تعليق: الخليج وإيران وأمريكا: غزة خارج الحسابات | تعليق: دماء على الأسفلت . | تعليق: جزاك الله جل وعلا خيرا ابنى الحبيب استاذ سعيد على ، وأقول : | تعليق: هذه الأحاديث شكلت عقلية من الصعوبة بمكان إصلاحها فما السر في ذلك ؟ | تعليق: مفيش فايدة .. | تعليق: جزاك الله جل وعلا خيرا استاذ حمد ، واقول : | تعليق: ... | تعليق: الطفل لا يحتاج للعُمرة يا شيخ الأزهر . | تعليق: أستاذ رضا .. نرجو الإلتزتم بشروط النشر . | تعليق: قاضى ظالم ربنا ينتقم منه | خبر: وصمة المجتمع تزيد الانتحار في العراق | خبر: أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي يلتقون كارني ويعرب عن تفاؤله بإصلاح العلاقات مع كندا | خبر: قاضٍ فدرالي يجمّد قرار ترامب بمنع تسجيل الطلاب الأجانب في هارفارد | خبر: طالبان تجري محادثات مع روسيا والصين بشأن معاملات تجارية | خبر: رويترز تفضح صورة مغلوطة استخدمها ترامب ضد حكومة جنوب أفريقيا | خبر: إدارة ترامب توقف برنامج قبول الطلاب الدوليين في جامعة هارفارد.. بهذه الذرائع | خبر: خطب الجمعة الموحدة في المغرب.. تنظيم للشّأن الديني أم تقييد رسمي؟ | خبر: لطلاب الجامعات.. 10 دول بالعالم تسمح بالدراسة والعمل معًا | خبر: نساء أكثر تعليماً... هل تتبدّل قواعد الزواج؟ | خبر: مصر: موجة تجديدات وحبس بلا تحقيقات لصحافيين وسياسيين | خبر: رامافوزا يواجه ترامب ويرد على مزاعم الإبادة بجنوب أفريقيا | خبر: مصر: تحالف انتخابي لأهل المال والسلطة والنجومية | خبر: الغارديان: دول الخليج فشلت في إقناع ترامب بإيقاف حرب إبادة غزة | خبر: كم تبلغ ثروة الكنيسة الكاثوليكية ومن أين تأتي؟ | خبر: الكاتب المصري بلال فضل يرصد جريمة الاختفاء القسري في فيلم إفراج |
قراءة في قضية الاستمرار في الكتابة لمن لا يسمعون!:
هل من حق الكاتبِ أنْ يتملكه اليأس؟

محمد عبد المجيد Ýí 2020-10-17


هل من حق الكاتبِ أنْ يتملكه اليأس؟
 
تظل تكتب في دائرةِ الأمان النفسي طالما لم تغادر المعلوماتِ، والعقلَ، والتحليلَ المحايدَ، والاهتمامَ، وأنتَ في البُعْدِ الاجتماعي حتى لو كنتَ في قلب الحَدَث!
 
وحالما انتقلتَ بروحِكَ، ووجدانِكَ، وعواطفِكَ، خاصةً إذا كنتَ تكتب عن قضية وطنِك، وأهلــِك، وأحبابـِك، وأصدقائِك، وطفولتٍك، وأحلامِك، ولو كنتَ مهاجراً أو مغترباً في مكان آخر، فإنك كالذي انتقل من سكن الاستقرار إلى مصحةٍ للعلاج، وتتحول الورقة التي تكتب فيها إلى وصفٍ للمرضِ، وروشتة للعِلاجِ، وآهاتِ وجعِ الاثنين: القضية و..  الوطن الأم.
 
ماذا لو أنَّ المريضَ يسخر منك، أو يضع أصابعًه في أُذُنيه كلما تكلمْت، أو يُدير لك ظــَهْرَه؛ فهل تستمر إلى ما لا نهاية مُخادعاً نفسك، ومتصوراً أنَّ اليومَ الذي ينُصِتْ إليك فيه آتٍ لا ريبَ فيه؟
 
يُطالبون الكاتبَ أنْ يستمر في طرح قضية أو قضايا في مجتمع أَصَمّ؛ تسيطر عليه مفاهيمُ سياسية، وسلطوية، وبوليسية، وفِقْهية تجعل حواسَه كلــَّـها أقربَ إلى كوكبٍ آخر منها إلى الأرض!
 
أزمةٌ موجعة عندما يلامس قلمُ الكاتبِ قضايا الوطن الأم فينزلق من الحيادِ إلى الانخراط في هموم إصلاحية كأنها رمالٌ متحركةٌ لا يخرج منها إلا مُنْهَكاً، أو مَيتــاً نصفه حياة، أو تضربه حالةُ يأسٍ؛ فهو ليس صاحبَ رسالة سماوية، ولا تشدّ الملائكةُ من أزْرِه، ولا تسنده دولة وإمبراطورية مالية وإعلام يدعمه أو .. ينافقه.
 
وعندما يصل إلى مرحلة الرفض التام من ذوي الشأن الذين يحمل همومَهم، يقابــَـل بخرسٍ أو صمم، أو ضعف إبصار كأنه دخل في ظلمات بحرٍ لُجّي يغشاه موجٌ من فوقه بركان.
 
يقف ليسأل نفسه: كل الدلائل تشير إلى أنني أتحدث إلى قوم يتمسكون بسلطة فاشية أو دينية رهيبة، فما الفائدة التي ستعود علي إذا صرختُ في صخرةٍ ما بقي لي من عُمْر.
 
