نسخ ما فات وقت تدمير الموقع:
( أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ )

آحمد صبحي منصور Ýí 2021-09-26


 

( أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ )


أحمد صبحى منصور
 

المزيد مثل هذا المقال :

الحوار المتمدن-العدد: 6772 - 2020 / 12 / 27 - 19:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    
مقدمة :
1 ـ من عدة أيام كتبت على صفحتى هذا البوست : ( هل تريد أن تعرف مقدما لون وجه الأئمة مالك والشافعى وابن حنبل والبخارى ومسلم وابن تيمية ..الخ ؟ إقرأ قوله جل وعلا : ( وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ (60) الزمر) ودائما : صدق الله العظيم ).
2 ـ انتشر هذا البوست وعلّق عليه كثيرون منزعجين من التعرّض للبخارى بالسوء . رددت عليهم بأنها عبادة لأسماء توارث الناس تقديسها ، وهذه الأسماء لا صلة لها بالشخص الحقيقى ، وقلنا إن البخارى هو الاسم المقدس لشخص كان إسمه ( ابن برزدويه ( الموجوسى ). يعنى توارى الاسم الحقيقى وابتدعوا إسما جديدا قدسوه وعبدوه ..ولا يزالون .
3 ـ هناك ملمح أساس من ملامح الكفر بالله جل وعلا ، كان قديما ولا يزال عند المحمديين ، وهو إختراع أسماء وتقديسها بحث تتكوّن لها رهبة حين النُّطق بها ولا يجرؤ أحد على إنتقادها . يسهُل عليهم سبُّ الدين وإعلان الإلحاد والكفر بالرحمن والاستهزاء بالقرآن ،ولكن لا يجرؤ أحدهم أن يتعرّض لهذه الأسماء بسوء . ونعطى بعض تفصيلات :
أولا : قبل نزول القرآن الكريم :
1 ـ قوم نوح كانوا يؤمنون بالله جل وعلا ، فهم الذين قالوا عن نوح : ( فَقَالَ الْمَلأ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لأَنزَلَ مَلائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الأَوَّلِينَ (24) المؤمنون) أي كالمحمديين يعرفون الله جل وعلا وملائكته ، ولكن اشركوا وكفروا حين أطلقوا أسماء على آلهة قدسوها وتمسكوا بها كما يفعل المحمديون الآن . تواصّوا على التمسك بآلهتهم وأسمائها المخترعة : ( وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً (23) نوح ) . ظلوا على هذا 950 سنة ، المدة التي ظل فيها نوح عليه السلام يدعوهم ، في النهاية دعا عليهم : (وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنْ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً (27) نوح ) .
2 ـ جاء بعدهم قوم عاد ، كالعادة كانوا يؤمنون بالله جل وعلا ، فهم الذين إتهموا نبيهم هودا عليه السلام بأنه إفترى على الله كذبا : ( إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ (38) المؤمنون ) يعنى يعرفون الله جل وعلا ويؤمنون به ، ولكن يؤمنون بآلهة أخرى اخترعوا لها أسماء قدسوها ، ومن أجلها جادلوا نبيهم هودا عليه السلام ، فقال لهم غاضبا ساخطا : (قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنْ الْمُنتَظِرِينَ (71) الاعراف ) .
3 ـ في مصر القديمة كانوا يعرفون الله جل وعلا ويؤمنون به . وفى قصة موسى قالت النسوة المترفات في العاصمة المصرية حين إنبهرن بجمال يوسف : ( فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ (31) يوسف. ) وقلن في حضرة الملك في شهادتهن على عفّة يوسف : ( قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ ) وزوجة العزيز التي حاولت إغواء يوسف إعترفت علنا في نفس المجلس وعبّرت عن توبة صادقة يملؤها الايمان بالله جل وعلا : ( قَالَتْ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدتُّهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنْ الصَّادِقِينَ (51) ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (52) وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (53) يوسف ). مع إيمانهم بالله كان المصريون ـ ولا يزالون ــ يعبدون آلهة مع الله جل وعلا يطلقون عليها أسماء ما أنزل الله جل وعلا بها من سلطان . كان منها قديما أسماء شتى مثل : ( رع ) و( آمون ) و ( عزى التي ترجموها باليونانية الى ايزيس ) و ( عزير الذى ترجموه باليونانية الى اوزوريس ). وتكاثرت عبادة الأسماء ولا يزال منها ( آمون ) الذى يستعمله المحمديون والمسيحيون في الصلاة فيقولون ( آمين ) . المهم أن يوسف عليه السلام لصاحبيه في السجن : ( يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمْ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (40) يوسف )
4 ـ تأثر العرب في الجاهلية بالدين المصرى مع بعض تحويرات ، فانتقلت الى الحجاز عبادة ( عزى ) تحت إسم ( العُزّى ) و ( مناة ) من ( آمون ) ، وقال جل وعلا عن عبادتهم الأسماء : ( أَفَرَأَيْتُمْ اللاَّتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى (20) أَلَكُمْ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثَى (21) تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى (22) إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمْ الْهُدَى (23) النجم ).
ثانيا : بعد نزول القرآن الكريم :
5 ـ بعد نزول القرآن الكريم تأسست أديان أرضية أصبح بها ( المسلمون ) محمديين ، ولا يزل من أديانهم الأرضية التشيع والسُّنّة والتصوف . وكل دين أرضى إبتدع أسماء يقدسها ، وهى غير الاسم الحقيقى للشخص المعبود . مثلا :
1 : لو وقف شخص وقال : ( لعن الله عبد الله بن قحافة ) لن يلتفت اليه أحد . لكن لو قال ( لعن الله أبا بكر الصديق ) فهو في مشكلة كبرى . ( أبو بكر الصديق ) هو ( عبد الله بن قحافة ) .
2 : لو وقف شخص وقال : ( لعن الله ابن يرزدويه ) لن يلتفت اليه أحد . لكن لو قال ( لعن الله البخارى ) فهو في مشكلة كبرى . ( ابن يرزدويه ) هو ( البخارى ) .
3 : في العراق وايران لو وقف شخص وقال : ( لعن الله محمد بن على ) لن يلتفت اليه أحد . لكن لو قال ( لعن الله محمد الباقر) فهو في مشكلة كبرى لأن ( محمد الباقر) أحد الآلهة عند الشيعة . سمّوه الباقر وعبدوا هذا الاسم .
4 : هناك أيضا لو وقف شخص وقال : ( لعن الله جعفر بن محمد ) لن يلتفت اليه أحد . لكن لو قال ( لعن الله جعفر الصادق ) فهو في مشكلة كبرى . لأن ( جعفر الصادق ) أحد الآلهة عند الشيعة . سمّوه الصادق وعبدوا هذا الاسم .
5 : هناك أيضا لو وقف وقال : ( لعن الله موسى بن جعفر ) لن يلتفت اليه أحد . لكن لو قال ( لعن الله موسى الكاظم ) فهو في مشكلة كبرى ، لأن ( موسى الكاظم ) أحد الآلهة عند الشيعة . سمّوه الكاظم وعبدوا هذا الاسم .
6 : في مصر ، لو وقف شخص وقال : ( لعن الله احمد بن على بن إبراهيم بن يحيى ) لن يلتفت اليه أحد . لكن لو قال ( لعن السيد البدوى ) فهو في مشكلة كبرى . ( السيد البدوى ) أشهر إله صوفى في مصر . وقد مات المدعو (أحمد، بن علي، بن إبراهيم بن يحيى ) دون أن يعرف الاسم المقدس ( السيد البدوى ) الذى أطلقوه عليه . وقليل من يعرف إسمه الحقيقى ( أحمد، بن علي، بن إبراهيم بن يحيى ) . ولو عرف فلن يهتم لأنه يستغيث ويطلب المدد بالاسم المقدس : ( السيد أحمد البدوى )
