حتى يكون مثل البيت، ويقول: بقوتي، ولكن قل: بسم الله؛ فإنك إذا قلت ذلك تصاغر الشيطان حتى يكون مثل الذباب» [صحيح: أبو داود]."
الخطأ الدعاء على الشيطان بقول تعس الشيطان يجعله يكبر حتى يصبح مثل البيت وهى آية معجزة وقد منع الله الآيات المعجزات عن الناس فقال "وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون "
ثم قال:
* الشيطان يأتي عند الغضب:
قال (ص)«إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان، ذهب عنه ما يجد» [متفق عليه]. وقالها (ص)عن رجل احمر وجهه وانتفخت أوداجه عند الغضب."
قطعا الشيطان لا يذهب بكلمة أو باستعاذة كلامية وإنما بمشيئة الإنسان عندما يعود لدين الله
ثم قال :
* الشيطان لا يقرب من يقرأ آية الكرسي:
وقد صح أن الشيطان قال لأبي هريرة «من قرأ آية الكرسي قبل النوم، لا يزال عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح» وأقر رسول الله (ص)فقال: «صدقك وهو كذوب» [رواه البخاري]."
والخطأ المشترك مخالفتها للأجر فى الوحى وهو الحفظ من الشياطين وكل هذا مخالف للأجر وهو دخول العامل للصالح الجنة وأى عمل غير مالى بـ10 حسنات مصداق لقوله تعالى "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "وبـ700أو 1400حسنة إذا كان عمل مالى مصداق لقوله تعالى "مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء " وأى حسنة تكفر كل الذنوب مصداق لقوله تعالى "إن الحسنات يذهبن السيئات " كما أن عامل الحسنة يأخذ أجرها وحده وليس غيره لأنه ليست من سعيه مصداق لقوله تعالى "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى "
ثم قال:
* الشيطان يصفد في رمضان:
قال (ص)«إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين» [صحيح: النسائي].
الخطأ الأول تصفيد الشياطين فى رمضان وهو يخالف حدوث الذنوب من قبل المسلمين فى رمضان ويخالف وجود الكفار فى الدنيا فى رمضان لأن معنى شل قدرة الشياطين فيه هى إسلام الناس كلهم فيه والخطأ الأخر هو إغلاق أبواب النار وفتح أبواب الجنة وهو ما يخالف أنها مفتحة لدخول أى ميت حسب عمله فليس معقولا أن يترك الكافر بلا عذاب شهرا حتى ينتهى رمضان
ثم قال:
* الشيطان لا يصمد أمام التوبة الصادقة:
قال تعالى: {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون}
* الشيطان ضعيف هزيل أمام المخلصين:
قال تعالى حاكيا عنه: {قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين} والله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا له.
وقال النبي (ص)«إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا له وابتغي به وجهه» [صحيح: النسائي]."
وفى الخاتمة قال الأثرى :
وأخيرا: اعلم أخا الإيمان أن الله تعالى لم يجعل للشيطان على العبد سلطانا حتى جعل للعبد سبيلا إليه بطاعته، فجعل الله له حينئذ عليه تسلطا وقهرا؛ فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه.
وإذا كنت - أخي المسلم - حريصا على عدم تخبط الشيطان بك؛ فاحرص على وصية نبيك (ص)في الأذكار والأوراد عامة؛ فإنه من واظب عليها أمن على نفسه وأهله وولده وحاله من مكائد الشيطان وآفات الزمان، وكفاه الله ووقاه."
والملاحظ هو اعتماد الرجل فى الحماية من الشيطان على الأوراد والأذكار الكلامية وهو ما يخالف أن الحامى هو طاعة الله فى كل الأحكام
اجمالي القراءات
2532