كُتــّاب، وصحفيون، وفلاسفة، وثائرون كأنهم الفرعُ الثاني للأنبياء، في كل مكانٍ في العالــَم؛ لكن اليأسَ يمتنع عن الاقتراب منهم، فإذا لمَسَتْ أو لامَسَتْ الأفكارُ أوجاعَ الوطن الأم تحوّلوا إلى مُصلحين عن غير قصد!
 
ما هو الحدُّ الأقصى للوجع قبل الوصول إلى اليأس؛ وقبل الانهيار النفسي والعقلي والعصبي؟
 
لا أحد يستطيع أنْ يوافق أو يعترض على لحظات شفّافة في نهاية طريق قلمٍ يرى صاحبُه سَدّاً لا قِبَل لأحدٍ به، فهي رؤية بصرية داخلية كنتيجة طبيعية لمئات الكتابات أو الأحاديث التي من المفترض لأناسٍ طبيعيين أنْ تزلزل الأرضَ من تحت أقدامهم.
 
يعود ليسأل: هل من حقي أن أشعر باليأس من تحريك عادة أو فكرة لتستقيم وتتناغم مع التطور، والتحضُّر، والتمدُّن، والتنمية وتساهم في رِفعة المجتمع؟
 
في أول الطريق يظل كاتباً، لكنَّ الوصولَ إلى أن يصبح مصلحاً يُنْذِر بعواصف عاتية من الذين يدافعون عن العادات، والتقاليد، والموروثات، والمرويات، والمقدّسات، فلديهم يكون السكونُ هو الأصلَ، وأيّ حركة للأمام تبدو كأنها هجرة دائمة من المستنقع الذي يتدفئون فيه، وينعمون بسكونه، ولا يرتفعون أو..  يسقطون!
 
كل الشعوب تمر بهذه المرحلة في تاريخها، وتموت الجماعة وهي واقفة، وتتخلف وهي تظن أنها تسير بأسرع من الصوت.
 
كل الشعوب قد تتعرض لقيودٍ سلطوية ودينية تجتمع على التخويف والترهيب: واحدة من القصر و.. الثانية من السماء.
 
أعود إلى سؤالي: هل يملك الكاتبُ قرارَه في اليأس، أم أنها نقطة غليان المُصْلــِـح عندما يكتشف أن الصخر تنبجس منه عيونُ ماء وأن الناس تتحجر عند نقطة اللامبالاة؟
 
يأسُ الكاتب حالة إنسانية طبيعية؛ فيشج رأسَه في الحائط، أو يعتزل المجتمع، أو ينتحر، أو يمشي مع التيار فينقلب على مبادئه، وينضم إلى القطيع، أو يلجأ إلى السماء؛ ليس ليأخذ منها روحَ التحدي؛ إنما لتمدّه بالتطرف، والقسوة، والغلظة في ألسنة وكتابات رجال الدين.
 
يأسُ الكاتبِ يُطـــِل برأسِه عندما تنحو كتاباتُه، وأقوالــُه، وأفكارُه نحو الإصلاح مع مزيج من الثورة، والإيمان بالوطن.
 
يأسُ الكاتب يصل منتهاه في وقت يموت تأثيرُ الكلمة، المقروءة أو المسموعة، وتصبح فقّـاعات من فراغ صنعتها السُلطة، والمنبر، والبرلمان، والصحافة، والقضاء.
 
اليأس الحقيقي يأتي بعد سنوات من محاولات مُضْنية لوضع كشّافات مُبهرة أمام الاعوجاج المجتمعي، ثم يكتشف الكاتبُ أنَّ الجماعة والفرد في حالة إغماء، دائم أو مؤقت.
 
يأسُ الكاتبِ يصنعه ذبابٌ إلكتروني يهاجم الإصلاحَ، والعقلَ، والمنطقَ، ويرفع أمامهم التقاليدَ الباليةَ، والموروثاتِ الحمقاءَ، والفهمَ العقيمَ لقشور الدين.
 
يأسُ الكاتبِ يتضح بجلاء عندما تتحول سواعدُ المواطنين من بناء الوطن إلى الإنشغال بالأدعية، والبكاء، والدموع، والرجاء أن يحمل الله عنها ثقل المهمة الإنسانية، ويضع حلاً لمشاكلها، وأزماتها، ويرزقها من السماء والأرض، وهي تكتفي بالصلاة، والصوم، وأداء الشعائر، والطلب من رب العزة أن يُيَسِّر أحوالــَها وهي جالسة تنتظر رضا السماء؛ بل تظن أن الله(حاشا لله) لا يسمع من المرة الأولى، وعليهم قضاء ساعات طويلة محاولين إيصال أصواتهم إلى ذي الجلال والإكرام!
 
يأس الكاتب حقٌّ له عندما تصبح النرجسية ديناً جديداً، ولا يكترث المواطنُ لعذابات ابن بلدِه في السجون والمعتقلات فهو خائف من سُلطة جاءتْ لتخدمه؛ فقرر هو خدمتـــَها.
 
أنت يائسٌ؛ إذاً فأنت موجود بعد طول محاولات لإيقاظ القوم، فإذا بالحاكم، والقاضي، والإعلامي، والداعية الديني، ورجل الأمن، والعسكر يرفضون وقف التخدير المجتمعي.
 
قمةُ اليأسِ قد تكون أسمى، وأرفع، وأقدس، وأعمق درجات الحب للوطن عندما يتحول الكاتب إلى مُصْلح، وتصبح الكتابةُ الفضفاضةُ عن الدنيا مخصصةً للوطنِ الأم.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 17 أكتوبر 2020  
 
اجمالي القراءات 3491

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-07-05
مقالات منشورة : 571
اجمالي القراءات : 6,496,581
تعليقات له : 543
تعليقات عليه : 1,339
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Norway