7 : في مصر أيضا لو وقف شخص وقال : ( لعن الله على بن عبد الجبّار ) لن يلتفت اليه أحد . لكن لو قال ( لعن الله أبا الحسن الشاذلى ) فهو في مشكلة كبرى . ( أبو الحسن الشاذلى ) هو الاسم المقدس لمن كان اسمه الحقيقى ( على بن عبد الجبار ) . وقليل من يعرف إسمه الحقيقى ( على بن عبد الجبار). ولو عرف فلن يهتم لأنه يستغيث ويطلب المدد بالاسم المقدس : ( أبو الحسن الشاذلى )
8 : في مصر أيضا ( الإسكندرية خصوصا ) لو وقف شخص وقال : ( لعن الله أحمد بن حسن بن علي ) لن يلتفت اليه أحد . لكن لو قال : ( لعن الله المرسى أبو العباس ) فهو في مشكلة كبرى . وقليل من يعرف إسمه الحقيقى ( أحمد بن حسن بن علي ) . ولو عرف فلن يهتم لأنه يستغيث ويطلب المدد بالاسم المقدس : ( المرسى أبو العباس ) ، وهم يؤدون له الصلاة بالفاتحة ، ومشهور عنهم أغنية : ( أقروا الفاتحة لابو العباس يا اسكندرية يا أجدع ناس ) .!
9 : في مصر أيضا لو وقف شخص وقال : ( لعن الله إبراهيم بن عبد العزيز ) لن يلتفت اليه أحد . لكن لو قال : ( لعن الله إبراهيم الدسوقى ) فهو في مشكلة كبرى ، لأن ( إبراهيم الدسوقى ) أحد الآلهة الصوفية المصرية ، وقليل من يعرف إسمه الحقيقى ( إبراهيم بن عبد العزيز ). ولو عرف فلن يهتم لأنه يستغيث ويطلب المدد بالاسم المقدس : ( إبراهيم الدسوقى ) .
10 : في صعيد مصر أيضا لو وقف شخص وقال : ( لعن الله يوسف بن عبد الرحيم ) لن يلتفت اليه أحد . لكن لو قال : ( لعن الله أبا الحجاج الأقصري ) فهو في مشكلة كبرى ، فالمدعو ( يوسف بن عبد الرحيم ) البغدادى المولد إشتهر بالولاية الصوفية في الصعيد فأطلقوا عليه إسما مقدسا هو ( أبو الحجاج الأقصرى ) . وقليل من يعرف إسمه الحقيقى ( يوسف بن عبد الرحيم ). ولو عرف فلن يهتم لأنه يستغيث ويطلب المدد بالاسم المقدس : ( أبو الحجاج الأقصرى ).
11 : في صعيد مصر أيضا لو وقف شخص وقال : ( لعن الله عبد الرحيم بن أحمد بن حجون ) لن يلتفت اليه أحد . لكن لو قال : ( لعن الله عبد الرحيم القناوى ) فهو في مشكلة كبرى . المدعو ( عبد الرحيم بن أحمد بن حجون ) صوفى مغربى ، إستقر في الصعيد فاشتهر فيه بالولاية ، واطلقوا عليه إسما صار مقدسا هو عبد الرحيم القناوى . وبسببه ينتشر إسم ( عبد الرحيم ) في الصعيد . وقليل من يعرف إسمه الحقيقى ( عبد الرحيم بن أحمد بن حجون ). ولو عرف فلن يهتم لأنه يستغيث ويطلب المدد من الاسم المقدس : ( عبد الرحيم القناوى ).
12 : وفى العصر المملوكى إشتهر بالولاية الصوفية شخص أمّى لا يقرأ ولا يكتب ، أطلقوا عليه إسم ( الفرغل ) ، وحتى الآن لا يزال منتشرا في مصر إسم ( فرغلى ) نسبة لهذا الولى الصوفى وإسمه المقدس . إسمه الحقيقى ( أحمد بن محمد بن حسن ) . لوقف شخص في الصعيد ولعن ( أحمد بن محمد بن حسن ) لن يصيبه ضرر، لكن لو تجرأ ولعن ( الفرغل ) فهو في مشكلة . وقليل من يعرف إسمه الحقيقى ( أحمد ابن محمد بن حسن ) . ولو عرف فلن يهتم لأنه يستغيث ويطلب المدد بالاسم المقدس ( الفرغل ).
أخيرا :
1 ـ كل هذه الأسماء الحقيقية العادية والأسماء المقدسة ليست من الإسلام وما أنزل الله جل وعلا بها من سلطان .
2 ـ أتدخلون الجحيم خالدين فيها من أجل أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله جل وعلا بها من سلطان .
3 ـ متى تعقلون ؟

اجمالي القراءات 3177

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5130
اجمالي القراءات : 57,290,676
تعليقات له : 5,458
تعليقات عليه : 14,839
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي